مع اقتراب وقف إطلاق النار، حماس لم تقدم بعد أسماء الرهائن المقرر إطلاق سراحهم يوم الأحد
الحركة تزعم أن "أسبابا فنية" وراء التأخير، ونتنياهو يحذر من أن الصفقة لن تمضي قدما إلا بتسليم الأسماء؛ ترامب يحذر "من الأفضل أن يصمد" الاتفاق

قبل ساعات من الموعد المقرر لبدء سريان اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس يوم الأحد في الساعة 8:30 صباحا، لم تعلن الحركة في غزة بعد عن أسماء الرهائن الثلاث الذين ستفرج عنهم في وقت لاحق من اليوم، ما أثار مخاوف من أن يكون هناك عائق أمام تنفيذ الاتفاق قبل دخوله حيز التنفيذ.
وبموجب شروط الاتفاق، يتعين على حماس تقديم أسماء الرهائن قبل 24 ساعة على الأقل من إطلاق سراحهم، والذي كان من المتوقع أن يحدث يوم الأحد حوالي الساعة 4:30 مساء.
ولكن الساعة الرابعة عصرا جاءت ومرت يوم السبت، وبحلول صباح الأحد، لم تؤكد الحركة بعد من هم الثلاثة من بين الرهائن الـ 98 الذين من المقرر إطلاق سراحهم في وقت لاحق من اليوم.
وقال مصدر من داخل حماس لموقع “واينت” صباح الأحد إن التأخير في تسليم الأسماء جاء “لأسباب فنية” بحتة.
وبحسب المصدر فإن عناصر حماس يتواصلون “جسديا عبر مبعوثين ويستغرق الاتفاق على أسماء الرهائن وموقعهم وقتا عندما تكون طائرات الجيش الإسرائيلي فوقهم”.
وأضاف المصدر أن “القائمة لن تخرج إلا بعد موافقة زعيم حركة حماس محمد السنوار”.
وفي ظل التأخير، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء السبت من أن إسرائيل “لن تمضي قدما في المخطط حتى نتلقى قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، كما هو متفق عليه”.
وأضاف بيان صادر عن مكتبه أن “إسرائيل لن تتسامح مع أي انتهاك للاتفاق”، مضيفا أن “المسؤولية تقع على عاتق حماس وحدها”.
ولم يكن الأمر واضحا حتى الساعة السابعة صباحا. ولم يتسن معرفة ما إذا كان وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ كما هو مقرر في الساعة 8:30 صباحا، أو ما إذا كان سيؤجل حتى تزود حماس إسرائيل بمعلومات عن الرهائن المقرر إطلاق سراحهم.

وتحسبا للصفقة الوشيكة وبناء على طلب السلطات المحلية، قال الجيش الإسرائيلي مساء السبت إن المدارس في البلدات الجنوبية الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة لن تفتح أبوابها قبل الساعة العاشرة صباحا يوم الأحد.
ووصف الجيش هذه الخطوة بأنها جزء من استعداداته لصفقة الرهائن ووقف إطلاق النار.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن مسؤولين في وزارة الدفاع قدّروا أن حماس قد تطلق وابلا من الصواريخ على إسرائيل قبل وقت قصير من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، كما حدث في الماضي.
وفي إطار استعداداته لوقف إطلاق النار، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت منطقة معبر نيتسانا على الحدود المصرية الإسرائيلية منطقة عسكرية مغلقة.
ويظل الأمر، الذي وقّعه قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، اللواء يارون فينكلمان، ساريا حتى 26 يناير.
كما أعلن الجيش أن المناطق العسكرية المغلقة في منطقة ياد مردخاي وكيريم شالوم ستظل كذلك حتى 24 يناير على الأقل.
لن يُسمح للمدنيين الإسرائيليين الذين ليسوا من سكان تلك المناطق، أو ليس لديهم تصريح من الجيش، بدخول المناطق العسكرية المغلقة.

في الساعات التي سبقت بدء الاتفاق، أفادت وسائل إعلام تابعة لحماس أن القوات الإسرائيلية تنسحب من معبر رفح في غزة، الذي لديه معبر حدودي مشترك مع مصر، استعدادا لبدء وقف إطلاق النار. بدلا من ذلك، أفات التقارير أن القوات تعيد تجميع صفوفها على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.
ولم يصدر تعليق عن الجيش الإسرائيلي على التقارير.
وتنص صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، التي تم التوقيع عليها في الدوحة في وقت مبكر من يوم الجمعة وصادقت عليها إسرائيل فجر السبت، إن حماس ملزمة بتقديم قائمة بأسماء الرهائن قبل 24 ساعة على الأقل من إطلاق سراحهم.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن أول ثلاث رهائن سيتم إطلاق سراحهم يوم الأحد سيكونون نساء مدنيات من قائمة تضم 33 رهينة سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما من الاتفاق بين إسرائيل وحماس.
لن يتم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الافراج عنهم مقابل الرهائن الثلاث قبل عودة الرهائن الأوائل إلى إسرائيل. ومن المقرر إطلاق سراح نحو 95 أسيرا فلسطينيا مقابل النساء الإسرائيليات الثلاث.
في مقابل جميع الرهائن الـ 33، ستسلم إسرائيل بحلول نهاية المرحلة الأولى ما يصل إلى 1904 أسرى ومعتقلين فلسطينيين، بما في ذلك العديد منهم الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة لهجمات مميتة وجرائم قتل.
وقّع المفاوضون الإسرائيليون وممثلو حماس على صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في الدوحة في الساعات الأولى من صباح الجمعة. تم الإعلان عن الصفقة الناجحة في البداية يوم الأربعاء، لكن فرق التفاوض واصلت اجتماعاتها بعد ذلك من أجل وضع تفاصيل التنفيذ النهائية.
بعد ذلك صادق المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) الإسرائيلي على الاتفاق بعد ظهر يوم الجمعة، ثم وافقت عليه الحكومة بكامل هيئتها ليلى الجمعة، في مناقشة وتصويت استمر لساعات طويلة حتى وقت متأخر من الليل.
من بين 251 رهينة اختطفتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، يُعتقد أن 94 لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 34 قتيلا على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وأُطلق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثماني رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 40 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.
كما تحتجز حماس مدنييّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.
بينما لعبت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن دورا رئيسيا في المساعدة في رعاية المحادثات على مدار الأشهر الخمسة عشر الماضية من الحرب بين إسرائيل وحماس، وكادت أن تتوصل إلى اتفاق عدة مرات، إلا أنها نجحت مرة واحدة فقط حيث أثمرت جهودها هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر 2023، تم خلالها إطلاق سراح 105 رهائن.
وفي ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة الأسبوع الماضي، أشار البعض إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هو الذي أحدث الفارق في المفاوضات، بعد أن أرسل مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى المنطقة في وقت سابق من يناير.
وقد ترددت شائعات عن أن ويتكوف قد ضغط بشدة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتمهيد الطريق لتحقيق اختراق في المفاوضات.
وقال مصدر مطلع على المحادثات بين ويتكوف ونتنياهو لصحيفة “وول ستريت جورنال” يوم السبت إن ويتكوف ذكّر رئيس الوزراء بأن ترامب “صديق عظيم لإسرائيل”، وأشار إلى أنه “حان الوقت الآن ليكون [نتنياهو] صديقا في المقابل”.
ووفقا لنفس التقرير، فإن التهديدات المتكررة لترامب بوجود “جحيم سيُدفع ثمنه” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول الوقت الذي يدخل فيه البيت الأبيض في 20 يناير لم تكن موجهة فقط إلى حماس، بل إلى نتنياهو أيضا.

وقال ترامب، يوم السبت، لبرنامج “قابل الصحافة” على قناة NBC إنه يتوقع صمود صفقة الرهائن طوال مراحلها الثلاث التي تستغرق عدة أسابيع.
وعندما سُئل عما إذا كان واثقا من أنه سيتم إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس قريبا، قال ترامب “سنرى قريبا”، وحذر من أن الاتفاق “من الأفضل أن يصمد”.
وقال إنه عندما تحدث إلى نتنياهو، قال لرئيس الوزراء، “فقط استمر في فعل ما عليك فعله. عليك أن تنهي هذه الأزمة. نريدها أن تنتهي، والاستمرار في فعل ما يجب القيام به”.
كما قال للوسيلة الإعلامية إنه سيجتمع مع نتنياهو “قريبا إلى حد ما”، لكنه رفض الخوض في مزيد من التفاصيل.
وذكرت تقارير أن مستشاره الجديد للأمن القومي مايك والتز ردد أقوالا مماثلة خلال اجتماع مع عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة.
ووفقا لتقرير نُشر يوم السبت، أخبر والتز العائلات خلال اجتماع أن إدارة ترامب ستتأكد من تنفيذ جميع مراحل اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بعد أن أعربت العائلات عن قلقها من أن حكومة نتنياهو ستستأنف القتال بعد المرحلة الأولى من الاتفاق التي ستستمر لـ 42 يوما، مما يعرض حياة أقاربهم المقرر إطلاق سراحهم في المرحلتين الثانية والثالثة للخطر.
وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري إن المخاوف نبعت من تصريحات أدلى بها وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي زعم أنه تلقى تأكيدات من نتنياهو بأن إسرائيل ستستأنف القتال بعد المرحلة الأولى.
وطلبت العائلات من والتز أن تدفع إدارة ترامب نحو بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في أقرب وقت ممكن، بدلا من الانتظار حتى اليوم السادس عشر من وقف إطلاق النار كما ينص الاتفاق، بحسب التقرير.
وفي تصريحات أدلى بها مساء السبت، تجنب نتنياهو الاشارة إلى المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق، والتي من المقرر خلالها إطلاق سراح الرهائن الـ65 المتبقين وفرض وقف إطلاق نار دائم في غزة.

وبدلا من ذلك، أشار رئيس الوزراء في مقطع فيديو سُجل مسبقا مدته 10 دقائق إلى المرحلة الأولى من الاتفاق باعتبارها “وقف إطلاق نار مؤقت”، وأكد أن بايدن وترامب أكدا أن إسرائيل قد تعود إلى القتال في غزة إذا لم تتحقق المراحل التالية من الاتفاق.
واستمر القتال في غزة ليلا وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد، وأفادت هيئة الدفاع المدني التي تديرها حماس في غزة بمقتل خمسة أفراد على الأقل من عائلة واحدة عندما أصابت غارة إسرائيلية خيمتهم في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
ولا تفرق الوكالة التي تديرها حماس بين المدنيين والمقاتلين، ولا يمكن التحقق من أرقامها بشكل مستقل.
وكانت مئات الشاحنات تنتظر على حدود غزة قبل يوم الأحد، على استعداد للدخول من مصر بمجرد حصولها على الضوء الأخضر لتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في القطاع الفلسطيني.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن 600 شاحنة يوميا ستدخل غزة بعد بدء سريان وقف إطلاق النار، بما في ذلك 50 شاحنة تحمل الوقود.
لقد نزح أغلب سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بسبب الحرب، أكثر من مرة. ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي في يوليو، كان نحو 1.9 مليون شخص يقيمون في “المنطقة الإنسانية” التي حددتها إسرائيل.
وتقع المنطقة في منطقة المواصي على ساحل جنوب القطاع، والأحياء الغربية من خان يونس، ودير البلح وسط غزة.
وقد تغير حجمها عدة مرات، وسط عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي المتغيرة.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع إن أكثر من 46 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من هذا الرقم وهو لا يفرق بين المدنيين والمقاتلين.
وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 18 ألف مقاتل في المعارك حتى نوفمبر، وألف مسلح آخر داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول حدود القطاع 407 قتيلا. وتشمل هذه الحصيلة ضابط شرطة قُتل في مهمة إنقاذ رهائن، ومقاولا مدنيا عمل مع وزارة الدفاع.