إسرائيل في حالة حرب - اليوم 364

بحث

مقتل جندي في شمال غزة والجيش الإسرائيلي يخوض المعارك “الأعنف” ضد حماس في الحرب حتى الآن

مسلحون يطلقون أعدادا كبيرة من قذائف "آر بي جي" على الدبابات الإسرائيلية في مخيم جباليا، وهي منطقة لم تصلها القوات في الهجوم البري الأول في المنطقة

قوات من اللواء المدرع السابع تعمل في جباليا شمال غزة، في صورة منشورة في 17 مايو، 2024. في الصورة الصغرى: الرقيب بن أفيشاي، الذي قُتل في شمال غزة في 17 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)
قوات من اللواء المدرع السابع تعمل في جباليا شمال غزة، في صورة منشورة في 17 مايو، 2024. في الصورة الصغرى: الرقيب بن أفيشاي، الذي قُتل في شمال غزة في 17 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنديا إسرائيليا قُتل خلال القتال في شمال قطاع غزة يوم الجمعة، فيما توغلت القوات في جباليا ووسعت “السيطرة العملياتية” في المنطقة خلال اليوم الأخير.

ووصف الضباط القتال في جباليا شمال غزة بأنه من بين الأعنف وسط الحرب المستمرة، حيث أطلق مسلحو حماس أعدادا هائلة من قذائف “آر بي جي” على الدبابات والمركبات المدرعة.

الجندي القتيل هو الرقيب بن أفيشاي (20 عاما)، مقاتل في سرية الإشارة التابعة للواء المظليين، من مدينة نهاريا.

وسط العملية في جباليا، التي تنفذها الفرقة 98، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة والمسيّرة قصفت مستودع أسلحة وقتلت العديد من المسلحين الذين أطلقوا قذائف الهاون على القوات في المنطقة.

وفي وقت متأخر من يوم السبت، توغلت دبابات اللواء المدرع السابع في جباليا، وهي المنطقة التي كان الجيش قد عمل فيها سابقا وادعى أنه قام بتفكيك كتائب حماس المحلية. إلا أن العملية الأخيرة ركزت على المناطق العميقة في مخيم جباليا، والتي لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول إليها خلال الهجوم البري الأول.

وأفاد الجيش الإسرائيلي حتى الآن بمقتل أكثر من 200 مسلح في المنطقة – قُتل 60 منهم على الأقل على يد اللواء السابع – ويقدَر أنه قد يكون هناك عدة مئات آخرين.

ووّصف القتال بأنه “شديد” وبأنه “الأعنف” في خضم الحرب، حيث شهد العديد من الاشتباكات، سواء فوق الأرض أو من قبل المسلحين الذين يستخدمون الأنفاق. ويضم مخيم جباليا أيضا العديد من الأزقة الضيقة، مما يجعل من الصعب على الدبابات العمل هناك.

وأطلق المسلحون في الأساس قذائف “آر بي جي” على الدبابات، لكنهم قاموا أيضا بوضع عبوات ناسفة. وتمكنت دبابات “ميركافا” التابعة للواء السابع، المزودة بنظام الدفاع النشط TROPHY، في الصمود إلى حد كبير في وجه هجمات الآر بي جي، مع إصابة عدد قليل فقط من القوات، وفقا للجيش.

جنود من اللواء المدرع السابع يعملون في جباليا شمال غزة، في صورة نشرت في 17 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

صباح الجمعة، أعلن الجيش إصابة جندي من الكتيبة 9227 التابعة للواء مدرع 460 بجروح خطيرة خلال معركة مع مسلحين في جباليا.

وتم نقل الجندي المصاب إلى مستشفى في إسرائيل.

كما يشن مسلحو حماس هجمات من داخل أو بالقرب من الملاجئ الإنسانية في جباليا، بحسب الجيش. ولقد تم إخلاء الملاجئ من المدنيين منذ ذلك الحين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات كتيبة المظليين 101، التي تعمل إلى جانب قوات الدبابات، عثرت على مستودع صواريخ متاخم لأحد الملاجئ. وأضافت أنه تم العثور على عشرات الصواريخ بعيدة المدى وأجزاء صواريخ في الموقع.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه في الملجأ المتاخم، اعتقلت القوات حوالي 20 مشتبها بهم. في الأيام الأخيرة، تم القبض على نحو 40 مشتبها بهم في جباليا.

مخبأ للصواريخ عثر عليه الجيش الإسرائيلي في جباليا شمال غزة، في صورة تم نشرها في 17 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

في غضون ذلك، اعترضت منظومة “القبة الحديدية”، الجمعة، صاروخا أطلق من قطاع غزة باتجاه مدينة سديروت الجنوبية، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.

وهاجم المسلحون الفلسطينيون مدينة سديروت بشكل متكرر في الأيام الأخيرة، مع توغل الجيش الإسرائيلي في جباليا، حيث قال السكان لوكالة “رويترز” إن المدرعات الإسرائيلية توغلت حتى السوق في قلب جباليا، وأن الجرافات كانت تقوم بهدم المنازل والمتاجر أثناء تقدمها.

في غضون ذلك، في مدينة رفح بجنوب غزة، عثر اللواء 401 مدرع التابع للفرقة 162 على موقع لإطلاق الصواريخ ودمره، بحسب الجيش، الذي قال إن الموقع كان يُستخدم لإطلاق صواريخ بعيدة المدى على إسرائيل.

وتقول إسرائيل إن أربعا من كتائب حماس الست المتبقية موجودة الآن في رفح إلى جانب رهائن تم اختطافهم خلال مذبحة الحركة في 7 أكتوبر، لكنها تواجه ضغوطا دولية لعدم اجتياح المدينة، حيث يحتمي مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين النازحين وسط الحرب المستمرة. ولا تزال هناك كتيبتان أخريان لحماس في وسط غزة، في مخيمي النصيرات ودير البلح.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 600 ألف من سكان غزة غادروا المدينة منذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي عملياته هناك الأسبوع الماضي من خلال السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي.

يوم الجمعة أيضا، أعلن الجيش أنه هدم نفقا في وسط غزة هذا الأسبوع، وسط عملية في حي الزيتون بمدينة غزة.

وانتهت يوم الخميس العملية التي نفذها لوائي “ناحل و”كرملي”، والتي استمرت أسبوعا. وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات هدمت مواقع تابعة لحماس، بما في ذلك أنفاق هجومية ومواقع تصنيع أسلحة وقاذفات صواريخ وغرف قيادة وسط الغارة الدقيقة.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري يوم الثلاثاء إن حوالي 130 مسلحا قُتلوا في الزيتون.

بالإضافة إلى ذلك، خلال اليوم الماضي، ضرب سلاح الجو الإسرائيلي حوالي 60 هدفا في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك مبان تستخدمها الجماعات المسلحة، ومستودعات أسلحة، ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، وغيرها من البنى التحتية، فضلا عن مسلحين، وفقا للجيش الإسرائيلي.

فلسطينيون فروا من رفح في جنوب قطاع غزة يصلون مع أمتعتهم إلى خان يونس، 15 مايو، 2024. (AFP)

اندلعت الحرب في غزة بعد المذبحة التي ارتكبتها حماس في السابع من أكتوبر، والتي شهدت قيام آلاف المسلحين باقتحام إسرائيل عبر الحدود، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 252 آخرين كرهائن، معظمهم من المدنيين، وسط ارتكاب المسلحين لأعمال وحشية واعتداءات جنسية. وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس لضمان ألا تعود الحركة لتشكيل تهديد عليها، ولكنها تشارك أيضا في محادثات غير مباشرة مع الحركة تهدف إلى هدنة طويلة وتبادل الرهائن مع أسرى أمنيين فلسطينيين.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 35 ألف شخص في القطاع قُتلوا أو يُفترض أنهم قتلوا في القتال حتى الآن، رغم أنه لم يتم التعرف إلا على حوالي 24 قتيل فقط في المستشفيات. وتشمل هذه الحصيلة، التي لا يمكن التحقق منها، نحو 15 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعارك. وتقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر.

وقُتل 280 جنديا إسرائيليا خلال العملية البرية ضد حماس ووسط العمليات على طول حدود غزة. كما قُتل مقاول مدني عمل مع وزارة الدفاع في القطاع.

ساهمت في هذا التقرير وكالات.

اقرأ المزيد عن