إسرائيل في حالة حرب - اليوم 368

بحث

مقتل أعلى قائد إيراني في سوريا في غارة جوية؛ طهران تتهم إسرائيل وتتعهد بالانتقام

قصف يدمر مبنى في مجمع السفارة الإيرانية، ويسفر عن مقتل محمد رضا زاهدي؛ كما تم الإبلاغ عن مقتل نائبه؛ نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن القدس هي المسؤولة عن الهجوم

اتهمت إيران إسرائيل يوم الاثنين بقصف مبنى مجاور للسفارة الإيرانية في دمشق أسفرت عن مقتل سبعة أعضاء في الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك أعلى قائد إيراني في سوريا.

وأظهرت اللقطات أن الغارة في بلدية المزة في منطقة دمشق أصابت مبنى مجاورا للسفارة الإيرانية.

وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعلق على الهجوم، إلا أن صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن أربعة مسؤولين إسرائيليين لم تذكر أسماءهم تأكيدهم مسؤولية إسرائيل عن الهجوم.

وذكر تقرير لرويترز أن مبنى في مجمع السفارة “سوي بالأرض”، فيما وصفه بأنه “في تصعيد واضح للصراع في الشرق الأوسط من شأنه أن يضع إسرائيل في مواجهة إيران وحلفائها”. وذكرت وسائل إعلام إيرانية إن المبنى المستهدف كان القنصلية الإيرانية ومقر إقامة السفير.

وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان إن سبعة مستشارين عسكريين لقوا حتفهم في الهجوم، من بينهم محمد رضا زاهدي القائد الكبير في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، ونائبه محمد حاج رحيمي.

وبحسب ما ورد كان زاهدي مسؤولا عن عمليات الفيلق في سوريا ولبنان، وعن الميليشيات الإيرانية هناك، وعن العلاقات مع حزب الله، وبالتالي فهو أكبر قائد للقوات الإيرانية في البلدين. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن زاهدي أشرف على جميع العمليات الإيرانية ضد إسرائيل من سوريا ولبنان “والنطاق الفلسطيني”.

خدمات الطوارئ في مبنى مدمر أصيب بغارة جوية في دمشق، سوريا، 1 أبريل، 2024. (AP Photo/Omar Sanadiki)

وكانت هذه أهم عملية قتل لقائد في الحرس الثوري الإيراني منذ أن اغتالت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد في يناير 2020.

كما قال الحرس الثوري الإيراني أن سائر القتلى هم الضباط حسين أمين الله، وسيد مهدي جلالاتي، ومحسن صدقات، وعلي آغا بابائي، وسيد علي صالحي روزبهاني.

ونقلت رويترز عن سفير إيران في سوريا تحذيره من أن رد إيران على الضربة سيكون قاسيا.

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره السوري إن طهران تحمل إسرائيل المسؤولية عن عواقب الهجوم، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

القائد في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي، في 2 يوليو، 2017. (Ali Khara/Fars Media Corporation, via Wikimedia CC BY 4.0)

واعتبر عبد اللهيان أن الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق يشكل “خرقا لكل المواثيق الدولية”.

وأظهرت لقطات من مكان الحادث دمار المبنى المستهدف جراء الغارة. وشوهد العلم الإيراني يرفرف فوق السفارة الإيرانية بين الأنقاض.

وزعمت قناة “سانا” السورية الرسمية أن أنظمة الدفاع الجوي تصدت للهجوم الإسرائيلي المزعوم وأسقطت بعض الصواريخ.

وقالت “سانا” إن سلطات الإنقاذ تعمل على انتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض.

وفي حين أن إسرائيل لا تعلق عادة على ضربات محددة في سوريا، فقد اعترفت بتنفيذ مئات الضربات الجوية ضد الجماعات المدعومة من إيران والتي تحاول انشاء موطئ قدم في البلاد على مدى العقد الماضي. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يهاجم شحنات الأسلحة التي يعتقد أنها متجهة إلى تلك الجماعات، وعلى رأسها حزب الله. بالإضافة إلى ذلك، استهدفت الغارات الجوية المنسوبة لإسرائيل بشكل متكرر أنظمة الدفاع الجوي السورية.

وفي مواجهة الهجمات المستمرة التي تشنها جماعة حزب الله المدعومة من إيران والميليشيات الشيعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط في أعقاب المذبحة الوحشية التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر، والتي أشعلت الحرب في غزة، صعدت إسرائيل ضرباتها على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، مما أسفر عن مقتل العديد من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى أعضاء في حزب الله وغيره من الجماعات الوكيلة لإيران.

وفي ديسمبر، قُتل الضابط الكبير في الحرس الثوري الإيراني الجنرال رازي موسوي في غارة جوية إسرائيلية مزعومة في دمشق، مما أثار تهديدات إيرانية باتخاذ إجراءات انتقامية.

وجاءت ضربة يوم الاثنين بعد ساعات من ضرب طائرة مسيّرة أطلقتها ميليشيا مدعومة من إيران في العراق ضد قاعدة بحرية إسرائيلية في مدينة إيلات بأقصى جنوب إسرائيل، مما تسبب في أضرار في حظيرة طائرات.

وبعد وقت قصير من غارة دمشق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي وافق على خطط عملياتية جديدة في مقر القيادة الشمالية في صفد في وقت سابق من اليوم.

وأضاف الجيش أنه تمت الموافقة على خطط “مواصلة القتال” خلال تقييم أجراه هاليفي، قائد القيادة الشمالية الجنرال أوري جوردين، وأعضاء هيئة الأركان العامة.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يلتقي بأعضاء هيئة الأركان العامة في مقر القيادة الشمالية في صفد، في 1 أبريل، 2024. (IDF)

كما جاء الاجتماع وسط هجمات متكررة لحزب الله على شمال إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين أنه استهدف العديد من مواقع حزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك مستودع أسلحة وقاذفات صواريخ، في الوقت الذي واصلت فيه المنظمة إطلاق الصواريخ على قواعد عسكرية وبلدات إسرائيلية على الحدود.

اقرأ المزيد عن