إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث

مظاهرات حاشدة وموجة غضب في أنحاء إسرائيل بعد مقتل 6 رهائن في غزة

حوالي 300 ألف شخص شاركوا في المظاهرة الأكبر التي شهدتها تل أبيب من 7 أكتوبر، واشتبكوا في وقت لاحق مع الشرطة وأغلقوا الطريق السريع لساعات مطالبين نتنياهو بالموافقة على صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار

حشود كبيرة من الإسرائيليين تدعو إلى التوصل إلى اتفاق عاجل لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 1 سبتمبر 2024. . (Ohad Avrahami/Pro-Democracy Protest Movement)
حشود كبيرة من الإسرائيليين تدعو إلى التوصل إلى اتفاق عاجل لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 1 سبتمبر 2024. . (Ohad Avrahami/Pro-Democracy Protest Movement)

تجمع مئات الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب مساء الأحد، مع تظاهر عشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد في أكبر احتجاجات منذ 7 أكتوبر، للتعبير عن الغضب والمطالبة باتفاق لوقف إطلاق النار بعد أن استعاد الجيش جثث ست رهائن قتلوا في غزة.

قدر المنظمءون أن 300 ألف شخص تجمعوا في تل أبيب وأن 200 ألف شخص آخرين شاركوا في الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد. وقدرت شركة Crowd Solutions أن حوالي 280 ألف شخص شاركوا في مظاهرة تل أبيب، في ما قد يكون أكبر تجمع منذ ما يقارب من 18 شهرا. ولم ترد أرقام رسمية من الشرطة.

بدأ الاحتجاج في تل أبيب بمسيرة من شارع ديزنغوف إلى بوابة بيغن أمام مقر وزارة الدفاع، حيث حملوا ستة “توابيت رسمية” ترمز إلى الجثث الست التي تم انتشالها ليلة السبت.

عُثر على جثث هيرش غولدبرغ بولين (23 عاما)، عيدن يروشالمي (24 عاما)، أوري دانينو (25 عاما)، أليكس لوبانوف (32 عاما)، كرمل غات (40 عاما)، وألموغ ساروسي (27 عاما)، في نفق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأظهر تشريح الجثث أنهم أصيبوا بطلقات نارية متعددة في الرأس والجسم من مسافة قريبة بين الخميس وصباح الجمعة.

وأثارت أنباء مقتلهم بعد نحو 11 شهرا من الأسر موجة من الحزن والغضب على مستوى البلاد، وكان معظم هذا الغضب موجها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اتُهم بعرقلة صفقة الرهائن لأسباب سياسية.

متظاهرون يشاركون في احتجاج يطالب بالتوصل إلى اتفاق للإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة لدى حماس، في تل أبيب، 1 سبتمبر، 2024. (AP Photo/Ariel Schalit)

وهتف المتظاهرون “الآن! الآن!” مطالبين نتنياهو بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس لإعادة الأسرى المتبقين. وهتف آخرون “نريدهم أحياء”.

وحمل المتظاهرون الأعلام الإسرائيلية والشرائط الصفراء تكريما للرهائن ولافتات تعتذر للرهائن الست القتلى.

وقالت شلوميت هاكوهين، وهي من سكان تل أبيب: “نعتقد حقا أن الحكومة تتخذ هذه القرارات من أجل الحفاظ على نفسها وليس من أجل حياة الرهائن، وعلينا أن نقول لهم: توقفوا!”.

وفي إطار تكثيف الضغوط على نتنياهو، أعلن رئيس اتحاد نقابات العمال في إسرائيل (الهستدروت) أرنون بار دافيد إضرابا عاما يوم الاثنين بسبب فشل الحكومة في تأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

وضمت قائمة المتحدثين في احتجاج تل أبيب أقارب الرهائن الذين ما زالوا في غزة، بالإضافة إلى بار دافيد وليئور سيمحا، الأمين العام لحركة الكيبوتسات.

وتحدث نجل ليئور روداييف، نداف، في احتجاج تل أبيب حيث قال إن الحكومة انتهكت عقدها مع مواطني إسرائيل. قُتل روداييف في 7 أكتوبر وتم نقل جثته إلى غزة.

وقال: “لو لم تخربوا الصفقة مرارا وتكرارا، لكان 26 رهينة قُتلوا في الأسر هنا اليوم معنا، على قيد الحياة. ستة منهم نجوا حتى الأسبوع الماضي في جحيم لم يكن معظمكم أعضاء الكنيست ليتمكنوا من البقاء فيه على قيد الحياة ليوم واحد”.

وقالت عيناف تسانغاوكر، والدة الرهينة ماتان تسانغاوكر: “ماتان على قيد الحياة. ابني لا يزال على قيد الحياة. لكن كل يوم هو روليت روسي”، وأضافت أن نتنياهو سيواصل لعب اللعبة “حتى يموتوا جميعا، [لكن] لن نسمح له بذلك”. وقالت إن الرهائن الست الذين قُتلوا ماتوا “على مذبح محور فيلادلفي”، في إشارة إلى الحدود بين غزة ومصر، التي يصر رئيس الوزراء على أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة عليه.

وقالت أنه كان من الممكن إنقاذ الستة، ولا يزال بالإمكان إنقاذ الرهائن المتبقين.

للعائلات الثكلى الجديدة، قالت تسانغاوكر: “لستم لوحدكم. شعب إسرائيل يحتضنكم. دماء أحبائكم لن تذهب سدى. سنفعل كل شيء لإعادة جميع الرهائن إلى الوطن”.

إسرائيليون يشاركون في مظاهرة تطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 1 سبتمبر، 2024. (Itai Ron/Flash90)

وأكدت أن “كتب التاريخ لن يكون لديها مساحة كافية لتسجيل حجم الكارثة التي أحدثها نتنياهو. لقد انتهى وقتك. أنا، عيناف تسانغاوكر، عضو حزب الليكود من أوفاكيم، أقول لك إن الأمر قد انتهى”.

واختتمت حديثها بالقول: “هذا هو الوقت المناسب للتحرك. لهز الأمة حتى يتم التوصل إلى اتفاق. انزلوا إلى الشوارع، يا مواطني إسرائيل. انزلوا إلى الشوارع!”

وقالت صديقة ماتان تسانغاوكر، إيلانا غريتزيفسكي، التي تم احتجازها كرهينة أيضا وأُطلق سراحها في نوفمبر في إطار صفقة، إنها تعرف كيف يبدو جحيم الأسر.

وقالت إن نتنياهو “لا يعرف كيف يكون شعورك عندما يكون الموت يحوم حولك طوال اليوم، ولا يعرف كيف يكون شعورك عندما تكون في الأسر وتسمع رئيس الوزراء يقول إن الحرب ستكون طويلة”.

وتعهد رئيس الهستدروت بار دافيد بأن “البلاد بأكملها ستقف ساكنة غدا” واتهم الحكومة بالتخلي عن الدولة بالكامل.

عيناف تسانغاوكر وإيلانا جريتزفيسكي يتحدثان في مظاهرة تطالب بصفقة إطلاق سراح الرهائن خارج مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب، 1 سبتمبر، 2024. (Dana Ra’ani)

وقال إن “الكلمة الأساسية هنا هي التخلي” عن الرهائن، وكذلك عن جنوب البلاد وشمالها، و”التخلي الذي لا يصدق عن الاقتصاد”، بينما “يتم توجيه أموال الإئتلاف إلى مكاتب حكومية غير ضرورية”.

وقال بار ديفيد إنه وعد عائلات الرهائن باستخدام سلطته لوقف النشاط الاقتصادي “عندما يحين الوقت”.

وأضاف “هذا الوقت هو الآن”.

وفي أعقاب المظاهرة في تل أبيب، نزل الآلاف إلى طريق أيالون حيث أغلقوا حركة المرور لمدة ثلاث ساعات، حيث أشعل البعض الألعاب النارية والنيران على الطريق، ووضعوا الصخور والأسوار والمسامير وأجساما معدنية، وهتف البعض “بيبي يقتل الرهائن”، مستخدمين كنية نتنياهو.

وقالت الشرطة في بيان إنها “أُجبرت” على إعلان الاحتجاج على طريق أيالون بأنه غير قانوني ثم “استخدمت تدابير السيطرة على الحشود لتفريق مثيري الشغب”.

أشخاص يغلقون طريق أيالون في تل أبيب ويشعلون النيران خلال احتجاج يطالب بصفقة لإطلاق سراح الرهائن في غزة، 1 سبتمبر، 2024.(Amir Trekel/Pro-Democracy Protest Movement)

وقد اعتقلت الشرطة نحو 30 متظاهرا في تل أبيب، بالإضافة إلى خمسة في القدس وآخرين في مناطق أخرى من البلاد.

واشتبكت الشرطة مع بعض الآلاف من المتظاهرين على طريق أيالون السريع أثناء محاولتها إخلاء الطريق، بما في ذلك باستخدام خراطيم المياه. وألقى أفراد الشرطة ما لا يقل عن أربع قنابل صوتية، مما أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص بجروح طفيفة، من بينهم عضو الكنيست عن حزب “العمل” نعمة لازيمي ومستشارها.

وقالت لازيمي في وقت لاحق على منصة “إكس”: “ثم وقع انفجار آخر كان قريبا وكاد يصيبنا مباشرة”، مضيفة أن شرطي لاحظ ما كان يحدث وأبعدهم، وأنه “بأعجوبة لم تحدث سوى كدمات سطحية قليلة”، وزعمت أنه لم يكن هناك احتكاك عندما ألقيت القنابل “بشكل مفاجئ تماما ودون سابق إنذار”.

كما زعمت لازيمي أن الشرطة “تعرض سلامة الجمهور للخطر” وتتصرف بشكل غير قانوني لخدمة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، المسؤول عن الشرطة.

وقالت الشرطة إن شرطية فقدت وعيها خلال “أعمال شغب” وتم نقلها إلى المستشفى، دون تفصيل ما حدث.

وأفاد موقع “واينت” الإخباري إن متظاهرا يبلغ من العمر 51 عاما أصيب بجروح متوسطة وتم نقله إلى المستشفى بعد أن سقط من ارتفاع 2.5 متر.

أشخاث يغلقون طريقا أثناء احتجاجهم للمطالبة بإبرام صفقة للإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة لدى حماس، في تل أبيب، 1 سبتمبر، 2024. (AP Photo/Ariel Schalit)

انطلقت الاحتجاجات التي جرت في مختلف أنحاء البلاد بتجمع الآلاف للاحتجاج أمام مكتب رئيس الوزراء بالقرب من الكنيست في القدس خلال اجتماع طارئ للمجلس الوزاري الأمني المصغر.

وقام العديد من المتظاهرين بإطلاق الصفارات والأبواق لتعطيل الاجتماع، مما تسبب في ضجيج يصم الآذان. وبعد مرور نصف ساعة من بدء المظاهرة، وقف الحشد دقيقة صمت تكريما للرهائن. بعد مرور الدقيقة، انفجر الحشد مرة أخرى بالصافرات والهتافات الصاخبة.

وصاح أحد المنظمين عبر مكبر الصوت “هذه هي آخر دقيقة صمت ستحظون بها”، صاح أحد المنظمين، بينما شرع في قراءة أسماء الوزراء. “لن نمنح المجلس الوزاري الأمني ​​لحظة صمت حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن!”

إسرائيليون يغلقون طريق أيالون ويشتبكون مع الشرطة في تل أبيب، خلال احتجاج يطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى مسلحي حماس في غزة، 1 سبتمبر، 2024. (Tomer Neuberg/Flash90)

وفي القدس، قام المتظاهرون أيضا في وقت لاحق بإغلاق مدخل رئيسي للمدينة حيث اشتبكوا مع الشرطة التي حاولت إخلاء الطرق.

كما تظاهر الآلاف في عشرات الجسور والطرق السريعة والمدن في أرجاء البلاد في ما يرجح أنها كانت الاحتجاجات الأكبر منذ 7 أكتوبر.

وشارك جد الرهينة نعمة ليفي، شاؤول ليفي، في مظاهرة أقيمت في بئر السبع وقال إن الوضع الاجتماعي والسياسي الحالي يجعل عائلات الرهائن تشعر باليأس.

وقال “عندما يقول نتنياهو إنه يريد تدمير حماس، فإن ذلك لن يحدث. ما يحدث في الواقع هو أنه يدمرنا”.

كما حث سياسيو المعارضة الجمهور على النزول إلى الشوارع والمشاركة في المظاهرات.

رئيس اتحاد نقابات العمال في إسرائيل – الهستدروت، أرنون بار ديفيد، يتحدث أمام حشود كبيرة من الإسرائيليين يطالبون باتفاق عاجل لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 1 سبتمبر 2024. (Gili Yaari / Flash90)

وقال زعيم المعارضة يائير لبيد “كانوا على قيد الحياة. قرر نتنياهو وحكومة الموت عدم إنقاذهم. لا يزال هناك رهائن أحياء هناك، ولا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق، ونتنياهو لا يفعل ذلك لأسباب سياسية”، مضيفا أن رئيس الوزراء يعطي الأولوية للحفاظ على “الائتلاف مع [الوزيرين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل] سموتريتش و[إيتمار] بن غفير على حياة أولادنا”.

وقال زعيم حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس في بيان مصور للجمهور في وقت سابق الأحد “من منطلق حب الدولة والمجتمع الإسرائيليين، ومن منطلق القلق الحقيقي على مستقبلنا، سأحضر الاحتجاج في تل أبيب الليلة، وأدعوكم جميعا للظهور بأعلام إسرائيل”.

وأضاف “تعالوا واجعلوا أصواتكم مسموعة. دعونا ندعو إلى الوحدة والالتزام الحقيقي برهائننا ومقاتلينا وأولادنا ومستقبل البلاد”.

الرهائن (من أعلى اليسار في اتجاه عقارب الساعة): هيرش غولدبرغ بولين (23 عاما)؛ عيدن يروشالمي (24 عاما)؛ أوري دانينو (25 عاما)؛ أليكس لوبنوف (32 عاما)؛ كرمل غات (40 عاما)؛ وألموغ ساروسي (25 عاما)

كما دعا الإسرائيليين إلى الانضمام إلى الإضراب يوم الاثنين.

يعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 33 على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وأفرجت عن أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات الإسرائيلية ثماني رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 37 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.

كما تحتجز حماس مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في 2014 و2015، وكذلك رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.

اقرأ المزيد عن