مظاهرات تتطالب بالتوصل إلى صفقة رهائن وتنتقد تقاعس الحكومة في التعامل مع حزب الله
اعتقال 12 شخصا في تل أبيب بينما تظاهر عشرات الآلاف مطالبين بالتوصل إلى اتفاق مع حماس، وللحث على إجراء انتخابات، والتنديد بإعفاءات الحريديم من الخدمة العسكرية، والتعبير عن غضبهم من الهجمات على الشمال
اعتقلت الشرطة 12 متظاهرا في تل أبيب ليل السبت في نهاية ساعات من الاحتجاجات دعما لصفقة رهائن وضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسياسات الإئتلاف الحاكم.
وتظاهر عشرات الآلاف في تل أبيب، كما نُظمت احتجاجات عديدة في مختلف أنحاء البلاد، حيث أعلن بعض المتحدثين أن النصر الكامل على حماس هو أمر مستحيل، وبالتالي لا بد من إنهاء الحرب لضمان إطلاق سراح الرهائن.
جرت الاحتجاجات الأسبوعية على خلفية تعثر المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، بعد ساعات من مقتل ثمانية جنود إسرائيليين أثناء القتال في رفح جنوب قطاع غزة، ووسط تحركات الحكومة نحو تمرير مشروع قانون يهدف إلى الحفاظ على الإعفاء الواسع النطاق للرجال الحريديم من الخدمة العسكرية.
كما قام بعض المتظاهرين في شارع “كابلان” في تل أبيب بإحراق خيام لتسليط الضوء على ما اعتبروه تقاعس الحكومة في مواجهة هجمات حزب الله المستمرة على شمال إسرائيل، بينما أكد ممثل عن عائلات الرهائن – في تجمع حاشد نظمه منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين على بعد بضعة شوارع – أن إسرائيل لن تكون قادرة أبدا على تحقيق النصر الكامل في الحرب ضد حماس.
وقام المتظاهرون في شارع كابلان بإحراق خيام للدلالة على عشرات الآلاف من الأفدنة من الأراضي التي احترقت في هجمات حزب الله اليومية على شمال إسرائيل.
واشتبك المتظاهرون مع الشرطة بعد وقت قصير من قيامهم بإشعال النيران، ووقعت أيضا مناوشات عندما سعى المتظاهرون إلى إغلاق طريق “أيالون” السريع الرئيسي في المدينة.
وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على 12 شخصا بسبب إخلال مزعوم بالنظام العام، بما في ذلك إغلاق الطرق والتظاهر بما يتجاوز الفترة الزمنية المسموح بها.
وتم تصوير الشرطة وهي تعتقل مصور صحيفة “هآرتس”، إيتاي رون، على الرغم من أن المارة أبلغوا الشرطة Hنه صحفي. بحسب تقارير إعلامية عبرية، تم إطلاق سراحه بعد ساعة.
وحضر عضوا الكنيست من حزب “العمل” غلعاد كاريف ونعمة لزيمي في موقع اعتقال أحد الأشخاص، حيث قوبلا بصيحات استهجان من قبل متظاهرين من اليمين.
كما حضر عضو الكنيست وزعيم حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس مظاهرة تطالب بإعادة الرهائن، وهي الأولى له منذ انسحاب حزبه “الوحدة الوطنية” من الحكومة يوم الأحد الماضي، في شاعر هنيغف بالقرب من غزة.
وخاطب زعيم المعارضة يائير لبيد المظاهرين المناهضين للحكومة في “كابلان”، منتقدا قرار الكنيست الأخير لإحياء مشروع قانون، إذا تم تمريره، سينص على خفض سن الإعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية لطلاب المعاهد الدينية من سن 26 إلى 21 عاما.
وقال لبيد إن مشروع القانون المثير للجدل يميز “بين دماء البعض ودماء البعض الآخر” و”يمزق البلاد أكثر”.
رهينة محرر يناشد: “توصلوا إلى صفقة”
في ساحة الرهائن، على بعد بضعة شوارع من احتجاج كابلان، اتخذ منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين موقفا انتقاديا بشكل غير معتاد تجاه الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث قال أحد المتحدثين باسم المنتدى الذي نظم اجتماعه الأسبوعي للحشد إن إسرائيل لن تحقق أبدا وعد نتنياهو بالنصر الكامل على حماس.
وقال رامي بيجا للآلاف الذين تجمعوا في ساحة المخطوفين: “نعلم جميعا الخسائر الفادحة التي تكبدها الأمريكيون في فيتنام وحتى الألمان لم يطردوا الثوار. حماس مثل الصراصير: ترش عليهم المبيدات ويعودون. نحن بحاجة إلى ضربهم، ولكن لا تقولوا لي إننا نستطيع الانتصار. لا يمكن الانتصار هنا بالكامل”.
في رسالة مسجلة، قال الرهينة المحرر أندريه كوزلوف إنه والرهائن الثلاث الآخرين الذين حررتهم القوات الإسرائيلية من أسر حماس في 8 يونيو شاهدوا صورا من المظاهرات الأسبوعية المطالبة بعودتهم أثناء وجودهم في الأسر.
وقال كوزلوف “كل ليلة سبت تقريبا كانوا يعرضون علينا مسيرات من تل أبيب. لم أحص عدد الأشخاص الذين كانوا هناك لكننا رأينا الكثير منهم. أتذكر كيف رأى ألموغ [مئير جان] صورته لأول مرة [على ملصق في المسيرة] وكانت بمثابة نسمة هواء نقية بالنسبة له. لقد بذلتم الكثير من الجهد والوقت لإعادتنا إلى الوطن وقد أعطاني ذلك الأمل. أنتم أبطال”.
ودعا كوزلوف الحكومة إلى “عقد صفقة” مع حماس، التي تطالب بوقف دائم لإطلاق النار، من بين مطالب أخرى، كشرط أساسي لإعادة الرهائن الـ 120 الذين ما زالوا محتجزين في غزة، العديد منهم ليسوا على قيد الحياة.
وقالت روتيم كالديرون، التي يحتجز والدها عوفر كرهينة في غزة، خلال المظاهرة: “لقد مات شعب إسرائيل في 7 أكتوبر ولن يتم إحياؤه إلا عندما يعود الجميع. صفقة الآن. أحبك أبي”.
وأشارت ميخال لوبنوف، التي يُفترض أن زوجها أليكس محتجز كرهينة، إلى أنه سيتم الاحتفال بيوم الأب في 21 يونيو وأن المظاهرة تركز على الرجال والآباء في الأسر في غزة.
وقالت وهي تحبس دموعها “إنه عيد الأب وأليكس لا يعرف حتى أن لديه ولدا”، وأضافت أنها أنجبت في فبراير الطفل الثاني للزوجين، كاي، وأن مولودهما الأول، البالغ من العمر عامين ونصف، تعلم استخدام الحمام ويتعلم ركوب الدراجة، وسردت اللحظات التي فاتت زوجها.
في وقت سابق من مساء السبت، خاطب عدد من عائلات الرهائن الذين يطالبون بإنهاء الحرب كجزء من صفقة رهائن وسائل الإعلام في مكانهم الروتيني بالقرب من بوابة “بيغن” في مقر وزارة الدفاع (الكيرياه)، معربين عن مشاعر مماثلة.
وحذرت أيالا ميتسغر، التي تحتجز حماس جثمان والد زوجها يورام، من حرب كبرى إضافية في الشمال بينما يطلق حزب الله النار بلا هوادة على شمال إسرائيل.
وقالت “استمرار الحرب سيتسبب في استمرار الخسائر في الأرواح بين المختطفين من الجنود والمدنيين. الصفقة تعني الأمن. سيجلب الاتفاق الأمن على جميع الجبهات”.
على النقيض من ذلك، دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مساء السبت، إلى مواصلة القتال في غزة بعد مقتل الجنود الثمانية في رفح، قائلا: “نحن في حرب على وجودنا”.
وكتب على منصة X: “سقط أبناؤنا حتى ننتصر وحتى يتمكن هذا الجيل من العيش في دولة يهودية آمنة”، معلنا أن “الثمن الباهظ للحرب يلزمنا بالاستمرار حتى التدمير الكامل للعدو”.
مظاهرات مشتركة في القدس
في القدس، في ضوء انتهاء يوم السبت في وقت متأخر، قام فرع القدس لمنتدى عائلات المخطوفين بمشاركة المنصة مع مجموعة الاحتجاج المناهضة للحكومة “حماية بيتنا المشترك”، مما أدى إلى احتجاج كبير وموحد في “ساحة باريس” يدعو إلى صفقة رهائن وإلى إسقاط حكومة نتنياهو.
وهتف المتظاهرون أثناء انتظار بدء الخطب على المنصة: “لا لحكومة كاهانية” و”من تخلى عنهم، عليه أن يعيدهم [الرهائن]!”.
واتهمت توم باركاي، إحدى منظمي منتدى عائلات الرهائن في فرع القدس، نتنياهو بنسف صفقة رهائن محتملة.
وقالت “قادة حقيقيون يضعون المصالح السياسية جانبا من أجل التوصل إلى صفقة فورية”.
كما أعرب الناشط المناهض للحكومة إيفي شوهام عن إحباطه من قانون التجنيد الحريدي، وقال للجمهور إنه “لا يستطيع النوم ليلا” منذ 7 أكتوبر، حيث يواصل العديد من أبنائه الخدمة كجنود احتياطيين في الحرب المستمرة.
وانتقد شوهام بشدة مشروع القانون الذي يسمح بإعفاءات مستمرة لطلاب المعاهد الدينية الحريدية، قائلا إنه إذا تم إقراره، فإنه سيجبر أبنائه وأصدقائهم على الخدمة في الجيش لوقت أطول.
وقال: “سوف يقضون المزيد من سنوات الخدمة الاحتياطية، وسيقضون المزيد من أيام الخدمة الاحتياطية كل عام لأنه لا يوجد خيار آخر”.
وهاجم المحامي روني معلم، الذي قتلت حماس ابنته نعمة في مذبحة “سوبر نوفا”، نتنياهو في خطابه قائلا إن رئيس الحكومة“لا يستحق أن يكون زعيما، وبالتأكيد ليس رئيسا للوزراء”.
واتهم معلم رئيس الوزراء بالتخلي عن ابنته والآخرين الذين قُتلوا في 7 أكتوبر، قائلا إن نتنياهو يواصل شغل منصب رئيس الوزراء “فقط من أجل نجله وزوجته و35 وزيرا فاسدا” في الحكومة الحالية.
وتفرق الاحتجاج سلميا في القدس.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.