مفاوض إسرائيلي رفيع ينفي إحراز تقدما في محادثات تبادل الأسرى مع حماس
قال يارون بلوم إن موقف الحركة الفلسطينية ’غير واقعي’، بعد قول تقرير صدر في النسخة العربية من صحيفة ’إندبندنت’ إن الجانبين متواجدان في القاهرة لإجراء مفاوضات بوساطة مصرية
قال مفاوض إسرائيلي رفيع للإفراج عن إسرائيليين تحتجزهم حماس يوم السبت إن الحركة الفلسطينية ترفض تبني موقف واقعي يسمح بإحراز تقدما حقيقيا في المحادثات من أجل تبادل محتمل للأسرى.
“لسوء الحظ، وعلى الرغم من الجهود الحقيقية من جانبنا، ترفض حماس اتخاذ موقف واقعي من شأنه أن يفضي إلى تقدم حقيقي في هذا الشأن”، قال يارون بلوم، الذي كان في جهاز الشاباك، والذي تم تعيينه عام 2017 كرئيس للمفاوضين لأسرى الحرب والجنود المفقودين في القتال، خلال حديث مع إذاعة “كان” العامة.
ويُعتقد أن حماس، التي تحكم قطاع غزة، تحتجز رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين، اللذين قتلا في القطاع خلال عملية الجرف الصامد عام 2014. كما تحتجز الحركة ثلاثة إسرائيليين – أفراهام أيبرا منغستو، هشام السيد وجمعة إبراهيم أبو غنيمة – الذين قيل إنهم دخلوا قطاع غزة من تلقاء أنفسهم في الفترة بين 2014-2015.
وجاء تعليق بلوم ردا على تقرير في وقت سابق يوم السبت بأن وفدا إسرائيليا، يشمل مسؤولين رفيعين، تواجد في القاهرة في الأيام الأخيرة لإجراء محادثات مع حماس بوساطة من مسؤولين مصريين وأنه تم إحراز تقدما.
ووفقا لتقرير صدر يوم السبت في النسخة العربية للصحيفة البريطانية، ذكرت صحيفة “إندبندنت أرابيا” نقلا عن مصدر لم يكشف عن هويته أنه “حدث تقدما في الأيام الأخيرة بين الجانبين”.
ووفقا للتقرير، يتمحور الاتفاق حول إعادة رفات الجنود الإسرائيليين مقابل “عدد غير محدد من جثث الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل” ورزمة مساعدات لغزة. وقيل إن حماس طلبت الإفراج عن 50 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية مقابل المدنيين الإسرائيليين، بينما اقترحت إسرائيل الإفراج عن نصف هذا العدد، وفقا للصحيفة.
وقد يكون التقدم المزعوم في المفاوضات بسبب “رغبة [رئيس الوزراء بنيامين] نتنياهو في إغلاق هذا الملف”، وفقا للمصدر الذي لم يكشف عن هويته، قبل التشكيل المحتمل لزعيم “ازرق ابيض” بيني غانتس، أو جولة أخرى من الانتخابات.
وقال المصدر أيضا أن “وفدي إسرائيل وحماس موجودان في نفس الفندق، لكن الجانب المصري يتوسط”.
وفي الأسبوع الماضي، نفى قائد حماس يحيى السنوار وجود أي محادثات جارية على صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، مشيرا الى عدم وجود حكومة في اسرائيل بعد الانتخابات.
ويوجد حكومة انتقالية في اسرائيل منذ شهر ديسمبر، عندما تم التصويت على حل الكنيست والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة في أبريل.
وفشلت جولتان انتخابيتان أجريتا في غضون ستة أشهر في تشكيل حكومة في إسرائيل. في الوقت الحالي يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قيادة حكومة انتقالية، بينما يحاول خصمه الرئيسي، رئيس حزب “أزرق أبيض” وعضو الكنيست بيني غانتس، تشكيل حكومة بعد تكليفه بالمهمة في أعقاب فشل نتنياهو، الذي حصل على الفرصة الأولى، فيها.
وفي اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأحد، تحدث نتنياهو عن قضية الأسرى، قائلا إن إسرائيل “ستواصل جهودنا لإعادة الاسرى والمفقودين في القتال”.
وقال رئيس الوزراء: “أريد أن أقول بهذا الشأن إنني على ثقة كاملة في يارون بلوم الذي يقوم بعمله بطريقة جديرة بالثقة، جدية ومهنية”.
وكانت تصريحات بلوم يوم السبت تكرارا لتصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي بأن حماس كانت غير واقعية في مطالبها.
وقال بلوم حينها إن إسرائيل تعمل عبر عدد من قنوات الوساطة وأنه تم تحقيق تقدم باتجاه صفقة لإطلاق سراح الأسرى، لكن حماس “لم تنضج بعد لصفقة – مطالبها مجنونة، وهي لا تفهم أن الجمهور الإسرائيلي قد تغير ولن تكون هناك صفقة شاليط ثانية”.
في عام 2006 قامت حماس بأسر الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط قبل أن يتم إطلاق سراحه في عام 2011 في إطار صفقة شملت قيام إسرائيل بالإفراج عن أكثر من 1000 أسير فلسطيني.
وقد اجتاز أفيرا منغيستو، الذي تقول عائلته إنه يعاني من مرض نفسي، الحدود ودخل شمال غزة في سبتمبر 2014 عن طريق الشاطئ. السيد دخل غزة في عام 2015 وأبو غنيمة في 2016. وتقول عائلتا الرجلين إنهما يعانيان هما أيضا من أمراض نفسية، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان أبو غنيمة محتجزا ضد إرادته.
ووجهت عائلة منغيستو وعائلتا الجنديين الإسرائيليين غولدين وشاؤول انتقادات للحكومة متهمة إياها بأنها لا تبذل جهودا كافية لتأمين عودة أبنائها.
ويُعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ورفات الجنديين الإسرائيليين هو واحد من بين العديد من القضايا التي تعرقل اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بعد اشهر طويلة من التوترات والتصعيدات.