مصر جاهزة للضغط على الفلسطينيين في عملية السلام، بحسب السفير
في اول ملاحظات علنية، حذر السفير حازم خيرت ايضا ان ’استمرار الاحتلال’ سبب الارهاب؛ ينادي الى اغلاق المنشآت النووية الإسرائيلية
القاهرة على استعداد لخلق “بيئة فلسطينية ملائمة” للوصول الى اتفاقية سلام اسرائيلية فلسطينية، قال السفير المصري الى اسرائيل الخميس، باديا كأنه يرد على الطلب الإسرائيلي من الدول العربية لتشكيل ضغط أكبر على السلطة الفلسطينية.
ولكن في أول ظهور علني له منذ توليه السفارة في شهر فبراير، بدا حازم خيرت كأنه يلوم اسرائيل على الجمود في عملية السلام، وأكد على إرادة القاهرة بتخلص اسرائيل من اسلحة النووية المفترضة.
“بينما النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يواجه جمود خطير، لا تزال مصر تعتقد ان الوصول الى اتفاقية السلام ممكن”، قال خيرت خلال خطاب في مؤتمر في هرتسليا.
“من أجل سلام عادل يعيد الأمن الى المنطقة، سوف تستمر مصر بالعمل مع جميع الأطراف، ومن ضمن ذلك تجهيز بيئة فلسطينية ملائمة وتشغيل مبادرة السلام العربية. ولكن الإسرائيليين والفلسطينيين وحدهم يمكنهم اتخاذ القرار الشجاع لتحقيقه”.
في الأسابيع الأخيرة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدة مرات انه على الإنفراج الإسرائيلي مع العالم العربي أن يتم قبل التوقيع على اتفاق مع الفلسطينيين، وعبر عن امله بأن يتمكن القادة العرب على رام الله للقيام بالتنازلات الضرورية لإتفاقية السلام.
وبالرغم من ملاحظاته، أوضح خيرت انه لا يعتقد انه يمكن للقدس الإنتظار بدون نهاية بدون التطرق مع القضية الفلسطينية.
“تجاهل الوقائع لا يغيرها. بل يمكن لذلك ان يؤدي الى الإنفجار الذي يحاول تجنبه، كما تظهر موجة العنف الإسرائيلية الفلسطينية الأخيرة”، قال.
وبعدها قام بعرض قائمة من “التطورات التراجيدية البسيطة” التي وقعت: “التوترات في القدس، الأوضاع المتدهورة في الضفة لغربية، ومن ضمنها المستوطنات التي تتوسع في المنطقة C [المنطقة من الضفة الغربية الواقعة تحت سيطرة منية وعسكرية اسرائيلية]، مقلصة أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، بالإضافة الى التوغلات في المناطق A وB”. وقال أن هذه المسائل “تقوض الأمل للمستقبل”.
لم يتبقى الكثير من الوقت لتطبيق حل الدولتين، قال السفير، مضيفا أن انعدام السلام يفيد المنظمات المتطرفة.
“بينما لا يوجد تبرير للإرهاب، على علاجه التعامل مع الأسباب، وليس العوارض فقط”، قال. وهذا يتضمن التعامل مع جميع اسباب التطرف العنيف، “ان كانت هذه الاسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، أو استمرار الإحتلال ومشاكل سياسية مزمنة وغير محلولة أخرى”.
وتطرق خيرت الى خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخير دعما للتصالح الإسرائيلي الفلسطيني، ولكنه أشاد أيضا بمبادرة السلام الفرنسية الحالية على انها “تساهم في إطار العمل الدولي من أجل هذا الهدف”. وقال أن اجتماعي وزاري في باريس في وقت سابق هذا الشهر “بالتأكيد كانت بمثابة خطوة أخرى باتجاه السلام”.
وتعارض اسرائيل مؤتمر باريس كـ”فرصة ضائعة” تبعد امكانيات السلام.
وخصص السفير المصري جزء كبير من خطابه لعدم الإنتشار النووي، مفتخرا بمحاولات القاهرة لخلق شرق اوسط خالي من الأسلحة النووية. ودان “انعدام الإرادة السياسية لدى القليلين، ليس الجميع” التي تنتج بفشل هذه المحاولات.
وفي شهر سبتمبر 2015، ترأست القاهرة حملة بائت بالفشل لتبني الوكالة الدولية للطاقة النووية مشروع قرار يطالب بمراقبة دولية للمنشآت النووية الإسرائيلية.
“قد بذلت مصر مجهود كبير ومصرة على الاستمرار بالعمل بالتنسيق مع شركائها لإنشاء منطقة خالية من جميع اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط”، قال. “نأمل بأن تستجيب جميع الدول في المنطقة الى هذا النداء للسلام والأمن للجميع”.
’ماذا يمكن لإسرائيل أن تطلبه أكثر؟’
وأكد الشفير الأردني في اسرائيل، وليد عبيدات متحدثا أيضا في مؤتمر هرتسليا، على نداء زميله المصري لعودة سريعة الى مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، داعما المبادرة الفرنسية مثله، ولكن مع إبراز مبادرة السلام العربية.
“حسب رأي الأردن، حسب رأي الدول العربية، مبادرة السلام العربية هي سيدة جميع المبادرات عندما نتحدث عن التوجهات الاقليمية”، قال.
وقال عبيدات أن المبادرة، التي تعد اسرائيل بتطبيع شامل للعلاقات مع العالم العربي بعد التوصل الى اتفاقية سلام مع الفلسطينيين، تحظى بدعم الجامعة العربية، بالإضافة الى منظمة التعاون الإسلامي.
“نحن نتحدث عن 58 دولة بالإجمالي. ماذا يمكن لإسرائيل ان تطلبه اكثر؟”
وأشار الدبلوماسي الأردني الى تبني نتنياهو الجزئي في 30 مايو للمبادرة العربية، ولكنه قال انه على اسرائيل الفعل اكثر من مجرد التحدث عن الفكرة. “نحن ندرك الإشارات الأخيرة، التعامل الأخير، مع مبادرة السلام العربية”، قال عند نهاية خطابه. “نحن نراها بشكل ايجابي جدا، ولكننا ننتظر رؤية الأفعال في هذه المسألة”.