إسرائيل في حالة حرب - اليوم 375

بحث

مفوض الشرطة يقر بأنه أخطأ في إقالة قائد شرطة تل أبيب، ومعلنا أنه لا ينوي الاستقالة

بعد انتقادات عامة شديدة لإقالة عميحاي ايشد بإلحاح من بن غفير، كوبي شبتاي يقول إنه قام بـ"محاسبة للذات" في الساعات الـ48 الماضية لكن لن يتنحى عن منصبه

المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي يتحدث خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، 11 مارس، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)
المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي يتحدث خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، 11 مارس، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)

بعد يومين من الإعلان الصادم عن إقالة قائدة شرطة منطقة تل أبيب من منصبه – وسط انتقادات من وزير الشرطة له لتساهله المزعوم في التعامل مع المتظاهرين المناهضين للحكومة – أقر المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي في مؤتمر صحفي السبت بـ”ارتكاب خطأ” في الموافقة على الخطوة.

كما أشار شبتاي إلى أنه درس تقديم استقالته وسط الضجة التي أحدثتها هذه الخطوة لكنه قرر عدم الابتعاد عن المهمة الحالية. وقد اتهم المتظاهرون وقادة شرطة سابقون وكبار الضباط الحاليون المفوض بالخضوع للضغوط السياسية وطالبوه بالاستقالة.

وأعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، مساء الخميس، عن قرار إقالة عميحاي ايشد، الذي قال إنه جاء بناء على توصية من شبتاي، وسيتم نقل إيشد لرئاسة إدارة تدريب الشرطة. تم تجميد إقالة إيشد على الفور من قبل المستشارة القضائية للحكومة، التي قالت إن هناك مخاوف من أنه تم تنفيذه بإلحاح من بن غفير، في انتهاك للسلوك المسموح به لوزير.

وقال شبتاي “لقد ارتكبت خطأ. أخطأت في الحكم وفي التوقيت وفي الطريقة التي تم بها ذلك. لا آخذ ذلك باستخفاف”، مضيفا “أنا احترم قرار المستشارة القضائية للحكومة بتجميد التعيين”.

ولقد أصر كل من شبتاي وبن غفير على أن قرار إقالة ايشد كان مخططا له مسبقا. لكن بن غفير قال أيضا إن القرار في القيام بالخطوة في الوقت الحالي كان مرتبطا بتعامل القائد مع المظاهرات الحاشدة في تل أبيب في الأسابيع العشرة الأخيرة، حيث أبدت الشرطة إلى حد كبير صبرا تجاه المتظاهرين حتى عندما قاموا بإغلاق طرق وشارع “أيالون” السريع.

وقال شبتاي إنه سيستمر في العمل مع ايشد وأنه على يقين بأنهما سيواصلان التعامل بمهنية مع بعضهما البعض. (ذكرت تقارير أن ايشد قال لشبتاي في أعقاب قراره بأنه “غير ملائم” لقيادة الشرطة.)

قائد شرطة منطقة تل أبيب عميحاي إيشد خلال احتجاج على الإصلاح القضائي الذي تخطط له الحكومة، في تل أبيب، 11 مارس، 2023. (Erik Marmor / Flash90)

وقال المفوض أن نقل ايشد كان من المقرر أصلا أن يتم بعد أسابيع قليلة من الآن، بعد شهر رمضان الذي يشهد توترا كبيرا، كجزء من تعديل أوسع في قيادة الشرطة.

ولم يوضح ما إذا كان سيعلق هذه الخطوة إلى أجل غير مسمى أو فقط ما دامت المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف-ميارا تطلب ذلك.

المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي يتحدث خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، 11 مارس، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)

وأشار قائد الشرطة إلى أن القضية، والضجة التي أثارته، دفعته إلى التفكير في تقديم استقالته.

وقال “في الساعات الـ48 الماضية، قمت ببعض المحاسبة للذات، [وتساءلت] إلى أين أنا متجه”، لكنه، كما أضاف، خلال 37 عاما من خدمته في الشرطة، “لم أتخل مطلقا عن جبهة أو مهمة، وبعد التفكير في الأمر، لا أنوي القيام بذلك الآن”.

وشدد شبتاي على أن القوة تحت قيادته ملتزمة بدعم الحق في الاحتجاج “داخل حدود القانون” وتعهد بأنه “لن يرضخ لأي ضغط سياسي في هذا الشأن”.

وأضاف: “لا نريد رؤية الدماء في الشوارع”، مستشهدا بحوادث أصيب فيها متظاهرون بالقنابل الصوتية التي أطلقتها الشرطة، وإلى حالة تم فيها تكبيل يدي امرأة مسنة.

وقال “حتى لو كانت هناك شكوك حول حوادث محددة، فقد حققنا فيها”، مضيفا أنه تم تطبيق الدروس المستفادة من تلك الحوادث.

وتابع قائلا “بصفتي المفوض العام، أنا ملتزم لدولة إسرائيل ولقوانينها ولقيمها”.

في غضون ذلك، حظي ايشد باستقبال الأبطال في المظاهرة الحاشدة التي نُظمت يوم السبت في تل أبيب.

متحدثا مع أخبار “كان” بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده شبتاي، قال بن غفير إن “المستشارة القضائية للحكومة هي التي تحكم المفوض”، مضيفا “هي المشكلة”.

في وقت سابق في برنامج “قابل الصحافة” على القناة 12، قال بن غفير إن شبتاي قال له إن ايشد “فاشل” من اللحظة التي تولى فيها منصب الوزير.

وفي تراجع واضح، قال بن غفير أيضا إنه لن يتم نقل ايشد من منصبه قبل نهاية شهر رمضان (30 أبريل). وكان قد أشار من وقت سابق إلى أنه يعتزم نقله على الفور.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عند مدخل مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، 9 مارس، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)

أفادت تقارير أن سلوك الشرطة المنضبط في المظاهرة الرئيسية المناهضة للحكومة في تل أبيب بالقرب من مطار بن غوريون الدولي في “يوم مقاومة” ضد جهود الحكومة لإصلاح النظام القضائي وإضعاف المحكمة العليا بشكل كبير أثار غضب بن غفير.

ولقد اكتسبت المظاهرات في الأسابيع العشرة الأخيرة زخما، حيث يقول معارضو الاقتراحات، التي يقودها وزير العدل ياريف ليفين بدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنها ستضعف الطابع الديمقراطي لإسرائيل، وتزيل عنصرا رئيسيا من ضوابطها وتوازناتها، وستترك الأقليات دون حماية، في حين يقول مؤيدو الخطوة إنها إصلاح مطلوب بشدة لكبح جماح محكمة ناشطة.

ولقد قاد ايشد الاستجابة للهجوم الذي وقع في تل أبيب مساء الخميس، والذي وقع بعد وقت قصير من الإعلان عن نقله من منصبه وقبل أن تقوم المستشارة القضائية للحكومة بتجميد القرار.

يوم الجمعة، نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر رفيعة في الشرطة قولها إن قيادة الشرطة “فقدت الثقة بالمفوض” بسبب سلوكه.

في المكالمة التي جرت بينهما يوم الخميس، ذكرت تقارير أن ايشد ذكر شبتاي بأنهما اتفقا على بقائه في منصب قائد شرطة تل أبيب حتى نهاية العام وأنه يعتزم بعد ذلك الترشح لمنصب المفوض العام للشرطة. وقال إيشد لشبتاي “إذا كنت لن أحصل على ذلك، فسأعود إلى البيت”، وفقا للتقرير، الذي قال أيضا إن الضابط الكبير فوجئ و”جُرح” من الخطوة ضده يوم الخميس.

وفقا لتقارير متعددة في وسائل الإعلام العبرية، قال إيشد لشبتاي: “إذا كان هذا هو قرارك في هذه الساعة وفي هذا الوقت، فأنت غير مؤهل لقيادة الشرطة. أنت ضعيف، لقد دمرت الشرطة. لن أذهب إلى [قسم] التدريب. ستسمع مني”.

صورة من الجو لمظاهرة في تل أبيب ضد خطة الحكومة المثيرة للجدل للإصلاح القضائي، 11 مارس، 2023. (Jack Guez / AFP)

يوم الجمعة، دعت مجموعة من المفوضين السابقين للشرطة شبتاي إلى تقديم استقالته بسبب الدور الذي لعبه في إقالة ايشد.

في رسالة، كتب الضباط الكبار إنهم شعروا بـ”الصدمة” من أفعال شبتاي، التي وصفوها بأنها “نقطة متدنية في تاريخ شرطة إسرائيل”، وقالوا إنه “فقد الحق الأخلاقي في الاستمرار” بقيادة الشرطة.

من بين الموقعين على الرسالة المفوضين السابقين للشرطة روني الشيخ، وموشيه كرادي، وشلومو أهرونيشكي، وأساف حيفتس، ورافي بيلد.

وكتب الضباط الكبار في الرسالة، “لقد تعاونت مع مجرم مدان من أجل تحويل الشرطة إلى ميليشيا خاصة، ولإشباع النزوات السياسية لوزير معين”، في إشارة إلى بن غفير، واتهموا شبتاي بالضلوع في “التخلص من قائد صاحب عمود فقري”.

قبل دخوله المنصب، اعتُقل بن غفير عشرات المرات وأدين مرة بالتحريض ودعم منظمة إرهابية يهودية.

في الفترة القصيرة التي قضاها حتى الآن في منصب وزير الشرطة، دخل بن غفير مرارا وتكرارا في صدامات مع الشرطة بعد أن انتقد القوة لعدم اتخاذها موقف أكثر حزما ضد المتظاهرين.

في الشهر الماضي، انتقد بن غفير الشرطيين بعد عدم قيامهم باستخدام القوة لتفريق مظاهرات مناهضة للحكومة في القدس. في شهر يناير، حض بن غفير الشرطة على قمع المتظاهرين الذين قاموا بإغلاق شوارع، واستخدام خراطيم المياه لتفريقهم، واعتقالهم بحرية أكبر.

في الأول من مارس، تعرضت الشرطة للانتقادات لاستخدامها أسلوب أكثر صرامة مع المحتجين في مظاهرة كبيرة في تل أبيب لأول مرة منذ بدء المظاهرات الحاشدة، وحازت على ثناء من بن غفير. أدت الأسالبي الأكثر عدوانية التي استخدمتها الشرطة إلى إصابة عدد من المتظاهرين، وفتح تحقيق في سلوكها.

تجدر الإشارة إلى أن ايشد كان في عطلة خلال تلك المظاهرة وأن نائبه هو الذي أشرف على المظاهرات.

اقرأ المزيد عن