مظاهرات مضادة مؤيدة ومعارضة للإصلاح القضائي وهرتسوغ يقوم بمحاولة أخيرة للتوصل إلى تسوية
عشرات آلاف الأشخاص في شوارع القدس ضد اقتراح نتنياهو الحد من سلطات القضاة؛ في القدس نظمت حشود مؤيدة للإصلاح مظاهرة هي الثالثة لها تحض فيها الحكومة على المضي قدما بالخطة
خاض الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ مساء الأحد مفاوضات ربع الساعة الأخير من أجل التوصل إلى تسوية بين المعارضة وحكومة بنيامين نتنياهو، عشية تصويت البرلمان على بند أساسي في مشروع قانون الإصلاح القضائي الذي أثار احتجاجات غير مسبوقة.
تخطط حكومة نتنياهو التي تضم أحزابا يمينية متطرفة ودينية متشددة، للحد من صلاحيات المحكمة العليا بذريعة أن التغييرات ضرورية لضمان توازن أفضل للسلطات.
وتوجّه الرئيس الإسرائيلي العائد للتو من زيارة للولايات المتحدة، إلى مستشفى شيبا للقاء نتنياهو الذي خضع ليل السبت لجراحة زرع جهاز منظّم لضربات القلب.
وبدأ أعضاء البرلمان الإسرائيلي الأحد مناقشات حول بند “المعقولية” تستمر حتى الإثنين موعد التصويت النهائي. ويتيح البند للقضاء إلغاء قرارات حكومية.
وتسبب الإصلاح القضائي المثير للجدل الذي اقترحته حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة في كانون الثاني/يناير الماضي، بانقسام حاد في إسرائيل وبواحدة من أكبر حركات الاحتجاج في تاريخ البلاد.
وجاء في بيان أصدرته الرئاسة الإسرائيلية “إنه زمن (تسوده) حال طوارئ. يجب التوصل إلى اتفاق”.
لاحقا التقى هرتسوغ زعيم المعارضة يائير لبيد، على أن يلتقي أيضا زعيم المعارضة الآخر بيني غانتس.

ولم تشأ الرئاسة الإسرائيلية الإدلاء بأي تعليق.
وحض الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد إسرائيل على عدم استعجال إصلاحات قضائية “مثيرة للانقسام” بشكل متزايد، نظرا إلى التحديات الأخرى التي تواجه حليف الولايات المتحدة.
وفي بيان نشره في بادئ الأمر موقع أكسيوس الإخباري وأرسله البيت الأبيض إلى وكالة فرانس برس، قال بايدن إنه “من غير المنطقي أن يستعجل القادة الإسرائيليون هذا الأمر”، مضيفا “التركيز يجب أن يكون على جمع الناس وإيجاد إجماع”.
وتابع بايدن “يبدو أن اقتراح الإصلاح القضائي الحالي أصبح أكثر إثارة للانقسام وليس أقل”.

“وقف التشريع”
عصر الأحد توجّه نتنياهو بالشكر لمناصريه على متابعتهم وضعه الصحي وللأطباء في مركز شيبا الطبي على رعايتهم.
وقال نتنياهو في مقطع فيديو نشره مكتبه “كما ترون، أنا بخير”. وأضاف “سنواصل جهودنا لاستكمال التشريع والجهود المبذولة لتحقيق ذلك بالاتفاق (مع المعارضة)”.
وتابع “بكل الأحوال أود أن أخبركم بأنني سأنضم صباح غد (الإثنين) إلى أصدقائي في البرلمان”. وقد أفاد متحدث باسم المستشفى وكالة فرانس برس بأن رئيس الوزراء لا يزال في المركز الطبي.
وكان أطباء في المستشفى قد أكدوا أن نتنياهو في “حال جيدة” وأنه لا يزال في قسم أمراض القلب حيث يخضع لمراقبة.
وتظاهر عشرات آلاف الأشخاص في شوارع القدس ضد اقتراح نتنياهو الحد من سلطات القضاة في مشروع يقول معارضوه إن من شأنه تقويض الديموقراطية، في حين بدأ المشرعون مناقشة بند أساسي فيه.
המחזה הסוריאליסטי בתחנת הרכבת ירושלים: אלפי חילונים מגיעים ברכבת מתל אביב להפגין נגד החורבן. אלפי דתיים יורדים מירושלים לתל אביב להפגין בעד החורבן. שום קשר שהוא בין הקבוצות העוינות. ישראל 2023, ערב חורבן שלישי pic.twitter.com/PqHWeyTOqL
— Dan Adin דן עדין (@adin_dan) July 23, 2023
في تل أبيب، في الموقع الذي أصبح اسما مرادفا للاحتجاجات المناهضة للإصلاح حيث يلتقي شارع كابلان بأبراج عزريئلي، نظمت حشود من أنصار الحكومة مظاهرة تحث التحالف على المضي قدما في الخطة. وهذا هو ثالث تجمع كبير لأنصار الإصلاح منذ إعلان الخطة في يناير.
הימין מחזיר את קפלן לשפיות: כיכר הרפורמה! pic.twitter.com/S7vVSEoD4h
— יענקי כהן | Yanki Coen (@yankicoen) July 23, 2023
وقال زعيم المعارضة يائير لبيد في مستهل النقاشات “نريد أن نواصل العيش في دولة يهودية وديموقراطية”.
وأكد “يجب أن نوقف هذا التشريع”.
أما القيادي في المعارضة بيني غانتس فدعا إلى وقف العملية التشريعية والتصويت.
وقال أمام البرلمان “لا يزال بإمكاننا التوقف والتوصل إلى اتفاق حول بند المعقولية” مضيفا “علينا أن نوقف كل شيء”.
إذا تم إقرار بند “المعقولية” بالغالبية الإثنين فإن البند الرئيسي الأول في خطة الإصلاح القضائي المقترح سيصبح قانونا نافذا. وتشمل التغييرات المقترحة الأخرى إعطاء الحكومة دورا أكبر في تعيين القضاة والحد من سلطة المستشارين القانونيين الملحقين بالوزارات الحكومية.
“إنقاذ ديموقراطيتنا”
وتعهد المتظاهر أمير غولدشتاين الذي أمضى الليلة في خيمة احتجاج قرب البرلمان، مواصلة الضغط على الحكومة. وقال “علينا مواصلة الضغط وإنقاذ ديموقراطيتنا”.
يتهم المعارضون رئيس الوزراء الملاحق قضائيا بتهم فساد ينفيها، بالسعي لإقرار الإصلاحات بهدف إلغاء أحكام محتملة ضده.
ارتكزت المحكمة العليا الإسرائيلية مؤخرا على “بند المعقولية” لإجبار نتنياهو على إقالة وزير في الحكومة بسبب إدانته سابقا بتهمة التهرب الضريبي.
مساء الجمعة، هدّد ما لا يقل عن 1142 من جنود الاحتياط في القوات الجوية، بينهم طيارون مقاتلون، بتعليق خدمتهم التطوعية إذا أقر البرلمان مشروع القانون.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.