مقتل صحفية فلسطينية خلال اشتباكات مسلحة بين قوات السلطة الفلسطينية ومسلحين في جنين
قُتلت شذى الصباغ خلال اشتباكات مسلّحة دارت بين الأجهزة الأمنية ومسلّحين في مخيم جنين؛ أقاربها يقولون إنها تعرضت لنيران قناص بينما لم تكن هناك أي اشتباكات في المنطقة
قُتلت شابة فلسطينية ليل السبت-الأحد إثر إصابتها برصاصة في الرأس خلال اشتباكات مسلحة دارت بين الأجهزة الأمنية ومسلحين فلسطينيين في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، بحسب ما أفادت مصادر رسمية.
وتقاذف الطرفان المسؤولية عن مقتل الشابة العشرينية شذى صباغ، وهي صحافية وطالبة جامعية وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال أحد أقرباء القتيلة ويدعى صهيب المرعي اتهم في منشور صوتي عنصرا من الأمن الفلسطيني بأنه أطلق النار على قريبته بينما كانت أمام منزلها. وأضاف أقاربها أنها قُتلت برصاص قناص بينما لم تكن هناك أي اشتباكات في المنطقة.
بينما قالت أجهزة الأمن الفلسطينية في بيان إنها “تدين بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبها خارجون عن القانون (…) داخل مخيّم جنين، والتي أسفرت عن مقتل الصحافية شذى صبّاغ بعد إصابتها برصاصة في رأسها”.
لكن عائلتها أصرت على أن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية هي المسؤولة عن مقتلها.
وقالت العائلة في بيان أصدرته يوم الأحد إن صباغ “استشهدت برصاص قناص من أجهزة أمن السلطة في جنين. نحمل السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة”.
From the site of the tragic death of Palestinian journalist Shatha Al-Sabbagh, who was fatally shot and killed by a PA forces sniper’s bullet in Jenin camp, the occupied West Bank. pic.twitter.com/yLM3Z2mo2E
— Quds News Network (@QudsNen) December 28, 2024
وأضافت العائلة “كانت شذى برفقة والدتها وأطفالها في حي آمن، ورغم ذلك تم استهدافها بشكل متعمد”.
ونعت نقابة الصحافيين الفلسطينيين القتيلة وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تضم ممثلا عن النقابة لجلاء ملابسات ما جرى.
ويأتي مقتل الشابة بعد ساعات على مقتل عنصر أمن فلسطيني برصاص مسلحين فلسطينيين في هذه الاشتباكات المتواصلة منذ ثلاثة أسابيع في المخيم.
وبمقتل صباغ ترتفع حصيلة الاشتباكات المستمرة منذ 5 ديسمبر الجاري إلى 11 قتيلا، هم خمسة من عناصر الأمن وستة مدنيين.
نفذت السلطة الفلسطينية في الأيام الأخيرة عملية ضد الفصائل المسلحة في جنين، بما في ذلك قتل واعتقال أعضاء من حماس والجهاد الإسلامي، ومصادرة على أسلحة، وتحييد العبوات الناسفة. وجاءت هذه الحملة بعد أن سرق مسلحون سيارتين تابعتين للسلطة الفلسطينية وعرضوهما في جنين في وقت سابق من هذا الشهر.
ولدى السلطة الفلسطينية حضور قوي نسبيا في مدن جنوب ووسط الضفة الغربية، حيث نجحت في الحفاظ على النظام العام. ولكن في الجزء الشمالي من المنطقة، وخاصة مخيمات اللاجئين في مناطق جنين ونابلس وطولكرم، تكافح السلطة الفلسطينية السيطرة على الفصائل المسلحة هناك.
وفي ظل مواجهة السلطة الفلسطينية لأزمة شرعية بسبب فشلها في تحقيق الدولة الفلسطينية أو حتى إجراء الانتخابات، تراجعت شعبيتها بشكل كبير، وخاصة في شمال الضفة الغربية حيث حمل المنافسون السلاح وتحدوا سلطتها.