مقتل جندي خلال القتال في شمال غزة
الرقيب يسرائيل ناتان روزنفيلد (20 عاما) قُتل في انفجار؛ وكالة مرتبطة بحركة حماس تقول إن 17 شخصا قُتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في أرجاء القطاع؛ رئيس الوزراء يعقد اجتماعا رفيع المستوى لمناقشة الحرب والمحادثات بشأن الرهائن
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي خلال القتال في شمال قطاع غزة يوم الأحد.
وورد أن الجندي القتيل هو الرقيب يسرائيل ناتان روزنفيلد (20 عاما)، من الكتيبة 601 للهندسة القتالية، من مدينة رعنانا.
بحسب تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي فإن روزنفيلد قُتل جراء انفجار عبوة ناسفة خلال العمليات في منطقة جباليا.
روزنفيلد، وهو الجندي العشرون الذي يقتل في المعارك منذ بداية الشهر، انتقل إلى إسرائيل من لندن مع عائلته قبل 11 عاما. ترك خلفه والداه وثلاثة أشقاء؛ صديق أخته قُتل في معارك مع مسلحين بالقرب من كيبوتس صوفا في 7 أكتوبر.
بمقتل روزنفيلد، ارتفع عدد قتلى إسرائيل في الهجوم البري على حماس في غزة والعمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع إلى 441.
وشهد يوم الأحد أيضا تقارير عن وقوع حادث آخر أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى نُسب إلى نيران الجيش الإسرائيلي – في ما أصبح حدثا شبه يومي – بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات في جنوب غزة تديره مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، أمر الجيش الفلسطينيين بإخلاء مناطق في الجزء الشمالي من القطاع، متوقعا اشتداد القتال ضد حماس.
في الوقت نفسه، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لـ”تايمز أوف إسرائيل“ إن القدس تعمل فعليا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. ومن المتوقع أن يجتمع كبار المسؤولين مساء الأحد لمناقشة الحرب وجهود التفاوض.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية وعربية يوم الأحد أن خمسة أشخاص قُتلوا وعشرات آخرون أصيبوا بجروح جراء إطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية في منطقة رفح جنوب غزة.
ولم تنشر حتى الآن أي لقطات من مكان الحادث. ولم يصدر أي تعليق من الجيش الإسرائيلي.
ووفقا للسلطات الصحية في القطاع الذي تديره حركة حماس، قُتل ما يقرب من 500 شخص، على يد القوات الإسرائيلية، بالقرب من مواقع توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، والتي أقيمت في مناطق يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي وبعيدة عن المراكز السكانية. ونفت مؤسسة غزة الإنسانية مسؤوليتها عن سقوط القتلى، مشيرة إلى أنها تعمل في منطقة حرب.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الجنود يطلقون النار أحيانا على المشتبه بهم الذين يحيدون عن المسارات المحددة والذين يعتبرونهم يشكلون خطرا على القوات، وأشاروا إلى أن أعداد الضحايا مبالغ فيها.
وقالت وكالة الدفاع المدني المرتبطة بحركة حماس في غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية وإطلاق النار أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 17 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال، في أنحاء غزة يوم الأحد.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن 16 شخصا لقوا حتفهم في غارات جوية على خمسة مواقع في أنحاء القطاع، وآخر في إطلاق نار إسرائيلي بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات.
وقال بصل إن طفلين قُتلا في غارة جوية على منزلهما في حي زيتون بمدينة غزة في الصباح الباكر، وإن ”المنزل دُمر بالكامل“.

وقال عبد الرحمن عزام (45 عاما)، أحد أفراد الأسرة، لوكالة فرانس برس إنه كان في منزله و”سمع انفجارا هائلا في منزل أحد أقاربه“.
وتابع عزام: ”قمنا بإجلاء أكثر من 20 جريحا، بينهم شهيدان وطفلان من الأسرة. صرخات الأطفال والنساء لم تتوقف“.
وتابع ”لقد قصفوا المنزل بصاروخ دون أي إنذار مسبق. هذه جريمة مروعة. نحن ننام دون أن نعرف ما إذا كنا سنستيقظ“.
وفي مكان آخر، قال بصل إن غارة جوية شنتها مسيّرة على خيمة تأوي نازحين بالقرب من مدينة خان يونس جنوب غزة أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص بينهم طفل.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف عناصر مسلحة في غزة تتهمها بالتسلل بين السكان المدنيين.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الأحد إن القدس تواصل العمل بشكل فعلي على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

ويأتي ذلك بعد أشهر من الجمود الذي أعقب انهيار الاتفاق الأخير في مارس، عندما رفضت إسرائيل الدخول في محادثات لإنهاء الحرب بشكل دائم.
وقال المسؤول: ”هناك اتصالات جارية من خلال الدول الوسيطة، ونحن على اتصال مستمر مع الأمريكيين“.
وكان من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعا مساء الأحد حول الحرب في غزة ومحاولات التوصل إلى اتفاق في مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي في بئر السبع.
خلال الليل، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل إلى ”إبرام الاتفاق في غزة“.
كما أعلنت المحكمة المركزية في القدس يوم الأحد إلغاء شهادة نتنياهو المقررة في محاكمته الجنائية هذا الأسبوع، مستجيبة جزئيا لطلب تأجيلها لمدة أسبوعين بسبب قضايا دبلوماسية وأمنية.
وحضر رؤساء المخابرات العسكرية الإسرائيلية والموساد اجتماعا مغلقا دعوا فيه إلى التوقف المؤقت. وقال القضاة إنهم تلقوا معلومات إضافية مهمة دفعتهم إلى الموافقة على التوقف المؤقت هذه المرة، بعد رفض طلبين سابقين الأسبوع الماضي.
ولم يتضح ما إذا كانت المعلومات تتعلق بصفقة في غزة.
تحتجز الجماعات المسلحة في قطاع غزة 50 رهينة، من بينهم 49 من أصل 251 شخصا اختطفهم مسلحون تابعون لحركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وجثمان جندي إسرائيلي قُتل في عام 2014. ويُعتقد أن 20 من الرهائن أحياء. وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم البالغ على سلامة اثنين آخرين.

وتقول وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إن أكثر من 53 ألف شخص في القطاع قُتلوا أو يُعتقد أنهم لقوا حتفهم في القتال حتى الآن، إلا أن عدد القتلى لا يمكن التحقق منه وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 20 ألف مقاتل في القتال حتى يناير، و 1600 مسلح آخر داخل إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر.
وقالت إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل عدد القتلى المدنيين إلى أدنى حد ممكن، وشددت على أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية تشمل من المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.
وبلغ عدد القتلى الإسرائيليين في الهجوم البري على حماس في غزة والعمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 441. ومن بين القتلى ضابط شرطة وثلاثة متعاقدين مدنيين مع وزارة الدفاع.
ساهم جيريمي شارون في هذا التقرير.