إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

مقتل جنديين إسرائيليين في غزة؛ ودول أجنبية تقوم بإنزال مساعدات مدنية جوا على القطاع

إسرائيل تقول أنه لا توجد قيود على تسليم الشاحنات إلى القطاع؛ استمرار المفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى في قطر بينما تنطلق عائلات المختطفين في مسيرة إلى القدس

تظهر هذه الصورة المركبة الميجر يفتاح شاحر (في الصورة على اليمين) والنقيب إيتاي سيف، من كتيبة تسبار التابعة للواء غفعاتي، اللذان قُتلا أثناء القتال في قطاع غزة في 27 فبراير، 2024. (Israel Defense Forces)
تظهر هذه الصورة المركبة الميجر يفتاح شاحر (في الصورة على اليمين) والنقيب إيتاي سيف، من كتيبة تسبار التابعة للواء غفعاتي، اللذان قُتلا أثناء القتال في قطاع غزة في 27 فبراير، 2024. (Israel Defense Forces)

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء مقتل جنديين خلال معارك ضد حركة حماس في قطاع غزة.

في غضون ذلك، واصل الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة سعيهم لإيجاد طريق يؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وسط القتال المرير، حيث يسعى المفاوضون إلى هدنة مؤقتة لمدة ستة أسابيع في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من خمسة أشهر.

ومع انعقاد جولة من المفاوضات في قطر، بدأت عائلات الرهائن الذين اختُطفوا خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، مسيرة من منطقة غلاف غزة نحو القدس لمطالبة الحكومة بالموافقة على صفقة لإطلاق سراحهم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ضابطين خلال القتال يوم الثلاثاء في شمال غزة، مما يرفع عدد القتلى من الجنود في الهجوم ضد حماس إلى 242.

القتيلان هم الميجر يفتاح شاحر (25 عاما)، قائد سرية في كتيبة “تسبار” في لواء “غفعاتي”، من موشاف باران، والنقيب ايتاي سيف (24 عاما)، قائد فصيلة في كتيبة “تسبار” بلواء “غفعاتي” أيضا، من مدينة يروحام.

وكان شاحر قد خدم حتى قبل وقت قريب كضابط في وحدة النخبة “شلداغ” التابعة لسلاح الجو. ولقد تم إرساله مؤخرا إلى وحدة المشاة ليحل محل قائد سرية في لواء غفعاتي كان أصيب بجروح خطيرة.

وقال الجيش إن سبعة جنود آخرين من كتيبة تسبار أصيبوا بجروح خطيرة في الحادثة ذاتها.

قُتل شاحر وسيف وأصيب الجنود السبعة الآخرون نتيجة انفجار في مبنى مفخخ في حي الزيتون بمدينة غزة يوم الثلاثاء.

ومع تزايد المخاوف العالمية بشأن الأزمة الانسانية في غزة، حيث يقيم أكثر من مليوني شخص، قال الجيش أنه نسق عملية إسقاط جوي للإمدادات الغذائية والطبية من قبل عدة دول لجنوب قطاع غزة خلال اليومين الماضيين.

وتم إلقاء حوالي 160 طردا من المساعدات الانسانية جوا على 17 موقعا على طول الساحل الجنوبي للقطاع باستخدام طائرات أمريكية ومصرية وإماراتية وفرنسية وأردنية.

طائرة عسكرية أردنية (لا تظهر في الصورة) تسقط مساعدات إنسانية فوق رفح وخان يونس في سماء جنوب قطاع غزة، 27 فبراير، 2024. (SAID KHATIB / AFP)

وأضاف الجيش أنه تم إلقاء طرود إضافية من المواد الغذائية والإمدادات الطبية والوقود جوا لمستشفى ميداني أردني في خانيونس.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن الملك عبد الله الثاني، القائد الأعلى للجيش الأردني، شارك في عملية إنزال جوي يوم الثلاثاء. وبحسب التقرير، أقلعت ست طائرات من طراز C130 من عمان، ثلاث منها تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني إلى جانب ثلاث طائرات أخرى من الإمارات العربية المتحدة ومصر وفرنسا.

وقال الجيش إن عمليات الإنزال الجوي الأخيرة جاءت بالإضافة إلى شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع يوميا.

دخلت قافلة مؤلفة من 31 شاحنة محملة بالأغذية، شمال قطاع غزة، الأربعاء، بحسب ما أفاد منسق أعمال الحكومة في الأراضي. وأضاف المنسق أن ما يقارب من 50 شاحنة سافرت إلى الجزء الشمالي من القطاع خلال الأيام الثلاثة الماضية، وأنه “لا توجد قيود على كمية المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة”.

ويشهد شمال غزة أزمة إنسانية متصاعدة، حيث لا تستطيع وكالات الإغاثة الوصول إلى المنطقة بسبب القتال والنهب المحموم للشاحنات القليلة التي تنجح في الدخول.

ونفت إسرائيل مسؤوليتها عن انخفاض أعداد الشاحنات التي تدخل القطاع وألقت باللائمة على المنظمات الإنسانية العاملة داخل غزة، قائلة إن مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات تقف دون حراك على الجانب الفلسطيني من معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم). وتقول الأمم المتحدة بدورها إنها لا تستطيع دائما الوصول إلى الشاحنات عند المعبر لأن الوضع يكون خطيرا للغاية في بعض الأحيان.

بالإضافة إلى ذلك، تتهم إسرائيل حماس منذ فترة طويلة بالاستيلاء على المساعدات وسرقتها من السكان المدنيين اليائسين بشكل متزايد.

في عمليات أخرى، قال الجيش أنه قتل العشرات من مقاتلي حماس في أنحاء قطاع غزة خلال اليوم السابق، ونشر تسجيلات لهجوم على مسلح حاول الفرار بعد أن فتح النار على القوات. وأنه نفذ غارات جوية خلال الليل على ثمانية “أهداف مهمة” في المنطقة التي أُطلقت منها صواريخ على مدينة أشكلون يوم الثلاثاء.

وأضاف الجيش أن عدة مواقع أخرى في المنطقة، بما في ذلك مداخل أنفاق، تم قصفها أيضا.

وفي جنوب غزة، قال الجيش إن القوات داهمت مواقع لحماس، وضبطت أسلحة، وقتلت خلية تابعة لحماس مكونة من خمسة أفراد في سيارة باستخدام ذخيرة موجهة.

وفي خانيونس، قصفت طائرات مقاتلة مبان تجمع فيها مقاتلو حماس كانوا يستعدون لمهاجمة القوات، كما قال الجيش، بينما قتلت القوات البرية عدة مسلحين في اشتباكات.

وأضاف أنه يواصل عملياته في حي الزيتون بمدينة غزة، حيث قتل الجنود عددا من مسلحي حماس وعثروا على أسلحة خلال اليوم الماضي.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن 91 فلسطينيا قُتلوا ليلا خلال غارات إسرائيلية. منذ بداية الحرب، بحسب الوزارة، قُتل 29,954 فلسطينيا على الأقل في غزة. ولا يمكن التحقق من هذه الأعداد، ويُعتقد أنها تشمل المدنيين ومسلحي حماس الذين قُتلوا في غزة، بما في ذلك نتيجة فشل في إطلاق الصواريخ من قبل الجماعات المسلحة. ويقول الجيش أنه قتل 12 ألف مقاتل في غزة، بالإضافة إلى حوالي ألف مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

واندلعت الحرب عندما قادت حماس هجوما مدمرا عبر الحدود على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل 1200 شخص. وردت إسرائيل بحملة عسكرية للإطاحة بنظام حماس في غزة وإطلاق سراح 253 رهينة اختطفهم المسلحون خلال هجوم 7 أكتوبر.

ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر مساء الخميس وسط جهود للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يشهد وقف مؤقت لإطلاق النار وعودة الرهائن الـ 130 الذين ما زالوا محتجزين في غزة – وليس جميعهم على قيد الحياة.

صورة من الجو تظهر أقارب ومؤيدي الرهائن الإسرائيليين الذين يحتجزهم مسلحون في غزة منذ 7 أكتوبر، وهم يسيرون إلى القدس للمطالبة بإطلاق سراحهم، في 28 فبراير، 2024 في كيبوتس رعيم. (Jack GUEZ/AFP)

وبدأت عائلات الرهائن مسيرة تستمر لأربعة أيام من جنوب البلاد إلى القدس للضغط على الحكومة من أجل التوصل بسرعة إلى صفقة تضمن حرية أحبائها.

وبحسب ما ورد، ينص الاقتراح الذي صاغته الولايات المتحدة، على وقف القتال لمدة ستة أسابيع يتم خلالها إطلاق سراح حوالي 40 رهينة مقابل الإفراج عن حوالي 400 أسير أمني فلسطيني.

وكانت هناك تقارير متضاربة حول ما إذا كان الاتفاق قريب، وقال مسؤولون إسرائيليون في الأيام الأخيرة إن حماس أشارت إلى أنها تستعد لرفض شروط الاقتراح الأخير الذي قدمه الوسطاء.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يوم الأربعاء إنه في حين أن الحركة تظهر مرونة في المحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق محتمل، إلا أنها مستعدة لمواصلة القتال.

بالإضافة إلى ذلك، دعا هنية الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية إلى السير إلى الحرم القدسي في اليوم الأول من شهر رمضان.

تظهر هذه الصورة التي قدمتها وزارة الخارجية الإيرانية في 20 ديسمبر 2023، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في قطر، إسماعيل هنية، وهو يتحدث إلى الصحفيين أثناء ترحيبه بوزير الخارجية الإيراني (لا يظهر في الصورة)، في الدوحة. (Iranian Foreign Ministry / AFP)

وفي الوقت نفسه، ادعت حماس أنها أطلقت 40 صاروخا من طراز “غراد” من لبنان على قواعد للجيش الإسرائيلي بالقرب من كريات شمونه في شمال البلاد.

وحدد الجيش اجتياز حوالي 10 صواريخ للحدود، أحدها أصاب مبنى في كريات شمونه، مما تسبب في أضرار ولكن دون وقوع إصابات.

وفي وقت سابق، أُطلقت أربعة صواريخ أخرى على المدينة، دون أن تسبب أي أضرار.

وتشهد الحدود مع لبنان أعمال عنف يومية منذ 8 أكتوبر، عندما بدأت منظمة حزب الله المدعومة من إيران بشن هجمات على إسرائيل تقول إن الهدف منها هو إظهار الدعم للفلسطينيين في غزة. وتصاعد مستوى العنف مع قيام حزب الله بإطلاق عشرات الصواريخ على المناطق الشمالية في وقت سابق من الأسبوع، في حين قام الجيش الإسرائيلي بقصف أصول الجماعات المسلحة بغارات جوية وصلت أكثر وأكثر إلى العمق اللبناني.

اقرأ المزيد عن