إسرائيل في حالة حرب - اليوم 403

بحث

مقتل جندي أثناء قيام الجيش الإسرائيلي بمداهمة مستشفى الشفاء بمدينة غزة، واشتباكات مع مسلحي حماس داخله

الجيش يقول إن لديه "معلومات استخباراتية ملموسة" بشأن قيام عناصر في الحركة بإعادة تجميع صفوفهم في أكبر مركز طبي في القطاع؛ مقتل مسلحين واعتقال العشرات من المشتبه بهم

لقطة شاشة تظهر مسلحي حماس يطلقون النار على جنود من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، فجر 18 مارس، 2024. (Israel Defense Forces)
لقطة شاشة تظهر مسلحي حماس يطلقون النار على جنود من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، فجر 18 مارس، 2024. (Israel Defense Forces)

داهم الجيش الإسرائيلي فجر الإثنين مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وسط معلومات استخباراتية تفيد بوجود مسؤولين كبار في حركة حماس في المنطقة وأنهم يستخدمون المستشفى للتخطيط ولتنفيذ “نشاط إرهابي”، حسبما قال الجيش.

وقُتل جندي إسرائيلي خلال معركة بالأسلحة النارية مع مسلحي حماس في منطقة المستشفى قبل الفجر.

بدأت العملية في حوالي الساعة 2:30 فجرا، حيث قامت قوات من اللواء 401 مدرع التابع للجيش الإسرائيلي وقوات خاصة أخرى، إلى جانب جهاز الأمن العام (الشاباك)، بتطويق المستشفى، وهو أكبر مركز طبي في قطاع غزة.

مع وصول القوات إلى المركز الطبي، فتح مسلحو حماس النار “من داخل مجمع المستشفى”، حسبما جاء في بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي والشاباك.

وردت القوات بإطلاق النار، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المسلحين، بحسب الجيش.

وقال الجيش إن تبادلا آخرا لإطلاق النار وقع بالقرب من المستشفى.

وأعلن الجيش في وقت لاحق مقتل الرقيب ماتان فينوغرادوف (20 عاما)، مقاتل من الكتيبة 932 في لواء “ناحل”، من القدس، خلال تبادل إطلاق النار في منطقة مستشفى الشفاء.

وبوفاته يرتفع عدد القتلى من الجنود في الهجوم البري الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على حماس إلى 250 جنديا.

ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات فيديو تظهر ما قال أنه مسلحون من حماس يطلقون النار على القوات من مبنى المستشفى والمنطقة المجاورة. وأظهرت اللقطات أيضا قنبلة على جانب الطريق يتم تفجيرها ضد مركبة مدرعة إسرائيلية، والتي قال الجيش أن مسلحين في مستشفى الشفاء فجروها.

الرقيب ماتان فينوغرادوف، الذي قُتل خلال عملية للجيش الإسرائيلي ضد مسلحي حماس في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، أوائل 18 مارس، 2024. (Israel Defense Forces)

وأشارت المخابرات الإسرائيلية إلى أن ناشطين في حماس وقادة في الحركة من شمال قطاع غزة وصلوا مؤخرا إلى مبنى المستشفى لاستخدامه كمركز قيادة لإدارة القتال ضد قوات الجيش وتنفيذ “نشاط إرهابي”.

وقال الجيش في بيان أن لديه “معلومات استخباراتية ملموسة” حول قيام عناصر حماس بإعادة تجميع صفوفهم في المستشفى وأنهم كانوا يخططون لـ”نشاط إرهابي”.

ولم تتوفر معلومات عن احتجاز رهائن في المنطقة، بحسب الجيش الإسرائيلي.

بعد عدة ساعات من بدء العملية، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيطر على المنطقة، حيث حاصرت القوات عدة مبان في مجمع الشفاء بينما دعت عناصر حماس في الداخل للخروج والاستسلام.

ويتم استجواب المشتبه بهم في المستشفى من قبل محققين ميدانيين من الشاباك والوحدة 504 التابعة لشعبة المخابرات العسكرية. وقال الجيش أنه حتى صباح الاثنين، اعتقلت القوات حوالي 80 مشتبها بهم. وزعم الجيش أن بعض الذين تم القبض عليهم كانوا “عناصر إرهابية”.

وفي بيان صدر خلال الليل، قال الجيش إن القوات في المستشفى “تم إطلاعها مسبقا على أهمية منع إلحاق الأذى بالمدنيين والمرضى والفرق الطبية والمعدات الطبية” وأن متحدثين باللغة العربية رافقوا القوات لتسهيل التواصل مع المرضى والطاقم الطبي.

وكان أطباء الجيش الإسرائيلي متواجدين أيضا “لمساعدة المعوزين”. وقال الجيش أنه بمجرد انتهاء العملية في المستشفى، “سيواصل جيش الدفاع الجهود الإنسانية ويوفر الغذاء والماء والإمدادات الإضافية للمرضى والمدنيين في المجمع”.

وأنه لم يتم إصدار أوامر للمرضى والطاقم الطبي في مستشفى الشفاء بإخلاء المستشفى، لكنه أنشأ ممرات للمدنيين لمغادرة المنطقة.

خلال العملية، دعا الجيش الإسرائيلي السكان المقيمين بالقرب من المستشفى وسكان حي الرمال القريب في مدينة غزة بإخلاء المنطقة والتوجه إلى “المنطقة الانسانية” في المواصي على ساحل جنوب غزة.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية اللفتنانت كولونيل أفيخاي أدرعي خريطة مرفقة بالإعلان للمناطق التي يجب إخلاءها. وقال إنه يتعين على المدنيين إخلاء المنطقة والتوجه جنوبا عبر الطريق الساحلي للقطاع.

في بداية الهجوم البري الإسرائيلي ضد حماس، في أواخر أكتوبر، دعا الجيش جميع المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة إلى الإخلاء جنوبا، لكن بقي حوالي 300 ألف شخص في المنطقة منذ ذلك الحين رغم ذلك.

قبل العملية، حذر الجيش الإسرائيلي مسؤولي الصحة التابعين لحماس في القطاع من أنه لن يسمح للحركة باستخدام المستشفيات كمراكز قيادة، دون أن يحدد أنه سيستهدف مستشفى الشفاء.

في بيان بالفيديو ليلا، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري إن الجيش الإسرائيلي ينفذ “عملية عالية الدقة في مناطق محدودة من مستشفى الشفاء، في أعقاب معلومات استخباراتية محددة تتطلب اتخاذ إجراء فوري”.

وقال: “نحن نعلم أن مخربي حماس قد أعادوا تجميع صفوفهم داخل المستشفى، ويستخدمونه لقيادة الهجمات ضد إسرائيل”.

وتابع قائلا إن القوات خضعت “لتدريبات محددة لإعدادها للبيئة الحساسة والسيناريوهات المعقدة التي قد تواجهها” في المستشفى.

“نحن لا نسعى إلى إلحاق الأذى بالمدنيين الذين تختبئ حماس وراءهم”، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي سينفذ عمليته “بحذر وعناية مع ضمان استمرار المستشفى في أداء وظائفه المهمة”.

وأضاف: “إننا ندعو جميع مخربي حماس المختبئين في المستشفى إلى الاستسلام على الفور. لا يجوز أبدا استغلال المرافق الطبية لأغراض إرهابية. حماس يجب أن تُحاسب”.

وقد اتهم الجيش الإسرائيلي حماس مرارا بالعمل عمدا من مناطق مدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساجد والملاجئ.

في العام الماضي، عرض الجيش الإسرائيلي أدلة تدعم إدعاءاته منذ فترة طويلة بأن حماس تستخدم مستشفى الشفاء كمركز عمليات وقيادة رئيسي وأن المستشفى يقع فوق أنفاق تضم مقارا لمقاتلي حماس الذين يستخدمون المرضى كدروع بشرية. وقد أكدت الولايات المتحدة الأدلة التي قدمتها إسرائيل.

تظهر هذه الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي في 21 نوفمبر، 2023، الجزء الداخلي من نفق حماس الذي تم العثور عليه تحت مستشفى الشفاء في غزة. (Israel Defense Forces)

واستكمل الجيش الإسرائيلي تدمير الأنفاق الواقعة تحت منطقة الشفاء في ديسمبر، وآخر نشاط مزعوم لحماس في المستشفى حدث في مبانيها وليس في الأنفاق، بحسب الجيش الإسرائيلي.

في الشهر الماضي، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” إن حماس استخدمت نفقا تحت مستشفى الشفاء على نطاق واسع من أجل عملياتها العسكرية وأن طول النفق يبلغ ضعف ما كشف عنه الجيش الإسرائيلي في وقت سابق.

دخلت القوات الإسرائيلية المستشفى لأول مرة في 5 نوفمبر، مما جعل المركز الطبي محور التركيز الرئيسي للعملية ضد حماس في غزة. اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما اقتحم حوالي 3000 مسلح الحدود مع إسرائيل وأطلقوا هجوما غير مسبوق على البلدات الجنوبية في البلاد، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز 253 آخرين كرهائن في غزة.

وتقول وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 31,500 فلسطيني قُتلوا على يد إسرائيل في الحرب الدائرة. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل ويُعتقد أنه يشمل مسلحين ومدنيين من حماس، الذين قُتل بعضهم نتيجة فشل في إطلاق الصواريخ من قبل الحركة. ويقول الجيش أنه قتل أكثر من 13 ألف مقاتل في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح قُتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وبعده مباشرة.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن