إسرائيل في حالة حرب - اليوم 426

بحث

مع احتدام القتال في غزة، غالانت يتوعد بتصفية يحيى السنوار

إذا فعل سكان غزة ذلك، فسوف يؤدي ذلك إلى تقصير مدة الحرب، كما يقول وزير الدفاع، بينما يقوم رئيس الأركان الإسرائيلي بزيارة القوات في القطاع؛ مقتل 4 جنود إسرائيليين؛ الجيش الإسرائيلي يقول إنه استخدم معلومات استخباراتية حصل عليها من أحد الأسرى التابعين لحماس لضرب مواقع

في هذه الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي في 4 نوفمبر، 2023، تظهر قوات إسرائيلية في قطاع غزة وسط الحرب المستمرة ضد حركة حماس. (Israel Defense Forces)
في هذه الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي في 4 نوفمبر، 2023، تظهر قوات إسرائيلية في قطاع غزة وسط الحرب المستمرة ضد حركة حماس. (Israel Defense Forces)

في الوقت الذي كثف فيه الجيش الإسرائيلي هجومه البري في قطاع غزة يوم السبت، واشتبك في معارك مع مسلحين داخل القطاع بينما واصل تنفيذ غارات جوية على أهداف تابعة لحماس، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن إسرائيل “تفكك كتيبة بعد كتيبة من حماس” وستقوم بالقضاء على قائد الحركة في غزة يحيى السنوار.

وقال غالانت إن القوات الإسرائيلية تهاجم أهدافا إرهابية في مدينة غزة من الجنوب والشمال، وقد دخلت المناطق الحضرية.

وأضاف إن “حماس ليس لها حدودا”، وتعهد قائلا: “قيادة حماس مسؤولة، وسنصل إلى تلك القيادة”، مضيفا “سوف نصل إلى [قائد حماس في غزة] يحيى السنوار وسنقضي عليه. إذا وصل سكان غزة إلى هناك قبلنا، فإن ذلك سيختصر الحرب”.

وقال أنه عندما تنتهي الحرب “لن يكون هناك المزيد من حماس في غزة. لن يكون هناك أي تهديد أمني من غزة على إسرائيل، وستكون لإسرائيل الحرية المطلقة في اتخاذ أي إجراء أمني تسعى إليه ضد أي شخص يرفع رأسه في غزة [لتهديدها]”.

واصل الجيش الإسرائيلي هجومه البري في الجزء الشمالي من القطاع يوم السبت، حيث واجهت قوات المشاة والدبابات محاولات عديدة من قبل نشطاء حماس للخروج من الأنفاق لمهاجمة الجنود.

وقال الجيش إن القوات قتلت عددا من المسلحين وعثرت على أنفاق سيتم تدميرها لاحقا. وفي إحدى المواجهات، قال الجيش الإسرائيلي إن القوات البرية اشتبكت مع مجموعة مكونة من 15 من نشطاء حماس، وقتلت العديد منهم، وقصفت مواقع المراقبة الخاصة بهم.

كما واصل الجيش تنفيذ غارات جوية على أهداف في أنحاء القطاع، وقال إنه ضرب حوالي 120 هدفا في القطاع على مدار اليوم، بما في ذلك مجمعات تابعة لحماس ومواقع إطلاق مضادة للدبابات.

وأشار إلى أن طائرات مقاتلة قصفت موقعا لحماس على سطح أحد المباني، فضلا عن نفق بالقرب من المبنى، في أعقاب معلومات استخباراتية تم جمعها من استجواب الشاباك لأحد أعضاء حماس.

وقالت حماس إن غارة استهدفت أيضا منزل عائلة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، والذي كان يستخدمه اثنان من أبنائه. ولم يكن لدى حماس تفاصيل فورية عن وقوع أضرار أو إصابات. ويقيم هنية في قطر منذ سنوات.

ومساء السبت، نشر الجيش أسماء أربعة جنود إضافيين قُتلوا في المعارك. وبمقتلهم يرتفع عدد الجنود الذين قتلوا منذ شنت اسرائيل عمليتها البرية في قطاع غزة الاسبوع الماضي الى 28 جنديا و345 جنديا منذ 7 أكتوبر.

الميجور يهودا ناتان كوهين، و الرقيب أول ليئور أرزي، والرقيب أول يونداف راز ليفنشتاين، الذين قُتلوا في قطاع غزة في 3 نوفمبر، 2023. (Courtesy)

وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن الغارات العسكرية الإسرائيلية قتلت عدة مدنيين في ملجأ ومستشفى تابعين للأمم المتحدة في منطقة القتال الرئيسية في شمال غزة. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن غارتين أصابتا مدرسة تابعة للأمم المتحدة تحولت إلى مأوى شمال مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص في خيام في ساحة المدرسة ونساء كن يخبزن الخبز داخل المبنى.

ولم يتضح كيف حددت وكالة الأنباء أن الغارة كانت إسرائيلية. تسبب فشل في إطلاق صواريخ فلسطينية في سقوط العديد من الضحايا المدنيين في غزة أيضا.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور، لكنه يقول بشكل عام إنه يستهدف البنية التحتية لحماس – شبكة واسعة من المواقع، مراكز القيادة، مخابئ الأسلحة والأنفاق – الموجودة بين السكان المدنيين. وحث الجيش سكان شمال غزة على التحرك جنوبا في الوقت الذي كثف فيه نشاطه في منطقة مدينة غزة.

وقد نزح ما يقدر عددهم بنحو 800 ألف فلسطيني إلى الجنوب من مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى في أعقاب دعوات إسرائيلية متكررة للإخلاء، لكن مئات الآلاف ما زالوا في الشمال، بما في ذلك العديد ممن غادروا ثم عادوا لاحقا لأن إسرائيل تشن أيضا غارات جوية في الجنوب.

يوم الخميس، قالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة يوم الخميس إن أكثر من 9400 فلسطيني قُتلوا منذ اندلاع الحرب في أعقاب هجومها الوحشي. ولا يمكن التأكد من العدد بشكل مستقل، وقد اتُهمت الحركة بتضخيم عدد القتلى. الأرقام لا تفرق بين المسلحين والمدنيين ولا بين القتلى في الغارات الإسرائيلية والذين قُتلوا جراء مئات الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية وسقطت داخل القطاع.

وقال الجيش إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي أجرى تقييما مع القوات داخل القطاع يوم السبت. وأظهر مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي لقاء هليفي مع قائد الفرقة 162، البريغادير جنرال إيتسيك كوهين، وضباط آخرون.

أعلنت إسرائيل الحرب، بهدف القضاء على حماس، في أعقاب الهجوم المباغت والكبير الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر، حيث اقتحم الآلاف من المسلحين الحدود وقتلوا حوالي 1400 شخص، معظمهم من المدنيين الذين قُتلوا في منازلهم وفي مهرجان موسيقي، واختطفوا أكثر من 240 شخصا.

إطلاق صاروخ على إيلات

وواصلت حركة حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل يوم السبت، مستهدفة سديروت وأشكلون. وقالت أيضا إنها أطلقت صاروخ “عياش 250” – الذي يعتقد أن مداه يصل إلى 250 كيلومترا – على مدينة إيلات في أقصى الجنوب.

وقال الجيش إن نظام الدفاع الجوي “السهم” اعترض الصاروخ، وهو ثاني اعتراض له منذ بداية الحرب، بعد إسقاط صاروخ باليستي أطلق من اليمن على إيلات الأسبوع الماضي.

وأظهرت لقطات من منطقة شمال إيلات خط دخان، نتيجة لعملية الاعتراض على ما يبدو.

وأطلقت حركة حماس عدة صواريخ من طراز “عياش 250” خلال الحرب الدائرة، دون وقوع إصابات أو أضرار.

الوضع الانساني

اتهم الجيش الإسرائيلي يوم السبت حركة حماس بمهاجمة القوات الإسرائيلية التي تعمل على فتح ممر إنساني للفلسطينيين للإخلاء من شمال غزة إلى جنوبها.

صباح يوم السبت، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي، أنه بين الساعة الواحدة بعد الظهر والساعة 4 مساء سيكون طريق صلاح الدين من شمال القطاع إلى جنوبه مفتوحا أمام الفلسطينيين للإخلاء إلى جنوب غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس استغلت الوضع وأطلقت قذائف هاون وصواريخ موجهة مضادة للدبابات على القوات التي كانت تعمل على فتح الطريق أمام المدنيين.

وقال إن حماس فعلت ذلك “من أجل منع فتح [الطريق] أمام حركة سكان قطاع غزة”.

ولم يصب أي جندي في الهجوم، وفقا للجيش الإسرائيلي.

وقد اتهمت إسرائيل حماس مرارا وتكرارا بمحاولة منع الفلسطينيين من إخلاء شمال غزة، بسبب رغبتها في إبقاء المدنيين حول مراكز نشاطها لاستخدامهم كدروع بشرية.

ورفض القادة الإسرائيليون وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في القطاع في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي هجومه، وتحذر القدس من أن حماس ستستغل أي توقف في القتال من أجل مجهودها الحربي.

أعلنت حركة حماس يوم السبت أنها علقت إجلاء حاملي جوازات السفر الأجنبية إلى مصر بعد أن رفضت إسرائيل السماح بنقل بعض الجرحى الفلسطينيين إلى المستشفيات المصرية، بحسب ما أفاد مسؤول حدودي لوكالة “فرانس برس”.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “لن يتمكن أي حامل جواز سفر أجنبي من مغادرة قطاع غزة حتى يتم نقل الجرحى الذين يحتاجون إلى إجلاءهم من المستشفيات في شمال غزة عبر معبر رفح” إلى مصر.

ولم يقدم المسؤول أي معلومات عن هوية الجرحى. وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، الجمعة، إن حماس حاولت تهريب مقاتليها من قطاع غزة في سيارات الإسعاف التي أجلت عشرات الجرحى الفلسطينيين إلى مصر في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقال مسؤولان إسرائيليان كبيران لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن مفتشين إسرائيليين عثروا في وقت سابق من هذا الأسبوع على مكثفات أوكسجين تهدف إلى تهوية الأنفاق التي تديرها الفصائل الفلسطينية في غزة.

قوات الجيش الإسرائيلي العاملة في قطاع غزة في صورة تم نشرها، 4 نوفمبر، 2023. (Israel Defense Forces)

في عمان يوم السبت، دعا الزعماء العرب، الذين أدانوا مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين وفقا للتقارير في الحرب بين إسرائيل وحماس، إلى وقف فوري لإطلاق النار، حتى في الوقت الذي حذر فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى نتائج عكسية ويمكن أن تشجع على المزيد من العنف من قبل الحركة الحاكمة للقطاع.

وأكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن “استمرار القصف يضاعف الكارثة الإنسانية في القطاع ويعقّد عملية إطلاق سراح [الرهائن]”.

وفي حديثه في مؤتمر صحفي مساء السبت، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن الجيش الإسرائيلي، بعد أن أظهر أن حماس تستخدم مستشفى الشفاء في غزة كقاعدة لعملياتها، سيظهر قريبا أيضا أن الحركة تفعل الشيء نفسه في مستشفيات أخرى في غزة.

وقال الجيش إن قاعدة عمليات حماس الرئيسية تقع داخل مستشفى الشفاء وتحته.

في غضون ذلك، أعلن الجيش الأمريكي عن وصول أسطول حاملة طائرات آخر إلى الشرق الأوسط، وهو الثاني الذي سيتمركز في المنطقة في خضم الحرب الجارية في محاولة لردع جهات فاعلة إقليمية أخرى، من بينها إيران ومنظمة حزب الله المدعومة منها، من الانضمام إلى الحرب.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن من بين السفن المبحرة مع حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت آيزنهاور” مدمرتا صواريخ موجهة وطراد صواريخ موجهة.

ساهم في هذا التقرير وكالات

اقرأ المزيد عن