إسرائيل في حالة حرب - اليوم 534

بحث

مع تفاقم الخلاف، نتنياهو يتهم رئيس الشاباك بالابتزاز

رئيس الوزراء لا يقدم الكثير من تفاصيل لدعم ادعائه لكنه يوجه نفس الاتهام لسلف رونين بار، ناداف أرغمان، بعد أن هدد الأخير بنشر معلومات تضر بنتنياهو إذا خالف القانون

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يسار) ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، 4 أبريل 2023. (Kobi Gideon/GPO/File)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يسار) ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، 4 أبريل 2023. (Kobi Gideon/GPO/File)

اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار بـ”الابتزاز”، في الوقت الذي وصل فيه الخلاف بين الرجلين إلى مستوى غير مسبوق.

وجاء هذا الادعاء في بيان أصدره نتنياهو ردا على مقابلة أجراها سلف بار، ناداف أرغمان، الذي كشف أن بحوزته كنز من المعلومات التي من شأنها أن تضر برئيس الوزراء وأنه سينشرها للجمهور إذا خالف رئيس الوزراء القانون.

وتشير التقارير إلى أن نتنياهو يعمل منذ أشهر لمحاولة إقالة بار، حيث يسعى إلى إلقاء اللوم في الإخفاقات التي سمحت لحماس شن هجومها في السابع من أكتوبر على القيادة الأمنية، وليس القيادة السياسية.

وورد إن بار يتصدى لهذه الجهود، خوفا من أن يسمح قبول الادعاءات لنتنياهو بتعيين أحد الموالين له بدلا منه.

ولكن تعقدت الجهود لإقالة بار في الأسابيع الأخيرة، في ظل إطلاق تحقيق مشترك بين الشاباك والشرطة الإسرائيلية في مزاعم وجود علاقات بين عدد من مساعدي نتنياهو والحكومة القطرية. ومن المرجح أن يُنظر إلى إقالة بار أثناء سير التحقيق على أنها تضارب في المصالح.

وفي مقابلة واسعة النطاق مع القناة 12، شرح أرغمان بعض الخلافات التي كانت بينه وبين نتنياهو خلال فترة توليه منصب رئيس الشاباك من عام 2016 إلى عام 2021، وخاصة فيما يتعلق بمسألة السماح للمساعدات القطرية بالدخول إلى قطاع غزة.

رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) السابق نداف أرغمان، في مقابلة تلفزيونية بُثت في 13 مارس 2025. (Screen capture/Channel 12; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وقال أرغمان “من الواضح أن لدي قدرا كبيرا من المعرفة، والتي يمكنني استخدامها… لكنني حاليا أبقي كل ما حدث بيني وبين رئيس الوزراء” خارج المجال العام.

لكن “إذا قررت دولة إسرائيل أو إذا توصلت أنا إلى أن رئيس الوزراء قرر التصرف بشكل يتناقض مع القانون، فلن يكون أمامي خيار، وسأقول كل ما أعرفه وامتنعت عن قوله حتى اليوم”، حذر.

وسارع نتنياهو إلى الرد على أرغمان في منشور على موقع إكس، متهما إياه بالابتزاز.

وقال رئيس الوزراء: “الليلة، تجاوزنا خطًا أحمر خطيرًا آخر للديمقراطية الإسرائيلية. لم يسبق في تاريخ إسرائيل، ولا في تاريخ الديمقراطية، أن ابتزّ رئيس سابق لجهاز الأمن رئيس وزراء حالي على الهواء مباشرة”.

وأكد نتنياهو أن “التهديدات الإجرامية الشبيهة بتهديدات المافيا لن تثنيني. سأفعل كل ما يلزم لضمان أمن إسرائيل”.

ثم وجّه نتنياهو تهمة “الابتزاز” نفسها إلى بار. ولم يُقدّم سوى تفاصيل محدودة لدعم ادعائه، لكنه زعم أن رئيس الشاباك عقد سلسلة من اللقاءات غير الرسمية مع بعض الصحفيين في الأيام الأخيرة بهدف تشويه سمعة رئيس الوزراء.

رئيس الشاباك آنذاك نداف أرغمان (يسار) ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحضران حفل توزيع جوائز في مقر الشاباك في تل أبيب، في 4 ديسمبر 2018. (Amos Ben Gershom/GPO)

وقال نتنياهو إن “الهدف الوحيد هو محاولة منعي من اتخاذ القرارات اللازمة لإصلاح الشاباك بعد فشله الذريع في السابع من أكتوبر”.

وأصدر جهاز الأمن بيانًا ردًا على نتنياهو، أكد فيه أن رئيس الشاباك “يكرّس كل وقته للمسائل الأمنية، وجهود استعادة الرهائن، والدفاع عن الديمقراطية. وأي تصريح مخالف لذلك عارٍ من الصحة”.

وفي مقابلة مع القناة 12، قال أرغمان إن نتنياهو حاول “شراء السلام [في غزة] بأموال قطرية”، على الرغم من أنه كان من الواضح أن هذه الاستراتيجية سوف تأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف.

وتذكر أرغمان أن نتنياهو قرر في عام 2018 السماح بدخول الأموال القطرية إلى قطاع غزة بعد أن قطعت السلطة الفلسطينية التمويل عن حماس، مما أثار القلق في إسرائيل من الاضطرابات في القطاع الساحلي.

“أرادت دولة إسرائيل السلام في قطاع غزة، وكانت تبحث عن سبل لجلب الأموال. اختارت قطر لأنها وافقت على ذلك”، قال أرغمان، مضيفًا أنه يعتقد أن الفكرة كانت “خطأً فادحًا” منذ البداية.

وقال إن نتنياهو مضى قدما في الخطة رغم تحذيرات جهاز الأمن، لأن “استراتيجية حكومته كانت الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة”.

أمير قطر آنذاك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (وسط اليمين)، وزعيم حماس المقتول إسماعيل هنية (الثالث من اليسار)، يحضران حفل وضع حجر الأساس لمركز طبي مخطط له في بيت لاهيا شمال غزة، 23 أكتوبر 2012. (Ali Ali, Pool/AP)

لطالما اتهم المنتقدون نتنياهو بمحاولة تعزيز حماس على حساب السلطة الفلسطينية، لإبقاء الفصائل الفلسطينية منقسمة لتقويض جهود تحقيق حل الدولتين. وقد ادعى رئيس الوزراء أنه وافق على الأموال القطرية لمنع أزمة إنسانية في غزة.

وقال أرغمان: “اشترينا السلام بأموال قطرية، وكان واضحًا للجميع أن هذا سينعكس سلبًا علينا يومًا ما. كان رئيس الوزراء يعلم، ومجلس الوزراء يعلم. طُرحت القضايا أكثر من مرة أو مرتين”.

ولكنه أقر بأن الشاباك، وكذلك الجيش الإسرائيلي، “كان ينبغي أن يبذلا كل ما في وسعهما لوقف الأموال القطرية” من التدفق إلى غزة.

وتطرق أرغمان أيضًا إلى التحقيق الجاري – والذي يخضع لأمر حظر نشر شامل – في العلاقات بين أعضاء مكتب رئيس الوزراء والدوحة والادعاءات بأن مئات الآلاف من الدولارات تدفقت من قطر إلى شخصيات مرتبطة برئيس الوزراء.

فلسطينيون يتلقون مساعدات مالية من قطر، في مكتب بريد في رفح، جنوب قطاع غزة، 27 نوفمبر، 2019 (Abed Rahim Khatib / Flash90)

وعندما سُئل عما إذا كانت العلاقات المزعومة – إذا ثبتت صحتها – كان يمكن أن تقام دون علم نتنياهو، قال أرغمان إن رئيس الوزراء “يعرف كل ما يحدث في مكتبه، ولا يحدث شيء دون موافقته”.

وقال رئيس الشاباك السابق: “أعتقد أن أول شخص كان يجب أن يطالب بفتح تحقيق من قبل الشاباك… فيما إذا كانت هناك علاقات قطرية بمكتب رئيس الوزراء، هو رئيس الوزراء نفسه”.

ولم يخف أرغمان معارضته للحكومة القطرية خلال المقابلة، وقال للقناة 12 إنه يعتقد أن إقامة علاقات مع الدوحة يشبه “الرقص مع الشيطان”.

وقال عن الدولة ذات الأغلبية السنية إن “قطر جزء من المحور الشيعي. هم من سمحوا لحماس ببناء جيشها الإرهابي في قطاع غزة. إذا تمكنت، لا سمح الله، من السيطرة على مكتب رئيس الوزراء، فهذا يعني أنها تؤثر على رئيس الوزراء، ومكتب رئيس الوزراء، وسياسة دولة إسرائيل تجاه حماس بشكل عام، وصفقة الرهائن بشكل خاص”.

عمل فني ينتقد العلاقات المزعومة بين قطر وكبار مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال مظاهرة مناهضة للحكومة في ميدان هابيما في تل أبيب، 8 مارس 2025. (Noam Lehmann/The Times of Israel)

وقال تعليقا على هذه الاتهامات “يبدو لي هذا الأمر بمثابة كارثة، وآمل ألا يكون هناك شيء حقيقي في هذا الأمر”.

وقال أرغمان للقناة 12 أيضا إنه يعتقد أن التحقيق الجاري في مكتبه هو السبب في عدم قيام نتنياهو بإقالة بار حتى الآن، حيث أن القيام بذلك يمكن أن يُصنف على أنه تضارب في المصالح.

وحث بار على تأجيل الاستقالة بسبب الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 – على الرغم من أنه قال إن بار يجب أن يفعل ذلك في النهاية – لأنه يعتقد أن نتنياهو سيتخذ قرارًا سياسيًا عند تعيين خليفته.

وقال أرغمان: “إنني خائف للغاية من احتمال أن يكون التعيين من قبل هذه الحكومة، من قبل رئيس الوزراء، تعيينًا سياسيًا”.

اقرأ المزيد عن