إسرائيل في حالة حرب - اليوم 476

بحث

مع سقوط الأسد، الطائرات الإسرائيلية تدمر ترساناته الفتاكة قبل سقوطها في أيدي المتمردين

غارات جوية إسرائيلية متعددة تستهدف مستودعات صواريخ ودفاعات جوية ومواقع كيميائية وسط مخاوف من وقوع أسلحة متطورة في أيدي جماعات معادية؛ الجيش الإسرائيلي يسيطر على منطقة عازلة لأول مرة منذ عام 1974

مقطع فيديو يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر غارة جوية إسرائيلية في قاعدة المزة الجوية بالقرب من دمشق، سوريا، 8 ديسمبر، 2024.  (Screenshot via X, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
مقطع فيديو يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر غارة جوية إسرائيلية في قاعدة المزة الجوية بالقرب من دمشق، سوريا، 8 ديسمبر، 2024. (Screenshot via X, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

ضربت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي يوم الأحد عشرات الأهداف في مختلف أنحاء سوريا، حيث دمرت أسلحة كانت إسرائيل تخشى أن تقع في أيدي قوات معادية، في ضوء السقوط الدرامي لنظام بشار الأسد بعد أسبوعين من بدء هجوم خاطف شنته الجماعات المتمردة.

يوم الأحد أيضا، استولى الجيش الإسرائيلي على منطقة عازلة بين الحدود الإسرائيلية-السورية في مرتفعات الجولان، فيما وصفه بأنه إجراء دفاعي مؤقت.

وقالت مصادر دفاعية لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن عشرات الطائرات التابعة لسلاح الجو ضربت أهدافا عديدة، مع التركيز على “أسلحة استراتيجية”، واصفة الضربات بأنها “مكثفة للغاية”.

وبحسب مصادر دفاعية، شملت الأسلحة التي ضربتها الطائرات الحربية مواقع تخزين صواريخ متطورة، وأنظمة دفاع جوي، ومرافق لإنتاج الأسلحة. كما ضربت إسرائيل موقعا للأسلحة الكيميائية ليل السبت-الأحد، وفقا لتقارير أجنبية.

كان نظام الأسد، الذي سقط يوم الأحد بعد هجوم خاطف لقوات المتمردين، حليفا للنظام الإيراني، وجزءا من ما يسمى بـ”محور المقاومة” ضد إسرائيل.

على مدى سنوات عديدة، استُخدمت سوريا كممر للأسلحة الإيرانية، في طريقها إلى الجماعات المسلحة بما في ذلك حزب الله في لبنان، الذي دخلت معه إسرائيل في وقف إطلاق نار هش الشهر الماضي.

وقال مصدران أمنيان إقليميان لوكالة “رويترز” إن إسرائيل ضربت سبعة أهداف على الأقل في جنوب غرب سوريا يوم الأحد.

ومن بين الأهداف قاعدة خلخلة الجوية شمال مدينة السويداء التي انسحبت منها قوات الجيش السوري ليل السبت. وقال المصدران الإقليميان إن الجيش ترك وراءه مخزونا كبيرا من الصواريخ وبطاريات الدفاع الجوي والذخائر التي ضُربت يوم الأحد.

كما قال المصدران لرويترز إن الضربات على قاعدة المزة الجوية في دمشق استهدفت مستودعات ذخيرة أخرى.

في لقطات مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ما زُعم أنهت غارات إسرائيلية واسعة استهدفت قاعدة المزة الجوية، وأظهرت مقاطع الفيديو قصفا عنيفا للقاعدة الجوية.

وقالت المصدران لرويترز إن إسرائيل شنت في وقت لاحق موجة أخرى من ثلاث غارات جوية على الأقل في العاصمة السورية، مستهدفة مجمعا أمنيا ومركز أبحاث حكومي.

وأضاف المصدران أن تلك الضربات تسببت في أضرار جسيمة لمقر الجمارك الرئيسي والمباني المجاورة لمكاتب المخابرات العسكرية داخل المجمع الأمني ​​في منطقة كفرسوسة بدمشق، حيث قالت إسرائيل في السابق إن علماء إيرانيين يطورون صواريخ.

وقال مصدر إن منشأة الأبحاث تضررت أيضا.

منظر عام لدمشق، سوريا، 8 ديسمبر، 2024. (AP Photo/Omar Albam)

وقال أحد المصدرين الإقليميين إن الضربات أصابت البنية التحتية المستخدمة لتخزين البيانات العسكرية الحساسة والمعدات وأجزاء صواريخ موجهة.

كما أفادت تقارير بوقوع ضربات في محافظتي درعا والسويداء، في جنوب سوريا، بحسب وسائل إعلام محلية.

واستغلت الولايات المتحدة أيضا الواقع الجديد في سوريا، ونفذت عشرات الضربات على أهداف لتنظيم “الدولة الإسلامية” في وسط سوريا يوم الأحد.

وقال الجيش الأميركي إن الطائرات الحربية الأميركية قصفت أكثر من 75 هدفا لتنظيم الدولة الإسلامية وأصابت قادة الجماعة ونشطاءها ومعسكراتها.

وقالت القيادة المركزية الأميركية على وسائل التواصل الاجتماعي إن الضربات نُفذت ضد “أكثر من 75 هدفا باستخدام أصول متعددة للقوات الجوية الأميركية، بما في ذلك طائرات B-52 وF-15 وA-10”.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحافيين يوم الأحد إن الولايات المتحدة تعمل مع الحلفاء في الشرق الأوسط لتأمين وتدمير الأسلحة الكيميائية التي يملكها نظام الأسد المنهار مؤخرا.

وقال المسؤول الأميركي الكبير في إحاطة إعلامية “إننا نتخذ إجراءات حكيمة للغاية بشأن هذا الأمر ونبذل كل ما في وسعنا لضمان عدم توفر هذه المواد لأي شخص وأن يتم الاهتمام بها… نريد التأكد من تدمير الكلور أو الأشياء الأسوأ بكثير أو تأمينها . هناك العديد من الجهود في هذا الصدد مع الشركاء في المنطقة”.

ولم يحدد المسؤول الدول المشاركة في هذا الجهد.

حماية الحدود

في غضون ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي “تحذيرا عاجلا” لسكان عدة قرى سورية قريبة من الحدود الإسرائيلية، خلال العمليات في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا.

وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، العقيد أفيخاي أدرعي، على منصة “اكس”: “القتال داخل منطقتكم يجبر جيش الدفاع على التحرك ولا ننوي المساس بكم”، مضيفا “من أجل سلامتكم عليكم البقاء في منازلكم وعدم الخروج حتى إشعار آخر”.

وُجه التحذير إلى سكان أوفانية، والقنيطرة، والحميدية، والصمدانية الغربية، والقحطانية.

وسيطر الجيش الإسرائيلي يوم الأحد على المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا، مؤكدا أن ذلك إجراء دفاعي ومؤقت، نظرا للفوضى التي تشهدها البلاد بعد سقوط نظام الأسد.

وهذه هي المرة الأولى منذ توقيع اتفاقية فض الاشتباك عام 1974 في أعقاب حرب “يوم الغفران” التي تسيطر فيها القوات الإسرائيلية على مواقع داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي دخل المنطقة لفترات وجيزة في عدة مناسبات في الماضي.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثناء زيارة قام بها إلى مرتفعات الجولان: “إننا نعمل أولا وقبل كل شيء على حماية حدودنا”، مضيفا “هذه المنطقة كانت تحت سيطرة المنطقة العازلة المتفق عليها في عام 1974، اتفاقية فصل القوات، منذ ما يقرب من 50 عاما. لقد انهار هذا الاتفاق، وتخلى الجنود السوريون عن مواقعهم”.

ووفقا للجيش، تم نشر القوات الإسرائيلية في مواقع استراتيجية محددة في المنطقة العازلة لمنع مسلحين مجهولين من التواجد في المنطقة.

وأفاد موقع “أكسيوس” مساء الأحد أن إسرائيل أخطرت الولايات المتحدة قبل السيطرة على المنطقة، وأبلغت إدارة بايدن أن هذه خطوة مؤقتة، وستستمر لبضعة أيام فقط أو ما يصل إلى بضعة أسابيع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الانتشار تم بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF)، المكلفة بالمنطقة العازلة. وبقي أفراد القوة الأممية، حتى يوم الأحد، في مواقعهم.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” يوم الأحد أن الحكومة تدرس تعميق منطقة سيطرة الجيش الإسرائيلي بشكل أكبر في مرتفعات الجولان، “قبل أن يدخل طرف آخر في الفراغ الذي خُلق”، نقلا عن مصدر مطلع على الموضوع لم يذكر اسمه.

ومن بين التحركات الحالية في المنطقة، استولت قوات من وحدة النخبة “شلداغ” التابعة لسلاح الجوي الإسرائيلي على الجانب السوري من جبل الشيخ يوم الأحد – الذي يقع على بعد حوالي 10 كيلومترات من الحدود – ولم تواجه أي مقاومة خلال العملية.

وأظهرت صورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، ونُشرت على نطاق واسع في وسائل الإعلام العبرية، مجموعة من الجنود الإسرائيليين يحملون العلم الإسرائيلي على قمة الجبل.

سقطت الحكومة السورية في وقت مبكر من يوم الأحد في نهاية مذهلة لحكم عائلة الأسد الذي دام 50 عاما، بعد هجوم مفاجئ للمتمردين عبر الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة والذي وصل إلى العاصمة في 10 أيام.

وجذبت الحرب الأهلية في سوريا، التي اندلعت عام 2011 باعتبارها انتفاضة ضد حكم الأسد، قوى خارجية كبرى، وخلقت مساحة للمتشددين الجهاديين للتخطيط لهجمات في جميع أنحاء العالم، وأرسلت ملايين اللاجئين إلى الدول المجاورة.

هيئة تحرير الشام، وهي جماعة المتمردين الأقوى، هي الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، والتي تعتبرها الولايات المتحدة وآخرون منظمة إرهابية، ولا يزال العديد من السوريين يخشون أنها ستفرض حكما إسلاميا صارما.

وحاول زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني طمأنة الأقليات بأنه لن يتدخل فيها وطمأنة المجتمع الدولي بأنه يعارض هجمات الإسلاميين في الخارج. وفي حلب، التي سيطر عليها المتمردون قبل أسبوع، لم ترد أي تقارير عن عمليات انتقامية.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد وطاقم تايمز أوف إسرائيل.

اقرأ المزيد عن