إسرائيل في حالة حرب - اليوم 502

بحث

مصير المرحلة الثانية من صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار على المحك مع توجه نتنياهو إلى واشنطن

بحسب تقارير فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرجأ إرسال فريق تفاوضي إلى قطر حتى عودته من الولايات المتحدة، وقد يعين رون ديرمر رئيسا للوفد بدلا من رئيس الموساد برنياع

المتظاهرون من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة يحثون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على متابعة اتفاق وقف إطلاق النار الحالي حتى النهاية، على طريق بيغين في تل أبيب، 1 فبراير، 2025.  (Gilad Furst/Pro-Democracy Protest Movement)
المتظاهرون من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة يحثون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على متابعة اتفاق وقف إطلاق النار الحالي حتى النهاية، على طريق بيغين في تل أبيب، 1 فبراير، 2025. (Gilad Furst/Pro-Democracy Protest Movement)

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت إن نتنياهو سيلتقي المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في واشنطن يوم الاثنين لبدء محادثات بشأن المرحلة الثانية من صفقة إطلاق سراح الرهائن مع حماس والتي من المقرر أن تبدأ في نفس اليوم.

ويأتي لقاء نتنياهو مع ويتكوف في إطار زيارة دبلوماسية أوسع نطاقا إلى واشنطن، والتي كان من المقرر أن يغادر إليها في الساعة الثامنة صباحا يوم الأحد. ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء.

بالإضافة إلى اجتماعه مع نتنياهو، سيتحدث ويتكوف أيضا مع رئيس وزراء قطر ومع مسؤولين مصريين هذا الأسبوع، وبعد ذلك سيناقش هو ونتنياهو إرسال وفود للمشاركة في مزيد من المحادثات حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب بنود اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فإن مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق يجب أن تبدأ في موعد أقصاه اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، أي يوم الاثنين.

ورغم ذلك، أفاد موقع “واللا” الإخباري يوم السبت أن نتنياهو لن يرسل فريقا من المفاوضين إلى قطر إلا بعد اجتماعه مع ترامب.

بحسب التقرير، ألغى نتنياهو اجتماعا كان مقررا في اللحظة الأخيرة مساء السبت مع رئيس الموساد دافيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، والمسؤول عن ملف الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون، ومفاوضين كبار آخرين.

كما أُبلغ المسؤولون بإلغاء الاجتماع من قبل السكرتير العسكري لنتنياهو، رومان غوفمان، الذي أخبرهم أن رئيس الوزراء قرر عدم إرسال الفريق إلى قطر إلا بعد اجتماعه المقبل مع ترامب. ومع ذلك، فإن تأجيل المفاوضات حتى ذلك الحين يبدو أنه ينتهك شروط الصفقة.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجلس على أحد جانبي مكتبه، بينما يقوم رئيس طاقمه تساحي برافرمان بتدوين الملاحظات على رأس المكتب، في اجتماع مع كبار المسؤولين الأمنيين: (من اليسار إلى اليمين) الميجر جنرال ورونين غوفمان، المساعد العسكري لرئيس الوزراء؛ رئيس الأركان الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي؛ وزير الدفاع آنذاك يوآف غالانت؛ رئيس الموساد دافيد برنياع؛ ورئيس الشاباك رونين بار، في مقر الجيش الإسرائيلي (الكيرياه) في تل أبيب، 2 أكتوبر، 2024. (Maayan Toaf/GPO)

وقال مصدر إسرائيلي لم يكشف عن هويته للموقع الإخباري إن قرار نتنياهو هو “علامة مقلقة للغاية” بشأن تنفيذ المرحلة الثانية، معربا عن قلقه من أنه قد يؤثر سلبا أيضا على تنفيذ المرحلة الأولى التي ستستمر لمدة 42 يوما.

ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الثانية من الصفقة إعادة جميع الرهائن الأحياء المتبقين – بمن فيهم الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما والجنود الذكور – الذين يحتجزهم المسلحون في قطاع غزة، مقابل عدد لم يتم تحديده بعد من السجناء الأمنيين الفلسطينيين والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

ومع ذلك، أشارت التقارير بشكل متزايد إلى أن نتنياهو يفكر بجدية في إمكانية استئناف الحرب بعد المرحلة الأولى من الصفقة، كما يطالب أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم، بدلا من الاستمرار في المرحلة الثانية.

في وقت سابق من يوم السبت، ذكرت القناة 13 أن رئيس الوزراء عقد اجتماعا يوم الجمعة بشأن إمكانية استئناف الحرب في غزة. ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إن رئيس الوزراء يدفع كما يبدو باتجاه استئناف الحرب، وطلب من الجيش الإسرائيلي تقديم خطط عملياتية.

حتى الآن، تم إطلاق سراح 13 رهينة إسرائيلية في إطار الاتفاق، الذي ينص على إطلاق سراح 33 رهينة ضمن ما تُسمى بـ”الفئة الإنسانية” خلال المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما، مع توقف القتال في القطاع. كما تم إطلاق سراح خمس رهائن تايلانديين خارج إطار الاتفاق.

وفي أحدث عملية إطلاق سراح للرهائن يوم السبت، تم تسليم ياردن بيباس وكيث سيغل وعوفر كالديرون لإسرائيل بعد 484 يوما في الأسر.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) يلتقي مبعوث ترامب ستيف ويتكوف في مكتبه في القدس في 29 يناير 2025. (Maayan Toaf/GPO)

ورحبت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفات بالإفراج عن الرجال الثلاثة، قائلة: “اليوم، يحتفل الأمريكيون بعودة المواطن الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل واثنين من الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين لدى إرهابيي حماس منذ 7 أكتوبر 2023”.

وأضافت أن “الرئيس [دونالد] ترامب وإدارته عملوا بجد لتأمين إطلاق سراحهم وهم ملتزمون بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين”.

المرحلتان اللاحقتان من الصفقة المكونة من ثلاث مراحل مرهونة بالمفاوضات بهدف معلن يتمثل في الوصول إلى “هدوء مستدام” في القطاع، إلى جانب إطلاق سراح الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة، والإفراج عن المزيد من السجناء الأمنيين الفلسطينيين والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.

الرهائن من بين 251 إسرائيليا وأجنبيا تم اختطافهم في 7 أكتوبر، 2023، عندما اقتحم حوالي 3000 مسلح بقيادة حماس جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص.

من بين الرهائن الـ 251 الذين اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر، لا يزال هناك 76 في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

ديرمر بدلا من برنياع الذي سيتم تهميشه

إلى جانب التقارير التي تفيد بأن نتنياهو ألغى اجتماعا مع كبار المفاوضين الإسرائيليين، أفادت القناة 12 مساء السبت أن رئيس الوزراء يفكر في تعيين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر رئيسا لفريق التفاوض الإسرائيلي للمحادثات المتبقية مع حماس بشأن الرهائن بدلا من رئيس الموساد دافيد برنياع.

وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يلقي كلمة أمام الكنيست في 22 يناير، 2025.(Noam Moskowitz/Knesset Spokesperson’s Office)

وبحسب التقرير، سيبقى برنياع في الفريق إلى جانب بار وألون، بينما سيشرف ديرمر على المحادثات.

وقال مسؤولون إسرائيليون للقناة إن نتنياهو يدرك أن المفاوضين يريدون بذل كل ما في وسعهم لضمان تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة الرهائن مع حماس، ويريد رئيس الوزراء إبقاء خياراته مفتوحة.

بحسب أخبار القناة 12، يقول مسؤولون في فريق نتنياهو إنه بما أن المناقشات الرئيسية تجري الآن مع إدارة ترامب، فيجب أن يقودها شخص لديه وجهة نظر دبلوماسية، وليس أمنية.

وزعم التقرير أن ويتكوف أعرب عن تفضيله العمل مع ديرمر، وأن لديه تحفظات بشأن العمل مع فريق التفاوض الحالي.

الرهينة عوفر كالديرون على منصة نصبتها حركة حماس في خان يونس في 1 فبراير 2025 (Screen grab/YouTube)

وقال مكتب رئيس الوزراء إن التقارير التي نُشرت في القناة 12 وفي وسائل اعلام أخرى “غير صحيحة” وأكد أن “القرارات بشأن المفاوضات لن تُتخذ إلا بعد عودة رئيس الوزراء من الولايات المتحدة”.

“العصر الذهبي للسلام في الشرق الأوسط”

بحسب هيئة البث الإسرائيلية “كان” فإنه من المتوقع أن يستغل نتنياهو زيارته إلى واشنطن كفرصة لدفع إدارة ترامب نحو تحقيق تقدم في محادثات التطبيع مع السعودية.

وأضاف التقرير أن إسرائيل تدفع نحو إنشاء فريق تفاوضي لإجراء محادثات بشأن العلاقات الرسمية مع الدولة الخليجية، مضيفا أن إدارة ترامب تريد تحقيق السلام بين القدس والرياض كجزء من رؤية الرئيس لـ “العصر الذهبي للسلام في الشرق الأوسط”.

ستكون هذه الخطوة بمثابة توسيع لـ”اتفاقيات إبراهيم”، التي أسست من خلالها إسرائيل علاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب. ولم تنضم السعودية إلى الاتفاقيات، التي تم توقيعها في عام 2020، ولم تعترف بإسرائيل قط.

ولقد تم تأجيل مسألة التطبيع بالكامل تقريبا بسبب الحرب في غزة وذلك مطالب السعودية بأن تقوم إسرائيل بإنشاء أفق دبلوماسي لدولة فلسطينية مستقبلية.

ومع ذلك، قال ترامب قبل عودته إلى البيت الأبيض الشهر الماضي إنه يأمل في استخدام زخم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لتوسيع اتفاقيات إبراهيم لتشمل السعودية.

اقرأ المزيد عن