إسرائيل في حالة حرب - اليوم 498

بحث

مقتل العشرات في تدافع على المساعدات في غزة؛ والجيش الإسرائيلي يقول إن نيرانه لم تتسبب بأكثر من 10 إصابات

حصيلة القتلى بلغت 107 بحسب حماس، التي تقول إن الحادثة قد تتسبب بتعليق محادثات الرهائن؛ الجيش الإسرائيلي: معظم الضحايا قُتلوا سحقا تحت الأقدام أو دهسا، والجنود أطلقوا النار على عدد من الغزيين الذين شكلوا خطرا عليهم

قُتل عشرات الفلسطينيين يوم الخميس في مدينة غزة عندما تدافعوا على شاحنات مساعدة دخلت المدينة.

وحمّلت حماس الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن سقوط القتلى. وقال الجيش إن معظم الضحايا أصيبوا وقُتلوا جراء التدافع والتعرض للدهس من مركبات الإمداد. كما فتح مسلحون النار في المنطقة أثناء نهبهم الإمدادات. ومع ذلك، أقر الجيش أيضا بأن القوات فتحت النار على عدد من سكان غزة، الذين قال إنهم عرضوا الجنود للخطر.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة القتلى وصلت إلى 107، بالإضافة إلى مئات الجرحى. ولم يتسن التأكد من هذه الأرقام بشكل مستقل.

ونشر الجيش مقطع فيديو بطائرة بدون طيار يظهر آلاف الأشخاص يتجمعون حول شاحنات المساعدات عند وصولها إلى المنطقة في شمال غزة. وفي بعض الحالات، استمرت المركبات في السير محاولة تجاوز الحشود.

بحسب تحقيق أولي للجيش في حادث التدافع، فإن الغالبية العظمى من الإصابات نجمت عن السحق تحت الأقدام أو التعرض الدهس من قبل شاحنات المساعدات.

بدأت الحادثة حوالي الساعة الرابعة فجرا، عندما وصلت حوالي 30 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى ساحل مدينة غزة، لتوصيل الغذاء إلى الفلسطينيين في حي الرمال.

وتدافع آلاف الفلسطينيين على الشاحنات بعد أن مرت حاجزا للجيش الإسرائيلي في وسط غزة، مما أدى إلى تدافع قُتل فيه عشرات الفلسطينيين وأصيب مئات آخرون، بعضهم بعد تعرضهم للدهس من قبل الشاحنات، بحسب التحقيق.

وخلص التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي إلى أن بعض الشاحنات تمكنت من مواصلة طريقها شمالا، حيث ورد أن مسلحين فتحوا النار على القافلة بالقرب من حي الرمال ونهبوها.

ووجد التحقيق أن العشرات من الفلسطينيين الذين هرعوا نحو الشاحنة الأخيرة في القافلة بدأوا بالتحرك نحو دبابة إسرائيلية والقوات المتمركزة عند حاجز عسكري.

وقال التحقيق إن ضابطا متمركزا في المنطقة أمر الجنود بإطلاق طلقات تحذيرية في الهواء بينما كان الفلسطينيون على بعد بضع عشرات من الأمتار، بالإضافة إلى إطلاق النار على أرجل الذين واصلوا التحرك نحو القوات.

وقال الجيش إن أقل من 10 من الضحايا أصيبوا نتيجة النيران الإسرائيلية.

وقام الجيش بتنسيق عدة عمليات توصيل مساعدات إلى شمال غزة في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من أن هذه الشحنة كانت أكبر من المعتاد. وأنه سيبحث الآن عن حل لمنع تكرار مثل هذه الحوادث وإنه يجري تحقيقات في الحادث.

ويأتي الحادث وسط تصاعد المخاوف الدولية بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة والصعوبات في تقديم المساعدات لأكثر من مليوني شخص محاصرين في الحرب التي بدأت عندما نفذت حركة حماس الفلسطينية هجوما واسع النطاق في 7 أكتوبر على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز 253 آخرين كرهائن.

وكانت مدينة غزة وبقية شمال غزة هي الأهداف الأولى للهجوم الجوي والبحري والبري الإسرائيلي. وقد عانت المنطقة من دمار واسع النطاق وتم عزلها إلى حد كبير عن بقية القطاع لعدة أشهر، مع دخول القليل من المساعدات إليها وإخلاء معظم سكانها باتجاه الجنوب.

وتقول منظمات الإغاثة إنه أصبح من المستحيل تقريبا تقديم المساعدات الإنسانية في معظم أنحاء غزة بسبب صعوبة التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، والأعمال العدائية المستمرة وانهيار النظام العام، حيث تكتظ حشود الأشخاص اليائسين عند قوافل المساعدات. وتقول الأمم المتحدة إن ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون المجاعة؛ وقد فر حوالي 80٪ من منازلهم.

وقالت وزارة الصحة في غزة أنه بالإضافة إلى مقتل 107 أشخاص على الأقل، أصيب حوالي 760 آخرين، “واصفة الحادثة بالمذبحة”.

وقال مكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه “يدين المجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي”.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، إن الفرق الطبية لم تتمكن من التعامل مع حجم وخطورة إصابات عشرات الجرحى الذين وصلوا إلى مستشفى الشفاء.

لقطة شاشة من مقطع فيديو يُزعم أنه يُظهر أشخاصًا في مكان تعرض حشود للسحق في انتظار المساعدات الإنسانية في شمال غزة، 29 فبراير، 2024. (X. مُستخدم وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق الطبع والنشر)

وقال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان بغزة لوكالة “رويترز” اليوم الخميس إن المستشفى استقبل 10 جثث وعشرات الجرحى الفلسطينيين من غرب مدينة غزة.

وقالت صفية لرويترز عبر الهاتف “لا نعرف عدد المصابين في المستشفيات الأخرى”.

وحذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان لها من أن الحادث قد يؤدي إلى فشل المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق على هدنة وإطلاق سراح الرهائن.

وأضافت: “إننا وفي ضوء استمرار المجازر نؤكد أن المفاوضات التي تجريها قيادة الحركة ليست عملية مفتوحة على حساب دماء أبناء شعبنا، وأن العدو الصهيوني يتحمل تبعات فشل المفاوضات طالما يُمعن في جرائمه ضد شعبنا”.

وأظهرت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي شاحنات تحمل العديد من الجثث. وتحققت رويترز من موقع مقطع مصور في دوار النابلسي يظهر عدة رجال بلا حراك، فضلا عن عدد من المصابين.

وأظهر مقطع فيديو آخر، لم يتسن لرويترز التحقق من صحته، أشخاصا ملطخين بالدماء يُنقلون في شاحنة ومسعفون يعالجون الناس على الأرض بالمستشفى وجثثا ملفوفة في الأكفان.

وقال أحد الرجال في مقطع فيديو: “لا نريد مثل هذه المساعدات. لا نريد المساعدات والرصاص معا. لقد سقط العديد من الشهداء”.

وقال كامل أبو نحل، الذي كان يتلقى العلاج من إصابته بطلق ناري في مستشفى الشفاء، إنه ذهب برفقة آخرين إلى نقطة التوزيع في منتصف الليل لأنهم سمعوا أنه سيتم تسليم الطعام، وقال: “نحن نأكل العلف الحيواني منذ شهرين”.

وأضاف أن القوات الإسرائيلية فتحت النار على الحشد، مما أدى إلى تشتتهم، واختبأ بعض الأشخاص تحت السيارات. وبعد توقف إطلاق النار عادوا إلى الشاحنات وفتح الجنود النار مرة أخرى. وأضاف أنه أصيب برصاصة في ساقه وسقط أرضا، ثم دهست شاحنة ساقه أثناء انطلاقها مسرعة.

وقال المسعفون الذين وصلوا إلى مكان الحادث يوم الخميس إنهم عثروا على “العشرات أو المئات” من الأشخاص ملقين على الأرض، بحسب فارس عفانة، رئيس خدمة الإسعاف في مستشفى كمال عدوان. وقال إنه لا يوجد عدد كاف من سيارات الإسعاف لنقل جميع القتلى والجرحى، وإن البعض يُنقلون إلى المستشفيات على عربات تجرها الحمير.

بشكل منفصل، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن حصيلة القتلى الفلسطينيين في الحرب ارتفعت الى 30,035، بالإضافة إلى 70,457 جريحا.

لا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويُعتقد أنها تشمل مدنيين ومقاتلي حماس اللذين قُتلوا في غزة، بما في ذلك نتيجة خطأ في إطلاق الصواريخ من قبل الجماعات المسلحة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 12 ألفا من مقاتلي حماس بالإضافة إلى ألف آخرين قُتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

واستمر القتال أيضا في مناطق أخرى من غزة.

ويقوم الجيش الإسرائيلي بعملية واسعة في حي الزيتون بمدينة غزة حيث قال إن القوات قتلت العديد من مقاتلي حماس خلال اليوم الماضي.

وقال الجيش في تحديث له إن القوات الإسرائيلية قتلت العديد من المسلحين – بما في ذلك عن طريق شن غارات جوية – ودمرت مداخل أنفاق وقاذفات صواريخ وضبطت أسلحة. كما عثرت القوات على مصنع لتصنيع المتفجرات والصواريخ تابع لحماس في الحي.

مصنع لإنتاج الأسلحة في حي الزيتون بمدينة غزة، في صورة منشورة في 29 فبراير، 2024. (Israel Defense Forces)

وأضاف الجيش الإسرائيلي إن القتال استمر في خان يونس بجنوب غزة، وتم استدعاء غارات جوية ضد مقاتلي حماس في شمال غزة، بما في ذلك ضد مسلحيّن أطلقا النار على القوات.

وقُتل عدد آخر من مسلحي حماس في منطقة وسط غزة.

في غضون ذلك، سقط صاروخ أُطلق من قطاع غزة في منطقة مفتوحة في جنوب إسرائيل. وتسبب إطلاق الصاروخ بانطلاق صفارات الإنذار في بلدتي سعد وكفار عزة الحدوديتين. ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات.

أدى هجوم حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، والذي أشعل فتيل الحرب، إلى مقتل 1200 شخص. كما قام بعض المهاجمين البالغ عددهم 3000 الذين اقتحموا الحدود من غزة باختطاف 253 رهينة واقتادوهم إلى غزة. ولا تزال حماس تحتجز حوالي 130 منهم، يُعتقد أن ربعهم ليسوا على قيد الحياة.

اقرأ المزيد عن