مفاوضون إسرائيليون يتجهون إلى قطر لمتابعة محادثات الرهائن في ظل قطع المساعدات عن غزة
ورد إن المبعوث الأمريكي ويتكوف سيتوجه إلى السعودية يوم الثلاثاء، ثم إلى الدوحة الأربعاء؛ أسر الرهائن تنام خارج وزارة الدفاع للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق

من المقرر أن ترسل إسرائيل وفدا إلى الدوحة يوم الاثنين لإجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن تمديد وقف إطلاق النار الهش في غزة، بعد قطع المساعدات عن القطاع في محاولة للضغط على حركة حماس الحاكمة هناك.
ومن المتوقع أن يتوجه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إلى المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء، ثم إلى العاصمة القطرية يوم الأربعاء، حيث تجري المحادثات، حسبما ذكرت قناة 12 الإخبارية. ولم يتضح متى أو ما إذا كان سيزور إسرائيل.
وبحسب القناة فإن ما يسمى بـ”خطة ويتكوف” ـ التي دعمتها الولايات المتحدة، لكنها لم تزعم أنها وراءها ـ مطروحة للمناقشة في المحادثات. وتتضمن الخطة إطلاق حماس سراح عشرة رهائن أحياء، من بينهم الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، مقابل 60 يوما أخرى من وقف إطلاق النار.
انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل والذي تم الاتفاق عليه في يناير في الأول من مارس دون التوصل إلى اتفاق بشأن المراحل اللاحقة التي يمكن أن تضمن نهاية دائمة للحرب، لكن الجانبين امتنعا منذ ذلك الحين عن استئناف القتال على نطاق واسع.
لا تزال هناك خلافات كبيرة حول شروط استمرار الهدنة، التي أوقفت إلى حد كبير العنف الذي اندلع منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
وقد دعت حماس مرارا وتكرارا للتقدم إلى المرحلة الثانية من الاتفاق – الذي توسطت فيه قطر ومصر والولايات المتحدة – والذي من شأنه أن يشمل إطلاق سراح 24 رهينة من المفترض أنهم على قيد الحياة مقابل إنهاء الحرب بشكل دائم.

ولا تزال الحركة تحتجز 35 جثمانًا، بما في ذلك 34 رهائن اختطفوا في 7 أكتوبر ورفات جندي قُتل في عام 2014.
وسعت إسرائيل والولايات المتحدة إلى التوصل إلى تمديد الهدنة وإطلاق سراح المزيد من الرهائن، دون إنهاء دائم للحرب ضد حماس.
كما شاركت الولايات المتحدة في محادثات منفصلة ومباشرة مع حماس، والتي في حين تهدف بشكل عام إلى إنهاء الحرب دون بقاء الحركة في السلطة، فإنها تركز بشكل خاص على تحرير عيدان ألكسندر، الرهينة الأمريكي الإسرائيلي، فضلاً عن تأمين إطلاق سراح رفات الأمريكيين القتلى الذين لا تزال الحركة تحتجزهم.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، منعت إسرائيل دخول المساعدات إلى القطاع، بعد أن دخلت مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى القطاع يوميا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
ورغم أن هذه الخطوة ـ المدعومة من الولايات المتحدة ـ قوبلت بانتقادات من بعض الدول الغربية وإدانات من الدول العربية، فإن إسرائيل قالت إن هناك مساعدات كافية في القطاع بالفعل لتلبية احتياجات السكان، وإن إدخال المزيد من المساعدات من شأنه أن يعزز حماس ويمول أنشطتها.

وأعلن وزير الطاقة إيلي كوهين يوم الأحد أنه سيقطع الكهرباء عن القطاع أيضا، في محاولة أخرى للضغط على حماس – رغم أن ذلك سوف يؤثر بشكل أساسي على محطة واحدة لتحلية المياه، وهي المنشأة الوحيدة في القطاع التي لا تزال تعمل على كهرباء من إسرائيل.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إن هذه الخطوة “محاولة يائسة للضغط على شعبنا ومقاومته عبر سياسة الابتزاز الرخيص والمرفوض”.
وأضاف “ندين بشدة قرار الاحتلال قطع الكهرباء عن غزة بعد أن حرمها من الغذاء والدواء والماء”.
عائلات الرهائن تنام خارج وزارة الدفاع احتجاجا
نام متظاهرون، بما في ذلك العديد من عائلات الرهائن، في الهواء الطلق لليلة الثانية على التوالي الأحد خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، حيث أقاموا وقفة احتجاجية للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
وشارك المئات من المحتجين في الاعتصام يوم الأحد. وانضمت إلى المحتجين، الذين نظموا الوقفة الاحتجاجية بالتناوب، ناشطات من الحركة النسائية “وردية العمل 101″، بما في ذلك عيناف زانغاوكر وعنات أنغريست وفيكي كوهين، وجميعهن أمهات لرهائن، يتهمن الدولة بالتخلي عن أبنائهن.
وقالت أنغريست، والدة الجندي المحتجز ماتان أنغريست: “اليوم، نجد أنفسنا وأعيننا صوب البيت الأبيض”.

“هنا، أمام وزارة الدفاع، أسأل: أي جنود سيذهبون إلى الحرب، وأي أمهات ـ مثلنا ـ سترسل أطفالهن إذا علمن أنه إذا وقعوا في الأسر فإن الدولة ستتركهم هناك”.
“لقد تركوا ابناءنا ماتان [زانغاوكر] ونمرود [كوهين]، والدولة لا تتحدث معنا حتى عن خطة لإعادتهم. سوف نستمر في كل أشكال الاحتجاج، حتى يفهم رئيس الوزراء أنه لا يوجد طريق إلى النصر المطلق سوى من خلال إعادة الرهائن”، قالت.
وتساءلت فيكي كوهين والدة الجندي نمرود كوهين، الذي أُسر في 7 أكتوبر 2023 بعد مشاركته في معارك على حدود غزة: “كيف تخلت دولة إسرائيل عن [نمرود] عندما كان يقاتل في دبابة معطلة وتستمر في التخلي عنه حتى اليوم؟”.

“لقد ازداد شوقنا وأرهقنا من هذه الرحلة. لقد قلنا كل شيء، وتوسلنا، والتقينا بكل من نستطيع، ولكن لا يوجد من يستمع إلينا. الحكومة لا تستمع ـ أنتم تستمعون. تذكروا أن جنودنا هم أبناؤنا، ونحن الأمهات لا نستسلم”.
وقالت مكابيت مئير، عمة التوأم المختطفين زيف وغالي بيرمان، إن العائلة لا تعرف ماذا تتوقع من فريق التفاوض الإسرائيلي الذي يغادر إلى الدوحة، لكنها تخشى أن يتم التوصل إلى صفقة تسمل بعض الرهائن فقط.
سموتريتش: إسرائيل تعمل على تسهيل الهجرة من غزة
قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الأحد إن الحكومة، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، تعمل على إنشاء “إدارة للهجرة” تشرف على خروج السكان الفلسطينيين من قطاع غزة.
وفي كلمته أمام كتلة “أرض إسرائيل” في الكنيست، قال سموتريتش إن قضية الميزانية لمثل هذا المشروع “لن تكون عائقًا” أمام المهمة، التي وصفها بأنها “معقدة” من الناحية اللوجستية.

وبحسب موقع “واينت” الإخباري، قالت وزيرة المستوطنات والمشاريع الوطنية أوريت ستروك، العضو في حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف بزعامة سموتريتش، إن إزالة التهديد الأمني من غزة لا يمكن أن يتحقق “إلا من خلال خطة هجرة طوعية”.
وفي مقابلة مع القناة 12 الشهر الماضي، زعم سموتريتش أن إسرائيل كانت على اتصال مع واشنطن لمناقشة تنفيذ دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإخراج سكان قطاع غزة.
وقال سموتريتش إن عملية الهجرة من غزة ستبدأ في الأسابيع المقبلة. وأضاف: “لن يكون لدى سكان غزة ما يبحثون عنه في غزة خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة. وبعد أن نعود إلى القتال وتصبح غزة كلها مثل جباليا، فلن يكون لديهم ما يبحثون عنه هناك على الإطلاق”.
في ظهور مشترك مع نتنياهو خلال زيارة الأخير إلى واشنطن، دعا ترامب إلى نقل جميع سكان قطاع غزة بشكل دائم خارج القطاع، وأصر على أن الفلسطينيين “ليس لديهم بديل” سوى مغادرة غزة
التي أصبحت “كومة أنقاض كبيرة” بعد أكثر من 15 شهرًا من القصف الإسرائيلي الذي استهدف حماس.
وقال كاتس بعد ذلك إنه أصدر تعليماته للجيش بإعداد خطة تمكن سكان غزة الراغبين في مغادرة القطاع طواعية من القيام بذلك.
وفي يناير، قال سموتريتش إنه يعمل على تحويل أفكار ترامب بشأن غزة إلى سياسة قابلة للتنفيذ. وكان قد صرح في وقت سابق بأن إسرائيل يجب أن تحتل غزة و”تشجع” نصف سكان القطاع الفلسطينيين البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على الهجرة في غضون عامين.