مقتل أربعة جنود إسرائيليين في انفجار مبنى مفخخ مع احتدام القتال في رفح ووسط قطاع غزة
أصابة سبعة آخرون في الانفجار، من بينهم خمسة في حالة خطيرة؛ الجيش يقول إن فتحة النفق التي تم اكتشافها أسفل منزل في جنوب غزة تشير إلى أنه ينتمي إلى أحد عناصر حماس
قُتل أربعة جنود إسرائيليين وأصيب سبعة آخرون في قطاع غزة في انهار مبنى مفخخ، بحسب ما أعلنت إسرائيل الثلاثاء، فيما تواصل قواتها قتال حماس في جنوب ووسط القطاع الفلسطيني.
والجنود القتلى هم الرائد تال بشبيلسكي شاولوف (24 عاما) من غديرا، الرقيب إيتان كارلسبرون (20 عامًا) من موديعين، الرقيب ألموغ شالوم (19 عامًا) من حماديا، والرقيب يائير ليفين (19 عامًا) من جفعات هارئيل.
وبمقتلهم يرتفع عدد الجنود القتلى خلال الهجوم البري الإسرائيلي ضد حماس في غزة ووسط العمليات على طول الحدود إلى 300. وتشمل هذه الحصيلة ضابط شرطة قتل يوم السبت خلال عملية لإنقاذ أربع رهائن.
وخدم الجنود الأربعة في وحدة الاستطلاع التابعة للواء جفعاتي. وكان شالوم وليفين لا يزالان في فترة تدريبهما، وكان شاولوف قائد فرقتهما. ليفين هو حفيد عضو الكنيست السابق من حزب الليكود موشيه فيغلين.
ووفقا لتحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي، ألقت القوات عبوة ناسفة داخل منزل مشبوه في حي الشابورة برفح، في محاولة لتفجير أي فخاخ محتملة، ولم تدخل إلا بعد عدم وقوع انفجار فوري.
وانفجر المبنى المكون من ثلاثة طوابق عندما دخله جنديان، مما أدى إلى انهيار جزء منه عليهما وعلى جندي آخر، أنقذته قوات الإنقاذ فيما بعد.
وقال الجيش إنه بالإضافة إلى الجنود الأربعة الذين قتلوا، أصيب سبعة جنود آخرين في الانفجار، من بينهم خمسة في حالة خطيرة.
وقال الجيش إنه عثر في وقت لاحق على فتحة نفق داخل المنزل، مما يشير إلى أن المبنى ينتمي على الأرجح إلى أحد عناصر حماس.
وفي مكان آخر في رفح، قال الجيش يوم الثلاثاء إن قوات من لواء جفعاتي قتلت خلية من المسلحين في “مواجهات من مسافة صفر”، وعثرت في أعقاب عدة مداهمات في المدينة على وثائق ومعدات استخباراتية أرسلت إلى إسرائيل للتحقيق.
وبشكل منفصل، قال الجيش إن قناصًا من حماس في منطقة رفح قُتل في غارة بطائرة مسيّرة بعد أن رصدته القوات.
وفي صباح يوم الاثنين، أفاد سكان رفح وصول الدبابات إلى أطراف الشابورة، وهو حي مكتظ بالسكان يقع في قلب المدينة.
وقال الجيش إن سلاح الجو الإسرائيلي ضرب نحو 35 هدفا في أنحاء قطاع غزة خلال اليوم الماضي. وشملت الأهداف مباني تستخدمها الفصائل المسلحة، ومستودعات أسلحة، ومواقع إطلاق صواريخ، ومواقع قناصة، وغيرها من البنى التحتية، فضلا عن خلايا مسلحة.
وفي ممر نتساريم بوسط غزة، قال الجيش إنه تم القضاء على خلية في غارة مسيّرة أخرى.
ودارت المعارك بعد أيام من تحرير أربعة رهائن في مداهمة جريئة لمبنيين في مخيم النصيرات وسط غزة. وقال السكان يوم الاثنين إنهم ما زالوا يزيلون الأنقاض بعد المعارك لبعنيفة التي اندلعت أثناء عملية إنقاذ الرهائن.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة أن 274 شخصا قتلوا في العملية، رغم أنه لا يمكن التحقق من هذه الأرقام وهي تشمل المقاتلين والمدنيين. وقالت القوات الإسرائيلية إنها على علم بمقتل أقل من 100 فلسطيني هناك ولا تعرف عدد المقاتلين.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن كلا من إسرائيل وحماس قد يكونان مذنبين بارتكاب جرائم حرب بسبب عدد القتلى خلال عملية الإنقاذ.
وقال الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جيريمي لورانس “ورد أن مئات الفلسطينيين، العديد منهم من المدنيين، قُتلوا وجُرحوا”. وتابع “بالإضافة إلى ذلك، باحتجازها رهائن في مناطق كهذه مكتظة بالسكان، تعرّض الفصائل المسلحة حياة المدنيين الفلسطينيين، وكذلك حياة الرهائن، لخطر إضافي بسبب القتال. كل هذه الأفعال التي يرتكبها الطرفان يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب”.
وفي غضون ذلك، تم سحب الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بعد مشاركتها في عملية إنقاذ الرهائن يوم السبت في النصيرات، حسبما ذكر الجيش.
وفي الأيام التي سبقت مهمة إنقاذ أربعة رهائن إسرائيليين، بدأت الفرقة هجومًا جديدًا في شرق البريج وشرق دير البلح – شرق وجنوب شرق النصيرات، حيث تم تحرير الرهائن.
وفي خضم الهجوم، قال الجيش إن قوات الفرقة قتلت حوالي 100 مسلح وقصفت أكثر من 100 موقع، بما في ذلك الأنفاق وقاذفات الصواريخ، بالإضافة إلى كشف أماكن الأسلحة.
وقال الجيش إن مهندسين قتاليين هدموا نفقين هجوميين تابعين لحماس، يبلغ طول كل منهما حوالي كيلومتر واحد، خلال العملية.
وأثناء عملية إنقاذ الرهائن، ساعدت قوات الفرقة في إخراج القوات الخاصة مع الرهائن الذين تم إنقاذهم من النصيرات.
وفي حديثه إلى القوات بعد الانسحاب من غزة، قال قائد الفرقة 98 الجنرال دان جولدفوس “لا يزال هناك 120 رهينة أخرى في غزة، ولن نتوقف حتى نعيدهم إلى وطنهم”.
وأضاف: “نحن ملزمون أيضًا بتدمير العدو فوق الأرض وتحتها. هذا ما فعلناه لمدة ثمانية أشهر، وهكذا سنستمر”.
واندلعت الحرب في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، عندما اقتحم أكثر من 3000 مسلح فلسطيني الحدود إلى جنوب إسرائيل وقتلوا حوالي 1200 شخص، واختطفوا 253 آخرين إلى غزة.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 37 ألف فلسطيني قُتلوا خلال القتال حتى الآن. وتشمل الأرقام، التي لا يمكن التحقق منها، نحو 15 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم خلال المعارك.
كما تقول إسرائيل إنها قتلت نحو 1000 مسلح داخل الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس وتدمير قدراتها العسكرية والحكومية لضمان عدم تشكيلها تهديدا لإسرائيل بعد، ولكنها تشارك أيضا في محادثات غير مباشرة مع الحركة تهدف إلى هدنة ممتدة وإطلاق سراح 116 رهينة يعتقد أنهم ما زالوا قيد الاحتجاز، ويُعتقد أن العشرات منهم قد لقوا حتفهم.
ودار القتال مع وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق مقترح بين إسرائيل وحماس لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن بلينكن أكد خلال لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أهمية وضع خطة لما بعد الحرب في غزة وكذلك الحاجة إلى منع انتشار الصراع.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن ناقش خلال اجتماعه مع وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الاثنين “اقتراح تحقيق وقف إطلاق النار في غزة كجزء من صفقة الرهائن، وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة”.
وأشاد بلينكن باستعداد إسرائيل قبول اتفاق جديد وشدد لغالانت على أن المسؤولية تقع على عاتق حماس لقبولها، حسبما ذكر مكتبه في بيان للاجتماع.
وسيتضمن الاقتراح، الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن ووافق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين، إطلاق سراح جميع الرهائن، وهدنة ممتدة في غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي مزقته الحرب.
وقال بلينكن يوم الثلاثاء إنه يعتبر ترحيب حماس بمقترح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لدعم الصفقة بمثابة “علامة إيجابية”، على الرغم من أن الحركة أشارت حتى الآن إلى تحفظها تجاه الاقتراح.
وسيكون هذا الاتفاق الثاني من نوعه منذ اندلاع الحرب، بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر.
وتم إطلاق سراح أربعة رهائن قبل ذلك، وتم إنقاذ سبعة رهائن أحياء. كما عثرت القوات على جثث 19 رهينة، من بينهم ثلاثة قتلوا عن طريق الخطأ على يد الجيش.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 41 من الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستشهدا بمعلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة. كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
وتحتجز حماس أيضا مدنيين إسرائيليين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في إعداد هذا التقرير