مع تقدم الإصلاح القضائي واحتدام القتال، نتنياهو يتجه إلى لندن
سيلتقي رئيس الوزراء مع نظيره البريطاني ريشي سوناك لإجراء محادثات بشأن إيران، بينما يتم تنظيم مظاهرات ضد سياساته الداخلية خلال رحلته
مع خروج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع مرة أخرى للاحتجاج على الإصلاح القضائي للحكومة، من المقرر أن يقلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت متأخر من يوم الخميس في زيارة إلى المملكة المتحدة.
الزيارة، التي سيلتقي خلالها نتنياهو برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، هي الأحدث في سلسلة زيارات يقوم بها الزعيم الإسرائيلي للعواصم الأوروبية. وقد سافر نتنياهو منذ بداية فبراير إلى باريس وروما وبرلين، حيث شملت الزيارتان السابقتان السبت اليهودي.
وسيبقى نتنياهو وزوجته سارة في المملكة المتحدة حتى ليلة السبت على حساب دافعي الضرائب، مما أدى إلى بعض الانتقادات بأن ذلك يمثل استخدام غير مسؤول للأموال العامة.
ويؤكد مكتب رئيس الوزراء أنه يتم تحديد توقيت الرحلات بسب جداول الدول المضيفة، وأنه لا يمكن أن يبتعد عن الكنيست في منتصف الأسبوع بسبب التصويتات الحاسمة على الإصلاح القضائي، إضافة إلى أولويات التحالف الأخرى.
وسعى نتنياهو إلى تركيز زياراته على التهديدات التي تشكلها إيران، وسيفعل ذلك في لندن أيضًا، بحسب مكتبه.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان: “ستكون القضية الإيرانية وضرورة تشكيل جبهة دولية موحدة ضد إيران بهدف وقف البرنامج النووي في لب الاجتماع”.
كما سيناقش نتنياهو وسوناك تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في مجالي الدفاع والاستخبارات.
الاجتماع هو الأول لسوناك مع مسؤول إسرائيلي كبير منذ توليه منصبه في أكتوبر.
المملكة المتحدة هي عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهي إحدى الدول الأوروبية المموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، إلى جانب ألمانيا وفرنسا.
لكنها خرجت من الاتحاد الأوروبي في عام 2020، وتسعى إلى رسم مسار مستقل للسياسة الخارجية.
يوم الثلاثاء، تم التوقيع على إطار عمل لمستقبل العلاقات الثنائية بين إسرائيل والمملكة المتحدة في لندن من قبل وزير الخارجية إيلي كوهين ووزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي.
ووفقًا لوزارة الخارجية البريطانية، فإن خارطة الطريق للعلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة وإسرائيل لعام 2030 “تحتوي على التزامات مفصلة لتعزيز التعاون في جميع جوانب العلاقة بين إسرائيل والمملكة المتحدة، بما في ذلك التجارة والإنترنت والعلوم والتكنولوجيا والبحث والتطوير والأمن والصحة والمناخ والجندر”.
وعلى الرغم من أن التصريحات العلنية تجنبت التطرق إلى الصراع الداخلي الإسرائيلي بشأن الإصلاح القضائي خلال زيارة كوهين، لن يتمكن نتنياهو من تجنب ذلك بسهولة.
كما ورد في تقرير إذاعة الجيش، التقى دبلوماسي بريطاني مؤخرًا بعضو كنيست من المعارضة قالت إنها تريد من سوناك أن يعارض الإصلاح بشكل علني. ووفقا لأخبار القناة 12، لم يقرر سوناك والمسؤولون البريطانيون بعد ما إذا كان رئيس الوزراء البريطاني سينتقد علنا حكومة نتنياهو بشأن هذه المسألة.
ومن المتوقع أن يتم تناول القضية في اجتماع الزعيمين الخاص، ولكن نظرًا لعدم التخطيط في الوقت الحالي لتصريحات عامة أو مؤتمرات صحفية، فقد لا تكون هناك فرصة لسوناك للتعبير عن موقفه خارج البيان المشترك حول محادثتهما.
خلال رحلة رئيس الوزراء إلى ألمانيا في وقت سابق من هذا الشهر، اختلف المستشار أولاف شولتس ونتنياهو علنًا حول خطة الإصلاح أمام الكاميرات.
وسيواجه نتنياهو متظاهرين ضد الإصلاح القضائي في لندن، بالإضافة إلى المتظاهرين المناهضين لإسرائيل الذين ينتظرون عادة زيارة القادة الإسرائيليين إلى أوروبا.
وقد أعلن منظمو المظاهرات ضد الإصلاح أنه سيكون هناك تجمع حاشد في وسط لندن.
وقد تم رصد لافتات حول لندن توضح تفاصيل الاحتجاج وتقول “لا ينبغي لبيبي أن يتوقع عطلة نهاية أسبوع هادئة في لندن”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حمل مئات المتظاهرين في لندن لافتات باللغتين العبرية والإنجليزية كتب عليها “حكومة مجرمين لن تعين قضاة” و”إسرائيليين من أجل مستقبل إسرائيل”. ورددوا هتافات “ديمقراطية”، وظهر بعضهم بأزياء مسلسل Handmaid’s Tale التي أصبحت من رموز الاحتجاجات في إسرائيل.
ولم يقدم مكتب رئيس الوزراء العديد من التفاصيل المتعلقة بخططه أثناء زيارته إلى المملكة المتحدة. ولم يتلق الصحفيون الذين يسافرون مع نتنياهو تفاصيل حول الرحلة حتى وقت متأخر من صباح الخميس، سوا أنهم سيغادرون “في وقت متأخر من الليل”.
وقد يكون الغموض بهدف تجنب محاولات المتظاهرين لتعطيل سفر نتنياهو إلى المطار، كما حاولوا فعل ذلك في رحلاته السابقة.
ولم يتم الإعلان عن أي اجتماعات مع زعماء الجالية اليهودية. ووفقًا للقناة 12، لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم عقد مثل هذه الاجتماعات، مما أثار المزيد من الأسئلة حول حاجة رئيس الوزراء وزوجته لقضاء أيام في العاصمة البريطانية.
وقالت منظمة “مجلس نواب اليهود البريطانيين” الجامعة في بيان يوم الثلاثاء إنها “ستقدر فرصة لقاء [نتنياهو] لمناقشة الوضع الجاري في البلاد” خلال رحلته، لا سيما في ضوء تواصل الجالية اليهودية البريطانية “العاطفي والروحي والعائلي الوثيق بإسرائيل”.
لكن قالت المجموعة “إننا نتفهم أنه بالنظر إلى الطبيعة الموجزة لزيارته، قد لا يكون مثل هذا الاجتماع ممكنًا”.