مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم لحركة حماس على قوات بالقرب من غزة
الجيش الإسرائيلي يقتل أعضاء بارزين في حماس خلال الليل، ويكثف هجماته على غزة قبل الهجوم البري؛ إصابة رجل جراء هجوم صاروخي في نتيفوت؛ إسرائيل تأسف لإصابة موقع مصري عن طريق الخطأ
قُتل جندي إسرائيلي وأصيب ثلاثة آخرون يوم الأحد، بعد أن هاجمت حركة حماس قوات كانت تنفذ عملية على الجانب الغربي من السياج الحدودي لغزة، بالقرب من بلدة كيسوفيم الجنوبية.
وكانت العملية جزءا من عمليات بحث للجيش عن جثث الإسرائيليين المفقودين، ولتطهير المنطقة تمهيدا للهجوم البري الإسرائيلي القادم.
وقال الجيش إن صاروخا موجها مضادا للدبابات أطلق على دبابة إسرائيلية ومركبة هندسية، وردت القوات بقصف الخلية. وأعلنت حركة حماس مسؤوليتها عن الهجوم.
وورد في وقت لاحق أن الجندي القتيل هو تمير باراك (19 عاما) من نير إلياهو. وقال الجيش إن باراك خدم في سلاح الهندسة القتالي.
وجاء الهجوم في الوقت الذي كثف فيه الجيش غاراته الجوية في الجزء الشمالي من قطاع غزة يوم الأحد لضمان دخول أكثر أمانا للقوات خلال هجوم بري قادم متوقع يهدف إلى الإطاحة بحكم حركة حماس على القطاع.
يوم الأحد أيضا، أصيب رجل في الستينيات من عمره بجروح خطيرة نتيجة سقوط صاروخ في مدينة نتيفوت الجنوبية بعد أن أطلق مسلحون فلسطينيون في غزة وابلا من الصواريخ على المدينة والبلدات المجاورة في الجنوب.
وقالت منظمة “نجمة داوود الحمراء” لخدمات الاسعاف إن الرجل في حالة ما بين المتوسطة والخطيرة بعد إصابته بشظايا وهو يتلقى العلاج في مستشفى “سوروكا” بمدينة بئر السبع.
وقال ممثل عن الحكومة يوم الأحد أن الفصائل المسلحة في غزة أطلقت أكثر من 7400 صاروخ على إسرائيل منذ 7 أكتوبر، عندما شنت حماس هجوما كبيرا على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1400إسرائيليا الذين قُتلوا في منازلهم أو في مهرجان موسيقي أقيم بالقرب من حدود غزة، واختطاف أكثر من 200 شخص واحتجازهم كرهائن.
ووفقا لأرقام المكتب الصحفي الحكومي، اعترض نظام “القبة الحديدية” أكثر من 110 من هذه الصواريخ، وسقط منها 550 منها داخل غزة، وأصاب أكثر من 400 صاروخ إسرائيل بشكل مباشر. ولم تشمل هذه الأرقام عدة آلاف من الصواريخ، التي ربما سقط الكثير منها في مناطق مفتوحة، إلا أن الحكومة لم تحدد على الفور هذا التناقض.
خلال الليل، قال الجيش إنه قتل العشرات من أعضاء حماس في غارات جوية في غزة، بما في ذلك نائب قائد مجموعة الصواريخ التابعة لحماس، المسؤول عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وفي وقت سابق من يوم الأحد، أطلقت القوات الإسرائيلية بطريق الخطأ قذيفة دبابة على موقع حدودي مصري بالقرب من منطقة كيرم شالوم (كرم أبو سالم) بين مصر وغزة وإسرائيل، واعتذرت عن الحادثة.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري إن عددا غير محدد من حرس الحدود أصيبوا “بإصابات طفيفة” وأن إسرائيل “أعربت على الفور عن أسفها للحادث غير المقصود وأن التحقيق جار”.
وذكرت وسائل الإعلام المصرية الرسمية يوم الأحد أيضا أن 17 شاحنة مساعدات عبرت إلى غزة، وسط جهد دولي لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، لكن الأمم المتحدة قالت إنه لم تعبر أي شاحنات. وتسبب الحادث في حدوث لغط، حيث أفادت وسائل إعلام دولية عن رؤية شاحنات تعبر إلى القطاع الفلسطيني من مصر، بما في ذلك الوقود، ونفت إسرائيل هذه التقارير.
بضغوط أمريكية، وافقت إسرائيل على السماح بدخول الغذاء والدواء والماء والمعدات الطبية إلى غزة عبر مصر بعد قطع جميع الإمدادات في أعقاب هجوم 7 أكتوبر. وقالت إسرائيل مرارا إنها لن تسمح بدخول أي وقود إلى القطاع حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة.
سُمح يوم السبت لأول 20 شاحنة محملة بالمساعدات بالدخول إلى غزة، في أعقاب اتفاق توسط فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي خلال زيارة تضامنية إلى إسرائيل. ويشرف على التوزيع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
وقالت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، جولييت توما، الأحد: “حتى الآن لا توجد قافلة”، في إشارة إلى مساعدات إضافية.
وقال مراسلو وكالة “أسوشيتد برس” إنهم رأوا سبع شاحنات وقود تتجه إلى غزة، لكن توما والجيش الإسرائيلي قالا إن تلك الشاحنات كانت تحمل الوقود الذي تم تخزينه على جانب غزة من المعبر في عمق المنطقة، ولم يدخل أي وقود من مصر.
“لن تكون هناك حماس”
في هذه الأثناء، لا تزال القوات الإسرائيلية تعثر على مسلحين فلسطينيين في جنوب إسرائيل، بعد أن تسللوا خلال عملية الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر.
اعتقلت القوات الإسرائيلية مساء السبت عنصرا في قوات النخبة التابعة لحركة حماس، أثناء محاولته العودة إلى قطاع غزة. ووصفه الجيش بأنه كان “منهكا” بعد أن أمضى أكثر من أسبوعين مختبئا في إسرائيل.
قادت وحدة النخبة هجوم 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي صباح الأحد إنه قتل عنصرين من النخبة في غارة جوية بالقرب من السياج الحدودي لغزة مساء اليوم السابق. وأن مسلحين آخرين من حماس قُتلوا أيضا في نفس الغارة، لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري في مؤتمر صحفي يوم الأحد إن قتل أعضاء النخبة يمثل أولوية قصوى، إلى جانب كبار أعضاء الحركة.
وأعلن الجيش انه خلال الليل وصباح الأحد، قصفت طائرات مقاتلة العشرات من مواقع حماس في القطاع.
وشملت الأهداف التي تم ضربها أصولا تابعة لحماس في مبان متعددة الطوابق، وممرات أنفاق، ومواقع تخزين أسلحة، ومراكز قيادة، ومساجد تستخدمها الحركة كغرف حرب، وموقع لإنتاج الأسلحة، وفقا للجيش الإسرائيلي.
الضربات في الأيام الأخيرة شملت استهداف المباني الشاهقة التي يُزعم أن حماس تستخدمها كمواقع للقناصة وللصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.
وقال هغاري: “نحن لن نوقف هجماتنا على القطاع”، مضيفا أن العشرات من عناصر حماس قتلوا في غارات ليلية.
وأعلن الجيش أن القيادي الكبير الذي تمت تصفيته يدعى محمد قطمش، وقال إنه كان مسؤولا عن إطلاق الصواريخ من الجزء الأوسط من قطاع غزة وكان نائب رئيس مجموعة الصواريخ التابعة لحماس.
מטוסי קרב של צה"ל חיסלו את מחמד קטמאש, סגנו של ראש מערך הארטילריה הכלל רצועתי של ארגון הטרור חמאס, אחראי על ניהול האש והארטילריה בחטיבת מחנות המרכז.
מתוקף תפקידו, היווה חלק משמעותי בתכנון והפעלת תוכניות האש של הארגון לעבר ישראל בכלל סבבי הלחימה ברצועת עזה>> pic.twitter.com/7YgVszea9b— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) October 22, 2023
وقال الجيش الإسرائيلي: “كجزء من دوره، كان [قطمش] جزءا هاما من تخطيط وتنفيذ خطط المنظمة لإطلاق [الصواريخ] ضد إسرائيل في جميع جولات القتال في قطاع غزة”.
وقال هغاري: “نحن نزيد الهجمات في قطاع غزة من أجل تقليل التهديدات التي تواجه قواتنا استعدادا للمرحلة التالية من الحرب”، في إشارة إلى الهجوم البري الإسرائيلي المتوقع.
“سنذهب إلى المرحلة التالية في ظل أفضل الظروف للجيش الإسرائيلي ووفقا لقرار المستوى السياسي”.
يوم الأحد، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن الهجوم البري الإسرائيلي القادم في قطاع غزة قد يستمر ثلاثة أشهر، لكنه سيكون الأخير إذا نجحت إسرائيل في القضاء على حركة حماس.
وأضاف غالانت في زيارة قام بها الى مركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي في تل أبيب: “يجب أن تكون هذه المناورة [البرية] الأخيرة في غزة، لسبب بسيط هو أنه بعدها لن تكون هناك حماس. سيستغرق الأمر شهرا، شهرين، ثلاثة أشهر، ولكن في النهاية، لن تكون هناك حماس”.
“قبل أن يلتقي العدو بالمدرعات والمشاة، سيواجه قنابل سلاح الجو”، وأضاف “لدي انطباع بأنكم تعرفون كيفية القيام بذلك بطريقة فتاكة ودقيقة وعالية الجودة، كما ثبت حتى الآن”.
في احاطته الإعلامية، قال هغاري إن الجيش أخطر حتى الآن عائلات 212 رهينة بأن أحبائهم محتجزون في قطاع غزة، مضيفا أن العدد ليس نهائيا حيث يحقق الجيش في معلومات جديدة عن المفقودين.
الرقم لا يشمل جوديث رعنان وابنتها ناتالي – مواطنتين إسرائيليتين-أمريكيتين تم اختطافهما من كيبوتس ناحل عوز في 7 أكتوبر – اللتين أطلقت حركة حماس سراحهما ليل الجمعة. ولم تتضح على الفور الآلية الدقيقة لعملية النقل، وزعمت حماس أن الافراج عن الرهينتين تم “لأسباب إنسانية”.
واعتبُرت هذه الخطوة على نطاق واسع في إسرائيل بمثابة مناورة علاقات عامة، حيث أن حماس معنية بتحسين صورتها إلى حد ما منذ أن نفذت مسلحوها هجمات ضد مدنيين إسرائيليين في الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة على البلدات بجنوب البلاد.
وزعم المتحدث باسم حماس، أبو عبيدة، يوم السبت أن الحركة عرضت إطلاق سراح رهينتين أخريين في اليوم التالي بموجب نفس الإجراءات، لكن إسرائيل رفضت العرض.
ردا على ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه “لن يرد على أكاذيب حماس الدعائية”.
اندلعت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما ضم أكثر من 2500 مسلح قاموا بالتسلل إلى إسرائيل من غزة في 7 أكتوبر، وقاموا بقتل حوالي 1400 إسرائيلي. كما اختطف المسلحون، الذين اخترقوا الحدود تحت غطاء سيل من آلاف الصواريخ التي أطلقت على البلدات والمدن الإسرائيلية، ما لا يقل عن 212 شخصا من جميع الأعمار، وقاموا بنقلهم إلى غزة كرهائن.
وتم قتل أكثر من 260 شخصا في مهرجان موسيقي، في هجوم وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه “أسوأ مذبحة ضد الشعب اليهودي منذ المحرقة النازية”.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس وتقول إن نحو 1500 من مقاتلي الحركة قُتلوا في اشتباكات على الأراضي الإسرائيلية. وواصلت حماس إطلاق الصواريخ على جنوب ووسط إسرائيل من غزة.
ويرد الجيش أيضا على هجمات منظمة حزب الله اللبنانية، المدعومة أيضا من إيران، والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها في جنوب لبنان. وأعلن حزب الله مسؤوليته عن عدة هجمات صاروخية على مواقع للجيش الإسرائيلي وبلدات إسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين، وسط مخاوف في إسرائيل من فتح جبهة شمالية إلى جانب الحرب مع حماس في الجنوب. وقال متحدث بإسم الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إن الهجمات المتصاعدة تهدد “بجر لبنان إلى الحرب”.
وقال متحدث باسم الحكومة إن أكثر من 200 ألف إسرائيلي نزحوا بسبب الصراع. وتتولى وزارة الدفاع رعاية 120 ألف شخص ممن تركوا منازلهم.
وأدت حملة القصف في غزة إلى مقتل أكثر من 4600 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، وحولت مساحات واسعة من الأراضي المكتظة بالسكان إلى أنقاض. لا يمكن التحقق بشكل مستقل من عدد القتلى الذي أعلنته حماس، ويعتقد أنه يشمل مسلحين تابعين لها، بالإضافة إلى ضحايا انفجار وقع في مستشفى بمدينة غزة في 17 أكتوبر ناجم عن فشل لحركة الجهاد الإسلامي في إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل، والذي ألقت حماس باللوم فيه على إسرائيل، التي قدمت بدورهاأدلة تثبت أن الانفجار نجم عن صاروخ تم إطلاقه من غزة ولم يصل إلى هدفه. وقد اعتمدت الولايات المتحدة، مستشهدة ببياناتها الخاصة، الرواية الإسرائيلية.
دعت إسرائيل سكان شمال قطاع غزة إلى الإخلاء باتجاه جنوب القطاع قبل بدء الهجوم البري المتوقع.
ساهمت وكالات في هذا التقرير