مقتل إسرائيلي وإصابة 11 آخرين في هجوم إطلاق نار وقع بالقرب من حاجز في القدس
المسلحون فتحوا النار على إسرائيليين خلال انتظارهم طوابير بسبب ازدحام مروري على بعد مئات الأمتار من حاجز الزعيم، بين معاليه أدوميم والقدس
قُتل إسرائيلي وأصيب 11 آخرين في هجوم إطلاق نار نفذه ثلاثة مسلحون فلسطينيون بالقرب من حاجز بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الغربية صباح الخميس، بحسب الشرطة ومسعفين.
وفقا للشرطة، فتح المسلحون الثلاثة النار من أسلحة أوتوماتيكية على إسرائيليين كانوا ينتظرون أثناء ازدحام مروري بينما كانوا متوجهين إلى القدس على الطريق السريع 1، على بعد مئات الأمتار من حاجز الزعيم، القريب من بلدة تحمل نفس الاسم في الضفة الغربية.
الهجوم أسفر عن مقتل اسرائيلي في العشرينات من عمره، وفقا لمسؤولين طبيين.
وقالت نجمة داوود الحمراء إنها قدمت العلاج لـ 12 شخصا، من بينهم الشاب الذي تم الإعلان عن وفاته في مكان الهجوم.
ووُصفت حالة امرأة حامل (23 عاما) بأنها خطيرة، بينما تم إدراج أربعة مصابين آخرين في حالة متوسطة، من بينهم امراة ثلاثينية، وشاب يبلغ من العمر 23 عاما، ورجل (51 عاما) وسيدة (52 عاما)، بحسب نجمة داوود الحمراء.
وأضافت منظمة الاسعاف الأولي أن خمسة أشخاص آخرين تلقوا العلاج من إصابات طفيفة وحالات ذعر. وتم نقل جميع المصابين إلى مستشفيات في القدس.
المرأة الحامل تتلقى العلاج في المركز الطبي “شعاري تسيدك” وتخضع لـ”عملية جراحية هامة”، بحسب الدكتور ألون شفارتس، رئيس قسم الطوارئ.
وقال شفارتش إن المرأة في حالة مستقرة ولا يوجد خطر على حياتها في الوقت الحاضر. وعندما سئل عن صحة الجنين، قال أنه “من السابق لأوانه” معرفة ما إذا كان سيكون هناك أي تأثير طويل المدى على نموه أو على الحمل، ولكن لم يتم تشخيص أي مشاكل أثناء الفحص الأولي.
وقُتل اثنان من المسلحين بنيران قوات الأمن ومواطنين مسلحين في موقع الهجوم، بينما نجح المسلح الثالث بالفرار في البداية، قبل أن يتم “تحييده” بعد وقت قصير، بعد عمليات تفتيش قامت بها الشرطة في المنطقة. ولم يُعرف مدى خطورة حالته على الفور.
وأظهرت صور شاركتها الشرطة أنه كان بحوزة المسلحين الثلاثة، وهم من سكان منطقة بيت لحم، بنادق هجومية ورشاشات محلية الصنع وقنبلة يدوية.
وقال جهاز الأمن العام (الشاباك) إن المسلحين الثلاثة هم محمد زواهرة (26 عاما) وشقيقه كاظم زواهرة (31 عاما)، وكلاهما من سكان قرية تعمرة، وأحمد الوحش (31 عاما)، من سكان بلدة زعترة.
وقال الشاباك إن كاظم زواهرة كان معتقلا في السابق بتهمة دخول إسرائيل بصورة غير قانونية.
وقال شهود عيان إن المسلحين ركضوا بمحاذاة طوابير سيارات ناجمة عن ازدحام مروري وأطلقوا النار على المركبات.
وأظهر مقطع فيديو التقطه أحد الركاب على متن حافلة كانت تنتظر وسط الازدحام المروري، أشخاصا مذعورين وهم يتركون سياراتهم ويركضون على طول الطريق هربا من إطلاق النار.
פיגוע במעלה אדומים: אנשים בורחים, מזירת הירי.. pic.twitter.com/6sGiUlPksc
— מה חדש. What's new❓ (@Gloz111) February 22, 2024
وقال نتاف طيب، وهو مسعف في نجمة داوود الحمراء، إن المشهد كان “معقدا” وامتد على مسافة 1.5 كيلومتر.
وقال طيب إن فرق الطوارئ عثرت على خمس سيارات بداخلها مصابون، وكان في إحداها شاب في العشرينات من عمره، مصاب بطلقات نارية في الجزء العلوي من جسده وكان فاقدا للوعي ولا توجد عليه مؤشرات حيوية، وتم الإعلان عن وفاته في وقت لاحق.
أمير عرارات، وهو مسعف والذي كان في طريقه إلى عمله في مستشفى “هداسا هار هتسوفيم”، قال لوسائل الإعلام إنه نجح في إنقاذ إحدى المصابات لأنه صادف وجود عاصبة طوارئ في سيارته.
وعندما وقع الهجوم، رأى امرأة أطلق المسلحون النار عليها وكانت تحاول الهروب لتجنب تعرضها لمزيد من الإصابات.
جرى عرارات لمساعدة المرأة التي”أصيبت برصاصة في ساعدها، حيث أصيب شريان”.
لحمل عرارات معه عاصبة طوارئ، من النوع الذي يُعطى للجنود المقاتلين في الجيش الإسرائيلي، فوضعها على ذراع المرأة “في خضم إطلاق النار”.
وقال: “سمعت إطلاق النار، لكنني ركزت على علاج الشخص المصاب”، وأشار إلى أن المرأة نجحت في الابتعاد حوالي 150 مترا عن موقع الهجوم.
وقال شاهد العيان يسرائيل أدلر لموقع “واينت” الإخباري إنه رأى مسلحا يقترب من سيارة تقودها المرأة الحامل ويفتح النار عليها بعد ذلك. وأضاف أن المرأة المصابة حاولت الانحناء تحت لوحة القيادة.
“تابع الإرهابي سيره. بعد ذلك توجهت [الشابة] إلى سيارة أخرى وقالت ’ساعدوني، ساعدوني’”.
وأضاف أنه بسبب الازدحام المروري الناجم عن إطلاق النار، استغرق وصول سيارات الاسعاف إلى الشابة وقتا، “إنها معجزة أنه تم إنقاذها”، على حد قوله.
وتابع قائلا: “من الممكن أنه لو لم يكن هناك ازدحام مروري في المنطقة، لما وقع [الهجوم]”.
وردد سياسيون محليون الانتقادات قائلين إن الطوابير الطويلة عند نقاط التفتيش في الضفة الغربية هي بمثابة مصيدة موت.
وقال رئيس بلدية معاليه أدوميم، بيني كاشريئل، لهيئة البث الإسرائيلية “كان”: “لقد قمنا بتنبيه قوات الأمن عشرات المرات بالمخاوف من وقوع هجمات إرهابية على هذا الطريق المزدحم”.
وأضاف أن البلدية طلبت إضافة المزيد من المسارات إلى الحاجز لتسريع الحركة عبره، فضلا عن فصل المركبات الإسرائيلية والفلسطينية.
وقال رئيس بلدية مستوطنة إفرات بالضفة الغربية، عوديد رفيفي، في بيان، إن “أسلوب الهجوم صباح اليوم واستغلال الاختناقات المرورية في منطقة الحاجز هو كابوس لكل من يواجه حاجز الأنفاق”، في إشارة إلى حاجز مماثل عند مدخل الأنفاق الذي يربط كتلة غوش عتصيون الاستيطانية بالقدس، وهو أيضا مزدحم في كثير من الأحيان وكانت مسرحا لهجوم إطلاق نار في نوفمبر العام الماضي.
وحث قادة الأجهزة الأمنية على “تغيير نهجهم على الفور وخلق مساحة آمنة للسكان الذين يرغبون في الوصول إلى القدس” وأيضا “أن يكونوا أكثر انتباها لتعليقاتنا وتوضيحاتنا كقادة جماهيريين”.
وأصدرت حركة حماس بيانا أشادت فيه بالهجوم بالقرب من معاليه أدوميم ووصفت إطلاق النار بأنه “رد طبيعي” على الحرب في غزة، حسبما أفادت وسائل إعلام عربية.
وقالت الحركة إن “العملية البطولية هي رد طبيعي على مجازر وجرائم الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية”.
الهجوم جاء في خضم حرب إسرائيل ضد حركة حماس في قطاع غزة.
تصاعدت التوترات في إسرائيل والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر، عندما اقتحم نحو 3000 مسلح حدود غزة إلى إسرائيل في هجوم قادته حماس، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص، واحتجاز 253 آخرين كرهائن.
وردت إسرائيل بحملة جوية وعملية برية لاحقة بهدف تدمير حماس وإنهاء حكمها المستمر منذ 16 عاما لغزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن.
واستمر الجيش الإسرائيلي في العمل في أنحاء الضفة الغربية ووُضعت الشرطة في حالة تأهب قصوى، في ضوء المخاوف بشأن احتمال تصعيد الهجمات.