مقتل 8 جنود إسرائيليين في انفجار في رفح، في أعنف حادث بالنسبة للجيش الإسرائيلي منذ 6 أشهر
التحقيق الأولي يجد أن ناقلة جنود مدرعة تعرضت لهجوم بعد ليلة من القتال؛ وفاة جندي أصيب في وقت سابق من الأسبوع متأثرا بجراحه، مما يرفع حصيلة العمليات البرية إلى 309
قُتل ثمانية جنود إسرائيليين في انفجار وقع في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة صباح السبت، حسبما أعلن الجيش، في ما تُعتبر الحادثة الأكثر دموية بالنسبة للجيش الإسرائيلي في القطاع منذ شهر يناير.
وتم نشر أسماء ستة من الجنود القتلى حتى صباح الأحد:
– النقيب وسيم محمود (23 عاما) من بيت جن
– الرقيب إلياهو موشيه زيمباليست (21 عاما) من بيت شيمش
– الرقيب إيتاي عمار (19 عاما) من كوخاف يائير
– الرقيب ستانيسلاف كوستاريف (21 عاما) من أشدود
– الرقيب أور بلوموفيتس (20 عاما) من برديس حانا-كركور
– الرقيب عوز يشاعيا غروبر (20 عاما) من تال مناشيه
خدم الجنود جميعهم في الكتيبة 601 التابعة لسلاح الهندسة القتالية، ومحمود كان نائب قائد السرية.
وقال الجيش أنه تم إخطار عائلتي جنديين قتيلين آخرين، ومن المقرر الكشف عن اسميها في وقت لاحق.
بحسب تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي، قُتل الجنود الثمانية جميعهم داخل ناقلة جنود مدرعة من طراز “نامر” .
سارت المركبة التي أقلت الجنود ضمن قافلة في حوالي الساعة الخامسة صباحا يوم السبت بعد هجوم ليلي ضد حماس في المناطق الشمالية الغربية من حي تل السلطان في رفح، والذي قتلت خلاله القوات التابعة للواء 401 مدرع حوالي 50 مسلحا، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وكانت القافلة متجهة إلى المباني التي سيطر عليها الجيش، حتى تتمكن القوات من أخذ قسط من الراحة بعد العملية الليلية.
وكانت مركبة الـ”نمر” هي الخامسة أو السادسة في القافلة، وفي مرحلة معينة تعرضت لانفجار كبير. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الانفجار ناجم عن قنبلة زُرعت مسبقا أو ما إذا كان مسلحون من حماس قد اقتربوا مع عبوة ناسفة ووضعوها مباشرة على المركبة.
في وقت لاحق من يوم السبت، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري إن الجيش يحقق أيضا في احتمال إصابة المركبة بصاروخ مضاد للدبابات.
ويحقق الجيش أيضا في احتمال أن تكون المتفجرات المخزنة على الجزء الخارجي من ناقلة الجنود قد ساهمت في الانفجار الهائل. في العادة، لا يمكن للألغام والمتفجرات الأخرى المخزنة على السطح الخارجي للمركبة التسبب في إصابات للقوات الموجودة بداخلها إذا انفجرت.
وقال هغاري في مؤتمر صحفي: “بعد هذا الحادث الصعب، سيقوم فريق من الخبراء من وزارة الدفاع وجيش الدفاع بفحص المركبة المدرعة وجميع تفاصيل الحادث، حتى نتوصل إلى نتائج”.
وفي حادث منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت، عن وفاة جندي إسرائيلي أصيب بجروح خطيرة في وقت سابق من الأسبوع في رفح متأثرا بجراحه.
وورد أن القتيل يُدعى يائير رويتمان (19 عاما) من وحدة الاستطلاع التابعة للواء “غفعاتي”، من كارني شومرون.
وأصيب رويتمان في انفجار بمبنى مفخخ في 10 يونيو، في حادث أسفر عن مقتل أربعة جنود آخرين وإصابة ستة آخرين، بينهم أربعة في حالة خطيرة.
بمقتلهم يرتفع عدد جنود الجيش الإسرائيلي الذين قُتلوا في الهجوم البري ضد حماس ووسط العمليات على طول حدود غزة إلى 309. وقُتل ضابط شرطة في عملية إنقاذ رهائن الأسبوع الماضي، كما قُتل مقاول مدني يعمل مع وزارة الدفاع في القطاع.
الحادث الأعنف بالنسبة للجيش الإسرائيلي في غزة وقع في شهر يناير، حيث قُتل 21 جنديا في انفجار أعقب قيام حماس بإطلاق صاروخ “آر بي جي” والذي أدى إلى انهيار مبنيين.
وأعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن “حزنه العميق” لمقتل الجنود، لكنه أصر على أنه “على الرغم من الثمن الباهظ والمهول، يجب علينا الالتزام بأهداف الحرب”.
وقال إن مقتل الجنود هو “ثمن مفجع في حربنا العادلة دفاعا عن الوطن”.
كما أعرب وزير الدفاع يوآف غالانت عن تعازيه لعائلات الجنود القتلى، وكتب على منصة X أنه شعر “بحزن عميق عندما تلقيت، في الساعات الأولى من الصباح، الأخبار الصعبة عن مقتل ثمانية جنود إسرائيليين في معركة رفح”.
وأضاف: “الألم كبير، قلبي وأفكاري مع عائلاتهم”.
وفي مكان آخر في رفح، قال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن قوات من لواء الكوماندوز داهمت مواقع تابعة لجماعات مسلحة، وقتلت عددا من المسلحين وعثرت على أسلحة فوق وتحت الأرض.
بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش إن صاروخا تم إطلاقه من قطاع غزة سقط في منطقة مفتوحة في المجلس الإقليمي إشكول، دون التسبب بوقوع إصابات.
وزعمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين أنهما أطلقتا وابلا من الصواريخ على قاعدة عسكرية بالقرب من كيبوتس صوفا. ودوت صفارات الإنذار في صوفا والبلدات المجاورة سدي أفراهام وحوليت وبري غان وتلمي يوسف.
ليلة الجمعة، أطلق مسلحون من حماس خمسة صواريخ على جنوب إسرائيل، بحسب الجيش، تم إطلاق وابل الصواريخ من “المنطقة الانسانية” التي حددتها إسرائيل في القطاع.
عبر اثنان من الصواريخ الحدود، وأصابا منطقتين مفتوحتين بالقرب من كيبوتس كيسوفيم. وقال الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ الثلاثة الأخرى سقطت في القطاع.
وأدعت حماس أنها استهدفت قاعدة عسكرية في المنطقة.
في بيان، قال الجيش الإسرائيلي إن استخدام حماس للمنطقة الانسانية لإطلاق صواريخ على إسرائيل هو “مثال آخر على الاستغلال الساخر للبنى التحتية الانسانية والسكان المدنيين كدروع بشرية من قبل المنظمات الإرهابية في قطاع غزة لهجماتها الإرهابية”.
يوم الجمعة أيضا، تم إطلاق صاروخين آخرين من قطاع غزة باتجاه منطقة سديروت، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في ميدان الرماية نير عام. وسقط الصاروخان في منطقتين مفتوحتين، دون التسبب بإصابات أو أضرار، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأعلن الجهاد الإسلامي مسؤوليته عن الهجوم.
اندلعت الحرب في غزة بعد مذبحة السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل، التي اقتحم خلالها آلاف المسلحين بقيادة حماس الحدود إلى داخل إسرائيل، وقتلوا 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين كرهائن.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 37 ألف فلسطيني قُتلوا في القطاع منذ 7 أكتوبر، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذا الرقم وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين، الذين تقول إسرائيل إنها قتلت 15 ألفا منهم خلال المعارك.
كما قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس وتدمير قدراتها العسكرية والحكومية لضمان ألا تعود الحركة لتشكيل تهديد لإسرائيل، ولكنها تشارك أيضا في محادثات غير مباشرة مع الحركة تهدف إلى التوصل إلى هدنة مطولة وإطلاق سراح 116 رهينة يُعتقد أنهم ما زالوا محتجزين لدى الحركة، ويُعتقد أن العشرات منهم قد لقوا حتفهم. وتحتجز حماس أيضا مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.