مقتل شاب جراء قصف صاروخي لحزب الله على كريات شمونة بعد غارة إسرائيلية في لبنان
المنظمة اللبنانية تقول إن الهجوم على المدينة الواقعة في شمال البلاد جاء ردا على مقتل 7 أشخاص في بلدة هبارية؛ الجيش الإسرائيلي يقول إنه استهدف "إرهابيا كبيرا" في غارة ليلية
قُتل شاب يبلغ من العمر 25 عاما صباح الأربعاء جراء قيام منظمة حزب الله بإطلاق صواريخ على مدينة كريات شمونة في شمال البلاد، في ما قالت المنظمة أنه رد على غارة جوية إسرائيلية قاتلة في لبنان قبل ساعات من ذلك.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق نحو 30 صاروخا على كريات شمونة في الهجوم. وزعم حزب الله أنه أطلق عشرات الصواريخ على المدينة وعلى قاعدة عسكرية متاخمة.
واعترض نظام “القبة الحديدية” الدفاعي عددا من الصواريخ، لكن ثلاثة منها على الأقل سقطت في المدينة، مما تسبب بوقوع أضرار وإصابات، وفقا للسلطات.
أحد الصواريخ أصاب مباشرة مبنى صناعي، مما أسفر عن اندلاع حريق. وقالت خدمات الإطفاء والإنقاذ إنها عملت على إخماد الحريق، وانتشلت رجلا من تحت الأنقاض.
وقالت نجمة داوود الحمراء إنه تم انتشال الرجل (25 عاما)، وهو ليس من سكان كريات شمونة، دون ظهور علامات حيوية عليه. وأعلن المسعفون وفاة الشاب في مكان الحادث.
وذكرت وسائل إعلام أن الضحية يُدعى زاهر بشارة، من قرية عين قينيا.
كما تم إنقاذ رجل ثلاثيني، الذي لم يصب بأذى، من المبنى المتضرر.
وقالت السلطات المحلية إن منزلا في كريات شمونة أصيب أيضا بشكل مباشر، كما أدى سقوط صاروخ ثالث في المدينة إلى إلحاق أضرار بسيارة.
באמצע צומת, בין בנייני מגורים: תיעוד פגיעת רקטה בקריית שמונהhttps://t.co/4VqUSdzU46 | @guyvaron pic.twitter.com/SkMf9WMfme
— החדשות – N12 (@N12News) March 27, 2024
وأعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم على كريات شمونة، قائلا إنه استهدف المدينة الشمالية وقاعدة عسكرية قريبة بـ”عشرات الصواريخ”.
وقالت المنظمة إن الهجوم جاء ردا على غارة جوية إسرائيلية خلال الليل في بلدة هبارية بجنوب لبنان، على بعد حوالي خمسة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل، والتي أسفرت بحسب تقارير عن مقتل سبعة أشخاص.
ليلا، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف “مبنى عسكريا” في هبارية، مما أسفر عن مقتل “إرهابي كبير” من الجماعة الإسلامية في لبنان، إلى جانب عدد من النشطاء الآخرين الذين كانوا معه في المبنى.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهدف، الذي لم يذكر اسمه، كان “يدعم هجمات ضد الأراضي الإسرائيلية”.
وقالت مصادر أمنية لوكالة “رويترز” إن سبعة أشخاص قُتلوا في الغارة الجوية على مركز للطوارئ والإغاثة تابع للجماعة الإسلامية في هبارية.
يوم الثلاثاء، قال أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان محمد طقوش لوكالة “أسوشييتد برس” إن الجماعة تعمل بتنسيق وثيق مع كل من حزب الله وحماس على طول الحدود مع إسرائيل، حيث أعلنوا مسؤوليتهم عن عدة هجمات خلال الأشهر الماضية.
وقال طقوش إن “جزءا من [الهجمات ضد القوات الإسرائيلية] كان بالتنسيق مع حماس، التي تنسق مع حزب الله”، مضيفا أن التعاون المباشر مع حزب الله “في ارتفاع وهذا ينعكس على الأرض”، دون أن يخض في مزيد من التفاصيل.
ونفذت الجماعة هجمات ضد إسرائيل بشكل رئيسي من مدينة صيدا الجنوبية، حيث كانت تتمتع في الماضي بنفوذ واسع.
والجماعة هي إحدى الفصائل السنية الرئيسية في لبنان لكنها ظلت بعيدة عن الأضواء السياسية على مر السنين. ولها عضو واحد في المجلس التشريعي اللبناني المؤلف من 128 مقعدا. في عام 2022 أجريت انتخابات داخل الجماعة جعلت قيادتها أقرب إلى حماس.
وقُتل اثنان من أعضاء الجماعة في غارة إسرائيلية في بيروت في 2 يناير، والتي أسفرت أيضا عن مقتل القيادي البارز في حماس صالح العاروري. وقال طقوش إن ثلاثة آخرين قُتلوا في غارة إسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر.
وجاءت المناوشات عبر الحدود بعد يوم من قيام الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع لحزب الله في العمق اللبناني ردا على قيام الحركة باستهداف قاعدة حساسة لمراقبة الحركة الجوية في شمال إسرائيل ومصنع نبيذ في بلدة حدودية.
وكانت الغارة الجوية التي نفذت يوم الثلاثاء، بالقرب من بلدة زبود (شمال شرق لبنان)، التي تبعد أكثر من 110 كيلومترات عن الحدود، هي الأعمق لإسرائيل في لبنان منذ بدء الحرب ضد حماس في 7 أكتوبر.
وبعد الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي على منطقة بعلبك، أطلق حزب الله وابلا من حوالي 50 صاروخا على شمال إسرائيل، وزعم أنه استهدف قاعدة عسكرية في مرتفعات الجولان.
وردا على هذا القصف، نفذ الجيش الإسرائيلي ضربة أخرى ضد أهداف تابعة لحزب الله في منطقة بعلبك.
منذ 8 أكتوبر، تقوم قوات بقيادة حزب الله بمهاجمة البلدات والنقاط العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، مما تسبب في خسائر في الأرواح وأضرار واسعة النطاق، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب الدائرة هناك. يُعتبر حزب الله وكيلا لإيران في لبنان، كما تدعم طهران حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
ويرد الجيش الإسرائيلي عادة بشن ضربات في لبنان، في حين حذر من أنه لن يتسامح بعد الآن مع وجود حزب الله على الحدود كما حذر من الحرب في الشمال إذا فشلت الجهود الدولية الجارية في إبعاد قوات المنظمة عن المنطقة الحدودية.
اندلعت الحرب في غزة بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام حوالي 3000 مسلح الحدود إلى إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس، وشنت حملة عسكرية واسعة النطاق في غزة. ورد حزب الله، حليف حماس المدعوم من إيران، بضربات وهجمات على الجبهة الشمالية.
حتى الآن، أسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل سبعة مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل عشرة جنود إسرائيليين. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.
وأعلن حزب الله أسماء 251 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 42 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، وجندي لبناني، بالإضافة إلى 50 مدنيا على الأقل، ثلاثة منهم صحفيين.
وسط الهجمات المستمرة من لبنان، يؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن إسرائيل لن تقبل بعد الآن وجود حزب الله على طول الحدود، وهو ما يتعارض مع قرار الأمم المتحدة الذي أنهى حرب لبنان الثانية عام 2006. ويقول الإسرائيليون إن المسلحين يمكن أن يشنوا من تلك المواقع هجوما مشابها لهجمات حماس في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل.
وتقول اسرائيل أيضا إن الوضع الذي تم بموجبه إخلاء عشرات الآلاف من سكان الشمال من منازلهم لعدة أشهر بسبب هجمات حزب الله، لا يطاق ولا يمكن تحمله.
وحذر وزير الدفاع يوآف غالانت في فبراير من أن الهدنة المحتملة في غزة لن تؤثر على “هدف” إسرائيل المتمثل في إبعاد حزب الله عن حدودها الشمالية بالقوة أو من خلال وسائل دبلوماسية.