إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

سقوط صاروخ أطلقه حزب الله على شمال البلاد يسفر عن مقتل إسرائيلي، وصاروخ آخر أصاب منطقة قريبة من مطار بن غوريون

إطلاق مكثف للصواريخ على وسط إسرائيل وشمالها؛ حطام يضرب سيارة في رعنانا؛ رئيس الأركان يقول إن على الجيش الإستعداد لتوسيع العملية البرية في لبنان؛ طائرات مقاتلة تضرب جنوب بيروت

حطام صاروخ أطلقه حزب الله وتم اعترضه أصاب سيارة متوقفة في رعنانا، 6 نوفمبر 2024. (Magen David Adom)
حطام صاروخ أطلقه حزب الله وتم اعترضه أصاب سيارة متوقفة في رعنانا، 6 نوفمبر 2024. (Magen David Adom)

قُتل مراهق إسرائيلي بصاروخ أطلقه حزب الله في الشمال يوم الأربعاء، بعد أن أطلق الحزب مجموعة صواريخ مرتين خلال اليوم على وسط إسرائيل، مما يشير إلى احتفاظه بالقدرة على شن هجمات بعيدة المدى حتى مع مواصلة الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في جنوب لبنان.

أدى هجوم صاروخي على شمال إسرائيل مساء الأربعاء إلى مقتل مراهق، ولم يتم العثور على جثته إلا بعد ساعات في كيبوتس كفار ماساريك بالقرب من عكا.

وقالت خدمة الإسعاف نجمة داوود الحمراء إن عامل مزرعة عثر على الجثة وقاد المسعفين إلى الموقع، حيث عثروا على الشاب يعاني من إصابات بالغة بالشظايا وأعلنوا وفاته في مكان الحادث.

وتم التعرف عليه لاحقا باسم سيفان ساديه (18 عاما) من الكيبوتس، وكان يعمل في الحقول.

وقال الجيش الإسرائيلي إن حزب الله أطلق أكثر من 150 صاروخا على إسرائيل يوم الأربعاء، بما في ذلك وابل من 25 صاروخا على الجليل الغربي ومنطقة خليج حيفا.

في غضون ذلك، نفذت مقاتلات إسرائيلية غارات جوية في جنوب بيروت استهدفت البنية التحتية لحزب الله، بعد يوم من إطلاق الصواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، في حين قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن على الجيش الاتسعداد لتوسيع العملية البرية في لبنان.

وقال الجيش إن 10 قذائف أطلقت من لبنان في هجوم صاروخي في وقت متأخر من الصباح استهدف وسط إسرائيل، وتم اعتراض معظمها، لكن صاروخا واحدا سقط في منطقة بالقرب من مطار بن غوريون.

اعتراض وابل من الصواريخ أطلقه حزب الله فوق وسط إسرائيل في 6 نوفمبر 2024. (Yossi Aloni/Flash90)

كما سقطت شظايا صاروخ تم اعتراضه على سيارة متوقفة فارغة في رعنانا، ولم يسفر الهجوم عن وقوع إصابات.

ودوت صفارات الإنذار مجددا بعد الساعة الرابعة عصرا بقليل شرقي تل أبيب، وقال الجيش الإسرائيلي إنها انطلقت نتيجة صاروخ تم اعتراضه.

وشهدت بعض الرحلات الجوية تأخيرات وانقطاعات نتيجة للهجمات الصاروخية. وقالت هيئة مطارات إسرائيل إن المطار “مفتوح ويعمل بشكل طبيعي للقادمين والمغادرين”.

وزعم حزب الله في بيان أنه استهدف في الهجوم الصباحي قاعدة “تسريفين” العسكرية الإسرائيلية الواقعة جنوب مطار بن غوريون. وتضم القواعد عدداً من وحدات الجيش، بما في ذلك عدة مدارس تدريب ومركز لوجستي.

كما أطلقت الحركة مقذوفات على إسرائيل طوال يوم الثلاثاء، بما في ذلك طائرة مسيّرة أطلقت من لبنان وأدت إلى انطلاق صفارات الإنذار في المطلة وكفار جلعادي وأسقطها الجيش الإسرائيلي، وصاروخين أطلقا من لبنان تم اعتراضهما بعد أن أطلقا صفارات الإنذار في حيفا والبلدات المحيطة.

وأعلن الجيش مساء الأربعاء أن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت عدة مواقع تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في وقت سابق من اليوم. وقال الجيش إن الأهداف شملت غرف قيادة لحزب الله ومستودعات أسلحة وبنية تحتية أخرى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جميع مواقع حزب الله تقع “في قلب تجمع سكاني مدني”، واتهم الحركة باستخدام الدروع البشرية. وأصدر الجيش قبل الغارات تحذيرات للمدنيين في المنطقة بالإخلاء.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي يوم الأربعاء إن الجيش يجب أن يستعد لتوسيع الهجوم البري الجاري ضد حزب الله في لبنان.

وقال هاليفي خلال تقييم للأوضاع في تصريحات نقلها الجيش “إلى جانب المحاولة الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاقيات في لبنان، نحتاج إلى مواصلة صياغة الخطط لاستمرار القتال في لبنان، بما في ذلك توسيع وتعزيز المناورة [البرية]، وسنعمل على تفعيل هذه الخطط حسب الحاجة”.

وأضاف أن الجيش “يواصل ضرب أهداف لحزب الله حسب الخطة في المنطقة بأكملها، في جنوب لبنان والبقاع وبيروت وسوريا”.

في غضون ذلك، انتشل عناصر الإنقاذ اللبنانيون 30 جثة من تحت الأنقاض بعد غارة إسرائيلية في وقت متأخر من الليل على مبنى سكني في بلدة برجا، حسبما قال الدفاع المدني اللبناني يوم الأربعاء.

ولم يتضح بعد ما إذا كان هناك ناجون أو ضحايا لا يزالون عالقين تحت الأنقاض بعد الغارة الجوية التي وقعت ليل الثلاثاء، والتي جاءت دون سابق إنذار. ولم يصدر أي بيان من الجيش، الذي لم يحدد هدف الغارة.

عناصر الإنقاذ يبحثون عن ضحايا بين أنقاض مبنى مدمر تعرض لقصف إسرائيلي في برجا، لبنان، 6 نوفمبر 2024. (AP Photo/Hassan Ammar)

وقال الجيش إنه يستهدف فقط البنية التحتية العسكرية في لبنان، وإن حزب الله يستخدم المباني السكنية بشكل روتيني لتخزين الأسلحة.

ولم تستهدف بلدة برجا، التي تقع شمال مدينة صيدا الساحلية في وسط لبنان، بانتظام حتى الآن في الصراع.

ويروي موسى زهران الذي يسكن في أحد الطوابق العليا من المبنى والذي قدماه ملفوفتان بضمادات وزوجته تتلقى العلاج مع طفله الوحيد في المستشفى، .لحظات القصف قائلا “كنت أهمّ بالنوم، وبينما كنت أحضن طفلي وأقبّله سمعت دويّا وانفجرت الدنيا كلها من حولي”، ويضيف “وصلت النيران الى قدميّ… وأصيبت زوجتي وطفلي بجروح”.

ويقول مسؤول ميداني من دون الكشف عن اسمه كونه غير مخوّل التصريح، “ثمة ضحايا في الطابق السفلي لكن ثمة تضارب في روايات الجيران حول عددهم”.

ويروي بتأثر “وجدنا جثث أطفال على الأدراج.. وأشلاء في كل مكان”.

وأمر الجيش الإسرائيلي الأربعاء المدنيين بالقرب من أربعة مبان في النبطية بجنوب لبنان إلى إخلاء المنطقة على الفور قبل شن غارات جوية.

ونشر العقيد أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية خرائط إلى جانب الإعلان، تدعو المدنيين إلى الابتعاد مسافة 500 متر على الأقل عن المواقع.

وقال أدرعي “نتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب”.

أرسلت إسرائيل القوات إلى جنوب لبنان في أواخر سبتمبر، بعد أيام من تصعيد هجماتها على حزب الله في محاولة لتعزيز الأمن في الشمال لنحو 60 ألف من السكان النازحين.

وتم إجلاء السكان بعد وقت قصير من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، خوفا من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا في الشمال. وبعد يوم من هجوم حماس، بدأت القوات بقيادة حزب الله في مهاجمة الشمال بشكل يومي تقريبا.

وقال لبنان الأربعاء إنه تقدم بشكوى إلى منظمة العمل الدولية بشأن التفجيرات القاتلة لأجهزة الاتصالات التابعة لعناصر حزب الله في جميع أنحاء البلاد في سبتمبر، والتي نسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل، والتي جاءت قبل التصعيد في نهاية ذلك الشهر.

وقد انفجرت آلاف أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصر حزب الله أثناء الهجوم، الذي أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف في جميع أنحاء لبنان، فيما وصف على نطاق واسع بأنه عملية ناجحة للموساد.

ولم تعلن إسرائيل رسميا مسؤوليتها عن الهجمات.

وقد أسفرت الهجمات على شمال إسرائيل منذ أكتوبر 2023 عن مقتل 40 مدنيا، بالإضافة إلى مقتل 61 جنديا واحتياطيا من الجيش الإسرائيلي في مناوشات عبر الحدود وفي العملية البرية التي شنت في جنوب لبنان في أواخر سبتمبر. كما قُتل جنديان في هجوم بطائرة مسيّرة من العراق، وكانت هناك عدة هجمات من سوريا أيضًا دون وقوع إصابات.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية يوم الاثنين أن حصيلة القتلى في لبنان خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله تجاوزت 3000 قتيل. ولا يميز هذا الرقم بين المدنيين والمقاتلين. ويقدر الجيش الإسرائيلي أن نحو 3000 من عناصر حزب الله قتلوا خلال الصراع. كما أفادت التقارير بمقتل نحو 100 عضو من فصائل أخرى في لبنان.

اقرأ المزيد عن