إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

مقتل العشرات في غارات إسرائيلية عنيفة على غزة؛ ترامب: ”الناس يتضورون جوعا“

الجيش الإسرائيلي يقول إنه ضرب أكثر من 150 "هدفا إرهابية"؛ تقارير عن قيام الدبابات الإسرائيلية بالتقدم قبل هجوم كبير متوقع بعد مغادرة الرئيس الأمريكي للمنطقة؛ ترامب: ”الكثير من الأمور السيئة تحدث“ في غزة

فلسطينيون نازحون يفرون من بيت لاهيا وسط عمليات عسكرية مستمرة في قطاع غزة، يصلون إلى جباليا، شمال غزة، 16 مايو 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)
فلسطينيون نازحون يفرون من بيت لاهيا وسط عمليات عسكرية مستمرة في قطاع غزة، يصلون إلى جباليا، شمال غزة، 16 مايو 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

قالت السلطات التي تديرها حركة حماس في غزة إن الغارات الإسرائيلية على القطاع يوم الجمعة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 74 شخصا، في الوقت الذي اختتم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته في الشرق الأوسط التي لم تشمل إسرائيل ولم تعط آمالا كبيرة بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وقد استهدفت الغارات التي شنت خلال الليل واستمرت صباح الجمعة ضواحي دير البلح ومدينة خان يونس، مما دفع السكان إلى الفرار من مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا.

ولا يميز عدد القتلى، الذي لم يتم التحقق منه بشكل مستقل، بين المقاتلين والمدنيين. وقالت إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل عدد القتلى في صفوف المدنيين، وتشدد على أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية، بما في ذلك من المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.

وذكرت قناة “الحدث” الإخبارية السعودية إن دبابات إسرائيلية تقدمت في منطقة بيت لاهيا.

وقال الجيش الإسرائيلي بعد ظهر الجمعة إنه نفذ غارات جوية ضد أكثر من 150 “هدفا إرهابيا” في قطاع غزة في اليوم الأخير.

الأهداف شملت، بحسب الجيش، مواقع لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات، وخلايا مسلحين، ومباني تستخدمها الجماعات المسلحة لتنفيذ هجمات على القوات.

أشخاص يبحثون بين الأنقاض بعد غارة جوية في جباليا شمال قطاع غزة، 16 مايو 2025. (BASHAR TALEB / AFP)

وسط العمليات البرية، قال الجيش الإسرائيلي إن الفرقة 252 قتلت عدة عناصر كانوا في نقطة مراقبة في شمال غزة؛ ودمرت فرقة “غزة” عدة أنفاق ومرافق أخرى وقتلت عدة عناصر في رفح؛ ودمرت الفرقة 36 مرافق أخرى تابعة لحماس وقتلت عناصر كانوا يحاولون زرع قنبلة في منطقة محور موراغ.

وأثارت الغارات، التي كان يمكن سماعها في بعض الأحيان حتى وسط إسرائيل، حالة من الذعر في شمال غزة.

وقالت أم محمد التتري (57 عاما) لوكالة “فرانس برس”: ”كنا نائمين عندما انفجر كل شيء فجأة من حولنا”.

وأضافت “بدأ الجميع في الجري. رأينا الدمار بأعيننا. كان الدم في كل مكان، وأشلاء الجثث. لم نكن نعرف من مات ومن بقي على قيد الحياة“.

وقال أحد السكان، ويُدعى احمد نصر (33 عاما) إن القصف استمر طوال الليل.

وقال ”لم نستطع النوم أو الشعور بأي هدوء. لا يوجد أي أمان. يمكن أن نموت في أي لحظة“. وتقدر الأمم المتحدة أن 70٪ من غزة أصبحت الآن إما مناطق محظورة أعلنت عنها إسرائيل أو تحت أوامر إخلاء.

فلسطينيون يركبون عربة تجرها حيوانات أثناء فرارهم من مدينة غزة، 16 مايو 2025. (Bashar TALEB / AFP)

جاءت الضربات الواسعة النطاق في الوقت الذي أنهى فيه ترامب زيارته لدول الخليج – حيث كان هناك بعض الأمل في أن تؤدي جولته الإقليمية إلى التوصل إلى اتفاق أو تسريع تجديد المساعدات الإنسانية لغزة.

وقطعت إسرائيل المساعدات عن غزة في 2 مارس، في خطوة قالت إنها تهدف إلى إجبار حركة حماس، التي لا تزال تحتجز 58 رهينة، على تقديم تنازلات.

وفي حديثه مع الصحفيين في أبو ظبي، تطرق الرئيس الأمريكي بإيجاز إلى غزة والوضع الإنساني هناك.

وقال ترامب: ”وغزة. يجب معالجة هذه المسألة، هناك الكثير من الناس يتضورون جوعا، والكثير من الأمور السيئة تحدث“. ولم يقدم مزيدا من التفاصيل عما كان يشير إليه.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحضر منتدى الأعمال في فندق ريتز كارلتون في أبو ظبي، 16 مايو 2025. (Giuseppe CACACE / AFP)

وقد جادلت إسرائيل بأن مساعدات إنسانية كافية قد دخلت القطاع خلال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع، وأن حماس سرقت معظم تلك المساعدات.

في الأسابيع الأخيرة، بدأ مسؤولون في الجيش الإسرائيلي في تحذير القيادة السياسية بأن القطاع على شفا المجاعة.

“قلوب مثقلة”

يوم الجمعة، قالت عائلات الرهائن إنها استيقظت بـ”قلوب مثقلة” على أنباء تصعيد الغارات في غزة ودعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى “التعاون” مع جهود ترامب لإطلاق سراح الرهائن.

وقالت العائلات في بيان صدر عن منتدى عائلات المختطفين: ”إن تفويت هذه الفرصة التاريخية للتوصل إلى اتفاق لإعادة المختطفين إلى الوطن سيكون بمثابة فشل ذريع سيبقى في الذاكرة إلى الأبد“.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي رفيع المستوى الأسبوع الماضي إن الجيش الإسرائيلي سيشن هجوما كبيرا على حماس في قطاع غزة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن مع الحركة بحلول نهاية زيارة ترامب للمنطقة.

ومع ذلك، يأمل الوسطاء العرب أن تقنع الولايات المتحدة إسرائيل على الأقل بتأجيل العملية لعدة أيام أخرى، في انتظار نتائج الضربة التي شنها الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء واستهدفت زعيم حماس في غزة، محمد السنوار.

أشخاص يمشون مع كلابهم أمام لوحة إعلانية تحمل صور رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، في القدس في 13 مايو 2025. (AHMAD GHARABLI / AFP)

وأصرت حركة حماس على التزام إسرائيلي صريح بإنهاء الحرب قبل الإفراج عن المزيد من الرهائن. كما أصدرت بيانا يوم الخميس حذرت فيه من الإضرار بالمحادثات إذا لم ترفع إسرائيل حصارها المستمر منذ ما يقرب من شهرين ونصف على دخول المساعدات إلى غزة. وتتهم إسرائيل حركة حماس بسرقة معظم المساعدات التي تم إدخالها سابقا.

ويرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الالتزام بإنهاء الحرب، قائلا إن حماس يجب أن تُدمَر، ويصر على الموافقة فقط على وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 45 يوما تقريبا، يبدأ بإطلاق حماس سراح حوالي 10 رهائن.

وتحتجز الجماعات المسلحة في قطاع غزة 58 رهينة، من بينهم 57 من أصل 251 اختطفهم مسلحون تابعون لحماس في 7 أكتوبر 2023.

ويشمل العدد جثث ما لا يقل عن 35 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم، ويُعتقد أن 21 آخرين على قيد الحياة. وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم البالغ على سلامة ثلاثة آخرين.

وقالت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس إن أكثر من 53 ألف شخص في القطاع قُتلوا أو يُعتقد أنهم قُتلوا في القتال حتى الآن، إلا أن عدد القتلى لا يمكن التحقق منه وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 20 ألف مقاتل في القتال حتى يناير، و 1600 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

بلغ عدد القتلى الإسرائيليين في الهجوم البري ضد حماس في غزة والعمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 418.

ساهم إيمانويل فابيان وجيكوب ماغيد في هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن