إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

مقتل جندي إسرائيلي في لبنان مع استمرار الجيش في قصف حزب الله؛ وصاروخ يصيب كنيسا يهوديا في حيفا

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يتوعد بـ"ضرب حزب الله بقوة شديدة"؛ والقوات الإسرائيلية تصل بحسب تقارير إلى أعمق نقطة في لبنان منذ بدء العملية البرية

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت مقتل جندي في معارك بجنوب لبنان، فيما تعهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي بمواصلة محاربة حزب الله حتى يتمكن النازحون من الشمال من العودة إلى بيوتهم، وبحسب تقرير وصلت القوات إلى أعمق نقطة لها حتى الآن في لبنان.

في غضون ذلك، واصل حزب الله إطلاق المسيرات والصواريخ على شمال إسرائيل، بما في ذلك إطلاق صواريخ كثيف باتجاه حيفا، حيث وقعت عدة إصابات.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الرقيب أوري نيسانوفيتش (21 عاما)، من الكتيبة 13 في لواء “غولاني”، من القدس، قُتل خلال القتال يوم الجمعة. بحسب تحقيق اولي للجيش الإسرائيلي، قُتل نيسانوفيتش خلال تبادل لإطلاق النار مع أحد مسلحي حزب الله في مبنى في قرية بجنوب لبنان. كما قُتل المسلح في تبادل إطلاق النار.

وبمقتل نيسانوفيتش يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في الهجوم البري ضد حزب الله في لبنان وخلال العمليات على الحدود إلى 44 قتيلا.

وشهد يوم السبت إطلاق وابل من الصواريخ على منطقتي الجليل الغربي وخليج حيفا.

مساء السبت، تم إطلاق صلية من 10 صواريخ على حيفا، حيث تم اعتراض عدد من الصواريخ لكن البعض الآخر سقط في المدينة، بما في ذلك صاروخ أصاب كنيسا يهوديا وألحق أضرارا جسيمة بالمبنى. وأصيب خمسة أشخاص أثناء ركضهم بحثا عن مأوى في أرجاء المدينة.

في وقت سابق من اليوم دوت صفارات الإنذار عدة مرات في مدينة نهاريا الشمالية، بسبب تسلل مسيرات معادية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض أربع مسيرات طوال اليوم، حيث أصابت شظايا من إحداها شقة في المدينة.

وتسبب ذلك في أضرار طفيفة، لكن لم تقع إصابات.

وقالت الشرطة إن صاروخا سقط على مبنى مزرعة قرب مدينة طمرة، مما تسبب في أضرار جسيمة ونفوق العديد من الحيوانات بداخله.

ولم يصب أحد في الهجوم.

عناصر من الشرطة خارج مبنى في حقل زراعي تضرر بشدة بسبب صاروخ، بالقرب من مدينة طمرة بشمال البلاد، 16 نوفمبر 2024. (Israel Police)

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت، بعد تقييم جديد للعملية البرية في جنوب لبنان، أنه فرض منطقة عسكرية مغلقة جديدة على الحدود اللبنانية، في منطقتي المطلة وكفار يوفال.

ويحظر الأمر على المدنيين التواجد في المناطق التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك داخل إسرائيل على الجانب الآخر من الحدود حيث قد يدور القتال في القرى اللبنانية.

وسيظل الأمر ساري المفعول حتى مساء الأحد.

ومساء السبت، أصدر الجيش الإسرائيلي تصريحات أدلى بها هليفي خلال زيارة إلى قرية كفركلا الحدودية اللبنانية في وقت سابق من هذا الأسبوع. وقال رئيس الأركان إن الجيش سيواصل ضرب حزب الله حتى يتمكن النازحون الإسرائيليون من الشمال من العودة إلى منازلهم.

وقال هليفي: “لقد دفع حزب الله ثمنا باهظا للغاية – فقد انهارت سلسلة قيادته، وقُتل العديد من العناصر، ودُمرت البنية التحتية. ستواصل المنظمة إطلاق النار، وسنستمر في القتال، وسنستمر في تنفيذ الخطط، والمضي قدما، والهجوم في العمق، وضرب حزب الله بقوة شديدة جدا. سنتوقف عندما نعرف أننا نعيد السكان [إلى منازلهم] بأمان”.

الرقيب. أوري نيسانوفيتش (Israel Defense Forces)

وذكرت وسيلة إعلامية لبنانية رسمية أن قوات الجيش الإسرائيلي وصلت إلى أعمق نقطة في لبنان منذ أن بدأ الجيش توغله عبر الحدود قبل ستة أسابيع، قبل أن تنسحب ظاهريا في وقت مبكر من يوم السبت بعد معارك ضارية مع حزب الله.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن القوات الإسرائيلية سيطرت مؤقتا على تلة استراتيجية في قرية شمع بجنوب لبنان، على بعد حوالي خمسة كيلومترات من الحدود في وقت مبكر من يوم السبت، قبل أن يتم صدها لاحقا. وزعمت الوكالة أن الجنود فجروا العديد من المباني بما في ذلك ضريح قبل انسحابهم.

ولم يتسن التحقق من أي من الادعاءات على الفور.

وقال الجيش في بيان إن قواته “تواصل أنشطتها العملياتية المحدودة والمحلية والمستهدفة في جنوب لبنان”. ولم يرد الجيش على الفور على طلبات للتعليق على التقارير الإعلامية اللبنانية.

وجاءت العمليات البرية في الوقت الذي قصفت فيه طائرات حربية إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت وعدة مناطق أخرى في جنوب لبنان، من ضمنهما مدينة صور الساحلية.

وقال الجيش مساء السبت إنه نفذ أربع موجات من الغارات الجوية خلال اليوم على أهداف لحزب الله في معقل المنظمة في جنوب بيروت، بما في ذلك مراكز قيادة.

وفي الأسبوع الماضي، قال الجيش أنه قصف نحو 50 موقعا لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.

قبل تنفيذ الضربات، أصدر الجيش تحذيرات للمدنيين في المنطقة بالإخلاء.

كما أكد الجيش أنه نفذ ضربات ضد أهداف لحزب الله في صور يوم السبت.

وبحسب الجيش، فإن المواقع التي ضربتها الطائرات المقاتلة شملت مراكز قيادة ومستودعات أسلحة ومبان يستخدمها حزب الله والعديد من الأصول الأخرى التابعة للجماعة.

كانت العديد من المواقع تابعة لفرقة “عزيز” الإقليمية التابعة لحزب الله، المسؤولة عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل من القطاع الغربي من جنوب لبنان.

وأعلن الجيش يوم السبت عن عدة موجات من الضربات استهدفت أصول حزب الله، وأفادت وكالة “رويترز” عن تسع غارات جوية منفردة على الأقل.

قبل الغارات، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات إخلاء للمدنيين في محيط المباني التي يستخدمها حزب الله.

بعد إحدى الغارات، شوهد عمود من الدخان يتصاعد فوق المباني في المنطقة، في لقطات غير مؤكدة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن “العدو” نفذ ثلاث غارات جوية، إحداها بالقرب من حارة حريك.

وقالت الوكالة “الغارة الأولى على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت أدت إلى تدمير عدد من المباني وتسببت بأضرار في محيطها”.

وأفادت لاحقا عن غارة منفصلة شنتها “طائرات معادية” في حي الشياح.

وفي جنوب لبنان، نفذت إسرائيل عدة ضربات ليل الجمعة وصباح السبت، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام. وقالت الوكالة إن ضربة في صور “استهدفت ’حي الآثار’، مما أدى إلى تدمير مبنيين وإلحاق أضرار بمباني أخرى مجاورة”.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الجوية قتلت مسعفا في بلدة برج رحال في قضاء صور، كما أدت الضربات على فريق استجابة للطوارئ في بلدة كفر تبنيت الجنوبية إلى مقتل مسعف وإصابة أربعة آخرين بينما فقد مسعفان.

بشكل منفصل، قُتل اثنان من كبار الشخصيات في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا يوم الخميس، وفقا لمصدر من الحركة الفلسطينية التي تحارب إسرائيل في غزة إلى جانب حماس.

وقال المصدر لوكالة “فرانس برس” يوم السبت إن عبد العزيز المناوي، وهو عضو في المكتب السياسي للحركة، ومسؤول العلاقات الخارجية في الحركة رسمي أبو عيسى قُتلا في الغارة على قدسيا في منطقة دمشق.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إنه استهدف عدة مبان ومراكز قيادة تابعة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.

سيارة إطفاء تصل إلى موقع الغارة الإسرائيلية المزعومة في منطقة المزة بدمشق في 14 نوفمبر، 2024. (Louai Beshara/AFP)

يوم الجمعة، قالت قوة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) إن قذيفة مدفعية حية من عيار 155 ملم سقطت على مقرها في بلدة شمع.

وقالت اليونيفيل إن “القذيفة لم تنفجر وقام خبراء إيطاليون للتخلص من القنابل بتأمين المنطقة بسرعة وإزالة الذخيرة وإجراء تفجير تحت السيطرة”، مضيفة أنه لم يصب أحد بأذى ولم تلحق سوى أضرار طفيفة بصالة الألعاب الرياضية في القاعدة.

وكان أفراد اليونيفيل في الملاجئ أثناء الضربة.

وأضافت اليونيفيل “نذكّر جميع الأطراف بقوة بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها. إن الهجمات المتعمدة على قوات حفظ السلام تشكل انتهاكا خطيرا للقوانين الإنسانية الدولية وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701”.

وقال بيان إيطالي إن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني تحدث مع نظيره الإسرائيلي غدعون ساعر واحتج على الهجمات ضد الأفراد والبنية التحتية لليونيفيل، مضيفا أن إسرائيل ستحقق في الحادث.

مركبة مدرعة تابعة لقوات اليونيفيل تمر عبر بيروت كجزء من قافلة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة متجهة إلى جنوب لبنان، في 12 نوفمبر، 2024. (Patrick Baz/AFP)

اقتراح لوقف إطلاق النار

في ظل التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الصراع في لبنان، أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية يوم السبت أن الاقتراح المكتوب من الولايات المتحدة الذي تلقاه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لا يتضمن حرية الحركة لقوات الجيش الإسرائيلي في لبنان.

وأضاف الصحيفة التي تتخذ من لندن مقرا لها في تقريرها أن لبنان سيرد على العرض الأميركي “قريبا جدا” مع تحفظاته.

ونقل التقرير عن بري، وهو حليف لحزب الله الذي يعمل في كثير من الأحيان كقناة للدبلوماسية، تأكيده على أنه “لا يمكن تقويض سيادتنا”.

وبحسب التقرير، التقى بري بالسفيرة الأميركية ليزا جونسون لتلقي أول اقتراح مكتوب من واشنطن منذ عدة أسابيع على الأقل.

وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري يوم الجمعة أن إسرائيل تطالب برسالة جانبية من الولايات المتحدة تتضمن ضمانات من واشنطن بالسماح لإسرائيل باتخاذ إجراء عسكري في لبنان ضد حزب الله إذا حاولت الجماعة إعادة تأسيس وجودها العسكري على طول الحدود.

وفقا لصحيفة الشرق الأوسط، أعرب بري أيضا عن معارضته لفكرة تشكيل لجنة لتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى الجولة الأخيرة من الصراع بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، مدعيا أن اليونيفيل قادرة على القيام بهذه المهمة. ولق فشلت الوكالة الأممية في فرض القرار منذ عام 2006، مما سمح لحزب الله ببناء وجود مسلح كثيف على طول الحدود.

أرشيف: المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين (يسار الصورة) يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في بيروت في 21 أكتوبر، 2024. (AFP)

وقد صورت إسرائيل هجومها في جنوب لبنان على أنه تدخل للقيام بمهمة اليونيفيل بالأساس.

منذ 8 أكتوبر 2023، هاجمت قوات بقيادة حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث قالت الجماعة إنها تفعل ذلك إسنادا لغزة وسط الحرب هناك.

تم إجلاء حوالي 60 ألف من سكان البلدات الشمالية على الحدود مع لبنان بعد وقت قصير من الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وسط مخاوف من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا، وزيادة إطلاق الصواريخ من قبل الجماعة اللبنانية.

وقد أسفرت الهجمات على شمال إسرائيل عن مقتل 43 مدنيا. بالإضافة إلى ذلك، قُتل 69 جنديا إسرائيليا في مناوشات عبر الحدود وفي العملية البرية التي أعقبت ذلك والتي بدأت في جنوب لبنان في أواخر سبتمبر. كما قُتل جنديان في هجوم بمسيرة من العراق، وكانت هناك أيضا عدة هجمات من سوريا، دون وقوع إصابات.

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى مقتل نحو 3000 من عناصر حزب الله في الصراع. كما قُتل نحو 100 عنصر من جماعات مسلحة أخرى، بالإضافة إلى مئات المدنيين في لبنان، بحسب تقارير. وقد أعلن حزب الله عن أسماء 516 عضواً قُتلوا على يد إسرائيل وسط القتال، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. ولم يتم تحديث هذه الأرقام باستمرار منذ بدأت إسرائيل هجوما جديدا ضد حزب الله في سبتمبر.

اقرأ المزيد عن