مع تراجع شعبية نتنياهو، النائب داني دنون من الليكود يستعد لتحدي رئيس الورزاء
أعضاء في الحزب يعملون على ترتيب تصويت على حجب الثقة ضد رئيس الوزراء؛ وبينما يبدو أن الكثيرين معنيين باستبداله في زعامة الليكود، يُنظر إلى السفير السابق لدى الأمم المتحدة على أنه المنافس الأوفر حظا
يخشى أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أنه إذا لم يقم نتنياهو بتقديم استقالته في نهاية الحرب الإسرائيلية مع حماس، فسوف يقوم الناخبون بطردهم من الحكومة وإبقائهم خارجها لعقود قادمة، مما يضع فعليا حدا لمسيرتهم السياسية.
يوم الأحد، أصبح دافيد أمسالم من حزب الليكود، الوزير الثاني في وزارة العدل، أول عضو في الحزب يعبر علنا عن هذه المخاوف عندما حذر خلال اجتماع لحزبه من أنه “إذا سقط الليكود في الانتخابات، فلن يعود إلى السلطة لعشرين سنة”.
متحدثا لـ”زمان يسرائيل”، الموقع الشقيق لـ”تايمز أوف إسرائيل” باللغة العبرية، أكد عضو كنيست في الليكود أن آخرين يشاركون أمسالم هذا الشعور.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
وقال النائب شريطة عدم الكشف عن هويته: “أمسالم محق. إذا بقي نتنياهو كزعيم لليكود، فسوف نسقط ولن نعود إلى السلطة لمدة 40 عاما أخرى”.
تعليقات أمسالم، التي تضمنت تحذيرات بشأن استيلاء “اليسار البلشفي” على السلطة في حالة تعثر الليكود، أعادت إشعال المعارضة الداخلية في الليكود لقيادة نتنياهو، مما أدى إلى زيادة التنسيق بين العديد من المعارضين في الحزب الذين لم يكونوا على اتفاق في السابق.
بالنسبة لأولئك داخل الليكود الذين يعارضون نتنياهو، فإن الهدف الأساسي هو تمرير “تصويت بناء بحجب الثقة” ضده بدعم من 61 عضو كنيست، سواء من الائتلاف أو المعارضة.
ومن شأن مثل هذا التصويت أن يزيل نتنياهو من الحكومة دون الإطاحة بحزبه، مما يسمح للحزب بتشكيل حكومة بديلة برئاسة رئيس وزراء مختلف. ويعمل العديد من أعضاء الكنيست على حشد الدعم للخطة.
ولكي تنجح الفكرة، سيتعين على عشرة أعضاء من الليكود دعمها، وهو أمر يعتبره الكثيرون غير مرجح على الإطلاق.
من بين الطامحين في أن يحل محل نتنياهو، الآن وفي المستقبل المنظور، وزير الاقتصاد نير بركات. في محادثات خاصة مع العديد من أعضاء الكنيست، عرض بركات استطلاعات رأي متعمقة تشير إلى أنه إذا قاد حزب الليكود، فإن الحزب سيحتفظ بـ 25 مقعدا في الانتخابات المقبلة.
وبينما يشغل الحزب حاليا 32 مقعدا، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجعه إلى 18 مقعدا إذا ظل نتنياهو رئيسا له.
ولقد أعرب بركات علنا عن عدم رضاه عن قيادة نتنياهو في الأسابيع الأخيرة وقال إنه لن يصوت لصالح ميزانية الحكومة لعام 2023 في زمن الحرب عندما يتم طرحها على الكنيست يوم الأربعاء ما لم يحصل مكتبه على 250 مليون شيكل لدعم المصالح التجارية المتعثرة على الحدود الجنوبية والشمالية لإسرائيل.
ويأمل عضو الكنيست يولي إدلشتاين أيضا أن يتم اختياره كزعيم للحزب في حالة الإطاحة بنتنياهو، لكنه ليس هو الذي يلتف حوله الناس. بدلا من ذلك، يبدو أن معظم النشاط داخل الحزب يتركز على عضوي الكنيست دافيد بيطان وداني دنون.
يحاول السياسيان، بشكل منفصل ومعا، حشد دعم أعضاء الكنيست من أجل مهمة تمرير تصويت بنّاء بحجب الثقة.
بالإضافة إلى محاولته إقناع أعضاء الإئتلاف بالتحرك ضد نتنياهو، يشارك بيطان في محادثات مع المعارضة، وبشكل أكثر تحديدا مع زعيم المعارضة يائير لبيد، الذي ألمح في السابق إلى قيامه بإجراء محادثات مع “مسؤولين في الليكود”.
دنون، سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، كان يُنظر إليه دائما على أنه معارض داخل الليكود، وهو لا يتردد في تقديم مواقف يمينية مستقلة.
في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، كان دانون واحدا من أعضاء الكنيست الوحيدين من حزب الليكود الذين انتقدوا علنا نتنياهو وحكومته في ظهوراتهم الإعلامية.
في اجتماع الحزب يوم الأحد، واجه دنون نتنياهو، واتهمه بالتردد الشديد في الحرب ضد حماس والفشل في استخدام القوة الكاملة ضد الحركة في غزة في أعقاب 7 أكتوبر، عندما تدفق الآلاف من المسلحين الفلسطينيين بقيادة حماس إلى جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واختطاف حوالي 240 رهينة.
وقال دنون: “لو كان نفتالي بينيت [لا يزال] رئيسا للوزراء، وكنا بعد شهرين من الحرب، لكنا هاجمناه بسبب إنجازاته المحدودة”.
وسبق لدنون أن تحدى نتنياهو على زعامة الليكود في عام 2014 وحصل على 30٪ من الأصوات. والآن، بعد مرور ما يقارب من عقد من الزمن، من الواضح أنه يستعد لمواجهة نتنياهو مرة أخرى إذا أجرى الحزب انتخابات تمهيدية بعد الحرب.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل