مصر: حماس تنظر إلى اقتراح صفقة الرهائن “بإيجابية” في انتظار الرد الإسرائيلي
وزير الخارجية شكري يكرر رفض القاهرة للسيطرة الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي؛ مسؤول إسرائيل يقول لشبكة NBC إن وصف بايدن للاقتراح "غير دقيق"
قال وزير الخارجية المصري في إسبانيا يوم الاثنين إن حماس ترحب بالاقتراح الخاص بصفقة الرهائن الذي طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال نهاية الأسبوع.
وقال سامح شكري، في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن “التصريحات الأولية لحماس تشير إلى أنها استقبلت الاقتراح بشكل إيجابي”.
ويبدو أن شكري كان يشير إلى رد حماس على خطاب بايدن يوم الجمعة الذي قالت فيه إنها تنظر إلى الخطاب بشكل إيجابي وستتفاوض بحسن نية لضمان وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب دائم للقوات الإسرائيلية من غزة.
وأضاف شكري “نحن الآن في انتظار الرد الإسرائيلي”.
وأعلن بايدن في خطابه ما وصفه باقتراح إسرائيلي للصفقة، مما أثار هزة في الحكومة الإسرائيلية، حيث هددت أحزاب اليمين المتطرف بإسقاط الائتلاف إذا حاول نتنياهو الحصول على الموافقة عليه.
وكشف بايدن في خطابه أن الاقتراح الإسرائيلي الجديد ظاهريا لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن قد تم تقديمه يوم الخميس إلى حماس عبر قطر. وقد عرض الرئيس الأمريكي بعض العناصر الرئيسية للاقتراح بشيء من التفصيل، وحث حماس على قبوله وحض الحكومة الإسرائيلية على “دعمه”.
إلا أن مسؤولا إسرائيليا كبيرا شكك يوم الإثنين في توصيف بايدن للصفقة، مؤكدا لشبكة أخبار NBC على أن إسرائيل لم توافق أبدا على سحب قواتها بالكامل من غزة في أي صفقة.
وقال المسؤول إن وصف الرئيس الأمريكي “ليس دقيقا”.
وقال المسؤول إن الاقتراح الذي أعلنه بايدن لم يكن اقتراحا إسرائيليا بل اقتراحا نشأ من الدول الوسيطة، وأدخلت إسرائيل تعديلات عليه.
وقال المسؤول “من الغريب أنهم يقولون إنه اقتراح إسرائيلي وفي نفس الوقت يتعين على إسرائيل الموافقة عليه”.
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من تأكيد مستشار كبير لنتنياهو أنه على الرغم من أنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن التي تم طرحها، إلا أن إسرائيل وافقت على إطار العمل.
كما أكد شكري رفض مصر سيطرة إسرائيل على معبر رفح الحدودي.
وقال كبير الدبلوماسيين المصريين “من الصعب أن يستمر معبر رفح في العمل بدون إدارة فلسطينية”.
وأعربت مصر، الأحد، عن الموقف نفسه خلال اجتماع ثلاثي مع مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، بحسب قناة “القاهرة” الإخبارية التلفزيونية المصرية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف العديد من الأنفاق عبر الحدود ومنصات إطلاق صواريخ التي وضعتها حماس على طول الحدود مع مصر.
وكان الجيش الإسرائيلي قد سيطر على الجانب الغزي من المعبر من حماس في أوائل شهر مايو، ومنذ ذلك الحين ترفض مصر السماح للبضائع بالمرور عبر المعبر، رغم أنها وافقت الآن على إرسال المساعدات عبر معبر “كيرم شالوم” (كرم أبو سالم) الإسرائيلي.
تستضيف مصر بالاشتراك مع الأردن والأمم المتحدة مؤتمرا دوليا طارئا بشأن المساعدات الإنسانية لغزة في الحادي عشر من يونيو على شواطئ البحر الميت في الأردن.
وقال مسؤول إسرائيلي ل”تايمز أوف إسرائيل” إن إسرائيل لن تشارك في المؤتمر.
مساء الأحد، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في كابينت الحرب بيني غانتس لمناقشة أحدث مقترحات صفقة الرهائن.
وفي مكالمته مع غالانت، أشاد بلينكن “باستعداد إسرائيل لإبرام صفقة وأكد أن العبء يقع على عاتق حماس لقبولها”، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان بشأن المحادثة.
وقال بلينكن لغانتس أيضا إنه بالإضافة إلى تحقيق الهدف المتمثل في إطلاق سراح الرهائن، فإن تنفيذ الاتفاق “من شأنه أن يعزز المصالح الأمنية الإسرائيلية على المدى الطويل، بما في ذلك من خلال فتح إمكانية الهدوء على طول حدود إسرائيل مع لبنان مما يسمح للإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم”.
كانت هذه المحادثات هي أول مكالمتين معلنتين بين كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين منذ خطاب بايدن ليلة الجمعة.
في بيان أصدره مكتبه صباح الإثنين، قال غالانت إنه “أكد التزام إسرائيل بتفكيك حماس كسلطة حاكمة وعسكرية”.
وقال بايدن يوم الجمعة إن الاتفاق “سيعيد جميع الرهائن إلى ديارهم، ويضمن أمن إسرائيل، ويخلق يوما أفضل في غزة بدون حماس في السلطة، ويهيئ المسرح لتسوية سياسية توفر مستقبلا أفضل للإسرائيليين وللفلسطينيين على حد سواء”.
وأكد زعماء إسرائيليون بعد خطاب بايدن أن الحرب ستستمر حتى يتم تدمير حماس، وانتقدت قطاعات كبيرة من الحكومة الإسرائيلية بايدن لعدم قيامه بتوضيح كيفية تحقيق ذلك.
ورغم أن الرئيس الأمريكي أكد على أن الصفقة من شأنها أن تبعد الحركة عن السلطة، وقال إنها “لم تعد قادرة على تنفيذ هجوم آخر مثل السابع من أكتوبر”، إلا أن الأجزاء المعلنة من العرض لم تحدد كيف سيتم استبدال حكم حماس في غزة.
وقد ناقش كابينت الحرب هذه القضية عندما انعقد مساء الأحد.
وفقا لتقارير إعلامية عبرية، قدم غالانت لمجلس الوزراء خطة لتشكيل “فقاعات إنسانية” داخل القطاع الفلسطيني، حيث سيكون الفلسطينيون الذين يثبت عدم انتمائهم لحماس أو أي جماعات مسلحة أخرى مسؤولين عن الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية داخل أحياء محددة.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد.