مصر قامت ببناء سياج مسور في حالة فرار أعداد كبير من سكان غزة إلى سيناء – تقرير
مسؤولون مصريون يقولون لـ"وول ستريت جورنال" أن الموقع المغلق يمكن أن يأوي أكثر من 100 ألف شخص، في الوقت الذي تضع فيه القاهرة خطط طوارئ قبل العملية الإسرائيلية المتوقعة في المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة
تقوم مصر ببناء جدار في صحراء سيناء بالقرب من غزة، بحسب تقرير الخميس، وسط مخاوف من أن تؤدي عملية إسرائيلية في رفح إلى قيام أعداد كبيرة من الفلسطينيين بمحاولة الاحتماء في الأراضي المصرية.
وقال مسؤولون ومحللون أمنيون مصريون لصحيفة “وول ستريت جورنال” أنه كجزء من خطط الطوارئ، يجري العمل على إنشاء منطقة مسيّجة بمساحة 20 كيلومترا مربعا بالقرب من قطاع غزة يمكن أن تؤوي أكثر من 100 ألف شخص.
لكن المسؤولين المصريين قالوا إن مصر ستحاول الحد من عدد الفلسطينيين في المنطقة المسورة إلى ما بين 50 ألف إلى 60 ألف إذا فرت أعداد كبيرة من اللاجئين من القطاع.
وأضاف المسؤولون أنه سيتم منع الفلسطينيين من مغادرة المنطقة – وهي ليست قريبة من أي بلدات مصرية – ما لم يغادروا إلى بلد آخر، وأنه سيتم تشديد قيود السفر في شمال سيناء.
ونفى المحافظ المحلي إنشاء مخيم للاجئين، وأكد للصحيفة أن العمل كان جزءا من تقييم الأضرار الناجمة عن العمليات العسكرية المصرية السابقة ضد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء.
وتضمن تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” عن الجدار الجديد مقطع فيديو قصير يظهر عدة مركبات بناء جنوب رفح، إلى جانب صورة أقمار اصطناعية للأعمال على المشروع.
وجاءت هذه التقارير قبل عملية إسرائيلية متوقعة في رفح، الواقعة على الحدود بين غزة ومصر، وهي آخر معقل رئيسي لحماس في القطاع. وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون من المخاطر الإنسانية لدخول الجيش الإسرائيلي إلى المدينة، التي يعيش فيها أكثر من مليون لاجئ من سكان غزة.
في نهاية الأسبوع، تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتوفير “ممر آمن” للمدنين إلى خارج رفح دون تحديد المكان الذي سيكون بإمكان الأعداد الهائلة من الأشخاص المتجمعين هناك التوجه إليه.
في محاولة لمنع تدفق أعداد هائلة من اللاجئين، وضعت مصر، خلال الأسبوعين الأخيرين، حوالي 40 دبابة بالقرب من الحدود مع غزة، بعد تدعميها للجدار الحدودي منذ بداية الأعمال العدائية، سواء من الناحية الهيكلية أو بمعدات المراقبة، حسبما أفادت وكالة الأنباء “رويترز”.
يوم الثلاثاء، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بوجود خطط إسرائيلية لإخلاء الفلسطينيين من رفح إلى سلسلة من مدن الخيام في أنحاء غزة، والتي قالت إنها مشتركة مع مصر.
وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن هناك عدة خطط قيد المناقشة، ولم تتم الموافقة على أي منها بعد.
كما ذكرت الصحيفة مؤخرا أن المسؤولين المصريين حذروا من تعليق معاهدة السلام المستمرة منذ عقود بين مصر وإسرائيل إذا دخلت قوات الجيش الإسرائيلي رفح، أو إذا أُجبر أي من لاجئي رفح على التوجه جنوبا إلى شبه جزيرة سيناء. ومع ذلك، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري هذا الأسبوع أن القاهرة ملتزمة بدعم معاهدة السلام مع إسرائيل.
وقال شكري يوم الاثنين: “سنواصل جهودنا مع الطرفين للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن والأسرى وضمان دخول المساعدات إلى قطاع غزة”، في إشارة إلى الجهود المستمرة مع قطر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس.
وأفادت تقارير أن مصر حذرت حماس بأنه ينبغي عليها التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في غضون إسبوعين، وإلا فإن إسرائيل ستدخل رفح.
كما انتقد شكري سلوك إسرائيل في الحرب وأكد مجددا معارضة مصر لاحتمال تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء في حالة شن عملية في رفح، وأضاف أن الحل الوحيد للصراع هو إقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل عام 1967.
مساء الأحد، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي أبلغ مجلس الوزراء أنه وافق بالفعل على عملية في رفح ثلاث مرات وأن الجيش مستعد لتنفيذها عندما يحصل على الضوء الأخضر من الحكومة.
كما أفادت القناة 12، دون ذكر مصادر، بأن الجيش الإسرائيلي يفضل السماح للمدنيين الغزيين الذين يحتمون حاليا في رفح بالانتقال إلى شمال القطاع فقط كجزء من صفقة إطلاق سراح الرهائن. إذا لم يكن الأمر كذلك، وفقا للتقرير، فإن الجيش لديه طرق أخرى للعمل في رفح، لكن لم يتم تحديد أي منها.
اندلعت الحرب في غزة إثر المذبحة التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام آلاف المسلحين الحدود عبر الجو والبر والبحر، وقيامهم بقتل حوالي 1200 شخص واختطاف 253 آخرين، معظمهم من المدنيين. ردا على الهجوم، شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة تهدف إلى القضاء على الحركة وإعادة الرهائن، الذين تم انقاذ اثنين منهم في عملية عسكرية في رفح فجر الإثنين.