إسرائيل في حالة حرب - اليوم 365

بحث

مقتل قيادي في حزب الله في غارة إسرائيلية على بيروت مع استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل

السلطات اللبنانية تقول إن 6 أشخاص قُتلوا وأصيب 15 آخرين في الهجوم، ونحو 560 قُتلوا منذ تصاعد النزاع؛ إصابة جندي احتياط إسرائيلي جراء شظايا

مبنى سكني تعرض الطابقان العلويان منه لغارة إسرائيلية في منطقة الغبيري بالضاحية الجنوبية لبيروت الجنوبية، 24 سبتمبر، 2024. (Anwar AMRO / AFP)
مبنى سكني تعرض الطابقان العلويان منه لغارة إسرائيلية في منطقة الغبيري بالضاحية الجنوبية لبيروت الجنوبية، 24 سبتمبر، 2024. (Anwar AMRO / AFP)

استمر القتال العنيف عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله الثلاثاء، بما في ذلك غارة جوية إسرائيلية في العاصمة البنانية، بينما أطلقت المنظمة اللبنانية 300 صاروخ على شمال إسرائيل، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في مدن من بينها حيفا وصفد والناصرة ويكنعام، وكذلك في أنحاء الجليل.

وكان هدف الضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت قائد منظومة الصواريخ إبراهيم قبيسي. وقال الجيش الإسرائيلي إن قبيسي قُتل في الهجوم، إلى جانب اثنين آخرين على الأقل من كبار القادة في الجماعة.

وأكد حزب الله مقتل قبيسي بعد ساعات، وأصدر بيانا قال فيه إنه “استشهد على طريق القدس”، وهو المصطلح الذي يستخدمه الحزب لوصف قتلى الهجمات الإسرائيلية من عناصره.

وقاد قبيسي مختلف وحدات الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله، بما في ذلك وحدة الصواريخ الموجهة بدقة، بحسب الجيش.

وقال الجيش الإسرائيلي “على مر السنين وأثناء الحرب، كان مسؤولا عن عمليات إطلاق النار على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. كان قبيسي مصدرا مركزيا للمعرفة في مجال الصواريخ، وكان قريبا من القيادة العسكرية العليا لحزب الله”.

ولقد انضم قبيسي إلى حزب الله في الثمانينات، وخدم في العديد من الأدوار المهمة الأخرى، بما في ذلك منصب رفيع في شعبة العمليات في الجماعة ورئيس فرقة بدر الإقليمية، حسبما قال الجيش الإسرائيلي.

وأضاف أن قبيسي خطط أيضا لعملية الاختطاف التي قام بها حزب الله في جبل دوف عام 2000، والتي قُتل فيها الجنود الإسرائيليون الرقيب بنيامين أفراهام، والرقيب عدي أفيتان، والرقيب عمر سواعد واختُطفت جثثهم وأعيدت في صفقة تبادل أسرى في عام 2004.

ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات للهجوم.

وكانت الضربة في الضاحية الجنوبية، وهي معقل معروف لحزب الله، هي الهجوم الإسرائيلي الخامس على بيروت خلال الحرب. وقُتل ما لا يقل عن ستة أشخاص في الغارة وأصيب 15 آخرون، بحسب مسؤولي الصحة اللبنانيين. وقال مصدر أمني لبناني لوكالة فرانس برس إن “غارة إسرائيلية استهدفت طابقين في مبنى سكني في منطقة الغبيري”.

ولم يعلق حزب الله على الفور على الهجوم.

رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يجري تقييما في غرفة القيادة العسكرية تحت الأرض في مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، 23 سبتمبر، 2024. (Israel Defense Forces)

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي صباح الثلاثاء عقب تقييم عسكري بأن إسرائيل ستزيد من تصعيد عملياتها ضد حزب الله.

وقال في تصريحات نشرها الجيش الإسرائيلي “يجب ألا يُمنح حزب الله فترة راحة. [ينبغي علينا] مواصلة العمل بكل ما أوتينا من قوة”، مضيفا “سنسرع العمليات الهجومية اليوم وسنعزز جميع المصفوفات. الوضع يتطلب استمرار العمل المكثف على كافة الجبهات”.

في غضون ذلك، واصل حزب الله إطلاق وابل من الصواريخ في عمق شمال إسرائيل، في حين رد الجيش الإسرائيلي بضربات على مئات مواقع الجماعة المدعومة من إيران، بما في ذلك مبان سكنية قال الجيش إن حزب الله يخفي فيها صواريخ وقذائف جاهزة لإطلاقها على إسرائيل.

دخان يتصاعد بعد غارة ’مستهدفة’ للجيش الإسرائيلي على هدف لحزب الله في بيروت، 24 سبتمبر، 2024. (Screenshot via social media used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

بينما هزت الانفجارات كلا من إسرائيل ولبنان، رد المجتمع الدولي القلق بدعوات لوقف التصعيد الذي وصفه كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي بأنه على شفا حرب شاملة، بعد ما يقرب من عام من القتال الذي بدأ بهجمات حزب الله تضامنا مع حماس، بعد الهجوم المدمر الذي نفذته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن عدد القتلى في الغارات الجوية المكثفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان ارتفع منذ يوم الاثنين إلى حوالي 660 شخصا، وأصيب 1835 آخرون، حسبما ذكرت الوزارة. ولا تفرق الأرقام بين أعضاء الجماعة والمدنيين.

وفي إسرائيل، أصيب جندي احتياط بشظايا صاروخية خلال إطلاق صواريخ على منطقة جبل الكرمل، جنوب حيفا. وقالت خدمة الإسعاف “نجمة داوود الحمراء” إنها قدمت العلاج للشاب البالغ من العمر 25 عاما في مكان الحادث بالقرب من مفرق إلياكيم ونقلته إلى المستشفى.

طواقم إطفاء في موقع حريق في مستودعات دُمرت جراء هجوم صاروخي من لبنان، شمال كريات شمونة، 24 سبتمبر، 2024. (Ayal Margolin/Flash90)

وفي هجوم آخر على مناطق شرق حيفا، قال مسعفون إن شظية صاروخ تم اعتراضه أصابت امرأة تبلغ من العمر 58 عاما بجروح طفيفة. وتم نقلها هي أيضاً إلى المستشفى.

وأصيب عدد آخر من الأشخاص بجروح طفيفة خلال الهجمات الصاروخية بسبب الشظايا المتساقطة أو أثناء اندفاعهم إلى الملاجئ بعد انطلاق صفارات الإنذار.

طوال ساعات الصباح، سقطت صواريخ حزب الله في منطقة الجليل، ومناطق شرق وجنوب حيفا، ومرج ابن عامر، والجليل الأسفل، ومدينتي العفولة والناصرة.

كما سقط وابل من 50 صاروخا على بلدة كريات شمونة الحدودية الشمالية والمناطق المحيطة بها. وقالت السلطات المحلية إن مستودعات البلدية كانت من بين المواقع التي تعرضت للقصف في كريات شمونة.

واشتعلت النيران في مبنى واحد على الأقل، مما أدى إلى تصاعد دخان أسود كثيف في الهواء.

وأظهرت لقطات صورتها كاميرات مثبتة على لوحة قيادة سيارة لحظة سقوط صاروخ أطلق من لبنان على الطريق بين طمرة وكابول في شمال إسرائيل. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وقالت نجمة داود الحمراء إن المسعفين قدموا العلاج لعدد من الأشخاص الذين أصيبوا أثناء فرارهم بحثا عن ملجأ أو الذين كانوا في حالة ذعر شديد ناجم عن صفارات الإنذار في البلدات في جميع أنحاء الشمال. وقالت نجمة داود الحمراء أيضًا إن إحدى سيارات الإسعاف التابعة لها في مرج ابن عامر أصيبت بشظايا خلال هجوم صاروخي في ساعات الصباح الباكر.

وقالت الشرطة إن صواريخ اعتراضية وأسلحة غير محددة سقطت في عدة مناطق في الناصرة والمنطقة المحيطة بها، مما تسبب بوقوع أضرار.

وفي فترة ما بعد الظهر، لحقت أضرار بمنزل جراء سقوط صاروخ في بلدة روش بينا الشمالية، دون وقوع إصابات.

وحتى مساء الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق حوالي 300 صاروخ على شمال إسرائيل طوال اليوم.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري في مؤتمر صحفي مسائي إن حزب الله خطط لإطلاق المزيد من الصواريخ يوم الثلاثاء. “نحن نعمل على إحباط هجماته وضربها وتعطيلها”.

وقال هغاري “لن أخوض في التفاصيل حول المعطيات المتعلقة بقدرات حزب الله [التي دمرها الجيش الإسرائيلي]. لدينا [هذه المعطيات] ونحن نتعلمها. لن أخوض في التفاصيل حتى لا أعرض معلوماتنا الاستخبارية للخطر وحتى لا أوضح للعدو”.

وأضاف “على الرغم من أهمية هذا الإنجاز… لا يزال حزب الله لا يزال يتمتع بقدرات أكبر من مختلف الأنواع. مهمتنا هي الاعتناء بكل واحد منها، ولكن أولا وقبل كل شيء، نحن نركز على قدراته الاستراتيجية التي تشكل خطرا أكبر على الجبهة الداخلية الإسرائيلي”.

الأضرار التي لحقت بمنزل في روش بينا تعرض لإصابة مباشرة بصاروخ حزب الله في 24 سبتمبر، 2024. (Israel Police)

وأعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية، مدعيا أنها أطلقت على عدة قواعد عسكرية ومطارات. كما أعلن الحزب مسؤوليتها عن هجوم على بلدة غيشر هازيف الشمالية.

وقال إن صواريخه استهدفت مصنعا للإمدادات العسكرية على بعد 60 كيلومترا داخل إسرائيل بسلسلة صواريخ من طراز “فادي” وأنها استهدفت أيضا مطار مجيدو ثلاث مرات منفصلة خلال الليل. يُستخدم المطار بشكل رئيسي للأغراض المدنية.

الجيش الإسرائيلي يرد

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ عدة موجات من الضربات يوم الثلاثاء، استهدفت مواقع لحزب الله في وادي البقاع وجنوب البلاد.

وبحسب الجيش فإن الضربات استهدفت مبان خزن حزب الله فيها أسلحة، وغرف قيادة، وبنى تحتية أخرى.

وقال إن بالامكان رؤية الانفجارات الثانوية التي أعقبت الضربات في لقطات الفيديو، “مما يشير إلى أن العديد من الأسلحة كانت مخزنة في المباني”.

وفي بث مباشر لوكالة “رويترز” من مدينة صور بجنوب لبنان يمكن رؤية ما يبدو أنهما صاروخان على الأقل ينطلقان في الهواء بشكل غير منتظم بعد ضربة على أحد المباني.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل ضرب أهداف حزب الله في محاولة لتدمير قدرات الجماعة، وأشار إلى أنه قصفت خلية تابعة لحزب الله التي أطلقت الصواريخ على منطقة العفولة ليلا، مما أدى إلى تدمير منصات إطلاق الصواريخ.

وقال ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي إن الغارات الجوية التي نفذت خلال اليوم الماضي ضد أهداف حزب الله في لبنان كانت الأوسع التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في تاريخه.

وتم قصف أكثر من 1600 موقع لحزب الله، معظمها منازل تم تخزين أسلحة فيها، في جنوب لبنان وسهل البقاع خلال يوم واحد، وفقا للجيش الإسرائيلي.

وقال الضابط الكبير في سلاح الجو إن الضربات الجوية الواسعة “تغير الوضع العملياتي في الشمال، وتغير الواقع”.

وقال إن حزب الله لديه قدرتان رئيسيتان قام ببنائهما على مدى عقود: قوة النخبة “الرضوان” وترسانته من الصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة. وقُتلت القيادة العليا لقوة الرضوان، المكلفة بغزو إسرائيل، في غارة جوية إسرائيلية يوم الجمعة. تم استهداف قدرات حزب الله من الصواريخ والطائرات المسيّرة في جميع أنحاء لبنان في اليوم الماضي.

وقال المسؤول إن سلاح الجو الإسرائيلي يعمل على ضرب “جميع قدراته [حزب الله] الصاروخية، جميعها”، وأنه “مصمم للغاية” على القيام بذلك.

وأضاف إن حزب الله لا يزال يمتلك قدرات صاروخية، لكنه تضرر بشكل كبير في الضربات الأخيرة.

كما قال المسؤول إن سلاح الجو الإسرائيلي عمل على منع إلحاق الأذى بالمدنيين في الضربات واسعة النطاق، وإن تخفيف الضرر الذي يلحق بالمدنيين هو جزء مهم من خططه الهجومية. وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات للمدنيين بمغادرة المنازل التي خزن فيها حزب الله الأسلحة، قبل ساعات من شن الغارات.

واضاف المسؤول إن حزب الله عرّض المدنيين اللبنانيين للخطر من شقين: أولاً من خلال وضع الأسلحة في منازلهم، وثانيا من خلال مطالبة المدنيين بتجاهل نداءات الإخلاء الصادرة عن الجيش الإسرائيلي.

كما قدر الجيش الإسرائيلي أن العديد من عناصر حزب الله هم من بين القتلى الذين أُعلن عنهم في لبنان.

طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي من طراز F-15 Eagle تحلق فوق حيفا في 24 سبتمبر، 2024. (Photo by Jack GUEZ / AFP)

يوم الثلاثاء، أصدر الجيش تحذيرات جديدة للمدنيين اللبنانيين في القرى حيث يقوم حزب الله بتخزين ذخائر في المنازل، بعد تحذيرات مماثلة في اليوم السابق، قائلا إن الضربات الجوية ضد الجماعة ستستمر.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، العقيد أفيخاي أدرعي، على منصة “اكس”: “إذا كنتم تتواجدون بالقرب أو داخل مباني لحزب الله أو تلك التي يستخدمها لتخزين الأسلحة عليكم الابتعاد عن تلك المباني لمسافة لا تقل عن كيلومتر أو إلى خارج القرية فورا”

وأضاف “كل من يتواجد بجوار عناصر حزب الله يعرض نفسه للخطر”.

أظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي سكان جنوب وشرق لبنان وهم يواصلون الفرار من مناطق القتال وسط نزوح جماعي خلال الأيام القليلة الماضية. وأظهرت الصور اختناقات مرورية في عدد من المناطق.

أشخاص يتفقدون الحطام في موقع غارة إسرائيلية ليلا على منزل في قرية العقبية بجنوب لبنان في 24 سبتمبر 2024. تقول إسرائيل إنها تستهدف أسلحة حزب الله المخبأة في المباني المدنية. (Mahmoud ZAYYAT / AFP)

وفي إسرائيل، غيرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليماتها لعدد من البلدات، وأغلقت المدارس في بعضها. ولم يتم إجراء أنشطة تعليم مباشر في منطقة مجيدو، وفي يكنعام عيليت، ودالية الكرمل، وعسفيا. وكانت قيادة الجبهة الداخلية قد أمرت بإغلاق المدارس في البلدات والمدن من حيفا شمالا.

قلق دولي

وحثت الدعوات من جميع أنحاء العالم على إنهاء القتال.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني على وشك أن يتحول إلى حرب شاملة.

وقال جوزيف بوريل “إذا لم يكن هذا وضع حرب، فلا أعرف ماذا يمكن تسميته”، مشيرا إلى العدد المزعوم الكبير للضحايا في صفوف المدنيين.

وحث المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة على التدخل لدرء أي تصعيد إضافي في الأعمال العدائية، معربا عن قلقه.

وقال متحدث باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان في مؤتمر صحفي في جنيف: “يدعو المفوض السامي للأمم المتحدة فولكر تورك جميع الدول والأطراف الفاعلة ذات النفوذ في المنطقة وخارجها إلى تجنب المزيد من التصعيد وبذل كل ما في وسعهم لضمان الاحترام الكامل للقانون الدولي”.

وقالت الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من الأشخاص فروا من منازلهم في لبنان ووصفت الأحداث بأنها “مثيرة للقلق للغاية”.

وقال ماثيو سالتمارش، المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، للصحفيين في جنيف “نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد الخطير في الهجمات التي شهدناها أمس”.

وأضاف “أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على ترك منازلهم أمس وفي ساعات الليل، والأعداد مستمرة في التزايد. هذه منطقة دمرتها الحرب بالفعل وبلد يعرف المعاناة جيدا”.

وأشار إلى أنه حتى قبل الغارات الجوية، كانت هناك عمليات نزوح كبيرة من جنوب لبنان.

مواطنون لبنانيون فروا من القرى الجنوبية وسط الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، يجلسون في شاحنة صغيرة في بيروت، 24 سبتمبر، 2024. (Hassan Ammar/AP)

وأضاف “الوضع مقلق للغاية وفوضوي للغاية. إن حصيلة الخسائر في صفوف المدنيين غير مقبولة”.

وصرح مسؤول أمني سوري لوكالة “فرانس برس” أن نحو 500 شخص عبروا من لبنان إلى سوريا التي مزقتها الحرب.

وقال المسؤول الأمني ​​لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن “نحو 500 شخص عبروا الحدود عبر معبري القصير والدبوسية بين الساعة الرابعة عصرا (1300 بتوقيت جرينتش) ومنتصف ليل” الاثنين.

وحذر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى من أن الوضع في الشرق الأوسط يهدد بجر المنطقة إلى صراع أوسع لن تستفيد منه أي دولة.

وقالت مجموعة السبع في بيان بعد اجتماعها على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة “إن الأفعال وردود الفعل المضادة تهدد بتضخيم دوامة العنف الخطيرة هذه وجر الشرق الأوسط بأكمله إلى صراع إقليمي أوسع له عواقب لا يمكن تصورها”.

ودعت إلى “وقف الحلقة المدمرة الحالية، مع التأكيد على أنه لن تستفيد أي دولة من مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط”.

وقالت روسيا إن الضربات الإسرائيلية على لبنان يمكن أن تزعزع استقرار الشرق الأوسط المنتج للنفط تماما.

دخان يتصاعد بعد غارة ’مستهدفة’ للجيش الإسرائيلي على هدف لحزب الله في بيروت، 24 سبتمبر، 2024. (Screenshot via social media used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن وزير الخارجية الصيني وانغ يي عبر عن دعمه للبنان وأدان ما وصفها “بالهجمات العشوائية ضد المدنيين”.

وقال وانغ خلال اجتماعه مع نظيره في نيويورك: “إننا نولي اهتماما وثيقا بالتطورات في المنطقة، وخاصة الانفجار الأخير لمعدات الاتصالات في لبنان، ونعارض بشدة الهجمات العشوائية ضد المدنيين”.

في حين ذكرت بعض وسائل الإعلام العبرية يوم الاثنين أن مسؤولي الدفاع الإسرائيليين قدروا أن 50٪ من قدرات حزب الله الصاروخية قد دُمرت في الغارات التي شنت ذلك اليوم على لبنان، قالت مصادر عسكرية ل”تايمز أوف إسرائيل” يوم الثلاثاء إن هذه الأرقام مبالغ فيها على الأرجح.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف حوالي 1600 موقع لحزب الله في لبنان يوم الإثنين، وقصف إلى حد كبير المنازل التي خزنت فيها المنظمة ذخائر.

دخان يتصاعد من كريات شمونة بعد سقوط صاروخ أطلقه حزب الله من لبنان على البلدة، 24 سبتمبر، 2024. (Channel 12 screen grab used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وقال الجيش إن الذخائر شملت صواريخ كروز وصواريخ ثقيلة قصيرة المدى وصواريخ متوسطة المدى وطائرات مسيّرة مقخخة. والجدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي لم يعلن بعد أنه دمر صواريخ حزب الله بعيدة المدى والصواريخ الموجهة بدقة.

ووفقاً للتقييمات الرسمية للجيش الإسرائيلي قبل بدء الحرب في أكتوبر الماضي، كان لدى حزب الله أكثر من 200 ألف صاروخ وقذيفة هاون. وتشمل الأرقام 400 صاروخ بعيد المدى، ومئات الصواريخ الموجهة بدقة، و 4800 صاروخ متوسط ​​المدى، و 65 ألف صاروخ قصير المدى، و 140 ألف قذيفة هاون.

ووفقا للتقييمات أيضا، يمتلك حزب الله مئات الطائرات المسيّرة المفخخة، وحوالي 100 صاروخ مضاد للسفن، وما لا يقل عن 17 نظاما مضادا للطائرات.

وقد أطلق حزب الله بالفعل أكثر من 8000 صاروخ ومئات الطائرات المسيّرة على شمال إسرائيل وسط القتال في الأشهر الـ 11 الماضية.

وتعهدت إسرائيل بإبعاد حزب الله عن الحدود حتى يتمكن مواطنوها النازحون من العودة إلى منازلهم، قائلة إنها تفضل القيام بذلك دبلوماسيا لكنها مستعدة لاستخدام القوة. وقال حزب الله إنه سيواصل هجماته حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، لكن هذا يبدو بعيد المنال بشكل متزايد مع اقتراب الحرب ضد حماس من الذكرى السنوية الأولى لها.

اقرأ المزيد عن