مقاتل سابق في حركة حماس يقول خلال التحقيق أن الحركة تستخدم سكان غزة كدروع بشرية
المشتبه بهم الذين اعتقلتهم القوات في قطاع غزة يعرضون تفاصيل حوادث استخدام حماس للمدنيين في عملياتها، بما في ذلك واحدة قامت فيها المجموعة بإجبار رجال على دخول مستشفى للاختباء بينهم
نشر الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين مقاطع فيديو جديدة لاستجواب المشتبه بهم الفلسطينيين الذين اعتقلتهم القوات في قطاع غزة، والتي توضح بالتفصيل استخدام حماس للمدنيين كغطاء لعملياتها.
وقالت إسرائيل إن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية، بما في ذلك عن طريق إقامة قواعد عمليات تحت المستشفيات، وإطلاق الصواريخ من المدارس والملاجئ، وبناء فتحات أنفاق تحت غرف نوم الأطفال، وتخزين الأسلحة في المدارس والمساجد ومحيطها، وإدماج نفسها داخل المدنيين وسط الحرب المستمرة، والتي اندلعت في أعقاب هجوم الحركة في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل عندما قتل الآلاف من المسلحين بقيادة حماس 1200 شخص، واختطفوا 240 رهينة.
وأكد مسلحو حماس الذين تم أسرهم بعض المزاعم بشأن استخدام الحركة للمدنيين الدروع البشرية، وأوضحوا على سبيل المثال أن حماس تعلم أن إسرائيل لن تستهدف المستشفيات والمراكز والمرافق الطبية.
يوم الإثنين، نشر الجيش مقطع فيديو لزهدي علي زهدي شاهين، الذي قال الجيش إنه ناشط سابق في الحركة، والذي قال للمحققين من الوحدة 504 في شعبة الاستخبارات العسكرية إنه شعر أنه “يتم استخدامنا كدروع بشرية”.
وروى شاهين أنه ومدنيون آخرون كانوا في الطابق الأرضي من المستشفى، وأنه بمجرد وصول قوات الجيش الإسرائيلي إلى المركز الطبي، خرج مقاتلو حماس من الأنفاق واختبأوا بين المدنيين الذين لجأوا إلى المستشفى.
وقال شاهين إنه تشاجر مع أحد مسلحي حماس. “قلت له: مكانك ليس هنا في الأعلى مع المدنيين، أنت مكانك تحت. لماذا صعدت؟”
وروى لمحققيه: “بدأ بتهديدي وقال لي إنه بعد انتهاء الحرب سيحاسبني”.
مُعتقل آخر، يدعى محمد درويش عمارة، والذي قال الجيش أنه عضو في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، قال إن مقاتلي حماس استولوا على منزله.
وقال عمارة إنه كان يحتمي في مدرسة بشمال غزة، وطلب من ابنه أن يتفقد منزله كل يومين للتأكد من عدم اقتحام أحد لسرقة ممتلكاته.
وقال عمارة للمحقق من وحدة 504 إن ابنه “دخل المنزل، وكانت هناك حالة من الفوضى. ألقى نظرة وراى شبانا نائمين في منزلي”، وزعم أن هؤلاء الشبان كانوا مقاتلين تابعين لحركة حماس.
وقال أنه لم يمنح حماس موافقته لاستخدام منزله للقتال ضد الجيش الإسرائيلي.
وأضاف: “نحن غادرنا منازلنا وهم استولوا عليها. في الطابق العلوي حيث يعيش ابني… كان هناك قناص يجلس بجوار الشباك، وفي الغرفة الأخرى، كان هناك عدة [مقاتلين]. قال لي [الابن] إنه كان هناك أكثر من 20 نفرا [في المنزل]، وأسلحتهم كانت ملقاة على الأرض”.
مستذكرا حادثة أخرى سمع عنها، قال عمارة لمحققه إن عنصرا من حماس حاول وضع عبوة ناسفة على بعد بضعة أمتار من منزل أحد معارفه.
وروى أن صاحب المنزل راى العنصر وهو يضع القنبلة، “نزل وقال له ’يا رجل كيف تضع العبوة بجانب المنزل؟”
وزعم عمارة أن عنصر حماس رد على الرجل قائلا: “إذا كان هذا لا يعجبك، فارحل، هذا ليس من شأنك”.
وتابع عمارة حديثه قائلا إن الرجل قال لعنصر حماس “’كيف هذا ليس من شأني، إنهم أولادي، وهذا غير مقبول’. قال له [عنصر حماس] ’إذا كان الأمر لا يعجبك سآخذ هذه العبوة وأضعها بينك ويين زوجتك”، وأضاف أن عنصر حماس قام بعد ذلك بإطلاق النار على الرجل في ساقه.
وتقول إسرائيل إن هجومها المستمر ضد حماس في غزة يهدف إلى تدمير بنيتها التحتي وسط تعهدات بالقضاء على الحركة الحاكمة للقطاع بالكامل. كما تقول إنها تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس، بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
استخدام الدروع البشرية هو جزء من “الاستراتيجية الأساسية” لحماس، كما يقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون.
بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة فلقد قُتل أكثر من 20 ألف شخص في قطاع غزة خلال الحرب، وهو رقم لم يتم التحقق منه وهو لا يميز بين المقاتلين والمدنيين، ولا يأخذ في الاعتبار قتلى إطلاق صواريخ طائشة من قبل الفصائل الفلسطينية. ولم تذكر حماس قط عدد القتلى من أعضائها، وتزعم أن حوالي 70% من القتلى في غزة هم من النساء والأطفال.
وفقا للتقديرات الإسرائيلية، قتلت القوات حوالي 8500 مسلحا منذ بدء الحرب. وقُتل 1000 مسلح آخر من عناصر حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر أو في الأيام التي تلت ذلك.