معظم المرضى والعاملين والنازحين تركوا منطقة مستشفى الشفاء؛ والجيش الإسرائيلي يعمق توغله في غزة
الجيش ينفي إصدار أمر لإخلاء الشفاء، ويقول إن الأطباء طلبوا مساعدة الناس على المغادرة؛ حماس تؤكد مقتل أحد قياديها؛ تقارير عن مقتل العشرات من سكان غزة في خان يونس وجباليا
قال مسؤولون صحيون في قطاع غزة إن المرضى والعاملين والنازحين غادروا يوم السبت مستشفى الشفاء، أكبر مركز طبي في غزة، وتركوا ورائهم طاقما صغيرا لرعاية المرضى الغير قادرين على الانتقال وأن القوات الإسرائيلية تسيطر على المنشأة.
وجاء الخروج الجماعي من مستشفى الشفاء في مدينة غزة في اليوم نفسه الذي عادت فيه خدمات الانترنت والهاتف إلى قطاع غزة، مما أنهى انقطاع الاتصالات الذي أجبر الأمم المتحدة على وقف ايصال المساعد الانسانية الحيوية بسبب عدم قدرتها على التنسيق بين قوافلها.
يوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي إن مدير المستشفى طلب منه مساعدة أولئك المعنيين بمغادرة المكان على القيام بذلك عبر ممر آمن.
نافيا تقريرا لوكالة “فرانس برس”، قال الجيش إنه لم يأمر بأي إخلاء، وأنه سمح للطاقم الطبي بالبقاء في المستشفى لدعم المرضى الذين لا يمكن نقلهم.
وقال الجيش أيضا إن الجنود نقلوا أكثر من 6000 لتر من الماء وأكثر من 2300 كيلوغرام من الطعام إلى مستشفى الشفاء.
وأضاف الجيش إن “هذا النشاط تم بالتوازي مع أنشطة جيش الدفاع لتحديد وإحباط النشاط الإرهابي في المستشفى”.
وقام الجيش بعمليات في محيط المستشفى خلال الأسبوع الماضي، وكشف عما قال إنه دليل على استخدام حماس للموقع في “أنشطة إرهابية”.
وقال الميجر جنرال يارون فينكلمان، قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، يوم الجمعة: “يمكننا أن نرى حضور حماس في جميع المستشفيات، وهو حضور واضح. إنهم يستخدمون المستشفيات بشكل ساخر، كما هو الحال هناك في قلب الشفاء”. وكشفت القوات الإسرائيلية في المستشفى عن مدخل لأحد أنفاق حماس ومخبأ أسلحة، بالإضافة إلى اكتشافات أخرى خلال الأيام القليلة الماضية.
كما حرر الجيش جثتي رهينتين اختطفتهما حركة حماس خلال هجومها الوحشي في 7 أكتوبر، من منطقة مستشفى الشفاء.
الجيش الإسرائيلي يعمق توغله في القطاع
أكدت حماس يوم السبت مقتل المسؤول في الحركة أحمد بحر في أعقاب غارة إسرائيلية في غزة، مع استمرار الجيش في استهداف مسؤولين كبار، ومراكز قيادة، ومواقع إطلاق صواريخ، ومعامل إنتاج أسلحة في القطاع.
بحر (76 عاما) كان عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس وشغل في السابق منصب نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني.
وقال الجيش أنه وسع عملياته في قطاع غزة يوم السبت، مع تنفيذ هجمات ضد البنية التحتية لحماس وكتائب الحركة من قبل الفرقة 36 في حي الزيتون بمدينة غزة، والفرقة 162 في جباليا.
وأضاف أن القيادة الجنوبية “تواصل توسيع أنشطتها العملياتية في أحياء إضافية” وتعمل على “استهداف الإرهابيين وضرب البنية التحتية لحماس”، وقام بنشر لقطات للأنشطة.
وأنه “خلال المواجهات، قُتل عدد من الإرهابيين وضربت القوات عددا كبيرا من البنى التحتية للإرهاب، بما في ذلك بنى تحتية تحت الأرض وأهداف مهمة للمنظمة الإرهابية”. ونشر الجيش مقطع فيديو يظهر ضربة استهدفت عنصرين تابعين لحركة حماس قال الجيش الإسرائيلي إنهما حاولا تفخيخ مبنى في قطاع غزة.
IDF footage shows a strike on two Hamas operatives who were attempting to booby trap a building in the Gaza Strip. pic.twitter.com/m9UzmKSpmm
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 18, 2023
كما نشر الجيش يوم السبت لقطات لوحدة “دوفديفان” العاملة في غزة، وقال إن القوات داهمت عددا من المواقع التابعة لحماس وقتلت مسلحين خلال العملية.
وقال الجيش إن قوات دوفديفان عثرت على أسلحة ومعدات عسكرية لحماس خلال مداهمة لمدرسة ثانوية في غزة، وهو دليل آخر على استخدام الحركة للبنى التحتية المدنية.
وداهمت القوات منزل قيادي ميداني في حركة حماس، وعثرت على أسلحة وكتيبات تعليمات لحماس، وفقا للجيش الإسرائيلي.
The IDF releases footage of the elite Duvdevan unit operating in the Gaza Strip. It says the forces have raided several sites used by Hamas, killing operatives in the process.
The IDF says Duvdevan forces found weapons and Hamas military equipment during a raid on a high school… pic.twitter.com/Yzk0KL3JeD
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 18, 2023
مع قيام الجيش بتأمين سيطرته على مدينة غزة، بدأ بتحذير سكان مدينة خان يونس بجنوب القطاع لإخلاء المنطقة، مما يشير إلى أن العملية البرية من المرجح أن تتوسع إلى المناطق الجنوبية من القطاع في الأيام والأسابيع القادمة.
وقال مسؤولون طبيون في غزة إن غارات جوية إسرائيلية على مبان سكنية في جنوب القطاع قتلت 32 فلسطينيا على الأقل يوم السبت – من بينهم 26 شخصا في خان يونس، بحسب طبيب محلي.
وقال شهود عيان في مخيم جباليا بشمال غزة لوكالة “أسوشييتد برس” إن العشرات قُتلوا عندما أصابت غارة جوية إسرائيلية ملجأ للأمم المتحدة.
ولم يكن لدى الجيش الإسرائيلي، الذي حذر سكان جباليا وآخرين في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية بضرورة المغادرة، أي تعليق فوري. ونادرا ما يعلق الجيش على هجمات محددة، ويكتفي بالقول إنه يستهدف حماس بينما يحاول تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
كما واصل الجيش جهوده للتصدي لإطلاق الصواريخ، الذي تراجع بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة. ويُعتقد أن حماس تقوم بتخزين الصواريخ لحرب طويلة لكنها تجد صعوبة متزايدة أيضا في تنفيذ هجمات وسط العملية البرية للجيش الإسرائيلي. واستمر إطلاق الصواريخ في استهداف أجزاء من جنوب ووسط إسرائيل، بما في ذلك في وقت متأخر من بعد ظهر يوم السبت.
وقال الجيش انه في غضون ساعة من إطلاق وابل من الصواريخ من غزة على وسط إسرائيل يوم الجمعة، قصف وقتل الخلية التي تقف وراء الهجوم.
وأضاف أن جنود احتياط من كتيبة الاستطلاع التابعة للواء القدس رصدوا الخلية على سطح أحد المباني وقاموا باستدعاء غارة جوية.
The IDF says that over the past day it carried out strikes against dozens of targets and Hamas operatives in the Gaza Strip.
The sites included command rooms, rocket launch sites, and weapons production labs, it says. pic.twitter.com/9ilmSULskA
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 18, 2023
يوم السبت، سمع دوي صفارات الانذار لأول مرة بعد نحو 20 ساعة في المنطقة المحيطة بقطاع غزة، بما في ذلك في مدينة أشكلون.
خلال القصف، أصاب صاروخ منزلا في سديروت، لكن دون أن يتسبب بوقوع إصابات.
بعد ذلك بساعتين، انطلقت صفارات الإنذار في بلدات في جميع أنحاء وسط إسرائيل. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات، وقالت الشرطة إن عناصرها يبحثون عن مواقع سقوط محتملة للصواريخ.
مسؤول أممي يدعو لوقف إطلاق النار: “لا نطلب القمر”
أعلن الجيش عن هدن انسانية في شمال قطاع غزة يوم السبت لتمكين الفلسطينيين من إخلاء المنطقة والتوجه جنوبا.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، على منصة “إكس” أنه تم فتح طريق صلاح الدين للتحرك جنوبا حتى الساعة الرابعة عصرا، وحث سكان أحياء تل الهوى وصبرا وغربي حي الزيتون والشجاعية والتفاح على الاستفادة من الممر للوصول إلى “المنطقة الانسانية” في منطقة المواسي بجنوب غزة.
وقال أدرعي: “نحثكم على الإخلاء بشكل عاجل لأن البقاء هناك يشكل خطرا عليكم”.
بالإضافة إلى ذلك، قال أدرعي أن الجيش الإسرائيلي سيقوم “بتعليق تكتيكي مؤقت للنشاطات العسكرية” في مخيم الشابورة بالقرب من رفح بجنوب غزة، بين الساعة العاشرة صباحا والساعة الثانية ظهرا “لأغراض انسانية”.
#عاجل يا سكان غزة، وخاصة سكان شمال القطاع:
???? الى سكان أحياء جباليا والدرج التفاح والشجاعية نحثكم على ضرورة اخلاء مناطق سكنكم بشكل فوري حفاظًا على سلامتكم وذلك عبر طريق صلاح الدين حتى الساعة الرابعة (16:00) مساء للوصول الى جنوب وادي غزة وللمنطقة الانسانية. نحثكم على الاخلاء بشكل… pic.twitter.com/hGwd75ADDf— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 18, 2023
ودعا منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إلى “وقف إنساني لإطلاق النار” في غزة لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في القطاع، وذلك خلال خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة يوم الجمعة.
وقال: “سموها كما شئتم، لكن المطلب، من وجهة نظر انسانية، هو مطلب بسيط. أوقفوا القتال للسماح للمدنيين بالتحرك بأمان”.
وتابع غريفيث: “نحن لا نطلب القمر. إننا نطالب باتخاذ التدابير الأساسية اللازمة لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين ووقف مسار هذه الأزمة”.
وقاومت إسرائيل الدعوات لوقف إطلاق النار ما لم يتم إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر، وعددهم حوالي 240 رهينة، ومن بينهم نساء وأطفال. كما أن هناك مخاوف من أن تسمح فترة التهدئة الطويلة في القتال لحماس وللفصائل الفلسطينية الأخرى بإعادة تجميع صفوفها والاستعداد للمرحلة التالية من القتال، مما يعيق قدرة الجيش الإسرائيلي على العمل.
في غضون ذلك، أعلنت المتحدثة باسم الوكالة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، جولييت توما، عن وصول 120 ألف لتر من الوقود يوم السبت، ومن المفترض أن تكون هذه الكمية كافية ليومين، بعد أن وافقت إسرائيل الجمعة على السماح بدخول هذه الكمية لاستخدام الأمم المتحدة. كما أنها تسمح بدخول 10 آلاف لتر أخرى للإبقاء على عمل أنظمة الاتصالات.
وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية إنها تمكنت من إعادة تشغيل مولداتها بعد أن تبرعت الأمم المتحدة بالوقود.
ولقد حذرت الامم المتحد من أن 2.3 مليون نسمة في غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء، وقالت إن كمية الوقود التي حصلت عليها لا تتجاوز نصف الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية.
جاءت العملية البرية الإسرائيلية في غزة بعد ثلاثة أسابيع من الغارات الجوية المكثفة في مختلف أنحاء القطاع ردا على هجوم حماس الصادم في 7 أكتوبر على البلدات في جنوب إسرائيل تحت غطاء آلاف الصواريخ، عندما قتل الآلاف من مسلحي الحركة حوالي 1200 شخص.
في تحقيق الشرطة الجاري في الهجوم في مهرجان “سوبر نوفا” تم تحديث حصيلة القتلى إلى أكثر من 360 قتيلا، من حوالي 260 في الحصيلة السابقة، بحسب تقرير للقناة 12 يوم الجمعة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 12 ألف فلسطيني قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، من ضمنهم 4700 طفل و 3000 امراة على الأقل. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل وهي لا تميز بين المدنيين والمسلحين، كما أنها لا تفرق بين القتلى بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية أو بسبب أخطاء في إطلاق الصواريخ الفلسطينية.