مقتل عضو في مجلس خبراء القيادة الإيراني في إطلاق نار بشمال البلاد
آية الله عباس علي سليماني، العضو في المجلس الموكل بتعيين المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، قُتل داخل مصرف بعد أن استهدفه مسلح تم توقيفه
قتل آية الله عباس علي سليماني، العضو في مجلس خبراء القيادة الإيراني الموكل تعيين المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، جراء إطلاق نار استهدفه داخل مصرف في شمال إيران الأربعاء، نفّذه مسلح تم توقيفه.
وقال النائب السياسي والأمني والاجتماعي لمحافظ مازندران حيث وقع الهجوم إن “آية الله سليماني تعرض صباح اليوم (الأربعاء) لهجوم فردي مسلّح أثناء تواجده في أحد بنوك مدينة بابلسر في شمال إيران وتوفي على إثره”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).
وأظهرت لقطات سجلتها كاميرا المراقبة في المصرف، ونشرتها وسائل إعلام محلية منها وكالة “تسنيم”، شخصا يحمل بندقية وهو يتحرك بهدوء داخل صالة، قبل أن يقوم بإطلاق النار من الخلف على رجل يرتدي زيا دينيا أسود اللون ويضع على رأسه عمامة بيضاء.
وبقي سليماني (75 عاما) في كرسيه دون حراك وسقطت عمامته أرضا، بينما حاول شخصان توقيف المسلّح الذي تمكّن بداية من الهرب، لكن السلطات أكدت توقيفه.
وقال سلغي، وفق “إرنا”، “تم القبض على المعتدي على الفور ويتم استجوابه من قبل القوات الأمنية”، مشيرا إلى أن “دوافع منفّذ عملية الاغتيال ما زالت مجهولة حتى هذه اللحظة”.
كذلك، أظهرت لقطات مصورة بالهواتف المحمولة وتمّ تداولها على مواقع التواصل، بعض أفراد الشرطة ينقلون جثة الضحية ملفوفة في بطانية سوداء.
وقال محافظ مازندران محمود حسين بور إن المهاجم كان من أفراد حراسة المصرف.
وأضاف للتلفزيون الايراني “حتى الآن تشير معلوماتنا ووثائقنا إلى أن ما حصل لم يكن عملا أمنيا أو إرهابيا”.
وأوضح أن السلطات تحقق في الدوافع.
وأوعز الرئيس إبراهيم رئيسي الى القوى الأمنية “اتخاذ ما يلزم فورا لتحديد الأسباب التي أدت الى استشهاد آية الله عباس علي سليماني”، وفق ما نقلت “إرنا”، وتبيان “الأغراض المحتملة التي دفعت العنصر أو العناصر القائمة على تنفيذ” الهجوم.
ممثل المرشد الأعلى
ووفق محافظ مازندران، فإن مطلق النار لم يكن ينتمي الى الشرطة، مشيرا الى أنه “وفق المعلومات المتوافرة، لم يكن القاتل يعرف الضحية”.
وأشار الى أن سليماني كان قد حضر الى المصرف من أجل “أمور مالية” شخصية.
وتولى آية الله سليماني عددا من المناصب الدينية ذات الشأن في الجمهورية الإسلامية، اذ كان ممثلا للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وإماما لصلاة الجمعة في عدد من المدن الكبرى مثل كاشان (وسط) وزاهدان مركز محافظة سيستان-بلوشستان في جنوب شرق البلاد.
وكان يمثّل المحافظة الحدودية مع باكستان وأفغانستان في مجلس الخبراء المؤلف من 88 عضوا يتم انتخابهم بالاقتراع العام من ضمن مرشحين صادق مجلس صيانة الدستور على ترشحهم.
ويعود لهذه الهيئة التي يرأسها حاليا رجل الدين المحافظ المتشدد أحمد جنتي (96 عامًا)، انتخاب المرشد الأعلى.
وتعود للمجلس صلاحية تعيين المرشد الأعلى والإشراف على عمله، ويحق له دستوريًا عزله وتعيين شخص جديد إذا رأى ذلك ضروريًا.
ونادرا ما يتعرض رجال الدين في الجمهورية الإسلامية لهجمات كهذه.
وفي نيسان/أبريل 2022، قتل اثنان من رجال الدين الشيعة طعنا بالسكين في العتبة الرضوية في مدينة مشهد (شمال شرق). وأوقفت السلطات منفّذ الهجوم وهو شاب قالت إنه ينتمي الى التيار “التكفيري”، وتم تنفيذ حكم الإعدام في حقه في حزيران/يونيو 2022.
وقالت وكالة “تسنيم” الإيرانية في حينه إن عبد اللطيف مرادي (21 عامًا) أوزبكي دخل إيران بشكل غير قانوني عبر الحدود الباكستانية.
وقبل أيام من الهجوم في حرم الإمام الرضا في مشهد، ثاني كبرى مدن إيران، أفادت وسائل إعلام محلية عن مقتل رجلَي دين سنيين في مدينة كنبد كاووس (شمال). وتمّ توقيف الذين اشتُبه بضلوعهم في قتلهما في وقت لاحق.