مفاوضون يقولون إن نتنياهو لديه “لامبالاة باردة” بمصير الرهائن الإسرائيليين
قال مفاوضان مطلعان على المفاوضات للقناة 12 أن رئيس الوزراء يقوض المفاوضين، ويرفض الأفكار الجديدة؛ "بدون نتنياهو ستكون فرص التوصل إلى اتفاق أفضل"
يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يبالي بمصير الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، وقوض الجهود للتوصل إلى اتفاق مع الحركة لتأمين إطلاق سراحهم، حسب ما قال عضوان في فريق التفاوض الإسرائيلي للقناة 12.
وتحدث المفاوضان، اللذين تم التعرف عليهما فقط بالحرفين “أ” و“د”، دون كشف هويتهما مع إيلانا ديان، مقدمة البرنامج الاستقصائي الرائد “عوفدا”، في حلفة مساء الخميس.
وقالت ديان إن الرجلين قررا التقدم بشكل مستقل لكشف حقيقة أن إسرائيل لا تفعل كل ما في وسعها لإنقاذ الرهائن المحتجزين في غزة، في ظل ما وصفوه بالظروف “الجهنمية”، لأكثر من ستة أشهر.
وقال “أ” بصوت مشوش لإخفاء هويته: “هناك فجوة هائلة بين الروايات التي يحاولون خلقها في نظر الجمهور والأفعال في الواقع”.
ووصف أيضا جوا من “اللامبالاة الباردة” تجاه محنة الرهائن من “الأعلى”، وتحديدا من مكتب رئيس الوزراء، وقال أنه في المناقشات حول الإستراتيجية، لم يكن نتنياهو مستعدا للنظر في أفكار جديدة.
وقال: “منذ ديسمبر، وبالتأكيد منذ يناير، أصبح واضحا للجميع أننا لا نتفاوض”.
وقال “د” “لا يمكنني أن أقول أنه لولا نتنياهو لكانت هناك صفقة، لكن يمكنني القول أنه لولا نتنياهو لكانت فرص التوصل إلى اتفاق أفضل”.
“هذا يتكرر، نحصل على تفويض خلال النهار، ثم يتصل بنا رئيس الوزراء في الليل. ويقول: لا تقل هذا، ولا توافق على ذلك. هذه هي الطريقة التي يتجاوز بها رؤساء فريق التفاوض وكذلك كابينت الحرب”.
وأضاف “أ” أن الفريق الإسرائيلي اضطر إلى تقديم مطالب مستحيلة، مثل طلب قائمة الرهائن الأحياء شهر مارس، وهم يعلمون أن حماس لن توافق عليه.
“عندما طرح هذا الطلب، لم يكن من الواقعي أن نتوقع أننا سنحصل عليه”.
وقال “د” إنه “كان طلبا سخيفا. كانت لدينا بالفعل قائمة خاصة بنا. لماذا نحصل عليها من حماس؟”
وقالا أيضا إن القيادة السياسية بدت منفصلة عن مصير الرهائن، وأنه عند إحاطة السياسيين، حاول المفاوضون في كثير من الأحيان عرض صور وقصص الرهائن لجعل مصيرهم حقيقيا بالنسبة لهم.
وأضافا أنه بعد إطلاق سراح المجموعة الأولى من الرهائن في أواخر نوفمبر، أصروا على أن يستمع نتنياهو إلى الأدلة ويلتقي بالمسؤولين الطبيين لمعرفة ما كانوا يعانون منه في الأسر، “وخاصة الشابات”.
“عندما أدركت أن الدولة لا تفعل كل ما في وسعها، انهرت. لا أستطيع أن أقول بثقة من سيكون على قيد الحياة بحلول التوصل إلى اتفاق أو ما الذي سيبقى منهم”، قال “أ”، وأضاف: “ما يمكنني قوله هو أنه مهما كانت الصفقة التي يتم التوصل إليها… كان من الممكن أن تتم قبل شهرين… الوقت لا ينفد. بل نفد”.
وعلى الرغم من ذلك، قال المفاوضان إن المشاركين في محاولة إعادة الرهائن يستمرون في بذل كل ما في وسعهم لضمان بقائهم على قيد الحياة.
وأوضحا أن فريق التفاوض يحاول دائما الحصول على معلومات جديدة حول الرهائن لمشاركتها مع عائلاتهم والعمل مع الجيش الإسرائيلي لتجنب إلحاق الضرر غير الضروري بالأسرى المحتجزين في غزة، بالإضافة إلى إجراء المفاوضات.
“إننا نبذل قصارى جهدنا لتوفير مظلة حماية للرهائن حتى لا نقصف أو نقترب [من المناطق التي يحتجزون فيها] حتى لا يصابون [عناصر حماس] بالذعر ويقومون بإعدام [الرهائن]”، قال “أ”.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة لحماية الرهائن، قال “أ”، “أريد أن أقول بصراحة إننا لا نعرف كل شيء”.
وردا على سؤال عما إذا كان الرهائن يعيقون العمليات العسكرية لتدمير حماس، قال إنهم “لا يشكلون عبئا على الجيش الإسرائيلي، لكنهم يشكلون تحديا كبيرا”.
ومن المتوقع أن يشتد هذا التحدي إذا شن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا على رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، حيث يتواجد حالياً غالبية سكان القطاع. وقال “أ” إنه يتوقع أن تجد القوات الإسرائيلية رهائن “قتلى” هناك إذا دخلت.
وقد أعلن رئيس الوزراء موافقته على خطط الجيش الإسرائيلي العملياتية لدخول رفح أربع مرات على الأقل خلال الشهرين الماضيين، ولكن لا يتوقع أي هجوم في المستقبل القريب في ظل الضغوط الدولية الهائلة لإجلاء أكثر من مليون مدني فلسطيني نازح من مدينة رفح بأمان وإيواءهم.
واندلعت الحرب في اعقاب هجوم حركة حماس الفلسطينية المدمر على إسرائيل الذي أدى إلى مقتل 1200 شخص واختطاف 253 آخرين.
وردت إسرائيل بهجوم عسكري للإطاحة بنظام حماس في غزة، وتدمير الحركة وتحرير الرهائن.
يُعتقد أن 129 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر لا يزالون في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد أن تم إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، واعادت القوات ثلاث رهائن على قيد الحياة، واستعادت جثث 12 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 34 من الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا إلى معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة، إلا أن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين قالوا في جلسات مغلقة إن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
وتحتجز حماس أيضا رفات الجنديين الإسرائيلين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى مواطنيّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015 تباعا.
بعد فورة من التفاؤل يوم الإثنين بشأن الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق نار مؤقت على الأقل يشمل إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الذين تم اختطافهم خلال هجوم حماس، قدمت الحركة ردا أوليا فاترا، قائلة أنه لم يتم تلبية مطالبها بشكل كاف .
وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على الحرب، قالت حماس إنها “تدرس” اقتراحا جديدا لهدنة مؤقتة تم تقديمه خلال المحادثات مع الوسطاء الأمريكيين والقطريين والمصريين.
وقال مصدر في حماس أنه بموجب الخطة، سيتوقف القتال لمدة ستة أسابيع، وسيتم إطلاق سراح 40 رهينة من النساء والأطفال مقابل الافراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين، وستدخل ما يصل عددها إلى 500 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا.
وقالت حماس إنها “تقدّر” جهود الوسطاء الأخيرة لكنها اتهمت إسرائيل بالفشل في الاستجابة لمطالبها القائمة منذ فترة طويلة، بما في ذلك الانسحاب الكامل للقوات من غزة.
وقد رفضت إسرائيل قطعا هذا الشرط وكذلك طلب حماس بالسماح لعشرات الآلاف من سكان غزة النازحين الذين فروا من القتال في شمال القطاع الساحلي بالعودة دون عوائق إلى منازلهم. وبحسب تقارير، تسعى إسرائيل إلى الحصول على شروط تمكنها من ضمان عدم استغلال مقاتلي حماس للوضع لإعادة التمركز في شمال غزة.
تقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 33 ألف فلسطيني قُتلوا في المعارك، وهو عدد لم يتم التحقق منه بشكل مستقل ويشمل حوالي 13 ألف مسلح من حماس تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعارك. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل 1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وبعده مباشرة. ومنذ بدء عملية الجيش الإسرائيلي البرية، قُتل 260 جنديا إسرائيليا.
ساهم إيمانويل فابيان ولازار بيرمان في إعداد هذا التقرير