إسرائيل في حالة حرب - اليوم 396

بحث

مقتل أحد كبار قادة حزب الله في غارة على بيروت مع توسع العمليات البرية في جنوب لبنان

الجيش يؤكد أنه تم القضاء على عضو "مجلس الجهاد" ورئيس منظومة الأركان في الحزب سهيل حسين الحسيني؛ الفرقة الرابعة في الجيش الإسرائيلي تدخل جنوب غرب لبنان؛ وإصابة جندي احتياط بجروح خطيرة

تصاعد ألسنة اللهب والدخان جراء غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية ببيروت، 7 أكتوبر 2024. (AP Photo/Hussein Malla)
تصاعد ألسنة اللهب والدخان جراء غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية ببيروت، 7 أكتوبر 2024. (AP Photo/Hussein Malla)

اعلنت إسرائيل يوم الثلاثاء أنها قتلت مسؤولا كبيرا آخر في حزب الله في ضربة مستهدفة على بيروت، بينما تحركت لتوسيع هجومها البري على جنوب لبنان إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، وأرسلت فرقة رابعة عبر الحدود.

وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي واصل فيه الجيش قصف العشرات من مواقع حزب الله، وأطلق الحزب عدة دفعات من الصواريخ والقذائف على إسرائيل، بما في ذلك وابل من الصواريخ في منتصف الليل على منطقة تل أبيب.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الثلاثاء، إن سهيل حسين الحسيني رئيس منظومة الأركان عضو مجلس الجهاد في حزب الله، الهيئة العسكرية الأعلى في الحزب، قُتل في غارة جوية إسرائيلية على بيروت في اليوم السابق.

ويقول الجيش إن قيادة الحسيني كانت تشرف على الشؤون اللوجستية والتمويلية لوحدات حزب الله المختلفة.

وأضاف أن “الحسيني لعب دورا حاسما في عمليات نقل الأسلحة بين إيران وحزب الله وكان مسؤولا عن توزيع الأسلحة المتقدمة بين وحدات حزب الله، وأشرف على نقل وتخصيص هذه الأسلحة”.

وكان مقتل الحسيني هو الأحدث في سلسلة من الضربات المستهدفة في الأسابيع الأخيرة والتي أسفرت عن مقتل جميع قادة حزب الله تقريبا، بما في ذلك الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

الدخان يتصاعد من المباني المدمرة في موقع غارة جوية إسرائيلية في الشويفات، جنوب شرق بيروت، لبنان، 7 أكتوبر 2024. (AP Photo/Bilal Hassan)

وقال الجيش إن الحسيني كان “مسؤولا عن إعداد الميزانية والإدارة اللوجستية لمشاريع حزب الله الأكثر حساسية، بما في ذلك خطط الحرب للمنظمة وغيرها من العمليات الخاصة، مثل تنسيق الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل من لبنان وسوريا”.

وقال الجيش إن المقر كان يضم أيضا مركز الأبحاث والتطوير التابع لحزب الله، المسؤول عن تصنيع الصواريخ الموجهة بدقة.

وقبيل وقوع بعض الغارات على بيروت، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات للسكان بالقرب من مبنيين لإخلائهم على الفور.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أيضا إن فرقة رابعة، وهي فرقة الاحتياط 146، دخلت جنوب لبنان في وقت متأخر من يوم الاثنين كجزء من العمليات البرية ضد حزب الله، مما يوسع العمليات إلى القطاع الغربي من جنوب لبنان.

وتنضم فرقة الاحتياط إلى ثلاث فرق من الجيش النظامي – وهي الفرقة 98، الفرقة 36، والفرقة 91 – التي تعمل بالفعل في القطاعين الأوسط والشرقي من جنوب لبنان.

وتضيف هذه الخطوة آلاف الجنود إلى الهجوم البري الإسرائيلي، حيث يعتقد أن العدد الإجمالي للجنود المنتشرين داخل لبنان تجاوز الآن 15 ألف جندي.

ووصف الجيش الإسرائيلي العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان بـ”مداهمات محدودة ومحلية ومستهدفة” في جنوب لبنان، بهدف هدم البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، وخاصة في القرى المجاورة لإسرائيل، لتمكين الإسرائيليين النازحين من الشمال من العودة إلى منازلهم.

ويقول الجيش إن حزب الله أجرى استعدادات على طول الحدود لشن هجوم كبير على شمال إسرائيل في هجوم على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر.

وقال الجيش اليوم الثلاثاء إن جنديا احتياطيا من الكتيبة 7012 في لواء ألكسندروني أصيب بجروح خطيرة وسط القتال في جنوب لبنان خلال اليوم السابق.

وجاء نشر الفرقة 146 بعد أن فرض الجيش الإسرائيلي في وقت سابق منطقة عسكرية مغلقة جديدة على الجانب الإسرائيلي من الحدود، في مناطق بلدات رأس الناقورة، شلومي، حانيتا، أداميت، وعرب العرامشة.

ويحظر الأمر على المدنيين دخول المناطق التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك المناطق في إسرائيل المقابلة للقرى اللبنانية التي قد يدور فيها قتال.

وحذر الجيش أيضا المواطنين اللبنانيين من دخول البحر أو التواجد على الشاطئ في جنوب لبنان، قائلا إنه سيستهدف البنية التحتية العسكرية على طول الساحل.

خريطة أصدرها الجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2024 تظهر منطقة عسكرية مغلقة على الحدود مع لبنان. (IDF)

وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي “تحذيرا عاجلا” يوم الاثنين للأشخاص الذين يقضون إجازاتهم، ومرتادي الشاطئ، وأي شخص يستخدم القوارب للصيد أو أي استخدامات أخرى جنوب نهر الأولي، والذي يقع شمال صيدا.

وأضاف أن البحرية الإسرائيلية ستبدأ قريبا عمليات ضد حزب الله في المنطقة.

كما نفذ سلاح الجو موجة ضخمة من الضربات في لبنان استعدادا للهجوم البري الأخير.

وشنت نحو 100 طائرة مقاتلة إسرائيلية موجة كبيرة من الغارات الجوية ضد أكثر من 120 هدفا لحزب الله في جنوب لبنان بعد ظهر الاثنين. وقال الجيش إن الضربات التي استمرت لمدة ساعة أصابت مواقع لحزب الله تابعة للجبهة الجنوبية للحركة وقوة الرضوان النخبوية وقسم الصواريخ والقذائف وقسم الاستخبارات.

وقدم الجيش الإسرائيلي أيضا تفاصيل عن ضرباته على بيروت، قائلا إنه ضرب أكثر من 100 موقع لحزب الله في العاصمة اللبنانية خلال الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك مستودعات أسلحة ومصانع أسلحة ومراكز قيادة.

وبالإضافة إلى استهداف قادة حزب الله في العاصمة اللبنانية، قال الجيش إنه رصد خلال الأشهر الأخيرة قيام حزب الله بنقل الأسلحة ومعدات التصنيع من جنوب لبنان وسهل البقاع إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله المعروف باسم الضاحية.

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله نقل الأصول في محاولة لمنع إسرائيل من استهدافها، حيث كانت إسرائيل حتى الآونة الأخيرة تمتنع إلى حد كبير عن شن هجمات على بيروت. ولكن أصبحت هذه الهجمات حدثا يوميا الآن.

وفيما يتعلق بالغارة على بيروت، أصدرت مصادر عسكرية توضيحا نادرا مفاده أن إسرائيل لم تحاول عمدا قتل جنرال إيراني كبير، وسط تقارير تفيد بأنه مفقود منذ الأسبوع الماضي.

وأكدت مصادر عسكرية أن إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، لم يكن هدفا لغارة إسرائيلية في بيروت.

قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي إسماعيل قاآني يتحدث خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية لمقتل الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني في عام 2020، في طهران، إيران، 3 يناير 2024. (ATTA KENARE / AFP)

وقال مسؤولان أمنيان إيرانيان لرويترز يوم الأحد إن قاآني، الذي سافر إلى لبنان بعد اغتيال نصر الله، لم يتمكن الاتصال معه منذ الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الخميس، عندما نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية في الضاحية استهدفت القيادي الكبير في حزب الله هاشم صفي الدين. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان صفي الدين قد قُتل في الغارة.

وتقول مصادر عسكرية إنه إذا كان قاآني مع صفي الدين أثناء الضربة، فإن الجيش الإسرائيلي لم يكن على علم بذلك عندما هاجم.

وفي غضون ذلك، واصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي أنه أطلق نحو 190 صاروخا على إسرائيل من لبنان يوم الاثنين، واستهدفت معظمها شمال البلاد.

كما أطلق خمسة صواريخ بعيدة المدى على منطقة تل أبيب قبل منتصف الليل، ما أدى إلى هرع عشرات الآلاف إلى الملاجئ.

وأوضح الجيش أن الدفاعات الجوية اعترضت بعض الصواريخ، فيما سقط الباقي في مناطق مفتوحة.

وأعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، مدّعيا استهداف قاعدة غليلوت العسكرية قرب تل أبيب.

وتضم القاعدة وحدة استخبارات الإشارات 8200 في الجيش الإسرائيلي، وتقع بجوار مقر الموساد.

ودوت صفارات الإنذار في وسط إسرائيل ثلاث مرات يوم الاثنين، بعد إطلاق صواريخ من غزة في الصباح، وصاروخ باليستي من اليمن في فترة ما بعد الظهر، والصواريخ من لبنان.

وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي أحيت فيه إسرائيل الذكرى الأولى للهجوم الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية يوم الاثنين مقتل جنديين من قوات الاحتياط يخدمان على الحدود الشمالية في هجوم بقذائف الهاون. وكان الرقيب أول (احتياط) إيتاي أزولاي (25 عاما) من مستوطنة أورانيت الحدودية في الضفة الغربية، وضابط الصف (احتياط) أفيف ماغن (43 عاما) من بلدة حيروت بوسط البلاد، على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان عندما سقطت قذيفة هاون بالقرب من موقعهما مساء الأحد، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

وقُتل أزولاي على الفور، بينما توفي ماغن في المستشفى صباح الاثنين. وكلاهما يخدمان في وحدة الحركة القتالية 5515 التابعة للجيش الإسرائيلي.

وأصيب جندي احتياط ثالث كان معهما بجروح خطيرة.

وبذلك يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليته البرية في لبنان إلى 11 قتيلا.

الرقيب أول (احتياط) إيتاي أزولاي، قُتل على الحدود اللبنانية في 6 أكتوبر 2024. (IDF)

وتقول مصادر عسكرية إن الغارات الإسرائيلية في جنوب لبنان ركزت على “مراكز الثقل” لحزب الله في قرى جنوب لبنان، حيث عثرت القوات حتى الآن على كميات هائلة من الأسلحة. وتقول إسرائيل إن حزب الله يخطط لشن هجوم واسع النطاق على غرار هجوم السابع من أكتوبر على البلدات الشمالية بهدف قتل وخطف المدنيين الإسرائيليين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن العمليات في جنوب لبنان سوف تتوسع حسب الحاجة، ولكنه لا يزال تنوي إنهاء العمليات في أسرع وقت ممكن ـ في غضون أسابيع قليلة.

وقد جاء هذا التصعيد في أعقاب قرار إسرائيل الشهر الماضي ضم عودة سكان الشمال إلى منازلهم إلى أهداف الحرب الرسمية. وقد تم إجلاء نحو 60 ألف إسرائيلي من سكان البلدات الشمالية الواقعة على الحدود اللبنانية بعد وقت قصير من الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، خوفا من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا.

ومنذ الثامن من اكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي دعما لغزة في الحرب ضد حركة حماس.

وحتى الآن، أسفرت المناوشات في الشمال عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 22 جنديا إسرائيليا. وارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي في الهجوم البري ضد حزب الله في لبنان إلى 11 قتيلا.

وقُتل جنديان في هجوم طائرة مسيّرة من العراق، كما وقعت عدة هجمات من سوريا، دون وقوع إصابات.

وأعلن حزب الله أسماء 516 من أعضائه الذين قتلتهم إسرائيل خلال القتال، معظمهم في لبنان ومنهم أيضا في سوريا. كما قُتل 94 عنصرا آخر من فصائل مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.

ولم يتم تحديث هذه االحصيلة منذ بدء إسرائيل هجوما جديدا ضد حزب الله في سبتمبر الماضي، بما في ذلك عملية برية يقول الجيش إنها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 440 من عناصر حزب الله.

اقرأ المزيد عن