مع وصول نتنياهو إلى واشنطن، ترامب يقول إن محادثات الشرق الأوسط “تحرز تقدما”
الرئيس الأميركي يتوقع "اجتماعات كبيرة" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي سافر إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع ترامب ومسؤولين آخرين، بما في ذلك المبعوث إلى المنطقة ستيف ويتكوف

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد إن المناقشات مع إسرائيل تتقدم، مشيرا إلى محادثات قادمة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و”اجتماعات كبيرة” أخرى مع الزعيم الإسرائيلي لدى وصوله إلى واشنطن.
وقال ترامب للصحافيين وسط هدير محرك طائرة نفاثة على مدرج قاعدة أندروز المشتركة في ماريلاند: “المناقشات بشأن الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى مختلفة تحرز تقدما”.
ولم يقدم تفاصيل، لكن التصريح جاء في الوقت الذي من المقرر فيه استئناف المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المكون من ثلاث مراحل في غزة.
وأضاف ترامب: “بيبي نتنياهو سيأتي يوم الثلاثاء، وأعتقد أن لدينا بعض الاجتماعات الكبيرة المقررة”، مستخدما كنية الزعيم الإسرائيلي.
ورغم أن جدول الزيارة قابل للتغيير، فمن المقرر أن يلتقي نتنياهو مع ترامب في الساعة السادسة من مساء الثلاثاء بحسب التوقيت المحلي. وسيتضمن الاجتماع وجبة عشاء، على الأرجح في الساعة التاسعة مساء.
وقال مسؤولون إن الرئيسين قد يعقدا مؤتمرا صحفيا ويلتقيا بعائلات رهائن يوم الثلاثاء.

ومن المتوقع أن تشمل مناقشات وقف إطلاق النار في واشنطن أيضا التنازلات التي يتعين على نتنياهو قبولها لإحياء جهود التطبيع مع المملكة العربية السعودية.
وكانت الرياض قد جمدت المناقشات في وقت مبكر من حرب غزة، وشددت من موقفها، وأصرت على حل القضية الفلسطينية قبل إبرام أي صفقة.
لكن نتنياهو يواجه ضغوطا شديدة من داخل حكومته لاستئناف الحرب، حيث هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالاستقالة وتجريد رئيس الوزراء من أغلبيته في الكنيست.
وقالت حركة حماس التي أعادت فرض سيطرتها على غزة منذ بدء وقف إطلاق النار الشهر الماضي إنها لن تطلق سراح الرهائن في المرحلة الثانية قبل إنهاء الحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.
ويقول نتنياهو إن إسرائيل ملتزمة بالنصر على حماس وإعادة جميع الرهائن الذين اختُطفوا في الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل فتيل الحرب.
ويُعتبر ترامب مؤيدا قويا لإسرائيل، لكنه تعهد أيضا بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط ونسب لنفسه الفضل في المساعدة في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار. ولقد أدت الصفقة إلى إطلاق سراح 13 رهينة كانوا محتجزين لدى الفصائل المسلحة في غزة – كما تم إطلاق سراح خمسة مواطنين تايلانديين تم اختطافهم في الهجوم نفسه من غزة في صفقة منفصلة – مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الأمنيين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

اجتماع يوم الثلاثاء مع نتنياهو سيكون اللقاء الأول الذي يجريه الرئيس الأمريكي مع زعيم أجنبي منذ عودته إلى البيت الأبيض في شهر يناير، وهي أولوية وصفها نتنياهو بأنها “معبرة”.
وقال قبل صعوده إلى طائرته والتوجه إلى واشنطن: “أعتقد أن هذا دليل على قوة التحالف الإسرائيلي الأمريكي”.
ورحب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، مساء الأحد، بنتنياهو في العاصمة الأمريكية، وقال إن لقاء ترامب ونتنياهو المقبل من شأنه أن يعزز “التحالف العميق بين إسرائيل والولايات المتحدة وسيعزز تعاوننا”.
ويلتقي نتنياهو بوزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث يوم الأربعاء ومن المتوقع أن يتقي بزعماء في الكونغرس، من بينهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب، يوم الخميس.
ومن المرجح أن يدلي مقابلة لإحدى وسائل الإعلام الأمريكية أيضا.
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو أول اجتماع رفيع المستوى يوم الاثنين مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس هذا الأسبوع.
دخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تستمر لمدة 42 يوما، أسبوعها الثالث. وفي هذه المرحلة، من المقرر أن تطلق حماس سراح 33 رهينة في عمليات إطلاق سراح تدريجية مقابل نحو 1900 سجين فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية، والذين أدين المئات منهم بشن هجمات مميتة على الإسرائيليين.
وأدت الهدنة أيضا إلى زيادة كبيرة في إمدادات الغذاء والوقود والمساعدات الطبية وغيرها من المساعدات إلى قطاع غزة المدمر، في حين سُمح للنازحين الفلسطينيين بالبدء في العودة إلى الشمال.
ومن المتوقع أن تشمل المرحلة المقبلة إطلاق سراح الرهائن المتبقين، فضلا عن إجراء مناقشات بشأن نهاية أكثر ديمومة للحرب.
وبدأ صبر أقارب الرهائن والعديد من الإسرائيليين الآخرين ينفد.
وقال نيسان كالديرون، شقيق الرهينة المفرج عنه حديثا عوفر كالديرون، يوم الأحد إن “المعاناة التي تعيشها العائلات مع استمرار هذه الأحداث غير إنسانية”.
خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023، قادت حركة حماس آلاف المسلحين الذين اقتحموا جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن، لا يزال 76 منهم في غزة، من ضمنهم 34 أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وتقول وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس إن أكثر من 46 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا حتى الآن، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذا العدد وهو ولا يفرق بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل في المعارك حتى يناير، بالإضافة إلى ألف مسلح داخل إسرائيل حتى السابع من أكتوبر.
كما تقول إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وأكدت أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية بما في ذلك من داخل المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.

وفي حين حافظ سلف ترامب، جو بايدن، على دعم واشنطن العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، فقد نأى بنفسه أيضا عن ارتفاع عدد القتلى والقيود المفروضة على المساعدات.
وتحرك ترامب بسرعة لإعادة ضبط العلاقات.
وفي أحد أول إجراءاته بعد عودته إلى منصبه، رفع العقوبات عن المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بالعنف ضد الفلسطينيين، وورد أنه وافق على شحنة قنابل بوزن 2000 رطل كانت إدارة بايدن جمدت تسليمها.