مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في غزة مع استمرار الجيش في مداهماته لمواقع مسلحي حماس
إصابة 14 جنديا آخر في انفجار وقع في مبنى مفخخ في خان يونس؛ إطلاق وابل نادر من الصواريخ بعيدة المدى باتجاه منطقة بئر السبع، دون التسبب بأضرار
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة جنود في قطاع غزة يوم السبت، مع استمرار الحرب منذ حوالي خمسة أشهر ضد حركة حماس، ومع إطلاق وابل نادر من الصواريخ من القطاع باتجاه بئر السبع .
وتم إطلاق ما لا يقل عن أربعة صواريخ بعيدة المدى من القطاع على منطقة حتسيريم بالقرب من بئر السبع، بحسب الجيش الإسرائيلي. ويبدو أن الصواريخ سقطت جميعها في مناطق مفتوحة، ولم تتسبب في وقوع إصابات. لقد أصبحت عمليات إطلاق الصواريخ، وخاصة الصواريخ بعيدة المدى، غير شائعة مع تقدم الحرب، حيث أعاق الهجوم الإسرائيلي بشدة قدرات المقاتلين على إطلاق الصواريخ.
وقال الجيش إن ثلاثة جنود قُتلوا خلال المعارك في جنوب غزة، مما رفع عدد الجنود الذين قُتلوا في الهجوم البري ضد حماس إلى 245. القتلى الثلاثة هم:
– الرقيب دوليف مالكا (19 عاما)، مقاتل في الكتيبة 450 التابعة للواء بيسلاماخ، من بلدة شلومي.
– الرقيب أفيك تيري (19 عاما)، مقاتل في الكتيبة 450 التابعة للواء بيسلاماخ، من مدينة رحوفوت.
– الرقيب إينون يتسحاق (19 عاما)، مقاتل في الكتيبة 450 التابعة للواء بيسلاماخ، من متسبيه رمون.
قُتل مالكا وتيري ويتسحاق وأصيب 14 آخرون، ستة منهم في حالة خطيرة، جراء انفجار في مبنى مفخخ بمدينة خان يونس.
وداهمت القوات مبنى من طابقين كان مفخخا بالعبوات الناسفة داخل وخارج المبنى، وفقا لتحقيق أولي للجيش الإسرائيلي. وتعرضت القوة التي دخلت المبنى إلى انفجار عبوتين ناسفتين، مما أدى إلى احتجاز جنديين داخل المبنى. وتم بعد ذلك إرسال وحدة البحث والإنقاذ 669 التابعة لسلاح الجو إلى مكان الحادث.
بحسب التحقيق الذي أجراه الجيش، قُتل عدد من مسلحي حماس على يد القوات في المنطقة خلال الحادث.
وتحقق الفرقة 98 في الطريقة التي قامت بها القوات بمسح المبنى، والطريقة التي تم بها زرع المتفجرات والظروف الأخرى المحيطة بالحادث المميت.
دخل لواء بيسلاماخ – مدرسة مهن سلاح المشاة وقادة الفرق في الجيش الإسرائيلي في زمن الحرب – إلى غزة يوم الخميس ليحل محل لواء المظليين، الذي تم سحبه بعد ثلاثة أشهر متتالية من القتال في خان يونس.
وكان الجنود الثلاثة القتلى، من كتيبة نحشون التابعة للواء كفير سابقا، في دورة قائد فرقة.
الهجوم مستمر
قال الجيش أنه ضرب منطقة في شمال غزة تم إطلاق صواريخ منها باتجاه جنوب إسرائيل ليلة الجمعة، في غضون دقائق من الهجوم. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في المنطقة الصناعية في زيكيم وأشكلون بجنوب البلاد. وأضاف أنه تم أيضا ضرب عدة أهداف أخرى في المنطقة، بما في ذلك منصات إطلاق صواريخ وبنية تحتية لحماس.
في غضون ذلك، في مدينة خان يونس جنوب القطاع، قال الجيش إن اللواء المدرع السابع قتل عددا من مقاتلي حماس وضبط أسلحة خلال اليوم الماضي. كما وجه اللواء عدة غارات جوية قال الجيش إنها قتلت ثمانية مسلحين على الأقل.
وفي وسط غزة، قال الجيش إن لواء “ناحل” قتل حوالي 20 مسلحا خلال اليوم الماضي، بما في ذلك عن طريق استدعاء غارات جوية، وقتلت وحدة الأشباح عددا آخر من المسلحين باستخدام “وسائل مبتكرة”.
وفي مكان قريب، في حي الرمال بمدينة غزة، أفاد أن فرق المدفعية 215 وجه غارة جوية ضد خلية تابعة لحماس مكونة من ثلاثة مسلحين، وبنية تحتية استُخدمت لإطلاق الصواريخ على سديروت يوم الخميس.
وقال الجيش أيضا أنه نفذ غارة ضد مجموعة من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الذين تجمعوا في موقع لحماس في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأنه لم تلحق أي أضرار بالمستشفى القريب من الموقع المستهدف.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 11 فلسطينيا قُتلوا وأصيب العشرات في الغارة. وأن هناك مسعف من بين القتلى.
ونشر الجيش أيضا لقطات جديدة للواء الكوماندوز الذي يعمل في خان يونس. وقال أن اللواء يقاتل حماس في الجزء الغربي من المدينة، مما أسفر عن مقتل العشرات من المسلحين ومداهمة مواقع لحركة. كما قال إن وحدة الكوماندوز “إيغوز” داهمت مجمعا كان يستخدمه في السابق زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، حيث عثرت على بندقية هجومية. وفي موقع آخر، عثرت القوات على مخبأ للمعدات العسكرية لحماس.
وانضمت أيضا قوات من قاعدة تدريب لواء الكوماندوز إلى القتال في خان يونس في الأسابيع الأخيرة، وقتلت العشرات من المسلحين خلال مداهمات على مواقع تابعة لحماس.
الجهود الإنسانية وسط محادثات الهدنة
يوم السبت أيضا، نفذت الولايات المتحدة العملية الأولى مما قالت إنها سلسلة من عمليات إسقاط مواد غذائية جوا لأغراض انسانية على غزة، في الوقت الذي حذرت فيه وكالات الإغاثة من تنامي الأزمة الانسانية في القطاع الفلسطيني في غياب اتفاق لوقف إطلاق النار.
قامت ثلاث طائرات عسكرية أمريكية من طراز C-130 بتوصيل أكثر من 38 ألف وجبة إلى منطقة تقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص فيها على بعد خطوة واحدة من ظروف المجاعة. ونشر الفلسطينيون مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر إسقاط صناديق المساعدات. كما شاركت القوات الأردنية في العملية.
وقال البيت الأبيض إن عمليات الإنزال الجوي ستكون جهدا متواصلا وإن إسرائيل تدعمها. ويقول المنتقدون إن عمليات الإسقاط الجوي أقل فعالية بكثير من توصيل المساعدات بالشاحنات، ومن شبه المستحيل ضمان عدم وصول الإمدادات إلى حركة حماس الحاكمة غزة.
مع استئناف المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن إطلاق سراح الرهائن واتفاق الهدنة في مصر يوم الأحد، قال مسؤول أمريكي كبير إن إطار وقف القتال لمدة ستة أسابيع تم وضعه بموافقة إسرائيل، ويعتمد الآن على موافقة حماس على إطلاق سراح الرهائن.
وقال المسؤول للصحفيين: “يجب إطلاق سراح الرهائن. الصفقة جاهزة عمليا. لكنني لا أريد خلق توقعات بطريقة أو بأخرى”.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يأمل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان الذي يبدأ في 10 مارس. لكن مسؤولين في إسرائيل وحماس أشاروا إلى أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة بين الجانبين.
وتزايدت الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار.
يوم السبت، قال سكان ومسعفون إن ثلاثة أشخاص قُتلوا خلال بحثهم عن طعام في أرض زراعية بشمال قطاع غزة في غارات إسرائيلية. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق، لكنه يقول إنه يستهدف المسلحين فقط، الذين يعملون بانتظام من بين السكان المدنيين.
وتوفي 13 طفلا في مستشفى كمال عدوان شمال غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب الجفاف وسوء التغذية، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقال الأطباء في المستشفى إن المزيد من الأشخاص معرضون لخطر الموت. وقال عماد دردونة: “عندما يفترض أن يتناول الطفل ثلاث وجبات في اليوم ويأكل وجبة واحدة فقط، فمن الواضح أنه يعاني من سوء التغذية وجميع الأمراض التي تنتج عنها”.
وأعلن بايدن عن خطط للإسقاط الجوي الأمريكي يوم الجمعة، بعد يوم من مقتل فلسطينيين كانوا يصطفون للحصول على المساعدات، مما أثار الانتباه مجددا إلى الكارثة الإنسانية.
وقالت حماس إن 118 شخصا قُتلوا وعزت سقوط القتلى إلى النيران الإسرائيلية ووصفت ما حدث بأنه مذبحة. وشككت إسرائيل في هذه الأرقام وقالت إن معظم الضحايا تعرضوا للسحق تحت الأقدام أو الدهس أثناء الاندفاع للحصول على الطعام من الشاحنات، وأن قواتها أطلقت النار فقط على عدد قليل من الأفراد الذين اندفعوا نحوهم بطريقا شكلت تهديدا.
يوم السبت، وعد الجيش الإسرائيلي بـ”إجراء تحقيق شامل وصادق” في الحادث، الذي سلط الضوء على انهيار عمليات تسليم المساعدات المنظمة إلى مناطق غزة التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري ليل السبت إن إسرائيل ستقدم نتائجها بشأن التدافع القاتل الذي وقع يوم الخميس، مضيفا “نحن نحقق في هذا الحادث، لدينا كل اللقطات المصورة التي نحتاجها لاستكمال تحقيق شامل ومعرفة حقيقة وقائع هذا الحادث، وسنقدم النتائج”.
وتابع قائلا: “كانت هذه عملية إنسانية قمنا بها، والادعاء بأننا استهدفنا القافلة عمدا وألحقنا الأذى بالناس عمدا لا أساس له من الصحة”.
بدأت الحرب في غزة بالمذابح التي ارتكبتها حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، عندما اخترق آلاف المسلحين الحدود وقتلوا نحو 1200 شخص واختطفوا 253 آخرين إلى غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم السبت أن ما لا يقل عن 30,320 فلسطينيا قُتلوا وأصيب 71,533 آخرين في الحرب. ولم يتم التحقق من أرقام الحركة، وهي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين، وتدرج سقوط جميع القتلى على يد إسرائيل – حتى أولئك الذين يُعتقد أنهم قُتلوا نتيجة مئات الصواريخ التي تم إطلاقها بشكل خاطئ من قبل جماعات مسلحة فلسطينية أو بنيران فلسطينية.
وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 13 ألف مسلح خلال القتال في غزة، بالإضافة إلى حوالي ألف آخرين الذين قُتلوا في إسرائيل خلال هجوم الحركة في 7 أكتوبر.