إسرائيل في حالة حرب - اليوم 564

بحث

مقتل قيادي في حماس في غارة للجيش الإسرائيلي في جنوب غزة واستئناف العمليات البرية في بيت حانون

الجيش الإسرائيلي يقول إن قواته تتواجد في بيت حانون شمال القطاع لتدمير البنية التحتية لحماس، وتوسيع المنطقة العازلة على طول الحدود، والجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرًا ”عاجلًا“ بإخلاء تل السلطان في رفح

القيادي البارز في حماس صلاح البردويل.  (Courtesy)
القيادي البارز في حماس صلاح البردويل. (Courtesy)

قُتل القيادي في المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل في غارة جوية إسرائيلية، حسبما أكدت الحركة يوم الأحد. وكانت وسائل إعلام مؤيدة لحماس قد ذكرت أن البردويل وزوجته قُتلا في غارة جوية ليلية على خان يونس جنوب القطاع الفلسطيني.

وكان البردويل عضوا معروفا في الجناح السياسي للحركة وأدلى بمقابلات إعلامية على مدار سنوات.

وقد اتهمت حماس في بيان لها إسرائيل باغتيال البردويل وزوجته بقصف صاروخي على ملجأ في خان يونس.

وقالت الحركة “نؤكد أن دماءه ودماء زوجته وسائر الشهداء الأبرار، ستبقى وقودا لمعركة التحرير والعودة، وأن هذا العدو المجرم لن ينال من عزيمتنا ولا من ثباتنا”.

وكان البردويل ثالث مسؤول سياسي في حماس يُقتل بعد تجدد الغارات الجوية الإسرائيلية. فقد قُتل رئيس الحكومة الفعلية للحركة عصام الدعاليس وقائد الأمن الداخلي محمود أبو وطفة يوم الثلاثاء، إلى جانب عدد من المسؤولين الآخرين.

كما قُتل العديد من أعضاء المكتب السياسي الآخرين في وقت سابق في القتال، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارًا وتكرارًا إن أحد الأهداف الرئيسية للحرب هو تدمير حماس ككيان عسكري وككيان حاكم. وقد اندلعت الحرب بسبب الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر 2023.

حمار يجر عربة محملة بمتعلقات نازحين فلسطينيين أثناء وصولهم من بيت لاهيا إلى مدينة غزة في 22 مارس، 2025. (Bashar Taleb / AFP)

وقالت السلطات الطبية التي تديرها حماس في غزة إن 19 شخصًا على الأقل، من بينهم البردويل، قُتلوا في الغارات الجوية خلال الليل. لا يمكن التحقق من الحصيلة الصادرة عن سلطات حماس أو تأكيدها بشكل مستقل وهي لا تفرق بين المقاتلين والمدنيين.

وقال شهود عيان إن دوي انفجارات سُمع في أنحاء القطاع ليلة السبت والساعات الأولى من يوم الأحد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح يوم الأحد أنه استأنف عملياته البرية في بيت حانون شمال غزة قبل يوم واحد.

وقال الجيش إن الهجوم هناك يهدف إلى تدمير البنية التحتية لحماس وتوسيع المنطقة العازلة على طول الحدود.

وخلال العملية، قصفت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي عدة أهداف لحماس في المنطقة.

فلسطينيون يتفقدون أنقاض مبنى أصابته غارة إسرائيلية في دير البلح بقطاع غزة في 22 مارس، 2025. (AP/Abdel Kareem Hana)

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يمكّن المدنيين الفلسطينيين من إخلاء ”منطقة القتال من أجل سلامتهم“.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الجمعة إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على مناطق إضافية في قطاع غزة إذا رفضت حماس إطلاق سراح الرهائن.

وقال كاتس: ”إذا استمرت منظمة حماس الإرهابية في رفض إطلاق سراح الرهائن، فقد أصدرت تعليماتي لجيش الدفاع بالاستيلاء على مناطق إضافية، وإخلاء السكان، وتوسيع المنطقة الأمنية حول غزة لحماية التجمعات السكانية الإسرائيلية وجنود جيش الدفاع، من خلال فرض إسرائيل سيطرة دائمة على المنطقة“، وأضاف ”طالما استمرت حماس في رفضها، فإنها ستخسر المزيد والمزيد من الأراضي التي ستضاف إلى إسرائيل“.

من المرجح أن يؤدي ضم أجزاء من غزة إلى رد فعل دولي كبير. وقد امتنعت إسرائيل إلى حد كبير عن ضم المناطق التي استولت عليها باستثناء القدس الشرقية ومرتفعات الجولان. ولا تزال كلتا الحالتين غير معترف بهما أساسًا من قبل المجتمع الدولي.

الدخان يتصاعد من أحد المباني خلف الخيام بعد استهدافه بغارة إسرائيلية، بعد أوامر إخلاء للسكان، في مدينة غزة، 22 مارس، 2025.(AP/Jehad Alshrafi)

يوم الأحد أيضا، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا ”عاجلًا“ وفوريًا بإخلاء الفلسطينيين المقيمين في حي تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، العقيد أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة X خريطة للمنطقة التي يجب إخلاؤها، وقال للسكان “تتواجدون في منطقة قتال خطيرة” حيث يقوم الجيش بعمليات في المنطقة.

وصدرت التعليمات لسكان غزة بالتحرك فورًا سيرًا على الأقدام عبر ما يسمى طريق غوش قطيف باتجاه منطقة المواصي على الساحل الجنوبي للقطاع.

قال أدرعي إن ”ممنوع التحرك بالمركبات“، محذراً سكان غزة من أن البقاء في تل السلطان أو السفر عبر طرق أخرى يعرض “حياتكم وحياة عائلاتكم للخطر”.

وأضاف “أخلوا فورا”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا الفلسطينيين إلى إخلاء مناطق القتال إلى ”ملاجئ إنسانية معترف بها“ في القطاع، ولكن ليس إلى ما كان يُعرف بـ”المنطقة الإنسانية“ التي كانت إسرائيل قد حددتها في جنوب القطاع. في الخرائط الأخيرة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي لسكان غزة، تم إزالة هذه المنطقة.

وقد نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات في تل السلطان في الماضي – حيث يضم الحي عددًا من المجمعات الرئيسية التابعة لحماس ولدى الحركة شبكة من الأنفاق التي تم احتجاز رهائن فيها. وبينما كان الجيش يعمل في المنطقة حتى وقت قريب، انسحبت القوات من الحي خلال الهدنة الأخيرة.

في منتصف شهر يناير، وافقت إسرائيل وحماس على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي استمر رسميا لمدة 42 يوماً وشهد إطلاق سراح 30 رهينة أحياء ورفات ثمانية رهائن، بينما أطلقت إسرائيل سراح ما يقرب من 2000 من الأسرى الفلسطينيين المدانين وغيرهم، قبل انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.

متظاهرون يرددون شعارات أثناء مسيرة في وسط تل أبيب في 22 مارس 2025، خلال مظاهرة مناهضة للحكومة الإسرائيلية تطالب بصفقة للإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. (Jack Guez / AFP)

وكان نتنياهو قد أمر باستئناف القتال في غزة ليلة الاثنين-الثلاثاء، قائلا إن المحادثات التي ستجري تحت النار بعد أن رفضت حماس مقترحات تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن 400 فلسطيني على الأقل، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، قُتلوا يوم الثلاثاء. ولم يتم التحقق من هذا الرقم وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين.

وأصرت حماس على التمسك بشروط الاتفاق الذي وافق عليه نتنياهو في يناير، والذي يقضي بأن يبدأ الطرفان في إجراء محادثات حول المرحلة الثانية في أوائل فبراير. وقد رفضت إسرائيل إلى حد كبير القيام بذلك.

وتنص المرحلة الثانية على إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين مقابل الإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وإنهاء الحرب بشكل دائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة. وفي حين وقّع نتنياهو على إطار عمل يتضمن هذه الشروط، إلا أنه أصر أيضا على أن إسرائيل لن تغادر غزة قبل تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكمية.

وفي حين تقول إسرائيل إن حملتها العسكرية ضرورية للضغط على حماس للإفراج عن المزيد من الرهائن، دعت عائلات العديد من الرهائن إلى تجديد وقف إطلاق النار.

وتحتجز الجماعات المسلحة في قطاع غزة 59 رهينة، من بينهم 58 من أصل 251 رهينة اختطفهم مسلحون بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023، بينهم 35 جثة على الأقل لرهائن أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

اقرأ المزيد عن