إسرائيل في حالة حرب - اليوم 349

بحث

مقتل جنديين إثنين في غزة مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من جباليا وتوغله وسط رفح

عملية إعادة التطهير في شمال غزة تنتهي بعد حوالي 3 أسابيع قتلت خلالها القوات مئات المسلحين واستعادت جثث 7 رهائن وقامت بتدمير أنفاق، بحسب الجيش

قوات الجيش الإسرائيلي تعمل في جباليا شمال غزة، في صورة تم نشرها في 31 مايو، 2024.  (Israel Defense Forces)
قوات الجيش الإسرائيلي تعمل في جباليا شمال غزة، في صورة تم نشرها في 31 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة انسحاب جنوده من مخيم جباليا، وإنهاء عملية لتطهير المنطقة من مقاتلي حركة حماس الذين عادوا إلى شمال غزة، في الوقت الذي شنت فيه القوات هجوما دقيقا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

كما أعلن الجيش مقتل اثنين من جنوده وسط القتال العنيف، لتقترب بذلك حصيلة القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين في الحملة العسكرية البرية المستمرة منذ سبعة أشهر إلى حوالي 300.

وقال الجيش إن الرقيب أول (احتياط) أدار غافرييل (24 عاما)، مقاتل في الكتيبة 6828 التابعة للواء “بيسلاماخ”، قُتل في جباليا، حيث تحارب القوات في الأسابيع الثلاثة الأخيرة ضد خلايا حماس التي أعادت تجميع صفوفها في مخيم اللاجئين في المدينة، وهو منطقة لم يصلها الجيش في السابق.

وفقا لتحقيق أولي للجيش الإسرائيلي، أصيب الجندي، وهو من قيسارية، بقنبلة يدوية ألقاها مسلح من مبنى بينما كانت القوات تقوم بتمشيط المنطقة. بعد وقت قصير قتل الجنود المسلح.

وقُتل الرقيب يهوناتان إلياس (20 عاما)، من وحدة الاستطلاع التابعة للواء “غفعاتي”، أثناء القتال في رفح، حيث تقول إسرائيل إنها تشارك في هجوم “دقيق” و”قائم على المعلومات الاستخباراتية” ضد آخر معقل رئيسي لحركة حماس.

إلياس، من القدس، قُتل في معركة أسفرت أيضا عن إصابة ضابط في غفعاتي بجروح خطيرة، وفقا للجيش.

وبمقتلهما يرتفع عدد الجنود الذين قُتلوا في الهجوم البري للجيش الإسرائيلي ضد حماس في غزة ووسط العمليات على طول الحدود إلى 294. كما قُتل مقاول مدني يعمل مع وزارة الدفاع في القطاع.

الرقيب أول (احتياط) أدار غافرييل (على اليسار) والرقيب يوناتان إلياس، اللذان قُتلا خلال القتال في غزة في 30 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

غافرييل هو الجندي الإسرائيلي العاشر الذي يُقتل في عملية جباليا، بما في ذلك خمسة قُتلوا في “حادثة نيران صديقة” واحدة.

دخل الجيش الإسرائيلي جباليا في وقت سابق هذا الشهر للمرة الثالثة خلال الحرب، في عملية تهدف إلى القضاء على مقاتلي حماس الذين حاولوا إعادة جمع صفوفهم في شمال غزة وفي أعقاب معلومات استخباراتية جديدة حصل عليها الجيش الإسرائيلي بشأن جثث رهائن إسرائيليين محتجزة هناك.

خلال العملية التي استمرت 20 يوما، والتي انتهت فجر الجمعة، قال الجيش إنه قتل مئات المسلحين، واستعاد جثث سبعة رهائن إسرائيليين، وقام بتدمير أنفاق رئيسية.

قوات الجيش الإسرائيلي تعمل في جباليا شمال غزة، في صورة تم نشرها في 31 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

وكان الفلسطينيون قد أفادوا بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جباليا يوم الخميس، إلا أن الجيش نفى هذا الادعاء في ذلك الوقت.

ووصف ضباط إسرائيليون المعارك بأنها من بين الأكثر ضراوة التي شهدتها الحرب. يعد مخيم جباليا أحد أكثر المناطق المكتظة بالسكان في غزة، وقد تعرضت القوات فيه لقصف مكثف بقذائف “آر بي جي” من قبل مسلحي حماس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس حولت البنية التحتية المدنية في جباليا إلى “مجمع قتالي محصن”، وفتحت النار على القوات من المدارس ومواقع الأخرى التي يحتمي بها المدنيون، وبنت شبكات أنفاق تحت المباني المدنية. وأظهر مقطع فيديو نشره الجيش مدخل نفق داخل مدرسة في جباليا.

وتم إطلاق حوالي 120 قذيفة مضادة للدبابات على القوات، إلى جانب عشرات الحوادث الأخرى المتعلقة بالعبوات الناسفة المزروعة، ونيران قناصة، وطائرات مسيّرة أسقطت قنابل، بحسب الجيش.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الألوية السابع و460 والمظليين قتلت مئات المسلحين في “معارك ضارية” ودمرت عشرات المواقع التابعة للفصائل المسلحة.

وقّدر الجيش أنه قتل حوالي 500-600 مسلح خلال العملية في جباليا. وتم التحقق من مقتل 350 فقط حتى الآن، بعد معارك وغارات جوية.

وقال أنه تم تنفيذ أكثر من 200 غارة جوية بالقرب من القوات البرية خلال العملية، مما أسفر عن مقتل مسلحين، بما في ذلك قادة ميدانيون من حماس.

قوات الجيش الإسرائيلي تعمل في جباليا شمال غزة، في صورة تم نشرها في 31 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

كما أضاف أنه تم العثور على مئات الأسلحة، بالإضافة إلى العديد من مواقع تصنيع الأسلحة والعديد من منصات إطلاق الصواريخ، وتدميرها من قبل القوات خلال العملية.

تحت الأرض، قامت قوات الهندسة القتالية بتدمير أنفاق لحماس بطول 12 كيلومترا، بعد أن داهمت القوات الشبكات تحت الأرض، حسبما أعلن الجيش.

في إحدى شبكات الأنفاق، انتشلت القوات جثث رون بنيامين، ويتسحاق غلرنتر، وعميت بوسكيلا، وأوريون هيرنانديز رادو، وحنان يابلونكا، وميشيل نيسنباوم. قُتل السبعة جميعهم على يد مسلحي حماس في 7 أكتوبر وتم اختطاف جثثهم إلى غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي.

قائد الفرقة 98 البريغادير جنرال دان غولدفوس، في نفق في جباليا شمال غزة حيث تم انتشال جثث سبعة رهائن إسرائيليين، في صورة تم نشرها في 31 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

في نفق آخر في جباليا، قُتل قائد كتيبة بيت حانون التابعة لحماس، حسين فياض، مع عدد آخر من المسلحين على يد القوات الخاصة.

كما تم تدمير نفقين هجوميين تابعين لحماس خلال العملية. وفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، وصلت الأنفاق إلى مسافة 500 متر تقريبا من الحدود الإسرائيلية.

من المقرر الآن منح الفرقة 98 وقتا للبحث والتطوير والتدريب ومراجعة خطط العمليات المستقبلية في غزة.

مدخل نفق في جباليا شمال غزة حيث تم انتشال جثث سبعة رهائن إسرائيليين، في صورة تم نشرها في 31 مايو، 2024.(Israel Defense Forces)

وفي الوقت نفسه، قال الجيش إنه ماض قدما في عمليته في رفح جنوب قطاع غزة، مؤكدا للمرة الأولى أنه يعمل في وسط المدينة بعد يوم من الأنباء عن وجود دبابات في المنطقة.

وقال الجيش إن قوات من لوائي الكوماندوز وغفعاتي، العاملة في وسط رفح، عثرت على منصات إطلاق صواريخ، ومداخل أنفاق، ومخابئ أسلحة تستخدمها حماس.

وفي مناطق أخرى من رفح، بما في ذلك الجزء الشرقي من المدينة وعلى طول ما يسمى بمحور فيلادلفيا الذي يمتد على طول الحدود بين غزة ومصر، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات أخرى تابعة للفرقة 162 عثرت على صواريخ بعيدة المدى وأسلحة ومعدات عسكرية إضافية.

يوم الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه فرض “سيطرة عملياتية” على الممر بأكمله، واكتشف العشرات من منصات إطلاق الصواريخ وما لا يقل عن 20 نفقا عابرا للحدود.

وفي منطقة رفح أيضا، أعلن الجيش الجمعة أن عضوا في قوة “النخبة” التابعة لحماس قُتل في غارة بطائرة مسيّرة.

وأضاف أن ضربات نُفذت ضد “العديد” من الأهداف في أنحاء غزة خلال اليوم الماضي، بما في ذلك مستودعات أسلحة ومبان تستخدمها الجماعات المسلحة وخلايا مسلحين.

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية في رفح، قطاع غزة، الخميس، 30 مايو، 2024. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

على الرغم من موجة الانتقادات الدولية المتزايدة للعملية، أكد الجيش الإسرائيلي أن رفح هي آخر معقل رئيسي متبق لحماس في القطاع، ويعتقد أن العديد من الرهائن المتبقين الذين أسرتهم الحركة في 7 أكتوبر قد يكونون محتجزين في المدينة.

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس بلدات ومواقع عسكرية في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز 252 رهينة، بما في ذلك عدد من الجثث.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 36 ألف شخص في القطاع قُتلوا أو يفترض أنهم قُتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه تم التعرف على حوالي 22 ألف قتيل في المستشفيات. وتشمل الحصيلة، التي لا يمكن التحقق منها، نحو 15 ألف مسلح تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة.

اقرأ المزيد عن