معلمون وجنود احتياط ودبلوماسيون سابقون ينضمون إلى الدعوات لاتفاق للإفراج عن الرهائن حتى لو تطلّب إنهاء الحرب
عرائض وقع عليها آلاف الأشخاص تنتقد استمرار القتال بزعم أنه يخدم مصالح سياسية ويبتعد عن أهداف الحرب، وتحذّر من أن العمليات العسكرية تُعرّض حياة الرهائن والمدنيين في غزة للخطر

تواصلت يوم الإثنين موجة العرائض العامة التي تدعو إلى إعادة الرهائن من غزة، حتى ولو تطلب ذلك إنهاء الحرب على الفور، بمشاركة قطاعات إضافية من المجتمع الإسرائيلي، حيث وقّع آلاف الأشخاص دعماً للنداء الذي أطلقه جنود احتياط في سلاح الجو الإسرائيلي الأسبوع الماضي.
نُشرت رسائل منفصلة يوم الإثنين باسم نحو 3500 أكاديمي في التعليم العالي، و3 آلاف من العاملين في قطاع التعليم، و1500 جندي من سلاح المدرعات، وألف من الأهالي، وعشرات من مسؤولي وزارة الخارجية السابقين، بالإضافة إلى جنود احتياط سابقين من وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
وبحسب ما نقلته صحيفة “هآرتس”، وقع أكاديميون على عريضة تطالب بإعادة الرهائن دون تأخير، “حتى ولو كان ذلك على حساب إنهاء الحرب فورا”.
وورد في العريضة، “الحرب تخدم في الأساس مصالح سياسية شخصية. استمرار الحرب سيجلب الموت للرهائن، ولجنود الجيش الإسرائيلي، وللمدنيين الأبرياء، وسيُنهك جنود الاحتياط. وكما أثبت الماضي، وحده الاتفاق يمكن أن يعيد الرهائن إلى إسرائيل بأمان”.
وفي رسالة منفصلة، شدد العاملون في قطاع التعليم على إيمانهم بأن “الاتفاق الدبلوماسي وحده يمكن أن ينقذ الأرواح، وأن كل لحظة تمرّ من دونه تُعرض حياة الرهائن للخطر”.
وأكدوا أن هذه ليست دعوة لرفض الخدمة العسكرية، بل “نداء لإنقاذ الأرواح”.
وقد انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء في الحكومة وغيرهم عرائض جنود احتياط، واعتبروها دعوات لرفض الخدمة، على الرغم من أن الرسائل لم تتضمن تهديدًا صريحًا بتجاهل أوامر الاستدعاء بسبب تعثّر مفاوضات الرهائن.
كما نشر نحو ألف من أولياء الأمور رسالة قالوا فيها إنهم يرفضون القبول بـ”حرب أبدية” ويرفضون “إغلاق أعيننا عن قتل الأطفال”، بحسب ما نقلته “هآرتس”.
وأضافوا: “لن نتعاون مع هذا المفهوم الخطير الذي يُنكر وجود أبرياء في غزة. لن نسمح بالتخلي عن الرهائن، ولن نقبل بنزع إنسانية الآخرين”.
وقد وقع جنود احتياط ومتقاعدون من سلاح المدرعات، بينهم رئيس الوزراء ورئيس الأركان الأسبق إيهود باراك، على عريضة قالوا فيها إن القتال “لم يعد يخدم أهداف الحرب كما حددها الجيش”، وطالبوا بالإفراج الفوري عن الرهائن.

كما وقّع عشرات من موظفي وزارة الخارجية السابقين، بينهم مديرون عامون وسفراء سابقون، على رسالة دعم للعرائض السابقة، وطالبوا بالإفراج الفوري عن الرهائن.
وكتبوا: “استئناف القتال الأخير لم يسفر عن إطلاق سراح أي رهينة. لذلك، نطالب باتخاذ إجراء فوري لإطلاق سراح الرهائن، دفعة واحدة، حتى لو تطلّب ذلك إنهاء الحرب”.
ووقع جنود احتياط ومتقاعدون من وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أيضا على رسالة مماثلة تطالب بالإفراج عن الرهائن ولو بثمن إنهاء الحرب، مؤكدين أن الحرب لم تعد تخدم المصالح الأمنية. ولم يتضح على الفور عدد الموقعين على هذه العريضة.
وقالوا: “كما أثبت الماضي، وحده الاتفاق يعيد الرهائن بأمان، في حين أن الضغط العسكري يؤدي في الغالب إلى مقتل الرهائن وتعريض حياتهم للخطر”.
وجاءت هذه العرائض الأخيرة بعد أن نشر نحو ألف من قدامى المحاربين في سلاح الجو الإسرائيلي رسالة الأسبوع الماضي طالبوا فيها بإعادة الرهائن في غزة، حتى وإن كان ذلك على حساب إنهاء الحرب ضد حماس بالكامل. وقد قرر الجيش فصل كل من لا يزال في الخدمة من جنود الاحتياط الذين وقعوا على الرسالة، قائلاً إن الجنود لا يمكنهم استخدام “اسم سلاح الجو الإسرائيلي” للاحتجاج على قضايا سياسية.
وجاء في رسالة سلاح الجو الأصلية، التي نُشرت كإعلان في عدد من الصحف الإسرائيلية، “استمرار الحرب لا يحقق أيًا من الأهداف المعلنة لها، وسيؤدي إلى مقتل الرهائن، وجنود الجيش الإسرائيلي، ومدنيين أبرياء”.
وأضافت الرسالة أنه “كما ثبت في السابق، فقط الاتفاق [مع حركة حماس] يمكنه أن يعيد الرهائن بسلام، في حين أن الضغط العسكري يؤدي بالأساس إلى قتل الرهائن وتعريض جنودنا للخطر… ندعو جميع مواطني إسرائيل إلى التعبئة للتحرك”.
بعد أن قرر الجيش فصل جميع عناصر سلاح الجو الاحتياطيين الذين وقعوا على الرسالة الأسبوع الماضي، أعرب نتنياهو عن دعمه للقرار في بيان، زاعما كذبا أنهم رفضوا الخدمة.
وقال: “الامتناع عن الخدمة هو امتناع عن الخدمة، حتى لو تم فقط التلميح لها في لغة مبيّضة”. وأضاف: “البيانات التي تضعف الجيش الإسرائيلي وتقوي أعداءنا في وقت الحرب لا تُغتفر”.
Retired Air Force members have published a letter calling for the return of all hostages, even at the cost of ending the war.
The letter expresses distrust in the considerations of the Chief of Staff and the Air Force Commander because it states that the war is pointless. The… pic.twitter.com/Y3O9gelVVK
— Amit Segal (@AmitSegal) April 10, 2025
قال الجيش إن 60 فقط من الموقعين هم من عناصر الاحتياط النشطين. ومن بين هؤلاء الستين، لا يوجد سوى عدد قليل من الطيارين الأكفاء، بينما الباقون يخدمون في وظائف في المقر، بحسب فحص الجيش الإسرائيلي للموقعين.
وقد فصل الجيش مؤخرا ضابطين احتياطيين على الأقل لرفضهما الخدمة، من بينهما ملاح مقاتل في سلاح الجو يُدعى ألون غور، الذي قال إنه أبلغ قادته أنه “تم تجاوز خطا أحمرا” وأن الحكومة “تتخلى مرة أخرى عن مواطنيها في وضح النهار”.
بحسب تقارير، اعتبر الجيش الإسرائيلي هذه الحوادث حالات معزولة، لكن عددا من كبار الضباط أبدوا قلقهم من أن رفض الخدمة قد يتحول إلى ظاهرة أوسع بين جنود الاحتياط.
في ذروة احتجاجات عام 2023 ضد خطة إصلاح القضاء، وقّع المئات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي على بيانات قالوا فيها إنهم لن يمثلوا للخدمة الاحتياطية احتجاجا على مضي الحكومة قدما في خطتها لتقليص صلاحيات القضاء.
لكن عندما اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي قادته حماس، مثل نحو 300 ألف من جنود الاحتياط للخدمة، في أكبر تعبئة لجنود الاحتياط في تاريخ إسرائيل.
ساهمت ستاف ليفاتون في إعداد هذا التقرير