مقتل جنديي احتياط مع إرسال المزيد من القوات الإسرائيلية إلى جنوب لبنان
الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء قرى لبنانية إضافية مع نشر آلاف الجنود للانضمام إلى الهجوم البري الموسع؛ بينما يطلق حزب الله عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل
أعلنت السلطات الإسرائيلية الاثنين مقتل جنديين احتياط يخدمان على الحدود الشمالية في هجوم بقذائف الهاون، بينما أعلن الجيش إرسال المزيد من القوات إلى لبنان وسط الهجوم المتفاقم ضد حزب الله.
وجاء الإعلان عن الجنود القتلى في الوقت الذي واصل فيه حزب الله إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل، حيث أطلق عشرات القذائف على بلدات الشمال بعد يوم من نجاحه في اختراق الدفاعات الجوية حول مدينة حيفا لأول مرة.
وكان الرقيب أول (احتياط) إيتاي أزولاي (25 عاما) من مستوطنة أورانيت الحدودية في الضفة الغربية، وضابط الصف (احتياط) أفيف ماغن (43 عاما) من بلدة حيروت بوسط البلاد، على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان عندما سقطت قذيفة هاون بالقرب من موقعهما مساء الأحد، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وقُتل أزولاي على الفور، بينما توفي ماغن في المستشفى صباح الاثنين. وكلاهما يخدمان في وحدة الحركة القتالية 5515 التابعة للجيش الإسرائيلي.
وأصيب جندي احتياط ثالث كان معهما بجروح خطيرة.
وبذلك يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليته البرية في لبنان إلى 11 قتيلا.
شنت إسرائيل في 30 سبتمبر ما وصفته بـ”مداهمات محدودة ومحلية ومستهدفة” في جنوب لبنان، بهدف هدم البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، وخاصة في القرى المجاورة لإسرائيل، لتمكين الإسرائيليين النازحين من الشمال من العودة إلى منازلهم.
وفي ليلة الأحد، أرسل الجيش فرقة ثالثة إلى لبنان للقتال إلى جانب فرقتين تعملان بالفعل هناك. وتضيف هذه الخطوة آلاف الجنود إلى الهجوم البري الإسرائيلي، حيث يعتقد أن العدد الإجمالي للجنود المنتشرين داخل لبنان تجاوز الآن عشرة آلاف جندي.
وانضمت الفرقة الإقليمية “غليلي 91″، المسؤولة عادة عن كامل منطقة الحدود اللبنانية، إلى الفرقتين 98 و36، اللتين تعملان في جنوب لبنان منذ الأسبوع الماضي.
وتقول مصادر عسكرية إن الغارات الإسرائيلية في جنوب لبنان ركزت على “مراكز الثقل” لحزب الله في قرى جنوب لبنان، حيث عثرت القوات حتى الآن على كميات هائلة من الأسلحة. وتقول إسرائيل إن حزب الله يخطط لشن هجوم واسع النطاق على غرار هجوم السابع من أكتوبر على البلدات الشمالية بهدف قتل وخطف المدنيين الإسرائيليين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن العمليات في جنوب لبنان سوف تتوسع حسب الحاجة، ولكنه لا يزال تنوي إنهاء العمليات في أسرع وقت ممكن ـ في غضون أسابيع قليلة. ولكن هناك دلائل تشير إلى أن القتال سوف يتوسع.
وأصدر الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين أوامر جديدة للمدنيين اللبنانيين في أكثر من عشرين قرية وبلدة في جنوب لبنان لإخلاء منازلهم على الفور والتوجه شمال نهر الأولي.
وفي الأيام الأخيرة، دعا الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء عشرات المناطق في جنوب لبنان، بما في ذلك بعض المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني. وقال الجيش أنه سيبلغ المدنيين عندما يصبح من الآمن لهم العودة.
وبدأت الفرقة 91 عملياتها البرية داخل جنوب لبنان الأحد مع ثلاثة ألوية احتياطية: لوائي المشاة الكسندروني وألون واللواء المدرع الثامن.
وأضاف الجيش أن اللواء الإقليمي 769 “حيرام” التابع للفرقة – المسؤول عن الجزء الشرقي من الحدود – يواصل العمليات الدفاعية.

وفي خضم القتال، أطلق حزب الله نحو 40 صاروخا على شمال إسرائيل صباح الاثنين، في الوقت الذي أحيت فيه إسرائيل الذكرى الأولى للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر.
وأطلق نحو 15 صاروخا قبل الساعة السابعة صباحا على منطقة كرميئيل، وهي مدينة يقطنها نحو 50 ألف نسمة وتقع على بعد نحو 16 كيلومترا من الحدود اللبنانية. وقال الجيش أنه اعترض بعض الصواريخ بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة.
وقبيل الساعة التاسعة صباحا، أُطلق نحو عشرين صاروخا آخرا على الجليل الغربي. وسقط صاروخ واحد على الأقل في كفار فراديم، ما أدى إلى إلحاق أضرار بعدة سيارات. وقال الجيش أنه تم اعتراض معظم الصواريخ التي أُطلقت في الهجوم.
وفي وقت لاحق من صباح الإثنين، أطلق عدة صواريخ أخرى على منطقة دوفيف سقطت جميعها في مناطق مفتوحة، وفقا للجيش.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الهجمات.
כפר ורדים pic.twitter.com/Kzb890YQj3
— Tobi (@bir_tobi83413) October 7, 2024
وبالإضافة إلى نشر قوات برية في جنوب لبنان، قصف الجيش الإسرائيلي أيضا حزب الله من الجو، وشن غارات جوية متكررة ضد مواقع الحزب المدعوم من إيران في محيط بيروت في الأيام الأخيرة.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربات ضد مواقع استخباراتية ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله في بيروت خلال الليل.
وأضاف أن الضربات استهدفت أيضا مواقع الحركة في جنوب لبنان وسهل البقاع، بما في ذلك مستودعات أسلحة وغرفة قيادة وقاذفة صواريخ.

وفي تطور منفصل ليل الثلاثاء، قال الجيش إن القوات الجوية الإسرائيلية أسقطت ثلاث طائرات مسيّرة أطلقت من الشرق، وهو مصطلح استخدمه الجيش الإسرائيلي في الماضي لوصف الهجمات من العراق.
وفي الحادث الأول، تم اعتراض طائرة مسييّرة متجهة نحو إسرائيل خارج المجال الجوي الإسرائيلي في حوالي الساعة الواحدة صباحا، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وبعد ساعات قليلة، حوالي الخامسة صباحا، قال الجيش إن سلاح الجو أسقط طائرتين مسيّرتين قبالة ساحل ريشون لتسيون. كما دوت صفارات الإنذار في ريشون لتسيون وبالماخيم خلال الحادث.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق المدعومة من إيران مسؤوليتها عن الهجوم، مدعية أنها استهدفت “هدفا عسكريا” في إسرائيل بطائرة مسيّرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) الجنرال مايكل كوريللا أجرى يوم الأحد تقييما مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي.
وقال الجيش إن “زيارة الجنرال تناولت القضايا الأمنية المطروحة، مع التركيز على إيران والجبهة الشمالية”.
وتأتي الزيارة وسط استعدادات الجيش الإسرائيلي للرد على الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل بنحو 200 صاروخ باليستي الأسبوع الماضي، والذي قالت إيران إنه كان ردا على مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله.
وقد شهد الأسبوعان الماضيان تصعيد إسرائيل لضرباتها على حزب الله في لبنان، وتدمير القيادة العليا للحركة في سلسلة من الغارات الجوية الضخمة على بيروت وجنوب لبنان.
وقد جاء هذا التصعيد في أعقاب قرار إسرائيل الشهر الماضي ضم عودة سكان الشمال إلى منازلهم إلى أهداف الحرب الرسمية. وقد تم إجلاء نحو 60 ألف إسرائيلي من سكان البلدات الشمالية الواقعة على الحدود اللبنانية بعد وقت قصير من الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، خوفا من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا.
ومنذ الثامن من اكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي دعما لغزة في الحرب ضد حركة حماس.
وحتى الآن، أسفرت المناوشات في الشمال عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 22 جنديا إسرائيليا. وارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي في الهجوم البري ضد حزب الله في لبنان إلى 11 قتيلا.
وقُتل جنديان في هجوم طائرة مسيّرة من العراق، كما وقعت عدة هجمات من سوريا، دون وقوع إصابات.
وأعلن حزب الله أسماء 516 من أعضائه الذين قتلتهم إسرائيل خلال القتال، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 94 عنصرا آخر من فصائل مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.
ولم يتم تحديث هذه االحصيلة منذ بدء إسرائيل هجوما جديدا ضد حزب الله في سبتمبر الماضي، بما في ذلك عملية برية يقول الجيش إنها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 440 من عناصر حزب الله.