إسرائيل في حالة حرب - اليوم 350

بحث

مقتل خمسة جنود إسرائيليين وسط اشتباكات للسيطرة على معاقل حماس في غزة

تم العثور على حوالي 1.36 مليون دولار نقدا في حقائب في منزل مسؤول في حماس في شمال غزة

من اليسار إلى اليمين:  الرائد أوريا باير، الرائد لياف الوش، الرائد (احتياط) إيتان نائيه، الرائد (احتياط) تال فيليفا، العميد (احتياط) ليدور يوسف كرفاني الذين قُتلوا خلال القتال في قطاع غزة في 17 ديسمبر، 2023. (courtesy)
من اليسار إلى اليمين: الرائد أوريا باير، الرائد لياف الوش، الرائد (احتياط) إيتان نائيه، الرائد (احتياط) تال فيليفا، العميد (احتياط) ليدور يوسف كرفاني الذين قُتلوا خلال القتال في قطاع غزة في 17 ديسمبر، 2023. (courtesy)

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين مقتل أربعة من جنوده في القتال في غزة وتوفي جندي آخر متأثرا بجراحه، في الوقت الذي وسع فيه الجيش الإسرائيلي توغله في معاقل حماس على طرفي القطاع، وضبط أسلحة وحقائب تحتوي على أكثر من مليون دولار نقدا.

وبمقتل الجنود الخمسة يوم الأحد، ارتفع عدد القتلى من الجنود في العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 127، وهو تذكير بالقتال الشديد الذي تواجهه القوات التي تحاول الإطاحة بحركة حماس، في الوقت الذي لا تزال فيه إسرائيل في حالة صدمة في أعقاب مقتل ثلاث رهائن حاولوا الفرار من أسر حماس برصاص القوات الإسرائيلية بعد أن أخطأ الجنود في تحديد هوياتهم.

ووقع القتال العنيف في الوقت الذي تحدتت فيه عدة تقارير عن جهود متجددة كما يبدو للتوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن، وفي الوقت الذي يستعد فيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتصويت على قرار من المتوقع أن يدعو إلى وقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

ولا يزال حوالي 128 شخصا محتجزين بعد اختطافهم من قبل مسلحي حماس الذين اجتاحوا جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر وقتلوا 1200 شخص، مما أدى إلى اندلاع الحرب.

وقال الجيش إن ثلاثة جنود قُتلوا خلال القتال يوم الأحد في جنوب غزة، حيث ركزت القوات على السيطرة على خان يونس. ويعتقد أن بعض كبار ضباط الحركة فروا إلى المدينة الجنوبية من مدينة غزة وسط عملية الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، حيث تستمر المعارك أيضا.

القتلى الثلاثة هم الرائد لياف الوش (21 عاما)، مقاتل في وحدة “دوفدفان”، من جديره؛ الرائد (احتياط) إيتان نائيه (26 عاما)، مقاتل في وحدة “دوفدفان”، من كيبوتس سديه إلياهو؛ الرائد (احتياط) تال فيليفا (23 عاما)، من وحدة “يهالوم” التابعة لسلاح الهندسة القتالي، من رحوفوت.

في شمال غزة قُتل العميد (احتياط) ليدور يوسف كرفاني (23 عاما)، مقاتل في كتيبة الهندسة 8163 التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية، من مدينة إيلات.

كما أعلن الجيش عن مقتل الرائد أوريا باير (20 عاما)، مقاتل في وحدة “ماجلان”، متأثرا بجروح أصيب بها خلال القتال في شمال غزة في 14 ديسمبر.

الأصدقاء الذين يحضرون جنازة ألون شمريز (26 عاما) يبكون على قبر أحد ضحايا هجوم 7 أكتوبر المدفون في نفس المقبرة في كيبوتس شفاييم، إسرائيل، الأحد 17 ديسمبر، 2023. (AP/Ohad Zwigenberg)

باير، وهو مسيحي إنجيلي تطوع في الجيش الإسرائيلي، من معالوت ترشيحا، حيث تدير عائلته منذ عقود دار للمسنين للناجين من المحرقة النازية. تم تأسيس المؤسسة، بالإضافة إلى دار ضيافة مجانية للناجين في نهاريا، على يد أجداد باير الألمان، الذين أرادوا التكفير عن خطايا بلادهم.

وقالت والدة الوش، وهي ضابطة متقاعدة متخصصة في مساعدة المصابين والقتلى في الجيش الإسرائيلي، لموقع “واينت” الإخباري إنها لم تتحدث مع ابنها لأسبوعين على الأقل.

وقالت: “لم أكن أريد أن اسمع هذا الطرق على الباب. أن أتلقى أسوأ الأخبار بعد أن كنت في الماضي من أقدم المساعدة للعائلات الثكلى”، مضيفة: “عاش ولم يرتاح لثانية واحدة. لقد عاش حياة جيدة، ومن المؤسف أنها كانت قصيرة جدا”.

قوات إسرائيلية في قطاع غزة في صورة تم نشرها في 18 ديسمبر، 2023. (Israel Defense Forces)

كما أصيب اثنين من جنود الاحتياط بجروح خطيرة في القتال يوم الأحد.

أعلن الجيش صباح الإثنين أنه نفذ غارات ضد حوالي 150 موقعا في أنحاء غزة خلال اليوم الأخير، بما في ذلك غارات جوية في خان يونس على خلية تابعة لحماس تم التعرف عليها بواسطة طائرة مسيرة وعلى قناص رصدته القوات على الأرض.

وانخفض عدد الغارات الجوية اليومية، الذي ارتفع بانتظام إلى أكثر من 500 في الأيام الأولى من الحرب، بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة مع توسع الهجوم البري، ومع سيطرة الجيش الإسرائيلي على مساحات كبيرة من القطاع.

وتتعرض إسرائيل لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة لخفض شدة هجومها قريبا والتحول إلى حملة أكثر تركيزا للقضاء على حماس التي تحكم القطاع منذ عام 2007.

وصل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي كيو براون يوم الاثنين إلى إسرائيل، حيث من المتوقع أن يضغطا على إسرائيل بشأن الانتقال إلى العمليات المستهدفة التي تهدف إلى قتل قادة حماس، وتدمير الأنفاق وإنقاذ الرهائن.

شرعت إسرائيل في حملتها ضد حماس في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، عندما اقتحم حوالي 3000 مسلح الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف أكثر من 240 آخرين.

وقُتل أكثر من 18,700 فلسطيني في القتال، بحسب سلطات الصحة في غزة، والتي قالت إن معظمهم من النساء والقاصرين. ولا يفرق مسؤولو الصحة في غزة بين الوفيات بين المدنيين والمقاتلين، ويُعتقد أن الأعداد تشمل أولئك الذين قُتلوا بصواريخ فلسطينية طائشة استهدفت إسرائيل.

مركبات عسكرية إسرائيلية تعمل داخل قطاع غزة، كما تظهر من جنوب إسرائيل، الأحد، 17 ديسمبر، 2023. (AP/Ariel Schalit)

وقالت إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر إنها قتلت نحو 7000 من مقاتلي حماس، واعترفت بمقتل العديد من المدنيين أيضا، وألقت باللوم على حماس لاستخدامهم كدروع بشرية. ولقد اتخذت خطوات لإبعاد المدنيين عن مناطق القتال، وقامت بنشر خرائط المناطق الآمنة وفتح طرق هروب.

وقال مسؤول صحي كبير في غزة لقناة “الجزيرة” يوم الأحد إن 110 أشخاص قُتلوا في قصف على جباليا في شمال غزة، على أطراف مدينة غزة، وهي واحدة من المناطق القليلة في شمال غزة التي يتواصل فيها القتال العنيف. ولم يتسن التحقق من هذا الادعاء بشكل مستقل.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات عثرت على حقائب احتوت على حوالي 5 ملايين شيكل (1.36 مليون دولار) في منزل عضو كبير في حماس في جباليا، بالإضافة إلى أسلحة.

أموال تم الاستيلاء عليها في منزل عضو كبير في حماس في جباليا شمال غزة، في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي، 18 ديسمبر، 2023. (Israel Defense Forces)

وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية، تعهدت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال حتى يتم سحق حماس. لكن ما يزيد من تعقيد هذه الوعود هو الأصوات العالية المتزايدة في إسرائيل التي تطالب بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين البالغ عددهم حوالي 128 رهينة الذين ما زالوا في الأسر في غزة.

وازدادت هذه الدعوات خلال نهاية الأسبوع بعد مقتل آفي شمريز ويوتام حاييم وسامر فؤاد الطلالقة، وهم ثلاثة رهائن تمكنوا من الفرار من خاطفيهم، ولكن قُتلوا بنيران الجنود الإسرائيليين عندما اقتربوا من القوات.

وشهدت اتفاقية الهدنة السابقة التي استمرت أسبوعا إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة من المدنيين من غزة والافراج عن 240 أسيرا فلسطينيا من إسرائيل. يبدو أن المحادثات بوساطة قطرية للتوصل إلى اتفاق جديد بدأت من جديد، حيث أفادت تقارير عدة أن رئيس الموساد دافيد برنياع التقى برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في النرويج مساء الجمعة لمناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد.

مظاهرة تدعو إلى إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين كرهائن من قبل مسلحي حماس في غزة، في ساحة المخطوفين في تل أبيب، 16 ديسمبر، 2023. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلا عن مصدرين، إن المحادثات هي “مجرد البداية” وإن العملية ستكون “طويلة وصعبة ومعقدة”.

ومع تزايد دعم المجتمع الدولي للدعوات لوقف إطلاق النار، من المقرر أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين على مشروع قرار قدمته الإمارات العربية المتحدة يدعو إلى “وقف عاجل ومستدام للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة” و”الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.

وكما هو الحال مع مشروع قرار سابق الذي استخدمت فيه الولايات المتحدة حق النقض وطالب بوقف إطلاق النار في 9 ديسمبر، فإن نص مسودة المشروع الجديد لا يذكر صراحة حماس ولكنه يدين بشكل مبهم “جميع الهجمات العشوائية ضد المدنيين”.

ويسلط مقتل الرهائن الثلاث بنيران القوات الإسرائيلية الضوء على التعقيد الذي ينطوي عليه القتال في البيئة الحضرية في غزة، حيث طُلب من القوات توخي الحذر من الأفخاخ المتفجرة والهجمات المفاجئة التي يشنها مسلحون يخرجون من شبكة واسعة من الأنفاق الممتدة تحت القطاع.

جنود إسرائيليون في نفق يقول الجيش إن مسلحي حماس استخدموه لمهاجمة معبر إيرز في شمال قطاع غزة، 15 ديسمبر، 2023. (AP Photo/Ariel Schalit)

وكشف الجيش يوم الأحد عن نفق ضخم يمتد طوله حوالي أربعة كيلومترات ويصل عمقه إلى حوالي 50 مترا تحت الأرض في بعض المناطق ويبدو أنه واسع بما يكفي لمرور المركبات من خلاله. وقال إن النفق، الذي تم اكتشافه بالقرب من معبر إيرز في شمال غزة، هو الأكبر الذي يتم اكتشافه على الإطلاق.

في الأسبوع الماضي، أعلن الجيش أن جنوده اكتشفوا أكثر من 800 فتحة نفق في القطاع منذ بدء الهجوم البري الذي يستهدف حماس وبدأ في أواخر أكتوبر، وتم تدمير حوالي 500 منها بالفعل.

كما أجرى الجيش تجربة لضخ مياه البحر إلى شبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة، وهي خطوة تهدف إلى تدمير شبكة الممرات والمخابئ التابعة للحركة الفلسطينية ودفع عناصرها للخروج فوق الأرض.

اقرأ المزيد عن