إسرائيل في حالة حرب - اليوم 493

بحث

مع توجه رئيس الموساد إلى الدوحة، مصر تقترح وقف إطلاق النار لمدة يومين مقابل الإفراج عن 4 رهائن

في حين تريد حماس اتفاقا شاملا ينهي الحرب ويبقيها في غزة، تسعى إسرائيل إلى اتفاق أولي لفهم من يتخذ القرارات بعد مقتل السنوار

توضيحية: رئيس الموساد دافيد برنياع  في أكاديمية الشرطة الوطنية في بيت شيمش، في 14 يوليو 2024. (Chaim Goldberg/ Flash90)
توضيحية: رئيس الموساد دافيد برنياع في أكاديمية الشرطة الوطنية في بيت شيمش، في 14 يوليو 2024. (Chaim Goldberg/ Flash90)

توجه رئيس الموساد دافيد برنياع إلى الدوحة يوم الأحد لمناقشة محاولات التقدم نحو صفقة لإطلاق سراح الرهائن مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وقال مكتب رئيس الوزراء إن المسؤولين سيبحثون “الإمكانيات المختلفة لاستئناف المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن من أسر حماس، بناء على التطورات الأخيرة”.

وقُتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار على يد قوات الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر، وهو تطور وصفه القادة الإسرائيليون والغربيون بأنه “فرصة” لإحراز تقدم بشأن صفقة من شأنها أن تشهد إطلاق سراح بعض أو كل الرهائن المحتجزين في غزة.

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن حماس لن تشارك في هذه الجولة من الاجتماعات، لكنها قد تنضم إلى جولة لاحقة، مع تنقل الوسطاء بين الحركة والمفاوضين الإسرائيليين.

وتستضيف قطر عدداً من كبار قادة حماس على أراضيها.

وقال المسؤول إن إسرائيل تدرس إمكانية التوصل إلى اتفاق صغير يهدف إلى بدء محادثات مع حماس بشأن اتفاق شامل، وفهم عملية صنع القرار في حماس بعد مقتل السنوار.

زعيم حماس يحيى السنوار في نوفمبر 2019 (Abed Rahim Khatib/Flash90)

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي بالقاهرة الأحد إن بلاده اقترحت وقف إطلاق النار في غزة لمدة يومين لتبادل أربعة رهائن إسرائيليين ببعض الأسرى الفلسطينيين.

وذكرت القناة 12 أن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار قدم الأسبوع الماضي إلى مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي الاقتراح المصري، الذي يتضمن عشرة أيام من المفاوضات بعد إطلاق سراح الرهائن الأربعة. ورغم أن معظم الوزراء وجميع رؤساء الأجهزة الأمنية الحاضرين أيدوا الفكرة، إلا أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير عارضاها، بحسب الوكالة الإخبارية.

وقرر نتنياهو عدم طرح الاقتراح للتصويت بسبب وقف إطلاق النار الأولي لمدة يومين قبل إطلاق سراح الرهائن، بحسب القناة 12، وأعاد بار إلى مصر لتحسين الشروط.

وبحسب قناة العربية، حماس مستعدة لقبول المقترح المصري بشرط أن يكون جزءا من مطالبها التي طرحتها في الثاني من يوليو الماضي بشأن صفقة الأسرى، كما تريد ضمانات بأن تلتزم إسرائيل بأن يكون المقترح المصري جزءا من صفقة شاملة.

وقال مسؤولون في حماس لقناة الشرق الإخبارية السعودية إن حماس ستعرض على المفاوضين صفقة شاملة تقضي بإنهاء الحرب فورا وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتبادل عدد معين من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة.

ومن المتوقع أن يتم تقديم العرض عقب الاجتماع في الدوحة يوم الأحد.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحضر مراسم إحياء الذكرى السنوية للهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر من العام الماضي، في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل في القدس، إسرائيل، 27 أكتوبر 2024. (Gil Cohen-Magen/Pool Photo via AP)

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح لقناة الشرق “سنستمع إلى العروض [التي يقدمها المفاوضون]، ولكننا من جانبنا نفضل صفقة شاملة تتم على مرحلة واحدة وتنهي الحرب مرة واحدة وإلى الأبد، مقابل تبادل أسرى يتم بموجبه إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.

وفي وقت سابق من اليوم، حضر برنياع المراسم الوطنية لتكريم القوات الإسرائيلية التي سقطت منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر من العام الماضي.

وفي مصر الأسبوع الماضي، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، عرض برنياع على قادة حماس المرور الآمن للخروج من قطاع غزة إذا نزعوا سلاحهم وأطلقوا سراح 101 الرهائن.

مئات الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع بسبب الحرب في غزة منذ أكثر من عام، ينتظرون شراء الخبز من المخبز الوحيد في المنطقة بسبب إغلاق المعابر والوصول المحدود للمساعدات في دير البلح، غزة، 25 أكتوبر 2024. (Ashraf Amra / Anadolu)

ورفضت حماس “سريعا” الاقتراح، وقال خليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة إن العرض أظهر أن إسرائيل أساءت فهم الحركة وتخاطر بتمديد الحرب لأشهر أو سنوات، وفقا للتقرير.

ورغم أن مصر لن ترسل وفداً إلى المحادثات، فإنها شاركت عن كثب في الجهود الرامية إلى احياء المفاوضات. فبالإضافة إلى الاجتماع مع برنياع، استضافت مصر وفداً من حماس الأسبوع الماضي لمناقشة توقعات المجموعة بشأن الاتفاق المحتمل.

وذكر موقع واينت أن لقاء برنياع مع رئيس المخابرات المصرية الجديد حسن رشاد كان مثمرا، حيث ناقش الرجلان اقتراحا جديدا لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، فضلا عن أهمية الحفاظ على التعاون الأمني ​​وتعزيزه.

رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني يتحدث في مؤتمر صحفي خلال قمة الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في بروكسل في 16 أكتوبر 2024. (Ludovic MARIN / AFP)

وجاء لقاء رشاد مع برنياع في أعقاب المحادثات التي جرت في وقت سابق من الأسبوع مع رئيس الشاباك بار.

وقبل مقتل السنوار، تصادمت إسرائيل وحماس في المفاوضات غير المباشرة حول ما إذا كان وقف إطلاق النار سيشكل نهاية للحرب؛ وحول أعداد وهويات الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم؛ وحول ما إذا كانت إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة على حدود غزة ومصر؛ وحول ما إذا كانت إسرائيل ستسمح بعودة السكان إلى شمال غزة؛ وأكثر من ذلك.

ويعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 34 على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. كما تحتجز حماس مدنيين إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، فضلاً عن جثتي جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.

وتعهد كبار المسؤولين الإسرائيليين خلال المراسم الرسمية الأحد ببذل كل ما في وسعهم لإعادة الرهائن إلى وطنهم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن عودة الرهئان الأحياء والأموات هي “مهمة مقدسة”.

وزير الدفاع يوآف غالانت في مراسم تذكارية للجنود الذين قتلوا في 7 أكتوبر وفي الحرب التي تلتها، 27 أكتوبر 2024 (Screenshot/GPO)

وأكد وزير الدفاع يوآف غالانت أنه لا يمكن تحقيق كل الأهداف من خلال القوة العسكرية.

وقال غالانت إن “إعادة الرهائن إلى ديارهم تتطلب تنازلات مؤلمة. وعلينا أن نفعل ذلك من أجل الرهائن، ومن أجل عائلاتهم، ومن أجل الجنود الذين سقطوا من أجل هذا الهدف، ومن أجل إرث الجيش الإسرائيلي، وباسم الروح اليهودية والوطنية”.

ودعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى اغتنام الفرصة لإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة بعد اغتيال السنوار، وقال أنها “المهمة العليا” التي تواجه البلاد.

ونشرت صحيفة القدس الفلسطينية الجمعة ثلاث وثائق قيل إنها مكتوبة بخط يد السنوار، تتضمن تعليمات لخاطفي الرهائن. ولم يذكر التقرير تاريخ الحصول على الوثائق.

رسم جرافيتي يصور زعيم حماس يحيى السنوار، بعد أيام من مقتله على يد القوات الإسرائيلية في غزة، في تل أبيب، إسرائيل، 20 أكتوبر 2024. (AP / Oded Balilty)

وتؤكد الوثيقة الأولى على وجوب “الحفاظ على حياة أسرى العدو والحفاظ عليهم، باعتبارهم ورقة مساومة مهمة” لإطلاق سراح الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، كما تضمنت الوثيقة آيات قرآنية حول قضية أسر الرهائن، بحسب ما ذكرت صحيفة القدس.

وتتضمن الوثيقة الثانية معلومات عن 112 رهينة محتجزين في ثلاث مناطق: مدينة غزة (14 رهينة)، ووسط غزة (25 رهينة)، ورفح في جنوب غزة (51 رهينة). كما تم إدراج مجموعة رابعة من 22 رهينة دون تحديد مكان احتجازهم.

ويتم تقسيم الرهائن في كل موقع إلى فئات مختلفة وفقا لجنسهم وأعمارهم – فوق أو تحت 60 عاما، أو صغار السن – وما إذا كانوا مدنيين أو جنود.

وتشير الوثيقة أيضاً إلى احتجاز أحد الرهائم البدو في مدينة غزة، وأربعة في رفح، من بينهم رجل يبلغ من العمر 55 عاماً. ويُفترض أن الأربعة هم يوسف زيادنة وأبنائه الثلاثة، الذين أُطلق سراح اثنين منهم في هدنة استمرت أسبوعاً في نوفمبر الماضي.

وتتضمن الوثيقة الثالثة قائمة بأسماء 11 رهينة تم إطلاق سراحهن في بداية الحرب، معظمهن أثناء الهدنة في نوفمبر. وقد وردت أسماء الرهائن الـ11 وأعمارهن وما إذا كن يحملن جنسية أجنبية.

اقرأ المزيد عن