مقتل جندي إسرائيلي بعد اصطدام شاحنة فلسطينية بمحطة حافلات في الضفة الغربية
لقطات تظهر شاحنة تندفع بسرعة نحو نقطة حراسة بالقرب من مستوطنة جفعات أساف التي تم إضفاء الشرعية عليها مؤخرًا؛ في وقت سابق، أفادت تقارير بمقتل 5 فلسطينيين في غارة جوية في طوباس بغور الأردن
قتل جندي إسرائيلي يوم الأربعاء بعد دهسه في محطة حافلات بالضفة الغربية، في هجوم على ما يبدو نفذه سائق شاحنة وقود فلسطيني وعزز المخاوف من استمرار تصاعد العنف في المنطقة.
ووقع الحادث خارج مستوطنة إسرائيلية بالقرب من رام الله، في الوقت الذي أفادت فيه تقارير بأن مسؤولين أمنيي”ن يسعون إلى تعزيز أنشطة مكافحة الإرهاب في الضفة الغربية”، وبعد ساعات من إعلان الفلسطينيين مقتل خمسة أشخاص في غارة بطائرة مسيّرة إسرائيلية في بلدة في غور الأردن بالضفة الغربية.
وأظهرت لقطات من مكان الهجوم شاحنة تحمل لوحات ترخيص فلسطينية تنحرف عن طريق سريع مزدحم وتصطدم بكامل سرعتها بنقطة حراسة تابعة للجيش الإسرائيلي مجاورة لمحطة حافلات قبل أن تتوقف.
وقالت خدمة الإسعاف نجمة داوود الحمراء إنها عالجت إسرائيليا في العشرينيات من عمره أصيب بجروح خطيرة في الهجوم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود تمكنوا من تحييد المنفذ في مكان الحادث، ووصف الحادث بأنه عمل إرهابي. وأضاف الجيش أن القوات المنتشرة في مكان الحادث أقامت حواجز على الطرق.
ويبدو أن الهجوم وقع على الطريق رقم 60 خارج مستوطنة جفعات أساف، وهي بؤرة استيطانية عشوائية سابقة قامت الحكومة بإضفاء الشرعية عليها بأثر رجعي في أواخر يونيو، على الرغم من أن منازل المستوطنة لا تزال غير مرخصة في ظل مزاعم بأنها بنيت على أرض فلسطينية خاصة.
وذكرت وسائل الإعلام أن المشتبه به يدعى هايل ضيف الله (58 عاما) من بلدة رافات بوسط الضفة الغربية. ولم تتضح حالته على الفور، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وكان الهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي أثارت المخاوف من العنف في الضفة الغربية، بعد سلسلة من محاولات تنفيذ عمليات انتحارية أعلنت حماس مسؤوليتها عنها في الأسابيع الأخيرة، فضلا عن هجوم إطلاق النار على الحدود الأردنية يوم الأحد والذي أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين.
وبحسب السلطات الإسرائيلية، قُتل 32 شخصاً، من بينهم أفراد من القوات الإسرائيلية، في هجمات في إسرائيل والضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر، عندما اندلعت الحرب ضد حماس في غزة في أعقاب هجوم 7 اكتوبر. كما قُتل ستة أفراد آخرين من قوات الأمن في اشتباكات مع مسلحين في الضفة الغربية خلال تلك الفترة.
وقد تركزت أغلب أعمال العنف خلال الشهر الماضي في خارج الثلث الشمالي من الضفة الغربية حيث ركزت القوات الإسرائيلية جهودها لمكافحة الإرهاب في السنوات الأخيرة، بما في ذلك عملية كبرى استمرت عشرة أيام في مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ومدينة طوباس في غور الأردن والتي انتهت يوم
السبت.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية اليوم الأربعاء إن خمسة فلسطينيين قتلوا في غارة جوية على مدينة طوباس الليلة الماضية. كما أصيب شخصان آخران بنيران إسرائيلية، أحدهما في حالة خطيرة، أثناء مداهمة القوات الإسرائيلية لمدينة طوباس وبلدة طمون المجاورة، بحسب وكالة وفا.
وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارة جوية، وقال إنها استهدفت أعضاء خلية مسلحة.
ولم تذكر السلطات الفلسطينية ما إذا كان القتلى أو الجرحى بنيران إسرائيلية مدنيين أم أعضاء في جماعات مسلحة.
ونفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 70 غارة جوية في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر، باستخدام طائرات
مسيّرة ومروحيات هجومية وطائرات مقاتلة.
وأشار تقرير صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أن كبار قادة الدفاع يشعرون بقلق متزايد من تفاقم العنف في الضفة الغربية، حيث قوات الجيش مستنزفة بالفعل في القتال العنيف ضد حماس في قطاع غزة وحزب الله اللبناني على الحدود الشمالية.
وبحسب قناة 12 الإخبارية، قال رؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة لمجلس الوزراء الأحد إن إسرائيل “يجب أن تفعل كل شيء لتجنب جبهة أخرى”، محذرين من أن “ما يحدث في الضفة الغربية قد ينفجر في وجوهنا جميعا”.
وقال مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق إن العنف تأشجج بمساعدة جماعات مدعومة من إيران تعمل على تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية من الأردن وتشجيع الهجمات.
كما بدا أن المستوطنين الإسرائيليين المتشددين في وسط وشمال الضفة الغربية يكثفون هجماتهم على الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك إطلاق النار على قرية الشهر الماضي حيث قُتل رجل فلسطيني أثناء محاولته مواجهة مثيري الشغب.
وقالت منظمة “يش دين” الإسرائيلية الأربعاء إن شباناً متطرفين أحرقوا وقطعوا عشرات أشجار الزيتون التابعة لمزارع فلسطيني من قرية بورين شمال الضفة الغربية.
وأظهرت لقطات فيديو نشرتها “يش دين”، وهي منظمة إسرائيلية تعمل ضد عنف المستوطنين، أفرادا ملثمين يحملون مناشير كهربائية ويرتدون ملابس يهودية دينية وهم يغادرون بستان زيتون بينما تحترق النيران بجوار عدة أشجار.
وشوهدت المجموعة لاحقًا وهي تسير باتجاه مدرسة دينية في يتسهار، وهي مستوطنة ذات تاريخ طويل من التطرف تقع جنوب غرب بورين.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قتل أكثر من 670 فلسطينيا في الضفة الغربية على أيدي الإسرائيليين منذ السابع من أكتوبر. ويقول الجيش الإسرائيلي إن الغالبية العظمى منهم كانوا مسلحين قتلوا في تبادل لإطلاق النار أو متظاهرين اشتبكوا مع القوات أو مسلحين نفذوا هجمات.
واعتقلت القوات الإسرائيلية نحو 5 آلاف فلسطيني في مختلف أنحاء الضفة الغربية خلال الفترة ذاتها، بما في ذلك أكثر من 2000 من المنتمين إلى حركة حماس.
ساهم جيريمي شارون في إعداد هذا التقرير