إسرائيل في حالة حرب - اليوم 476

بحث

مقتل رئيس بلدية دير البلح في غزة بغارة إسرائيلية؛ الجيش الإسرائيلي يقول أنه كان عضوا في الجناح العسكري لحماس

الجيش يبث مقطع فيديو يظهر قيام حماس بتعذيب سجناء في سجن بمدينة غزة، مشبها المعاملة بتلك التي اتبعها نظام الأسد في سوريا؛ سقوط صاروخ أُطلق من وسط غزة في منطقة مفتوحة بجنوب البلاد

رجال إنقاذ ومواطنون يبحثون بين أنقاض مبنى عن ضحايا في أعقاب غارة إسرائيلية على مبنى البلدية في دير البلح وسط قطاع غزة في 14 ديسمبر، 2024. ( Eyad Baba/AFP)
رجال إنقاذ ومواطنون يبحثون بين أنقاض مبنى عن ضحايا في أعقاب غارة إسرائيلية على مبنى البلدية في دير البلح وسط قطاع غزة في 14 ديسمبر، 2024. ( Eyad Baba/AFP)

أدت غارة جوية إسرائيلية على المنطقة الإنسانية التي حددتها إسرائيل في وسط قطاع غزة يوم السبت إلى مقتل رئيس بلدية دير البلح، الذي اتهمته بأنه عضو في الجناح العسكري لحركة حماس.

في بيان مشترك عقب الضربة، قال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) إن دياب عماد علي عبد الرحمن الجرو “شارك بنشاط في عمليات حكومة حماس في منطقة دير البلح، وحافظ على اتصال مستمر مع المسؤولين في الجناح العسكري لحماس، وقدم لهم المساعدة القتالية ضد قوات جيش الدفاع”.

في إطار دوره، كان الجرو رئيس بلدية دير البلح، ورئيس لجنة الطوارئ التي تديرها حماس في وسط غزة، وكان مسؤولا عن النشاط السياسي لحماس في المنطقة، فضلا عن مكاتب حكومية مختلفة، كما قال الجيش.

وقد استُهدف الجرو أثناء تواجده في مبنى بلدية دير البلح الواقع ضمن المنطقة الإنسانية. وقال الجيش الإسرائيلي إن المبنى كان يستخدمه عناصر حماس للتخطيط وتنفيذ هجمات ضد القوات في غزة وضد إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اتخذ خطوات للتخفيف من الأذى الذي قد يلحق بالمدنيين في الغارة، بما في ذلك استخدام الذخائر الدقيقة والاستطلاع الجوي، وذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن 11 شخصا على الأقل قُتلوا في الغارة.

وقال الجيش إن “حماس تواصل استغلال البنية التحتية المدنية والإنسانية في أنشطتها الإرهابية، في انتهاك للقانون الدولي”.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 1.9 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعيشون في المنطقة الإنسانية في الجيب، وفقا لتقييم أجراه الجيش الإسرائيلي في يوليو.

تقع المنطقة في منطقة المواصي على ساحل القطاع الجنوبي، والأحياء الغربية من خان يونس ووسط دير البلح.

ولقد تغير حجمها عدة مرات وسط عمليات الجيش الإسرائيلي المتغيرة ضد حماس، ولكن حتى أواخر أغسطس، كانت مساحتها تزيد قليلا عن 46 كيلومترا مربعا، أو ما يقرب من 13 في المائة من إجمالي مساحة قطاع غزة.

وفي يوم السبت أيضا، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربة بمسيّرة ضد خلية أثناء استعداد عناصرها لتنفيذ هجوم ضد القوات في غزة وإسرائيل “في الإطار الزمني الفوري”.

وقال الجيش إنه تم استهداف الناشطين أثناء تجمعهم في مدرسة سابقة في مدينة غزة. وأضاف أنه اتخذ خطوات للتخفيف من الأذى الذي قد يلحق بالمدنيين في الضربة على مدرسة يافا للبنين، والتي كانت تُستخدم لإيواء الفلسطينيين النازحين.

أشخاص يتفقدون الأضرار في أعقاب غارة إسرائيلية على مدرسة الماجدة الوسيلة الحكومية التابعة للأونروا والتي تؤوي نازحين فلسطينيين في مدينة غزة بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على عناصر من حماس داخل المبنى، في 14 ديسمبر، 2024. (Omar Al-Qattaa/AFP)

وذكرت خدمات الطوارئ في غزة أن سبعة أشخاص على الأقل قُتلوا، بينهم امرأة وطفلها، وأصيب 12 آخرون نتيجة الغارة الجوية.

وانطلقت صفارات الإنذار داخل إسرائيل، في هذه الأثناء، بعد سقوط صاروخ أُطلق من وسط قطاع غزة في منطقة مفتوحة جنوب البلاد.

دوت صفارات الإنذار في كيبوتسي نيريم وعين هشلوشا الحدوديين وسط الهجوم، الذي لم يسفر عن وقوع إصابات.

إطلاق الصاروخ كان الحادث الثاني من نوعه في يومين، بعد أن أطلقت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية صاروخين باتجاه مدينة أشكلون يوم الجمعة.

لقطات تظهر تعذيب حماس للسجناء الفلسطينيين

مساء السبت، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات جديدة من كاميرات مراقبة قال إنه تم العثور عليها في سجن تابع لحماس في حي الرمال الراقي بمدينة غزة، حيث يمكن رؤية أفراد من قوات الأمن الداخلي التابعة للحركة الفلسطينية وهم يسيئون معاملة السجناء.

في الفيديو، يمكن رؤية عناصر حماس وهم يرافقون سجينا معصوب العينين على ركبتيه إلى المنشأة، قبل إلقائه على مجموعة من السلالم وضربه بعنف.

يظهر المقطع بشكل منفصل سجينا ملقى على الأرض في زنزانة صغيرة لا يزيد حجمها كثيرا عن جسده. وقال الجيش إن السجين كان محتجزا في غرفة خانقة أثناء حبس انفرادي.

وفي مقارنة بين معاملة حماس للسجناء وأفعال نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، قال الجيش في بيان إن حماس “تحاول أن تنأى بنفسها عن نظام الأسد والفظائع التي كُشف عنها في السجون السورية، لكن اللقطات والكشف السابق عن تحقيقات حماس في التعذيب لا تترك مجالا للشك – حماس لا تقل قسوة عنهم”.

وأضاف البيان “لم يعد من الممكن إخفاء أو إنكار قسوة حراس السجون التابعين لحماس التي كُشف عنها في هذه اللقطات. هذه الفيديوهات المروعة هي تذكير صارخ بالإساءة بلا رحمة والقمع وانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام حماس ضد سكان غزة”.

وقد نشر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق لقطات من كاميرات مراقبة يقول إنها تصور تعذيب المدنيين الفلسطينيين على أيدي عناصر حماس، وفي عام 2022، وجدت رقابة الأمم المتحدة و”هيومن رايتس ووتش” أن نشطاء حقوق الإنسان والنساء ومثليي الجنس والمعارضين السياسيين في غزة والضفة الغربية كانوا يتعرضون بانتظام لعقوبات وحشية.

اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي شهد اقتحام حوالي 3000 مسلح للحدود إلى إسرائيل برا وجوا وبحرا، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.

بلغ عدد قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 386 قتيلا. ويشمل هذا العدد ضابط شرطة قُتل في مهمة إنقاذ رهائن ومقاول مدني من وزارة الدفاع.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 44 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا خلال الحرب حتى الآن، إلا أنه لا يمكن التحقق من عدد القتلى وهو لا يفرق بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 18 ألف مقاتل في المعارك حتى نوفمبر و1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أو في الأيام القليلة التالية.

اقرأ المزيد عن