مظاهرات منفصلة للضغط من أجل صفقة رهائن والمطالبة بإجراء انتخابات؛ الشرطة تعزز قواتها
قادة الاحتجاجات يتلقون رسالة تحذيرية من قائد شرطة تل أبيب: "يريدون ترهيبنا"؛ والد جندي محتجز في غزة: الانتصار في الحرب يبدو أكثر أهمية بالنسبة لرئيس الوزراء من عودة الرهائن
من المقرر أن تنظم عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مسيرتين أسبوعيتين في تل أبيب مساء السبت للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، في حين ستنظم احتجاجات ضد الحكومة في جميع أنحاء البلاد.
ومن المقرر أن تقام المظاهرة الرئيسية من أجل الرهائن في الساعة 7:30 مساء في ساحة المخطوفين في تل أبيب، في حين ستُقام مظاهرة ثانية عند مدخل مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في المدينة.
وتأتي المظاهرة في الوقت الذي وافق فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة على قيام وفد إسرائيلي باستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس في القاهرة في الأيام المقبلة للتوصل إلى اتفاق لتأمين هدنة وإطلاق سراح الرهائن.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أبلغ رئيس الموساد دافيد برنياع كابينت الحرب أن صفقة الرهائن لا تزال ممكنة إذا كانت إسرائيل مستعدة لأن تكون أكثر تساهلا فيما يتعلق بعودة سكان غزة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع.
وقد رفضت إسرائيل الفكرة إلى حد كبير، لأنها تسعى إلى منع عودة نشاط حماس في المناطق التي قامت بتطهيرها بالفعل من الحركة.
وذكرت القناة 12 يوم الجمعة أنه خلال مناقشة جرت في اليوم السابق في جلسة مجلس الوزراء، عارض نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إظهار المزيد من المرونة في المحادثات غير المباشرة مع حماس، وأن وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أبدا تحفظا بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تآكل الإنجازات العسكرية.
ومع ذلك، قالت القناة إن رئيس الوزراء فوجئ على ما يبدو عندما علم أن معظم الوزراء من حزبه “الليكود” يؤيدون توسيع التفويض الممنوح لفريق التفاوض. ونفى مكتب رئيس الوزراء هذا التقرير.
وقال والد الجندي المختطف عومر نيوترا المولود في الولايات المتحدة يوم السبت إنه لا يعتقد أن الأولوية الرئيسية لنتنياهو في الحرب ضد حماس هي عودة الرهائن، بعد أن التقى رئيس الوزراء مباشرة مع عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى للمرة الأولى منذ أكتوبر 7.
وقال رونين نيوترا لإذاعة “كان” العامة: “إنه [نتنياهو] يعمل [من أجل إعادة الرهائن]، لكن النصر في الحرب أكثر أهمية… لم نحصل على أي تفاصيل بشأن المفاوضات. لقد ادعى أننا نحتفظ بأصول تريدها حماس حقا”.
في هذه الأثناء، سيتجمع المتظاهرون المناهضون للحكومة في الساعة السابعة مساء، في شارع كابلان في تل أبيب، للمطالبة بإجراء انتخابات جديدة.
وتنظم المظاهرة تحت شعار “الانتخابات الآن وسنقول شكرا لاحقا”، في إشارة إلى تقارير، نفاها مكتب رئيس الوزراء، أفادت بأن سارة نتنياهو اشتكت من أن أكثر من 100 رهينة تم الافراج عنهم من أسر حماس خلال الهدنة في أواخر نوفمبر لم يعبّروا بشكل كاف عن امتنانهم لها ولزوجها.
ومن المقرر أن تلقي عيناف زنغاوكر، التي يتم احتجاز ابنها ماتان كرهينة في غزة منذ 7 أكتوبر، كلمة في المظاهرة.
ومن المتوقع أن تقام مظاهرات أخرى في القدس وحيفا وبئر السبع ومدن وبلدات أخرى في جميع أنحاء البلاد.
كما أعلن منظمو الاحتجاجات المطالبة بإجراء انتخابات جديدة عن تنظيم مظاهرة بالقرب من الكنيست في القدس مساء الأحد.
وأفادت صحيفة “هآرتس” يوم الجمعة أن الشرطة تستعد للمظاهرات المناهضة للحكومة يوم السبت من خلال زيادة عدد وحداتها من الشرطة الوطنية وشرطة حرس الحدود (بدلا من الشرطة المحلية فقط) مع تزايد قوة الاحتجاجات.
كما قالت الصحيفة يوم السبت إن قائد شرطة تل أبيب بيرتس عمار كتب في خطوة إستثنائية رسالة لعدد من الأفراد الذين يُعتبرون من قادة الاحتجاجات حذرهم فيها من أن الشرطة ستقوم باتخاذ إجراءات.
وذكر التقرير إن الرسالة من عمار كُتبت تحت عنوان “خطر حقيقي على الأرواح” وأشار فيها إلى “مجموعات كبيرة من المواطنين نُظمت مسبقا” لإغلاق طريق أيالون السريع في تل أبيب.
وجاء في الرسالة “مثل هذه الأنشطة خطيرة وغير قانونية. أنا أحذركم من خطورة مواصلة هذه الأنشطة وأريد أن أوضح أن الشرطة ستعمل ضمن صلاحياتها لفرض القانون ومنع الخطر على الجمهور”.
وقال الناشط بيني زفايغ للصحيفة إنه كان من بين الأشخاص الذين تلقوا الرسالة وأضاف أن رجال المباحث يتبعونه: “يريدون ترهيبنا”.
تم تعيين عمار العام الماضي بعد أن قال سلفه، عميحاي ايشد، إنه تمت إقالته من منصبه لرفضه “كسر العظام” في المسيرات ضد خطة الحكومة المثيرة للجدل لإصلاح القضاء – وأثار قرار ايشد رفض استخدام المزيد من القوة ضد المتظاهرين غضب وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير
وقد تراجعت شعبية الحكومة منذ بداية الحرب، مما أدى إلى تزايد الدعوات لإجراء انتخابات. وقد واجهت اللوم بسبب فشلها في منع هجمات 7 أكتوبر، في حين اتهمها البعض بالتخبط في التعامل مع المسائل الأساسية المتعلقة بالنزاع.
ومن بين الانتقادات الموجهة لنتنياهو تردده في مواجهة شركائه في الائتلاف الحريدي بشأن القضية المثيرة للجدل المتمثلة في تجنيد الحريديم، خاصة بالنظر إلى نقص القوى البشرية في الجيش وسط الحرب.
في خطوة قد يكون لها تداعيات سياسية ومجتمعية عميقة، أصدرت محكمة العدل العليا أمرا مؤقتا مساء الخميس يمنع الحكومة من تقديم أموال للمعاهد الدينية اليهودية المتشددة (الحريدية) للطلاب المؤهلين للتجنيد في الجيش الإسرائيلي – مع إنتهاء صلاحية الإطار القانوني الذي يسمح بتأجيل خدمتهم العسكرية اعتبارا من 1 أبريل.
أظهر استطلاع للقناة 12 تم بثه في وقت سابق من هذا الشهر أن ائتلافا محتملا بقيادة زعيم حزب “الوحدة الوطنية” والوزير في كابينت الحرب بيني غانتس سيحصل على 69 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا إذا أجريت الانتخابات اليوم، مقارنة بالكتلة التي يقودها نتنياهو، والتي ستفوز بـ 46 مقعدا فقط.
وعندما سُئلوا عن الشخص الذي يرغبون في رؤيته كرئيس للوزراء، قال 41٪ ممن شملهم استطلاع الرأي أنهم يفضلون غانتس مقابل 29٪ الذين فضلوا نتنياهو.