الجيش الإسرائيلي يبدأ بإنشاء مستشفى ميداني في تركيا مع 15 طائرة شحن بعد الزلزال المدمر
طائرات شحن عسكرية تنقل مئات الأطنان من المعدات و 230 خبيرا طبيا إلى جنوب شرق تركيا، فيما يواصل 150 جنديا من قيادة الجبهة الداخلية البحث عن ناجين تحت الأنقاض
وصل وفد مساعدات كبير للجيش الإسرائيلي إلى جنوب شرق تركيا بعد ظهر الأربعاء لإنشاء مستشفى ميداني لمعالجة ضحايا الزلزال المدمر الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص، حسبما أعلن الجيش.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 15 طائرة شحن تابعة لسلاح الجو حملت مئات الأطنان من المعدات ونحو 230 مشاركا، بما في ذلك خبراء بحث وإنقاذ ومسعفون عسكريون وأطباء وممرضات ومسعفون من وزارة الصحة، إلى تركيا لإنشاء المستشفى في ساعات المساء.
وقال البريغادير جنرال غلعاد كينان، قائد قاعدة “نيفاطيم” الجوية في جنوب إسرائيل: “نحن فخورون جدا بأن نكون في جانب العون ومساعدة الأمة التركية في أوقاتها الصعبة. هذا العمل يعكس قيم الجيش الإسرائيلي وقيم إسرائيل”.
لدى الجيش الإسرائيلي بالفعل حوالي 150 خبير بحث وإنقاذ على الأرض يعملون على إنقاذ المدنيين المحاصرين تحت الأنقاض. حتى الآن، أنقذت فرق قيادة الجبهة الداخلية للجيش خمسة مدنيين أتراك.
كان من المقرر بناء المستشفى بالقرب من مكان عمل فرق البحث والإنقاذ في مدينة كهرمان مرعش، المعروفة أيضا باسم مرعش، بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوتشاف.
ونشر الجيش مقاطع فيديو لبعض عمليات الإنقاذ، بما في ذلك طفل يبلغ من العمر عامين انتشل من تحت الأنقاض صباح الأربعاء. وقال الكابتن ألون هومينر، عضو فريق البحث والإنقاذ التابع لقيادة الجبهة الداخلية، إن العملية الهندسية استغرقت عدة ساعات.
قال هومينر: “تلقينا بلاغا من [السلطات] التركية عن سماع أصوات طفل يبكي، وانضممنا إلى هذه الجهود”. وأضاف أن الطفل الصغير كان بصحة جيدة ويتم نقله إلى المستشفى.
وأنقذت فرق قيادة الجبهة الداخلية ليلة الثلاثاء ثلاثة مدنيين آخرين بينهم امرأة تبلغ من العمر 23 عاما وصبي يبلغ من العمر 12 عاما.
في ساعات بعد ظهر يوم الأربعاء، نجح رجال الإنقاذ الإسرائيليون والمحليون في إخراج فتاة تبلغ من العمر 15 عاما من مبنى منهار.
واصل جنود قيادة الجبهة الداخلية وفرق الإنقاذ الإسرائيلية الأخرى العمل لمساعدة السلطات المحلية في إنقاذ آخرين محاصرين تحت الأنقاض.
متحدثا للصحافيين بعد ظهر الأربعاء، قال رئيس بعثة المساعدات، الكولونيل (احتياط) غولان فاخ، إن الفرق الإسرائيلية شهدت نجاحات.
وقال فاخ: “أعتقد أن دولة (إسرائيل) وقيادة الجبهة الداخلية تعرفان كيفية تنفيذ مثل هذه المهام في وقت قصير. السرعة التي وصلنا بها إلى الميدان هي التي أوصلتنا إلى هذه النتائج وآمل أن نحقق المزيد من النتائج قريبا”.
وأضاف أن وفود المساعدة من الجيش الإسرائيلي تستمر عادة ما بين تسعة و 14 يوما، وفي هذه الحالة هي مستعدة للبقاء لتلك المدة.
يوم الأربعاء، تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع فاخ الأربعاء، وأشاد بجهود الفريق.
وقال نتنياهو لفاخ عبر الهاتف: “إنكم تقومون بأهم عمل إنساني وتجلبون شرفا كبيرا لدولة إسرائيل، وتظهرون وجهنا الحقيقي للعالم. افعلوا ما بوسعكم لإنقاذ الأرواح وحافظوا على سلامتكم”.
أطلق الجيش على عملية الإغاثة اسم “أغصان الزيتون”.
ويتم إرسال قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي بانتظام حول العالم للمساعدة في الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الزلازل وحرائق الغابات والفيضانات وانهيارات المباني.
كما يتم إرسال المستشفى العسكري الإسرائيلي الميداني بانتظام إلى مناطق الكوارث لتقديم الإغاثة الإنسانية.
كما توجهت عدة وفود طبية إسرائيلية من منظمات الطوارئ إلى تركيا لمساعدة السلطات المحلية في علاج ضحايا الزلزال.
وتدرس وزارة الخارجية رحلة إضافية إلى تركيا تحتوي على مواد إنسانية وأدوية.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الإثنين إن إسرائيل تعتزم أيضا ارسال مساعدات إلى سوريا، بما في ذلك الخيام والأدوية والبطانيات.
لكن مصادر سورية نفت بشدة طلب المساعدة من إسرائيل، وقال المتحدث بإسم الجيش ران كوخاف للصحفيين إن الجيش لا يشارك في مساعدة محتملة لسوريا.
تعتبر إسرائيل سوريا دولة معادية، وليس بين البلدين علاقات دبلوماسية. ومع ذلك، خلال الحرب الأهلية الدامية في الدولة المجاورة، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية إنسانية ضخمة لمساعدة المدنيين السوريين.
بلغت حصيلة ضحايا الزلزال 11,700 شخصا على الأقل في تركيا وسوريا حتى بعد ظهر الأربعاء.
ويُعتقد أن المئات ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا، حيث قام عمال الإنقاذ بالبحث تحت الأنقاض في المدن والبلدات في جميع أنحاء المنطقة.
ساهم في هذا التقرير جوداه آري غروس