مع اتساع الخلافات، سموتريتش يتهم قطر بعرقلة محادثات الرهائن الإسرائيليين لخدمة مصالح حماس
صعد وزير المالية انتقاداته للدوحة ووصفها بـ"أكبر عقبة أمام إعادة الرهائن"، بعد يوم من قول الدولة الخليجية إن نتنياهو يعيق المحادثات لتحقيق مكاسب سياسية
اتهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قطر يوم الخميس بإحباط جهود إسرائيل لتدمير حماس، زاعما أن الدولة الخليجية “تتعاون” مع الحركة الفلسطينية للاحتفاظ بالرهائن الذين تحتجزهم كورقة مساومة لوقف القتال وبالتالي الحفاظ على حكم حماس في قطاع غزة.
وقال سموتريتش في مؤتمر لمنتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي في عسقلان: “قطر تشجع الإرهاب وتمول الإرهاب وتدفع الإرهاب وتلعب لعبة مزدوجة”، مصعدا الانتقادات التي عبر عنها في تغريدة مساء الأربعاء بعد أن قالت وزارة الخارجية القطرية إنها صدمت من تقرير أفاد بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هاجم الدولة الخليجية.
وأضاف: “قطر هي أكبر عقبة أمام إعادة الرهائن. يمكننا الوصول إلى جميع الرهائن الـ 136 غدا إذا فرضت قطر على حماس إعادة جميع الرهائن، وإذا فرض الغرب على قطر القيام بذلك”، قال السياسي اليميني المتطرف.
ولعبت الدوحة، وهي الراعي الرئيسي لحركة حماس وتستضيف قادتها، دورا رئيسيا في التفاوض على إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة مقابل إطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين في نوفمبر، وهي وسيط رئيسي في المحادثات الحالية التي تهدف إلى إطلاق سراح المختطفين المتبقين والتفاوض على وقفة طويلة للقتال.
وقال سموتريتش: “لدى قطر مصلحة واضحة في الحفاظ على حماس وبقائها وحكمها في غزة وخارجها بعد الحرب. إنها تفعل كل ما في وسعها لإحباط جهودنا، في دولة إسرائيل، لتدمير القدرات العسكرية والحكمية لحماس بشكل كامل”.
وأضاف أن الولايات المتحدة لديها نفوذ كبير على قطر ويمكن أن تضغط عليها لإجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن، لكنها لم تفعل ذلك لأن “هناك أشخاص لديهم مصالح مالية عميقة مرتبطة بقطر”.
“هذا نفاق كبير، وعلى إسرائيل أن ترفع القناع عن هذا النفاق”.
وقال سموتريتش في منشوره ليلة الأربعاء على موقع “إكس” إن الدوحة هي “راعية حماس ومسؤولة إلى حد كبير عن المذبحة التي ارتكبتها حماس بحق المواطنين الإسرائيليين [في 7 أكتوبر]. تعامل الغرب معها يتسم بالنفاق ويستند إلى مصالح مالية غير لائقة. يمكن للغرب، بل وينبغي له، أن يستخدم نفوذا أقوى بكثير ويطلق سراح الرهائن على الفور”.
وكتب أيضا إن ”هناك شيء واحد مؤكد: قطر لن تشارك بأي شكل من الأشكال في إدارة غزة في اليوم التالي للحرب”.
واستنكرت حماس ”استهداف قادة الاحتلال لدولة قطر الشقيقة”، مؤكدة الخميس أن المملكة الخليجية تقوم بدورها السياسي النشط “لوقف العدوان على شعبنا” والتقدم في ملف الرهائن.
وأضاف المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس طاهر النونو في بيانه أن تصريحات سموتريتش “تعكس حقيقة موقف الاحتلال الذي يعرقل التوصل لاتفاق بشأن الأسرى”.
وجاءت هذه التطورات بعد أن انتقدت وزارة الخارجية القطرية يوم الأربعاء نتنياهو لقوله إن قيام الدوحة بدور الوسيط بين إسرائيل وحماس يمثل “إشكالية”.
وفي تسجيل بثه التلفزيون الإسرائيلي يوم الثلاثاء، بدا أن نتنياهو يعبر عن خيبة أمله تجاه الولايات المتحدة لعدم ممارسة المزيد من الضغوط على الدولة الخليجية.
سُمع نتنياهو وهو يقول لعائلات الرهائن في التسجيلات المسربة التي نُشرتها أخبار القناة 12 يوم الثلاثاء: “أعتقد أن عليكم التحدث إلى قلوب المجتمع الدولي للضغط على أولئك الذين يمكنهم ممارسة الضغوط”.
وقال أن قطر يجب أن تكون العنوان الأول، رغم أنه أشار إلى أنه لم يشكر قط الدوحة علنا على دورها.
“قطر، من وجهة نظري، لا تختلف في الجوهر عن الأمم المتحدة… والصليب الأحمر، [قطر] حتى أكثر اشكالية”، لكنه أضاف أنه على استعداد للتحدث مع أي طرف “من شأنه أن يساعد في إعادتهم إلى الوطن”.
وتابع قائلا: “ليس لدي أوهام بشأنهم. لديهم نفوذ [على حماس]… لأنهم [قطر] يمولونها”.
وقال نتنياهو إنه “غضب جدا مؤخرا من الأمريكيين” لتجديدهم اتفاق يمدد الوجود العسكري الأمريكي في قاعدة في قطر لعشر سنوات إضافية.
وعلق المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري معربا عن “استنكار شديد” واعتبر أن تصريحات نتنياهو “غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء”.
وأضاف أنه إذا تبينت صحتها “فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح”.
وأضاف أن على نتنياهو عدم “الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة”، وأن يقرر بدلا من ذلك “العمل بحسن نية والتركيز على إطلاق سراح الرهائن”.
وجاء الرد القطري في الوقت الذي تسعى فيه الدوحة وواشنطن للتوسط في اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس، مع تقارير في الأيام الأخيرة تفيد بحدوث تقارب بين الجانبين. لكن المسؤولين الإسرائيليين نفوا يوم الأربعاء التقارير بوجود تقدم في المحادثات، وذكرت تقارير أن حماس شددت موقفها ورفضت عرض إسرائيلي مزعوم.
وقال نتنياهو أيضا أن قطر اعطت التزامات لإسرائيل لضمان وصول الأدوية إلى الرهائن، على النحو المتفق عليه في اتفاق تم الاحتفاء به ولكن لم يكتمل بعد تم التوصل إليه في الأسبوع الماضي بوساطة الدوحة وباريس لايصال أدوية يحتاج إليها الرهائن حاجة ماسة.
وتضمنت الصفقة أيضا توفير الإمدادات الطبية والغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى للفلسطينيين في قطاع غزة الذي مزقته الحرب.
واعترف نتنياهو في وقت سابق بأن الالتزام القطري بتسليم الأدوية للرهائن هو الطريقة الوحيدة التي كانت أمام إسرائيل للتحقق من تسليمها. وقال للعائلات في الاجتماع “سنعرف في غضون أيام قليلة، ربما قبل ذلك”.
وقال السكرتير العسكري لنتنياهو البريغادير جنرال آفي غيل للعائلات إنه من المفترض أن تتلقى إسرائيل”عبر القطريين نوعا من التأكيد … أن [الرهائن] تلقوا الأدوية”.
لعبت قطر وواشنطن دورا فعالا في التفاوض على هدنة لمدة أسبوع في نوفمبر أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة. وفي مقابل إطلاق سراح هؤلاء الرهائن، وافقت إسرائيل على إطلاق سراح حوالي 240 أسيرا فلسطينيا وزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة.
ويعتقد أن 132 رهينة من بين 253 اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 28 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا على معلومات استخباراتية جديدة ونتائج جمعتها القوات العاملة في غزة. وتم حتى الآن انتشال جثث 11 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا برصاص الجيش عن طريق الخطأ، من القطاع.
وتحتجز حماس أيضا مدنيين إسرائيليين، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015 تباعا، بالإضافة إلى جثتي الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014.